أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خاطرة ...شيوعية ............! - نعيم عبد مهلهل














المزيد.....


نعيم عبد مهلهل


خاطرة ...شيوعية ............!

الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 23:03
المحور: الادب والفن
    



كتب جبران خليل جبران عن الروح في هيامها المطلق في اجنحة الانبياء والطيور والفضاء .وكتب ماركس عن الروح في هيامها بقطعة الخبز ومعاناة الفقراء . وبين جبران وماركس أضع شارعنا وطفولتي والقراءات الأولى بفعل هاجس التأثر بالبيئة وليس بالضرورة الانتماء الى ثقافتها مهنيا إنما انا اشتغل على هاجسها الذي كان يسكننا عشقا بفطرة هذا الذين يتدين على دين ابيه وامه وعمه ..!
لم يكن القرن العشرون وسحره حاضنة فقط لمتغيرات الرؤى السياسية .بل كان قرنا للفن والحروب والموضة .وسريالية الكشوفات الجديدة .ومن كشوفاته ان غزت صوفية ماركس وجبران اجيالنا الفتية في شارع اسديناوية في مدينة الناصرية 360 ــ جنوب بغداد ...
فكنا نحرص على تقسيم وقت فتنة القراءة بين جبران وماركس حتى ولو بفطرة القراءة السريعة والتبجحية ..
كنا نحن في الابتدائية ويكون العار بيننا أن لايقرا احد منا كتابا كل يوم حتى لو صفحة واحدة ,,
وكان بيت الحاج المرحوم حسن فنجان السعدي هو مكتبتنا العامرة ..من مجلة سوبرمان وسمير الى كتاب المختارات للينين ..وكانت الاعارة سهلة وبأمكانك ايضا ان تقرا في ديوانية بيتهم وسط حنان عجيب للمرحومة الحاجة ام طالب (زوجة الحاج حسن فنجان ) وهو بالمناسبة والد كاتب قصيدة النثر الحريف والذي لم ينل من حظ شهرة هذه القصيدة الكثير (عبد العظيم حسن فنجان )......!
في هذا البيت .وهذا الشارع .وهذه المدينة كانت الاحلام تتسع في القراءات الاولى..فبات العالم يتسع امامنا كما يفعل الانترنيت اليوم ..!
وكنا نضع احلامنا بموازاة ماتضيء فيه هذه الكتب .حتى بلوغنا الذكري صار مبكرا بفضلها ....!
اذن ازمنة الدهشة كفيلة بصناعة الوجود الانساني بشكلها الجمالي الذي يوفر للبشر راحة الروح قبل راحة الجسد .
كانت لحية ماركس تقابلنا كل يوم في لحى الشيوخ الصابئة في سوق الصاغة وسط المدينة ، وكنا نقارن فتنته بسعادة بين رؤاه المادية الواضحة المعالم وبين نظرة اولئك الجوالون في بريق الذهب والماء والمسالمة وضحكتهم التي لاتحمل سوى معناً واحداً ( الطيبة المفرطة )..
لهذا ولدت سريالية الجمع بين تلك اللحى الطيبة في خواطر حالمة .فكانت حياتنا بالرغم من عوزها المادي مساحة شاسعة من الحلم والحب ونكران الذات وشحة العقد النفسية التي لم تكن موجدة اصلا مثلما هي اليوم في حياة الاجيال الجديدة .اجيال البنادق والحروب وبطاقات التموين وصالات البلي الاستيشن .والجيوش المحلية المؤدلجة بالغيب والطائقة واخيرا غزو الانترنيت وعقده الحسنة والسيئة والمركبة ..
لهذا لأننا من تلك الازمنة قد نحسن استخدامه اما الاجيال الجديدة فضمان جعله بهجتها قد لايكون قريبا وواقعيا من رغبتها لتكون هذه النعمة مساحة واحد ليتصيد الصديقات في الدردشة ..!
ازمنة الكتاب الروحي الذي صنعاه ماركس وجبران ابحث لهما اليوم عن مقارن مادي فلا اجد .وسط هذا الهوس العجيب من كل شيء واي شيء ..!
لم تعد تلك الرؤيا بصيغتها الصافية موجودة إلا بالنزر اليسير .المحاربون القدامى وحدهم من يحتفوا بتلك الازمنة وغيرهم وبعضهم قادة لهاجس ذلك الزمن لكنهم غارقون في عسل المناصب والامتيازات ..ومنهم من لبس اناقة بريمر ..
وحدهم كوادر حلم الامس يبقون يمسكون نقاء اللحظة القديمة بالرغم من هيمنة الضد المسيس برغبات القوم والطائفة والدين .فكانت كارثة انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة درسا لاولئك الذين خبئوا دمعتهم في حسرة ضوء تلك الكتب الجميلة التي كنا نقراها في مكتبة بيت الحاج حسن فنجان ....
هذه خاطرة عابرة ..
قد تكون مرتبكة .وحماسية ...وتثير نقاشات ما ، لمن يعتقد اننا مليئون بالاخطاء والولاءات والتصفيق ...!
ولكي يأتي الجواب ..
اقول كان القسر التاريخي اقوى من عاطفة ان ترمي البندقية بعيدا ولتعيش صوفيا اومنفيا ..
اننا ولدنا في جنوب مسالم وعاطفته الداخلية اكبر من عاطفة اي دكتاتور ..وبالرغم من هذا قد تضعف وتصفق حين يمر الدكتاتور .!

المانيا في 8 اكتوبر 2009




#خاطرة_...شيوعية_............! (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -عباسيون وبيزنطيون رجال ونساء-.. تحولات الحكم في قصور الخلفا ...
- 50 عامًا من الإبداع.. رحيل الفنان الكويتي عبد العزيز الحداد ...
- حقوق المؤلف سقطت في أميركا عن تان تان وباباي وأعمال همنغواي ...
- وفاة الفنان الكويتي عبد العزيز الحداد
- المخرجون السينمائيون الروس الأكثر ربحا في عام 2024
- تردد قناة روتانا سينما 2025 نايل سات وعرب سات لمتابعة أحدث ا ...
- أبرز اتجاهات الأدب الروسي للعام الجديد
- مقاومة الفن والكاريكاتير.. كيف يكون الإبداع سلاحا ضد الاحتلا ...
- فيلم -الهنا اللي أنا فيه-.. محاولة ضعيفة لاقتناص ضحكات الجمه ...
- أفضل الأفلام الروسية لعام 2024


المزيد.....

- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خاطرة ...شيوعية ............! - نعيم عبد مهلهل