أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - كريم - القرية 49 - 51














المزيد.....

كريم - القرية 49 - 51


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2788 - 2009 / 10 / 3 - 10:26
المحور: الادب والفن
    


زَرَعْتَ تـُخومَ قريتكَ الأخرى

عندَ حدِّ الفضاء

والأفـُق ِ الأخير

رسَمْتـَها برعشةٍ في الروح

لها لونُ البقاء

كعاصفةٍ بعيدةٍ حمراء

بغابةٍ داكنةٍ

من رؤوس ِالنخيلْ،

وكنـّا في قـُرىً تغفو

على وسادةِ الماضي،

بين جدار ِالوهم

وكابوس ٍطويلْ ،

ولم تكن ريحٌ تزورُنا ليلاً ً

ولا نسمة ٌ ترقّ ُلصدر ٍعليل

فكان السّـُلّ ُ والربْوُ

يخـُطـّان على صدر كلّ ِ أ ُمّ ٍ

وخدِّ طفل ٍ

وظهرِ جَدّ ٍ

خِطابَ الرحيلْ؛

كانت القـُرى ممددة ً

في السَّهْب

كقتلى الحرب

وكان الغبارُ يرسِمُ جولتـَهُ

على حَوَر ٍواسع ٍ

في كِبار ِالعيون ِعِراض ِالجفون

وأقواس ِ آفاقها التي

تشحُبُ في المنام

ورموشِها الشابّةِ الشائبة؛

لمْ ندرّبْ حُداة ً

وواصَلـْنا المسيرْ

كان الأدلا ّءُ مثلكَ

أدرى بالتواءات الليالي

والذئاب،

بعطور الصحارى

وروائح الرمل هنا أوهناك؛

ومن شوكةٍ لشوكةٍ

كنتُ أدرى بأشكال الإبَرْ؛

عِشـْنا على الضفاف

وإنْ شئنا السفرْ

حوّمْنا على جناح ِالماءِ

ليحط َّ بنا الزمانُ

على ضفافٍ غيرِها

واتـّحَدْنا عندَها

كسياج ِ آس ٍ،

لكنّ هجرتـَنا في الليالي

كعاداتِ بعض الطيور

تذكـّرُنا بأنـّا قد تركـْنا الكهوفَ التي

ما زال الأنبياءُ بها

لكنكَ غادرْتَنا سِرّاً

ملتفعاً بليل القرية المخملي المؤبَّد،

لذا فيكَ تكبُرُ في الظلام عيونـُنا

وتـَرْهـُفُ الآذانُ في الصمم ِ

وعلى الفور تحِنّ إلى سوادِ ثمارها الرقطاء

خضرة ُالزيتون؛

كنا نهاجر ليلا دائماً

لكل ركن ٍ من مجئ الحياة

وصبر البقاء

باحتلال ِ الماء

لكل فراغ ٍ

بين الرمل ِفي قيعانهِ

محمِّلينَ كلَّ قرانا التي نمرُّ بها

إلى الماضي سلاما!

وتَشهدُ في الليل ِ مرورَنا

وجوهُ الهلال ِ الحزين

أو الخجولْ،

وحين يكتملُ ابتساما،

وكلّ ُ رفسةٍ حين الاختناق

تسوّلُ إفلاتَ الهلال من الغمام

تـُعيدُهُ إلى الليل.

50

كنا في مآزق الله

ابتداءا

وكلَّ نهايةٍ محتـَّمةٍ

وكنا بكلِّ جَدْبٍ في المحبّاتِ

وقـَحْطٍ في اللغاتِ

لا نبذ ِّرُ الروحَ كلاما

فنرجو الشمسَ أن تظلَّ بفجر الصيف

ونهمسُ للريح أن تسامحَنا شتاءا

كلما استقرَّ بنا مكانٌ جديدٌ

أو زمانٌ قديم،

لأنَّ آثارَ أصابعِكَ التي على الصلصال

تشي بنا

تصيرُ حروفاً واختاما

فلم يكن للكلامِ القليل ِالذي يولـَدُ فينا ابتسامُ

ولا لهَجاتٌ

ولا للحنين ِللأوطان ِلـُغاتٌ

ظامئاتٌ، وأ ُوامُ

لذا تكبُرُ عيناكَ في كل فجرٍ

تساهرُني في كلِّ سقفٍ

فيهما العيونُ البريئة ُ الأولى

وهل مِن سوى البراءةِ

زارَني أرقٌ

واحتمامُ

ويبيتُ وجهُ حبيبٍ

في سماءٍ مع القمر ِالذي

يُزاحمُهُ الغـَمامُ

ولا يرتخي جفنٌ

بل تصدأ ُالنـّـُجُم ُ

صغاراً أو كباراً

بـِرادة ً في الندى

وتظلّ ُ عيناكَ

والسماءُ

والسقوفُ حليفة ً

فيسهرُ الأرقُ؛

وتستيقظ ُ الخسائرُ الكبرى

تحملق ُ فيَّ جميعُها

كما القتلى في عتاب السماء

يعانقـُها السلامُ

وكم تقرع الريحُ بابي

وتمسحُ الأشباحُ الزجاج

بظلِّ صَفصافةٍ

من القمر المحموم ِ قادمةٍ

تمشّطـُ نافذتي،

وكم تثاءب

في شحوب السماءِ الظلامُ؛

وكنتُ كتبتُ على كل نافذةٍ

مواعيدَ الرحيل القريب

وجئتُ جدارَ الوهم، منحتـُهُ

سطرَيْن ِ من أمل ٍ،

نـَحَتّ ُ أصناماً من الماء

أعبُدُها

نسجتُ خياماً من المطر ِ

وعلى أوهاميَ الأولى

أنقـّل أمنياتي

أعشابيَ التائهاتِ

بين الماء والحجر ِ

فلم تكنْ من مُدُن ٍفاضلةٍ

ولو من ظلال ٍ،

ولا هذا العالمُ قرية ًصغرى،

فعند أبوابِ المغاراتِ الجديدة

كهوفِ السِّمَنـْتْ

لن تظـَلّ َ للماء معانيه

وأعماقـُهُ

أو للظلال ِ والغيوم ِ

ألغازُها

ورموزُها

ففي عمقها ما يخشى الأغنياءُ

ويحلم الفقراءُ به،

النهارَ الدامسَ هذا؛

51

لكنَّ فيها الشكَّ الأبديَّ والموسيقى

وإلغاءَ أنظمةِ العبيد

ومشاريع ِاللصوص

ومبيتِ الخدَم،

وسوق ِ الأكاذيب الكبير

لأنَّ روحَ الفرار ِالحضاري

فرارُ الروح،

هزيمة ٌ نكراء،

فلـْيقـُدِ الأغنياءُ إذن ْ

قـُرانا لهاويةٍ

فهم كتبوا أسماءَهم

وعناوينَ السفر الجديد

وهم أدلا ّؤنا

الى قرىً مجهولةٍ

صغيرة

يرسمها الموتُ

على جُدُر ِالوهم ِالنهائيِّ

والكوابيسِ الأخيرة.




#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرية 44-48
- القرية 40- 43
- القرية - 39
- الأسئلة الأخيرة
- من عصر الرصاص 2
- من عصر الرصاص الأول
- كريم 10 - القرية 36-37
- القرية 35
- كريم 10 - القرية 29-34
- كريم 10 القرية 1-28
- كريم 10 - القرية : 1-13
- رفقاً بالرعية!
- كريم 10 - القرية (14-28)
- دخيلٌ على جُزُر الوحوش ِالصغار
- في الذين ماتوا من أجل شئ ٍمن العدل، في العصر السابق للتوزيع ...
- أكاذيب من عصر الشمبانزي السادس عشر
- -أمينُ لا تغضبْ- قصيدة محمد مهدي الجواهري بعد انقلاب شباط 19 ...
- في ثقافة الاحتلال العراقية - محاولة في تشخيص بعض صفاتها الأس ...
- كريم - 9 -
- أوباما


المزيد.....




- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - كريم - القرية 49 - 51