أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - نص شعري














المزيد.....


نص شعري


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 851 - 2004 / 6 / 1 - 06:35
المحور: الادب والفن
    


في الردهات
أكوام من اللحم
منثورة هنا وهناك
ثم بستراتها الواقية
تتشممها الكلابُ

واقية من ماذا!؟

عراة
كان العراقيون
مسحولين على البلاط البارد
كما تسحل الخرقُ
أمام (كاميرا الديجيتال)
أيديهم أوراق توت
نظراتهم
وجيب قلوبهم...إلخ!!

مقبرة جماعية من لحم ودم
تنبض بعد زوال الطواغيت!

من أين جاءت أميركا ياإلهي!؟

بالأصفاد
كتبتُ على جدران سجني :
كان عليّ أن أصبر قليلا
أحبس أنفاس العراق أجمعه
حتى يمرون
بابي موصد
وحيد وبابي موصد
أسمع في الممرات
فحيح الأفاعي بالانكليزية
وبالكويتية الفصحى!

منذ المغول
هذا النهر
أحمر منذ المغول
أكاد لاأصدق التأريخ
إلى أن ..على قرص مضغوط
اصفرَّ وجه العذاب
ثم تداوله الخنازير
بالإيميل
بالمحمول عار وحش الحضارة يُرسَلُ
صور العراقيين إخوتي في سجن أبو غريب

كأن دجلة
لن يمر إلا محملا بأرواح العراقيين
مزهوقة ..
مكدسة على ورق البردي والقصب
ومن جحيم لمطهر
بالمشاحيف سرنا في الظلام العراقي
حلْمُنا دمنا!

يااااه...
أسمع رجولة محطمة تقول:
شعرت بمايشبه عضوا ذكريا قربوه من فمي
ولما رفعوا الكيس عن رأسي
رأيت وجه صديقي!!

بلاشموع
عارية من الظلال حيطان أبو غريب
في الخارج المحتل
تصعد آلهة
بالنذور تصعد آلهة
إلى سبع طباق
ولاتسقط واحدة من شدة القصف!

ليرانا الله من كوَّة السجن!
دموعنا
لتحمل غيمة سوداء
ثم تمطر في الخلاء فلاينبت زرع
أمام مجنزرة أمريكية
ولانخلة تنحني أمام مدافع الأعداء

عشرة عشرون عاما
قبل أن ياتي الأهل (بالسفرطاس) ومنتهى الآمال
كان السجّان في أبو غريب
يسلب ساعة السجين اليدوية
ليمنحه موتا مريحا!

ماالفرق بين موت وموت!؟
بين سيّاف عراقي
ومجندة مارينز شاذة من فرجينيا!؟

ليرحمنا أرحم الراحمين ياأمريكا
ملاذنا الأخير ممايُعصف بالكون!

هندي أحمر
لم تبق منه
ريشة ملونة في الهواء الطلق
ولا زفرة المخنوق الأخيرة
أين عنوانه لنستدل على قبر أحلامه
هذا هو تأريخ أمريكا!؟

آثار من مروا
على أصابع المارينز
آثار من مروا من المعذبين
على قلبي
آثار هراوة أمريكية الصنع

أشرعي الأبواب ياأمة مسحولة
من شَعْرها
من تأريخها وزيف حياتها
من نفطها
حيث الحرائق ومشعليها صامتين
من يدها القصيرة
فلاتطول شيئا في العذاب المحض
ألا فلتخرجي من المسلخ البشريّ
ياأمة عربية بالعار مجللة
بالعار
في ألفية ثالثة ورابعة وعاشرة

من أين جاءت أمريكا ياإلهي!!؟

بالكلاب تهرُّ
بالمدفعية الثقيلة
بالشذوذ والديمقراطية
التي ماتزال رهن وزارة النفط!

أمنا الطبيعة : هل تسمعين ندائي!؟
ياطبيعتنا البشرية : أكاد لاأتوازن أمام صلف الذئاب!؟

صَرصَر
لتأت الآن ريحٌ صَرصَر
من لحمنا
تقتلع الجنود الأمريكيين من لحمنا
أرضنا وسمواتنا
من ذكرياتنا عن الغزو ...إلخ

كتاب الاحتلال
كان عليَّ أن أصفعَ كتّاب الاحتلال
الذين أمسوا أمريكيين
أكثر من الأمريكيين أنفسهم!
حملة الأناجيل الجديدة
مروجي الأكاذيب عن حرية في المنام
الشعراءَ الخصيانَ الغنوصيينَ
والمقابرُ الجماعيةُ
ماوسعتْ أرض العراق
عن ماذا تكتبون بعد اليوم
فوق تلال اللحم العراقي!!؟
ـــــــــــــــ
15.5.2004
أوسلو /النرويج
http://www.tarikharbi.com/



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو غريب
- إزاحة الجلبي أولى ثمار مشروع الإبراهيمي!!
- رأي في مشروع الابراهيمي
- وعادت أدوات البعث البغيضة!!
- ملاحظات في وضع العراق الراهن
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس وزراء اليابان المحترم
- حول ظاهرة خطف الأجانب في العراق!!
- إذا سقط الحلم العراقي!؟
- مقتل عراقي برىء!!
- أوقفوا المجازر ضد شعبنا!
- استلمنا موافقة ملك الأردن على رسالتنا!!
- كلمات-43- 44
- ماذا بعد مجزرة كربلاء والكاظمية المقدستين يامجلس الحكم!؟
- تفجيرات ارهابية مروعة ومتوقعة في العاشر من محرم الحرام!؟
- صفحات من انتفاضة آذار 1991 الباسلة في الناصرية
- لكن كم 19 مليار دولار توجد في عراقنا اليوم!!؟
- أمة عربية واحدة وقصائد أخرى
- متى يتناول العراقيون كعكتهم الوطنية!!؟
- فوائد محاكمة صدام العلنية
- قراءة في صورة صدام الأخيرة


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - نص شعري