أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طالب إبراهيم - التهمة المعلّبة -من مذكرات معتقل سياسي علويّ-














المزيد.....

التهمة المعلّبة -من مذكرات معتقل سياسي علويّ-


طالب إبراهيم
(Taleb Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 16:57
المحور: كتابات ساخرة
    


كاد لوني يغرقني, وكنت مضرباً للسخرية أينما ذهبت.
لقد كنت أشقر في عالم من السمر.
ماذا يعني أني أشقر؟!
ماالمانع إذا كانت أمي كذلك؟!
لكن من يهتم...
بعد أن قتلني لوني, أكلني اليسار الجديد. المعارضة الشيوعية المتجدّدة, في بلد لا يعرف إلا البعث وأقزامه المتناسخون.
بتّ أخشى على نفسي من الإعتقال, أخشى السلطة وكلابها الشاردة والواردة والناطرة هفوةٌ مني أو من أحد أصدقائي الكثر,السمر والحمر والخضر ومن كل الالوان.
وجاءت الأخطاء الخصبة, فساقوني إلى السجن مع جمع غفير من الألوان والأحجام والأديان والطوائف.
في التحقيق, وبالإضافة إلى حقيبة الشيوعية, أوكلوا إليّ حقيبة الطائفة العلوية.
كان المحقّق العلوي يقول:
أنت عارٌ على الطائفة العلوية..علويٌّ وتعارض؟!!..إذا عارض السّني قلنا عادي..فهو من طائفة معادية...إذا عارض الدرزي..عادي..فهو من طائفة معادية..الإسماعيلي...معادية ..المسيحي.. الكردي.. كله مفهوم..لكن أنت علويّ وتعارض.. بشرفي لادبحك يا "عرصى" وقد كانت "عرصى" تخرج من أعماق قلبه.
بين تهمة الشيوعيه والعلويه ضاع ما بيَ..
ضاع بأسي, وضعت بين مطارق النظام, ومناجل الطائفة, وما أكثرها,وأحدّها..
من حسن حظي أو من سوئه لست أدري..!! كان في السجن معتقلون من كل الأمم والملل والنِّحل..
ومن تنظيمات أصولية, وأخرى أكثر أصولية وتحريمية, وتنظيمات تحررية, وأخرى أكثر تحررية, وبعثية وأكثر بعثية..وانتبهت مرة أخرى, أني علويّ..
التهمة نفسها, لكنها أتت هذه المرة من المعارضة ..مرة من السلطة, ومرة من المعارضة. لكن الحق يقال :"المرّة التي تخص السلطة, كانت أكثر من المرّة التي تخص المعارضة.."
ـ أنت علويّ..؟!!
ـ نعم ..ماذا يعني ذلك..؟!
ـ لا شيء..
ـ ما المانع..؟
ـ...........
بعد سنوات عرفت أنها تعني سلطة..رغم أني في المعارضة.. ومعها.. ومعتقل سياسي لأسباب تخص نشاطي السياسي المعارض للنظام..أنا علويّ: أي أنا سلطوي بالدرجة الأولى وبالدرجة ما قبل الأولى ...." يالطيف "..
أنا المنبوذ من طائفته بسبب معارضته. المحروق من نار السلطة. الملعون " أبو أبوه " من أجهزة النظام وأعوانها وكلابها وجرذانها وفئرانها .. بتّ في عين بعض المعارضة, علويّا بن علويّ..
ـ أنا خارج الطوائف..أنا خارج الدين أصلاً..!! إذا كنت تعتبرني سلطويّاً فكيف تفسّر سنوات سجني الطويلة..؟!
ـ لا يهم..
ـ لا أريد أن أقنعك بشيء.. فأنا أحمل فوق رأسي تهمة أينما ذهبت.. فلا بأس عليك.. أو منك.. أو فيك.. أو فوقك....لكن من يهتم..؟!
وخرجت من السجن, وسلّم عليّ القليل القليل, وشتمني الكثير الكثير, حتى حين تفرّغت للعمل الثقافي مثل معتقلين كثيرين, لم أنجُ لا من الشتائم ولا من النظام..
كنت أقول أني خرجت من ساحة السياسة إلى ساحة الثقافة, وكانوا يستغربون ويتساءلون:
ما الفرق..؟! الثقافة صلب السياسة.. " أنت تعمل من تحت لتحت.." ثم يسمعوني:
يا لسعة صدر السلطة.. يا لرحمتها .. تطلق سراحك وأنت تحمل كل الأفكار السيئة...يا لعفوها... يا لصبرها...
وكنت أقول في سرّي طبعاً ..يا لعفونتها وعفونتكم.. لكن من يهتم..
أنا الآن في بلد آمن, أعتقد أني وصلت إلى برّ الأمان, ,أتمنى ذلك..
لا أخشى من السلطة, مع أنها معلّقة بأطراف ثيابي..لا أخشى من الطائفة المتعِبة والمتعَبة..
لا أخشى من المعارضة لأني موسوم بطابعها السياسي..
لا أخشى من الناس, فقد أخرجوني منهم, أو أخرجتهم مني ..
من يهتم..
على الرغم من لوني, وربما أصبح بلا لون..لكن ماذا أفعل ؟
إذا كانت لغتي سمراء, وثقافتي سمراء, وقلمي أسمر, ومازلت أشعر تحت ملامسي البيضاء, بالتربة السمراء..... لكن من يهتم...



#طالب_إبراهيم (هاشتاغ)       Taleb_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة القصيرة والباب العالي
- البعد الطائفي للنظام السوري والتسوية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طالب إبراهيم - التهمة المعلّبة -من مذكرات معتقل سياسي علويّ-