|
مقاعد النساء من الكوتا إلى الكفاءة
إياد محسن
الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 3 - 18:15
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
الكوتا قيد يفرض على حرية الناخب في النظم الديمقراطية يلزمه باختيار شخصيات قد لا تمثل خياره الامثل الا انه يكون مجبرا على التصويت لصالحها نزولا عند رغبة المشرع والغرض منه ضمان تمثيل اقليات معينة في المجالس النيابية للحيلولة دون غياب صوتها وتهميشها من قبل الاغلبية quota مصطلح انكليزي يعني الحصة اذ غالبا ما يتدخل المشرع في النظم الديمقراطية لضمان عدد من المقاعد التي يجب ان تشغل من قبل الاقليات خصوصا حين تكون اعدادها لا تكفي لشغل المقاعد المناسبة في المجالس النيابية والكوتا في الحقيقة هي نوع من انواع التمييز الا ان البعض يسميها بالتمييز الايجابي كونه يحد من حالات تغييب الاقليات واقصائها في الدول ذات العهد القريب بالديمقراطية يتدخل المشرع لضمان مقاعد معينة للنساء وذلك لعلمه المسبق ان الامر لو ترك لارادة الناخب فان الصوت الانثوي سيغيب في المجلس النيابي بسبب شيوع الثقافة الذكورية لدى المجتمع واتحاه الافراد الى حصر سلطة اتخاذ القرار بالرجال لعدم ثقتهم بقدرة النساء على القيادة استنادا الى موروثاتهم الثقافية والفكرية وهنا يكون تدخل المشرع كمحاولة لمعالجة النتائج الناشئة عن خلل في المنظومة الفكرية التي يحملها جمهور الناخبين في العراق فعل المشرع ذلك حين اشار في المادة 47 من الدستور الى ان نظام الانتخابات يهدف الى تمثيل النساء بنسبة لا تقل عن الربع كذلك اكد قانون الانتخابات العراقي رقم 16 لسنة 2005 على ان تكون المراءة واحدة على الاقل ضمن ثلاثة مرشحين في القائمة وبهذه النصوص القانونية ضمن المشرع مقاعد للمراءة لا تقل عن الربع المجتمعات التي تقر نظام الكوتا تحاول الوصول الى حالة متكاملة من التمثيل لا يمكن بلوغها بترك الامور للناخب ومن دون قيود في العراق فان نظام الكوتا النسائية انما يؤشر الى عدم قدرة المراءة على الوصول الى مجلس النواب بقدراتها الذاتية وعجزها عن اقناع الناخب بجدوى انتخابها وضرورة مشاركتها الرجل في رسم مستقبل البلد وباعتقادي فان هذه الكوتا واذا كان لابد من منحها فيجب ان لا تمنح لاكثر من دورة او دورتين انتخابيتين فقط ثم يترك الامر لارادة الناخب ليقرر من يمثله في مجلس النواب دون تمييز بين الرجل والمرأة لان فترة دورتين كفيلة بتوفير مساحة العمل المناسبة للمرأة لإثبات جدارتها وقدرتها على التغيير من خلال الكفاءات النسوية التي يفرزها نظام الكوتا اما في حال استمرار هذا النظام فانه سيكون مدعاة لتقاعس العنصر النسوي وتكاسله وعدم سعية لاثبات كفائته باعتبار ان المشرع قد ضمن حصة النساء في مجلس النواب ما يخلق حالة من الاتكال وقلة الحافز على العمل والانتاج باعتقادي فان الساحة العراقية لم تشهد حضورا فاعلا للنساء ولا زال دورهن دون مستوى الحدث العراقي ولا يتلاءم مع الفضاء الديمقراطي المفتوح إمامهن والذي يفوق ما موجود في الكثير من المجتمعات الشرقية واعتقد ان المشرع العراقي قد فعل ما عليه لدفع النسوة العراقيات الى مصادر القرار الا ان طابع الكسل والخمول لا زال يلف المشهد النسوي ما خلا بعض الناشطات في مجال المجتمع المدني والدفاع عن حقوق المرأة يمكن لاي متتبع ان يحصي اسمائهن بسهولة وهنا اود ان اتسائل هل استثمرت المرأة حماية المشرع وثقته في الانطلاق لاستعادة حقوقها كاملة وهل ادت دورها في عملية بناء العراق وسط الفوضى السياسية التي تجتاح البلد بالتاكيد لا فللان لا توجد امرأة استطاعت ان تشغل منصب قيادي في الرئاسات الثلاث وللان لا توجد امرأة تقود حزب سياسي له وجود فاعل في الساحة العراقية حتى ان الاحزاب الكبيرة تكاد تخلو واجهاتها القيادية من العناصر النسوية بالتاكيد فان سبب ذلك لا يعود الى سياسة اقصاء يمارسها مجتمع ذكوري الثقافة وانما الى عدم وجود الكفاءات النسوية القادرة على اخذ مواقعها عنوة الى مصادر القرار وفرض نفسها كحقيقة لا يمكن تجاوزها لا من قبل الناخب ولا من قبل القيادات السياسية اعتقد ان زمن الكوتا النسائية يجب ان لا يمتد الى اكثر من دورة قادمة ونكون بذلك قد منحنا الانثى العراقية كامل الفرصة وانتصرنا لها من محاولات الاقصاء وعليها ان تبادر لاثبات الوجود ولطرح الكفاءات النسوية التي تستطيع ان تنافس الرجل انطلاقا من مبداء المساواة وتكافىء الفرص والتي تستطيع كذلك اقناع الناخب العراقي بالتصويت لصالحها بعيدا عن محددات نظام الكوتا الذي لا يعدوا كونه عكازا يثبت عجز الانثى العراقية عن الارتقاء الى مواقع المسئولية دون الارتكاز عليه
#إياد_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيها الشرفاء ...أنقذوا مفوضية حقوق الإنسان
-
الإخلال بالشرف
-
أسس تشكيل الأحزاب العراقي
-
الوطن الجاهز
-
رأي قانوني في قضية الزيدي
-
إصلاح الخطاب الديني
-
إلى أين .. يا دولة الرئيس ؟؟
-
الجريمة الانتخابية
-
رسالة إلى الكتلة الصدرية
-
الديمقراطي المستبد
-
الفيتر والسياسي
المزيد.....
-
في مصر: الحكم على الفنانة منى فاروق بالسجن 3 سنوات
-
الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر
...
-
-لا تحرروني، سأتولى الأمر بنفسي-، عرض غنائي مسرحي يروي معانا
...
-
بمناسبة شهر رمضان 2025.. حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في
...
-
دراسة تزعم.. الانفصال العاطفي يضر بالرجال أكثر من النساء
-
بيان مشترك: مخاوف من غياب “عدالة الإبلاغ” في جرائم العنف ضد
...
-
الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر
...
-
على أنقاض البيئة.. إسرائيل توسع مستوطناتها على حساب الغطاء ا
...
-
الذكاء الاصطناعي يحدد النساء المعرضات لسرطان الثدي قبل سنوات
...
-
-المحكمة الأوروبية تدعم حرية المرأة الجنسية: نداء لتجريم الإ
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|