الحديث في الثقافة الجنسية خروج عن الآداب العامة!

سمية درويش

الحوار المتمدن-العدد: 862 - 2004 / 6 / 12 - 07:31
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

سمية درويش من غزة: يكاد أن يكون الحديث عن موضوعات التربية والثقافة الجنسية في المجتمع الفلسطيني -شأنه في ذلك شأن المجتمع العربي والإسلامي- من المحرمات Taboo، فالحديث في موضوع الثقافة الجنسية هو نوع من الخروج عن الآداب العامة الذي يبعث على الخجل والبعد عن مؤشرات الأخلاق، لذلك يجب كبته وقمعه أو تجاهله في أحسن الأحوال، وهذا بلا شك موقف قاصر وخاطئ نابع من تصور الناس بأن الثقافة الجنسية تنحصر في مجال العملية الجنسية والشهوة والمزاج.
ولكن الحقائق تشير إلى أن الجنس دفعة فسيولوجية غريزية تؤدي إلى نشاط يهدف إلى التناسل والحفاظ على النوع، ولكننا إذا تأملنا السلوك الجنسي لدى الإنسان نجد أن طفولة الإنسان زاخرة بضروب من النشاط اللاتناسلي وتدخل هذه النشاطات كعناصر أساسية للإنسان عند بلوغه سن النضج الجنسي الفسيولوجي.
د. سفيان ابو نجيلة مدير مركز البحوث الإنسانية والتنمية الاجتماعية قال في حديث لـ"ايلاف" إن توضيح الأمور بصورة سليمة وجلية هي أفضل بكثير من عدم توضيحها، لأن الغموض يؤدي إلى غموض ويؤدي إلى مضاعفات لا تحمد عقباها من هذا المنطلق تأتي هذه المحاضرات في الانحرافات الجنسية لتساهم في توفير التربية والثقافة الجنسية على أساس سليم بهدف الحد من المظاهر المرضية والسلبية وفتح المجال أمام نمو وتطوير العادات والظواهر الاجتماعية السوية التي تعمل على بناء وتقدم وازدهار الفرد والمجتمع.
وأشار إلى أن الانحراف الجنسي هو دافع غريزي جزئي يدخل أصلا في تكوين الفعل الجنسي السوي ولكنه دافع استقل بذاته وحل محل الفعل الأصلي وأصبح بذلك الوسيلة الوحيدة للإشباع الجنسي مضيفا أن الانحرافات الجنسية تصنف عادة إلى قسمين رئيسين يشمل القسم الأول الانحرافات المتعلقة بالموضوع الجنسي أي الأشخاص والأشياء التي تتعلق بها الغريزة الجنسية ويمثل القسم الثاني الانحرافات المتعلقة بالهدف الجنسي أي العملية النهائية التي تحدث الإشباع الجنسي.



جماع الانسان للحيوان
وعقب د. ابو نجيلة عن جماع الإنسان للحيوان، وخاصة مع وجود عدد من الحالات التي تم خلالها جماع للحيوانات قائلا انه يعد انحراف جنسي نتيجة رغبات جنسية تجاه المحارم، وشعور بالذنب لهذا السبب ورغبة أوديبية في العدوان.
وتحل الحيوانات محل المحارم التي يحبها الطفل حبا جنسيا مثل الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت، فالتفكير الطوطمي للطفل يجعل هذه الإزاحة من الناس إلى الحيوانات ممكنة، بالإضافة إلى أن الحيوان شريك صامت لا يفضح ويمكن السيطرة عليه كليا.



تفسير الانحرافات الجنسية
وأشار إلى أن الانحرافات الجنسية وكذلك النظرة تجاهها تشغل مكانا هاما في نظام الرموز الجنسية لأي ثقافة فضلا عن وجود ثوابت سلالية وثقافية فهي عبارة عن موضوع مشترك بين الفروع العلمية وتشغل أحد المواقع المركزية في أي فصل من فصول علم النفس المعاصر.
وقال ان لموضوع الانحرافات الجنسية أهمية نظرية أساسية ذلك أن طبيعة الانحراف ومنشأه مهمان لأجل فهم القوانين العامة لتكوين الميل الجنسي، لذلك خرجت العديد من النظريات التي حاولت تفسير السلوك الانحرافي وتحليله
مشيرا إلى أن التفسير الوراثي يؤكد على أن الرغبة الجنسية لدى الإنسان والحيوان على حد سواء تتحدد بالوراثة ويؤكدون وجهة نظرهم بملاحظة تصرفات التوائم المتماثلة (المولودة من بويضة واحدة) التي وجد انه إذا كان أحد التوأمين منحرفا (لوطيا) كان التوأم الآخر لوطيا أيضا ويعود ذلك إلى وجود الصبغيات الوراثية عند التوأمين.
واشار الي وجود العديد من العلماء الذين يؤيدون وجهة النظر السابقة،و رغم أن أبحاثهم جـرت في فترات مختلفـة. فعلى سبيل المثال يؤكد العالمان هرتشفيلد Hirschfeld ورومر Romer على أن الانحراف يوجد لدى أكثر من فرد في العائلة الواحدة بنسبة 23 % عند الأول ونسبة 25 % عند الثاني.
ونوه إلى ان عالم الوراثة الأمريكي كالمان Kallmann، 1954 اجرى أبحاثه على 85 زوج من التوائم 40 منهم توائم متماثلة (من بويضة واحدة) و45 منهم توائم متشابهة (من بويضتين مختلفتين) وقد كان واحد من كل زوج مثلي الجنس، فكانت نتائج البحث أن التوافق بالجنسية المثلية عند التوائم وحيدي البويضة كان بنسبة 100% أي إذا كان أحد التوائم مثلي الجنس فمثله سيكون الآخر أيضا، ولم يلاحظ مثل هذا التطابق عند التوائم ثنائيي البويضة.
و أوضح أن علماء النفس يشيرون إلى أن تطابق صفات التوائم وحيدي البويضة لا يرجع الي الوراثة فقط بل قد يرجع أيضا إلى تعلقهما العاطفي القوي ببعضهما البعض وبمصاعب التحول النفسي لفردنتهما، مشيرا إلى أن البحوث الوراثية الجديدة للجنسية المثلية تأخذ بعين الاعتبار مثل هذه الوقائع أيضا، كعدد الأشقاء وأعمارهم وعمر الوالدين في لحظة ولادة الطفل المثلي الجنس.


الحظيرة مكان للالتقاء
مأساة زوجة تركها زوجها من اجل الحمارة التي عمل علي تربيتها في الحظيرة التابعة لهم والتقيناها في مكان ما في قطاع غزة لتتحدث عن مأساة ألمت بها بعد زواج أسفر عن عدد من أبناء وتقول وهي تمسح دمعة انسابت من مقلتيها نعم لقد تركني منذ فترة طويلة ليذهب إليها هناك في الحظيرة، تركني من اجل الحمارة، ليثبت انه إنسان شاذ.
وتسترسل وهي تضغط بكلتا يديها علي يداي لقد لاحظت ومنذ فترة أن زوجي يتركني ليلا دون علمي الأمر الذي دفعني إلى الشجار معه كلما شعرت بأنه بدا يتناسي وجودي كزوجة له مشيرة إلى أنها قررت أن تتعرف علي المكان الذي يتوجه إليه ومن هي تلك المراة التي تمكنت من اسر قلبه لصالحها.


صدمة كبرى
وتضيف وعينيها تذوب حياء نعم اتصلت بكل من له علاقة بزوجي من أصدقائه أساله عن سبب تأخره ليلا ولكن الإجابة كانت صدمة كبرى حيث تبين انه لا يزور أحد منهم ليلا وبقيت حائرة ولا اعرف للنوم سبيلا كنت أتساءل أين يذهب زوجي.
وتتابع بدأت الأفكار تطاردني أتزوج من ثانية وهل لديه أبناء غير أبنائي ؟وأين أصبحت اليوم في حياته ؟ وهل لي مكان في قلبه ؟وتصمت لحظة شعرت وأنا بجوارها بأنها زمن طويل لتبدأ حديثا سبقه تنهيدة ألم وتقول في إحدى الليالي قررت أن اعرف أين يذهب زوجي ليلا لاسيما بعد حالة الصمت التي تصيبه كلما بادرته بالسؤال عن مكان تواجده ليلا، راقبته لاجده يذهب إلى الحظيرة التي تقع بجوار المنزل وبقيت انتظر مجيء تلك السيدة التي تكاد أن تقضي علي أسرتي، طال الأنظار، فدفعني الفضول لأدفع الباب وبقوة لاجدة في أحضان الحمارة.
و فجأة وعلي غرة أخذت تبكي بصوت مرتفع وأهات ألم حادة لتقول " ليتني لم ادفع الباب وادخل الحظيرة في تلك الليلة المشئومة، ليتني لم أرى ما رايته ليتني وليتني وليتني...."
وتضيف قررت عدم العودة لزوجي وعليه أن يختار إما أنا أو الحمارة التي يقتنيها في حظيرة المنزل.
المرشدة النفسية في احدي المؤسسات والتي تقوم علي متابعة الحالة لتقول انه بالفعل تم إيقاف أي نوع من الاتصال بين الزوجين وتم إجراء تحاليل طبية عاجلة لتبين أن الزوجة قد أصيبت بميكروبات والتهابات شديدة نقلها الزوج من الحمارة لزوجته.
وتضيف انه طلب الطلاق من الزوج أو الابتعاد عن ذلك الحيوان والعمل علي مراجعة هذه المؤسسة لتقديم العلاج النفسي منوهة إلى أن الزوجة يتم حاليا إعادة تأهيلها لإكمال مسيرة حياتها الأسرية من جديد وتوكيد لذاتها.


ومراكز الشرطة تشهد
لعلها الحادثة الأكثر إجراما بحق الحيوانات حينما حاول رجل مضاجعة حمارة حامل فأجهضت هذه كانت فحوي الشكوى التي قدمت في أحد مراكز الشرطة في قطاع غزة.
تقول صاحبة الشكوى لقد عملت علي تربية هذه الحمارة للاستعانة بها في نقل المزروعات وكم سعدت حينما باتت حامل إلا أن سعادتي لم تكتمل جراء مضاجعة جاري لها فأجهضت.
هذه بعض النماذج الحية التي وصلت إلى احدي المؤسسات في غزة لتكشف عن وضع خطير، والسؤال الذي يدق الأبواب بقوة من المسئول عن التربية الجنسية الخاطئة التي قذفت بحجمها في وجه العديد من الشباب الفلسطيني.
************
نقلا عن ايلاف

#سمية_درويش (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين