أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عزيز الحاج - عامر عبد الله في ذكراه العاشرة..














المزيد.....

عامر عبد الله في ذكراه العاشرة..


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 13:13
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عندما رحل قبل عشر سنوات، أبّنته في صحيفة "الحياة"، وذكرت أنه كان أكثر القادة الشيوعيين العراقيين إتقانا لفن الدبلوماسية والتعامل السياسي مع الآخرين، وكان الفقيد هو المحاور الشيوعي المفضل لدى عبد الكريم قاسم.
عامر عبد الله كان رمزا بارزا للحركة التقدمية الديمقراطية في العراق، منذ نشاطه في حزب الشعب، الذي تأسس علنيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وإلى انتمائه للحزب الشيوعي - مع زعيم حزب الشعب، عزيز شريف - في أواسط الخمسينات. وكان الفقيد أحد أبرز مثقفي الحركة الشيوعية العراقية، وكاتبا سياسيا من الدرجة الأولى، وأديبا، ومحللا سياسيا. ومن حسن حظ المكتبة السياسية العراقية والعربية أنه ترك وراءه عشية الرحيل كتابه المتميز، "مقوضات النظام الاشتراكي العالمي."

في ذلك الكتاب قدم عصارة أفكاره وتجاربه عن أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي والدول الشرقية "الديمقراطية الشعبية"، وكان رائده، كما كتب في المقدمة، إعادة النظر بموضوعية، وبعد تجربة طويلة وقراءات كثيرة، في أسباب انهيار نظام، كان هو من بين مواكبيه والمتعلقين به عن إيمان وقناعة. صحيح أن عامر عبد الله ظل يحلم بنظام اشتراكي من غير طبيعة ما أقيم في الاتحاد السوفيتي والدول السائرة معه: اشتراكية إنسانية وديمقراطية حقا، وظل يتصور إمكان قيام نظام كهذا على أنقاض الرأسمالية، التي بقي يعترها مصدر الشرور. قد يتفق معه البعض هنا وقد يختلفون، ولكن المهم أنه مضى في بحثه مقدما عشرات الوقائع والشواهد والمعلومات عن الأسباب الحقيقية لانهيار "النظام الاشتراكي العالمي"، ومنها وقائع مثيرة، مرعبة عن فنون القمع التي مورست في تلك العهود، وعن السياسة الشوفينية الروسية. كما أعلن اتفاقه مع بوخارين عن خطا موقف لينين في إعلان الثورة المسلحة "الاشتراكية"، نظرا لانعدام الظروف الموضوعية المناسبة لقيام نظام اشتراكي، وخصوصا بسبب التخلف الاقتصادي المروِّع وانتشار الجهل والأمية. وجدير بالذكر أن معظم أعضاء اللجنة المركزية السوفيتية عهد ذاك لم يكونوا متفقين مع لينين، ولكنه واصل الضغط المكثف فكانت الانتفاضة المسلحة.

ما أحسن ما يقوله عامر حين يؤكد أن الواقع لم يكن ولم يصبح رهن الأحكام والأحلام، داعيا التقدميين إلى مراجعة مسيرتهم، ونهجهم، وقراءة الواقع بعيون بصيرة. "أما المتحزب والمتحيز والمتحجر، ثم القائد المعتز بجلاله وسلطان ماضيه، أو الحريص على استبقائه أو استعادته، فلن يكون بمقدوره أن يحرك المسار، أو يحقق الهدف المبتغى."

لست مطلعا على كتابات أو تصريحات الفقيد في إعادة نظره شخصيا لمسيرته الحزبية الطويلة، كما فعل رموز شيوعية آخرون كالراحلين زكي خيري ورحيم عجينة، ولكنني أعرف تطور مواقفه التي عاصرتها شخصيا، أو قرأت عنها، مثل موفقه بعد تحرير إيران لأراضيها التي احتلها صدام، حيث انتقد المتعاونين مع إيران وقواتها ضد القوات العراقية، دون أن يعني ذلك الكف عن معارضة نظام صدام.

وقد توترت علاقته في اللجنة المركزية عام 1962، والتقيت به في براغ وهو في طريقه لموسكو، وسهرنا معا، فأبدى امتعاضه، ولكنه كان، كالعادة، غير متحامل على أحد، وغير مهوّل ولا مشهر فقد كان الخلق العالي من أهم خصاله الشخصية. ومع اعتماد خط آب لعام1964 دخلت معه في خلاف حاد، وفي الداخل جرى تشهير واسع به بين القواعد، واستمر التشهير، وإنني لمتألم جدا لتحملي شطرا من المسئولية عن ذلك، فقد كان لا يستحق ذلك بأية حال. صحيح أنه تطرف في الدعوة لمهادنة ودعم عبد السلام عارف، ولكنه، في الوقت نفسه، وكما كتبت مؤخرا، كان على صواب من الناحية التكتيكية برفض رفع شعار الإسقاط. وقد اختلفنا داخل اللجنة المركزية فيما بعد حول أشكال الكفاح. ولا بد من أن أسجل هنا أن الحزب الشيوعي كله اتخذ إستراتيجية "العنف الثوري" لإسقاط نظامي عبد السلام وشقيقه عبد الرحمن عارف، ولكن الخلاف كان حول أشكال "الكفاح المسلح". وهنا كان عامر وقلة معه يعتمدون على الانقلاب العسكري كالطريق الوحيد، وآخرون على أسلوب الانتفاضة الشعبية المسلحة العامة، وآخرون، - كنت منهم- ، يرون اعتماد إستراتجية تجمع مختلف أشكال العمل المسلح، ومنه العمل في الجيش. ليس الوقت هنا هو العودة والتطويل فالقصة طويلة، ولكن التوضيح ضروري.

رحل عامر عبد الله مخلفا وراءه ذكرى حميدة، وثروة فكرية. رحل بلا ضغائن ولا كراهية لأحد، حتى لمن هاجموه وتحاملوا عليه. كان، كما قلت، مثال الخلق العالي والأدب المثالي، مترفعا عن الصغائر والتجريح.

وفاة عامر عبد الله كانت خسارة حقيقية للحركة الوطنية العراقية، وهو يستحق أن تكرس عنه دراسات موضوعية منصفة، وأن يحتفل بذكراه كل عام.




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 11 سبتمبر وحرب الإرهاب الدولية..
- أوقفوا الحرب القذرة على الأقليات العراقية!
- مرة أخرى عن- غزوة- المالكي لمعسكر أشرف..
- وضع عراقي قاتم ومقلق..
- أوقفوا مجزرة الكنائس والحملة الغاشمة ضد مسيحيي العراق.
- عندما تتداعى الذكريات..أحباب كانوا أبطالا [ 1 ]
- الحجاب والتسامح الديني في خطاب أوباما..
- مهنة النفاق وفقهاء تخريب العراق!
- أوباما و -أعراض- كارتر!
- حرب التطرف والإرهاب الإسلاميين في الغرب..
- (أممية) القرن الحادي والعشرين..
- تصاعد تيارات التطرف والعنف في العالم..
- عن اهتزاز الأمن في العراق..
- تحية لنوروز..
- برلمان بلا رأس وهوس للمغانم بلا حدود!
- الرجل: ضحيته المرأة..
- الانسحاب الأميركي و-بركات- رفنسجاني!
- من لأرامل العراق؟!
- إيران لبريطانيا: -إما نقتل جنودكم أو دعونا وقنبلتنا-!
- شؤون عراقية وشجون..


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عزيز الحاج - عامر عبد الله في ذكراه العاشرة..