أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القدس بحاجة الى استراتيجية ومرجعية موحدتين ..















المزيد.....


القدس بحاجة الى استراتيجية ومرجعية موحدتين ..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2833 - 2009 / 11 / 18 - 15:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكل يجمع في المدينة المقدسة أنه بعد رحيل فارس القدس القائد الراحل فيصل الحسيني كعنوان ومرجعية جامعه وموحده للمقدسيين،لم يعد هناك أية عناوين ومرجعيات جامعة وموحدة،ناهيك عن غياب أية رؤية أو استراتيجية فلسطينية موحدة لها علاقة بالتنمية وتعزيز صمود ووجود المقدسيين في وعلى أرضهم وبلدهم،واستمر العمل في القدس فلسطينياً بأشكال استعراضية وشكلانية،وبعناوين ومرحعيات متعددة تتضارب في الصلاحيات والمسؤوليات،وبجهد وفعل مبعثرين غلب عليهما الطابع الارتجالي وغير المنظم،ناهيك عن الطابع الفئوي أو الشخصي،وبالتالي هذه الحالة خلقت عند المقدسيين حالة واسعة من الإحباط واليأس وفقدان الثقة،ودخلوا في حالة من الدوران والتوهان فيما يتعلق بهمومهم المباشرة الاقتصادية والاجتماعية والخدماتيه،ناهيك عن أن الهم الوطني- السياسي شكل قضية شائكة ومعقدة للمقسيين،فلا منظمة التحرير ولجنتها التنفيذية صاحبة هذا الملف قامت بمسؤوليتها،ولا السلطة الفلسطينية قامت بدورها في معالجة الهموم الاقتصادية والاجتماعية للمقدسيين،وكما يقول المأثور الشعبي"بين حانا ومانا ضاعت لحانا".
والهجمة الإسرائيلية على المدينة كانت تتواصل وتتصاعد وتتسع وتأخذ أبعاداً خطيرة وشمولية،هدفها الأساس حسم مصير المدينة المقدسة سياسياً وإخراجها من دائرة التفاوض في أية مفاوضات وتسوية سياسية محتملة،فالمدينة عزلت بالكامل جغرافياً وديمغرافياً عن محيطها الفلسطيني،وأحكم تطويقها وعزلها بالجدران الفاصلة والمستوطنات،ليس في الأطراف فقط،بل وفي قلب أحيائها،وفي مقابل ذلك استمر العمل والفعل الفلسطيني في المدينة المقدسة بنفس الرتابة والنمطية والعقلية وبنفس الطرائق والآليات،قصور سلطوي وفصائلي ومؤسساتي على درجة عالية،شعارات وأقوال وتصريحات كثيرة ونارية،لا تجد لها أي صدى أو ترجمات عملية على الأرض،وكذلك دغدغة المشاعر والعواطف استمرت فلسطينياً،وبالمقابل أسرلة وتهويد المدينة استمرت إسرائيليا.
ولعل المقدسيين استبشروا خيراً وتوقعوا نقلة في أوضاعهم والاهتمام بقضاياهم وشؤونهم،من خلال الإنفاق بين كل ألوان السياسي الفلسطيني والمؤسسة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والفعاليات والشخصيات المقدسية على عقد مؤتمر تمثيلي واسع من حوالي خمسمائة شخصية مقدسية،تنتخب أمانة عامة له ولجان تغطي كل أوجه وقطاعات العمل في المدينة المقدسة،وتضع حداً لحالة الشرذمة والتعددية في العناوين والمرجعيات،وبالفعل عقد المؤتمر الوطني الشعبي المقدسي في مقر المقاطعة برام الله بتاريخ 26 +27 /1/2008،وناقش باستفاضة أوراق العمل المطروحة وهموم القدس والمقدسين،وانتخب أمانة عامة من 16 عضواً + 5 أعضاء من المؤسسة الرسمية برئاسة الأخ عثمان أبو غربية،وكذلك انتخب المؤتمر 33 لجنة،تشمل وتغطي كل محاور وجوانب وقطاعات العمل في المدينة المقدسة،ورعي في الانتخاب أن يكون هناك تكامل وتقاطع في الجهد الرسمي والشعبي،وبحيث يتم صهر وتذويب كل التشكيلات والأجسام القائمة،ويوجه جهدها وفعلها لخدمة مصالح وقضايا وهموم المقدسيين من خلال هذا الجسم المشكل.
ولكن لم تجري الرياح بما تشتهي السفن،فوجدنا الكثير من أصحاب الممالك والإقطاعيات الخاصة،تمترسوا حول مصالحهم،وغلبوا ذواتهم ومصالحهم الفئوية والخاصة والشخصية على مصلحة المؤتمر الوطني الشعبي،ومصلحة القدس والمقدسيين،ولم يعملوا أو يمارسوا دورهم وصلاحياتهم كأعضاء أمانة عامة،بل عملوا وفق مسمياتهم الرسمية،في رسالة واضحة ولا لبس فيها أنهم ضد عمل المؤتمر الوطني الشعبي،وليس هذا فقط ،بل والعمل على تقويضه،ولم يقتصر الأمر على هؤلاء،بل كان هناك من الدوائر المحيطة بالرئيس من يضع العصي في الدولاب،ولا يريد لهذا الجسم ان يأخذ دوره ويمارس صلاحياته،وبعد جزر ومد وطول انتظار وبتأخر ستة شهور،صدر مرسوم رئاسي باعتماد المؤتمر الوطني الشعبي،كهيئة وحيدة مسؤولة عن شؤون القدس والمقدسيين،ولكن ما بين صدور المرسوم وترجمته،هناك بون شاسع،فالمؤتمر حجبت عنه الأموال أو إذا جرى ضخ أموال لم تكن بالقدر الكافي ،وبالمقابل كانت الأموال تضخ لأجسام أخرى بشكل كبير،وتعددت العناوين والمرجعيات وكذلك المراسيم،وتعمقت أزمة المقدسيين وحالة توهانهم،فوحدة القدس في الرئاسة عنوان ومرجعية،ومستشار رئيس الوزراء عنوان ومرجعية،واللجنة التي شكلها رئيس الوزراء عنوان ومرجعية،والمحافظة عنوان ومرجعية،والهيئة الإسلامية- المسيحية العليا عنوان ومرجعية،واللجنة التنسيقية للفصائل عنوان ومرجعية،والمؤتمر الوطني الشعبي عنوان ومرجعية،والحركة الإسلامية عنوان ومرجعية،وأخيراً أضيفت مرجعية جديدة يجري الأعداد لها من قبل عضو اللجنة التنفيذية أبو العلاء قريع،تحت مسمى دائرة شؤون القدس،دائرة لن تضيف أي شيء جديد أو نوعي،بل تشكيلها من شأنه أن يضاعف ويعيد إنتاج الأزمة على نحو أشمل وأعمق،فهذه الهيئة أو الدائرة،عدا عن كونها غير منتخبة،وتحمل في ثناياها الكثير من الفئوية المفرطة،فطرائق وآليات عملها لن تختلف عن السابق،ناهيك عن أن المؤتمر الوطني الشعبي والمعتمد كجهة وحيدة مسؤولة عن القدس،لم نسمع أنه جرى حله أو انتهت صلاحياته ومسؤولياته،ولمصلحة من هذه الأجسام التي تتوالد يومياً ..؟؟ ولماذا الإصرار من قبل البعض،على التمترس في ممالكهم وإقطاعياتهم وأنهم الوكيل الحصري للشأن المقدسي؟؟،ولماذا قتل المؤتمر الوطني الشعبي المقدسي،وتقيد صلاحياته وكف يده عن العمل والفعل،ودفعه إلى الفشل والموات؟؟،ولماذا تشكل أجسام لخدمة أفراد،وأين اللجنة التنفيذية إن كانت موجودة من دورها وصلاحياتها،وأين القوى والفصائل الممثلة في المؤتمر الوطني الشعبي مما يجري؟؟،ولماذا تسكت على مثل هذه الممارسات والأفعال؟،أم أن" إكرام الميت دفنه" فحتى الدائرة التي يشكلها أبو علاء لم تستشر فيها هذه الفصائل أو يأخذ رأيها بدلالة وضع ممثل لفصيل في هذه الدائرة،غادر هذا الفصيل منذ زمن،وكما قال لي في لقاء معه أنه يتعالج من الفصائلية منذ زمن،وهذا دلالة على أن هذه الدائرة تحكمها عقلية الفرد،وأنه حتى فصائل منظمة التحرير لم تستشر ولم يأخذ رأيها في هذا الجانب.
ومن هنا فإن الحل والعلاج لا يكمنان في تشكيل دائرة أو جسم جديد،بل في أن يتم التوقف أمام كل هذه العناوين والأجسام القائمة،وبما أنها كلها ممثلة في المؤتمر الوطني الشعبي،تمارس دورها وصلاحياتها وعملها من خلال هذا المؤتمر،وأن تحل كافة الأجسام الأخرى،والتي يجري خلقها وتشكيلها لخدمة هذا الطرف أو ذاك،وأن تعتمد استراتيجية ومرجعية موحدتين للقدس،تضع في أولوياتها قطاعي الإسكان والتعليم،من خلال إقامة صناديق خاصة بهما،وميزانيات كافية،تمكن من تطويرهما فهما عماد وأساس الصمود في القدس،وعلى أن يجري تقديم دعم إقتصادي دائم للمقدسيين في مختلف قطاعات العمل الأخرى،وكذلك العمل على تعزيز وجود المؤسسات المقدسية في القدس،والعمل على إعادة فتح المغلق منها وفي المقدمة منها بيت الشرق،وبدون ذلك سنستمر في الدوران في نفس الحلقة المفرغة،ويستمر تهويد وأسرلة القدس على نحو ينذر بضياع المدينة المقدسة بشكل نهائي.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تبادر اسرائيل الى شن حرب محدودة ..؟؟
- عن الجهل والتخلف والأوطان والإنتصارات ..
- أبو مازن يؤبن التسوية والمفاوضات ...
- هل تتكحل عيون عائلات أسرانا برؤيتهم قريباً ...؟؟
- من وقف الإستيطان الى تجميده فكبح جماحه ف...
- من وين أجيب هوية ...؟؟؟
- صمود تتمرد على القمع والحواجز ...
- سعدات وأسرى العزل ....
- إنطباعات من الجولان/ خلال زيارة الوزير لأسرى الحرية..
- بريطانيا وفرنسا-ذاب الثلج وبان المرج - ..
- جولة مع الوزير قراقع ....
- جاء ميتشل ذهب ميتشل ...
- القدس هجمات اسرائيلية متلاحقة وعجز فلسطينيوعربي واسلامي شمول ...
- سعدات والبرغوثي ...مرة أخرى ..
- لا تنسوا أسرى الداخل والقدس ...
- مخاطر لعبة مقايضة ضرب ايران بدويلة فلسطينية ..
- قراءة في كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة ..
- رغم تقريري - بوستروم- و--غولدستون- لا تزال اسرائيل فوق القان ...
- تكتيك يا جاهل ...
- أي انحطاط هذا يا أشباه الممثلين ...؟؟


المزيد.....




- الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين
- انتشال 30 جثة حتى الآن لضحايا كارثة مطار ريغان في واشنطن
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- فوائد -مكملات الحمل- في تقليل مضاعفات الولادة
- ماذا نعرف عن وحدة الظل في كتائب القسام المسؤولة عن تأمين الر ...
- -مخاوف من سيطرة دينية على الحكم في سوريا- - جيروزاليم بوست
- سانا: الرئيس أحمد الشرع سيلقي خطابا موجها للشعب السوري مساء ...
- شاهد: فرحة أسرة الأسيرة أغام بيرغر بعد أن أفرجت عنها حماس
- انهيار صخري في أعماق كاليفورنيا يكشف أسرار تكوّن القارات
- سر -طبيب الموت- ولغز -عاصمة التوائم-!


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القدس بحاجة الى استراتيجية ومرجعية موحدتين ..