أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - ألعقلية العربية لا شأن لها بثقافة التغيير والديمقراطيه















المزيد.....

ألعقلية العربية لا شأن لها بثقافة التغيير والديمقراطيه


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2775 - 2009 / 9 / 20 - 23:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نبهني الاستاذ عبد القادر أنيس ، من خلال مقاله المنشور في الحوار المتمدن العدد 2775 للاطلاع على مقال آخر كان قد نشره السيد زارا مستو تحت عنوان ( هل العقلية العربية تقبل ثقافة التغيير والديمقراطيه ؟ ) .
ولكوني أقع دائما تحت تأثير أية محاولة تتجه بالقاريء لولوج ذلك الممتنع عن الفهم والمتعلق بانحدار الواقع العربي ، فأعمد فورا لقراءة المواضيع التي تمس هذا الواقع ، سعيا مني لبلوغ غايتي في الحصول على أية امكانية للعثور على اجابة تقترب من الواقع ترشدني للحقيقه .. لكوني كذلك ، فقد تفحصت ما كتبه السيد زارا مستو منقبا عن ضالتي ، غير انني بقيت أحمل ذات الحيرة من عدم شجاعته على الاشهار بالسبب المنطقي والذي يقف وراء التردي المزمن لامتنا المنكوبة .
لقد برع الكثيرون من مفكري عصرنا في تشخيص كون أن الحضارة العربية هي في حالها الحاضر تقف في مؤخرة حضارات الدنيا ، بل رجح البعض ، ومنهم الشاعر أدونيس ، بان هذه الحضارة هي الان إما ان تكون قد انقرضت فعلا أو أنها أصبحت على شفا هاوية من الانقراض ، حتى أنني تساءلت في مقال سابق لي بما معناه إذا كانت هذه الحضارة قد بلغت هذا المبلغ ، فلماذا نحن اذن يهاوش بعضنا بعضا في جدل مستمر جل ما فيه هو البحث عن مسببات إحداث نهضة جديدة في عالمنا المتأخر؟ .
ومع هذا كله ، وقد يكون قصور مني ، فانني لم أجد ما يشفي غليلي في تشخيص العلة الحقيقية لهذا التخلف الحضاري العربي ومنذ ما يسمى بعصر النهضه .. فاذا اعترفنا بسقوط حجة الاستعمار وآثار الاحتلال بالالتفات لمثل الصين ، وكونها قد وقعت تحت أكثر من احتلال واستطاعت النهوض من تحت الركام لتصبح اليوم تنينا يخيف أقوى دول العالم عسكرة واقتصادا ، وإذا كانت اليابان هي الدالة الاكيدة الاخرى على بطلان حجة ارتهان الامة لعامل التخلف ، كون ان اليابان قد تخلفت كثيرا عن تحرك سابق كانت الحضارة العربية قد امتلكته في زمن ما ، ومن ثم نهضت اليابان واستمر العرب باتكاساتهم المتواليه ، اذا كنا قد أسقطنا هذه الحجج وغيرها الكثير مما يراد له أن يكون سببا في تخلف الحضارة العربية عن مثيلاتها من حضارات العالم ، فلماذا لا نقول بحقيقة واحده هي التي نخفيها إما خوفا أو تقية أو مجانبة للمنطق ، ألا وهي أن جميع الدول التي دأبت على بناء مستقبلها الآخذ في التقدم قد نجحت أولا في إزالة أكبر معوق رئيسي يمكنه الوقوف أمام سعيها هذا ألا وهو الدين ؟ .. لماذا نعترف صراحة بأن ابتعاد الكنيسة عن مراكز القرار ، وتجنبها التدخل في تسيير الانظمة السياسية وعودتها الى داخل الكنيسة بعد طول عبث ، ومن ثم اختفاء نصوص المقدس عن مفاهيم غالبية افراد المجتمع وإطلاق حرية الناس في بناء علاقاتهم الاجتماعية هو الذي جعل المجتمعات المتقدمة الان تفلح في سعيها نحو بلوغ ما بلغته من تطور ؟ ..
في حين حينما نقترب من واقعنا نتخوف من الركون لذات الحقيقة ونتجنب الخوض في ذات المسببات رغم تشابهها في كل الأحوال ؟ .
لماذا لا نقر صاغرين ومجبرين غير مخيرين ، بان لتدخل الدين ورجاله في شؤون البلاد والعباد هو الذي أحدث فينا كل هذه الردة العنيفة عن مسايرة سوانا من بلدان وشعوب العالم الآخر، رغم أننا لم نترك ربوة على الارض الا واعتليناها لنعلن بأننا أسياد البشر وخيرهم خلقا ؟ ..
إنه التفاف بائس ندور من خلاله حول أنفسنا ونحن نتعكزعلى ما نحاول فيه عدم تخطي حدود ما تعودنا على تقديسه ، ونقف حائرين اذ تستهوينا في أكثر من ميدان للحوار سبل الأزدواجية في التفكير تارة بإسم العلمانية الوسطية وتارة أخرى تحت لافتة وجوب الحفاظ على تركيبة المجتمع من التفتت واحترام مقدسات البسطاء ، وكأن التطرق لتفكيك مبررات الارتهان لأسباب التخلف في مجتمعاتنا هو تعرض لمعتقدات البسطاء ، وليس محاولة لتوحيد الفكر الواعي بهدف تخطي أسباب ما نحن فيه من تردي .
لقد أورد الكاتب زارا مستو في معرض مساهمته موضع النقاش ، الحالة العراقية باعتبارها مثلا أكثر وضوحا على تخلف الواقع العربي ، غير أنه لم يبرع في اكتشاف من هو المسبب الرئيسي في ارتداد الواقع العراقي باتجاه هذا التخبط السياسي والاقتصادي وما تعرض له شعبنا في العراق من دمار وعلى كافة المستويات .. أليست الاحزاب الدينية ، وهي هنا الممثل الأكثر أمانة لحمل تقاليد ونصوص الدين ، رغم ما يقال بأنها لا تمثل الدين وأنها تمثل نفسها لا غير ، هي السبب ؟ ..
ما معنى أن نفصل قرارات المسؤولين في العراق مثلا بتحريم الخمور ووجوب إطالة اللحى في دوائر الدوله وتشريد جميع الفنانين بمختلف توجهاتهم واختصاصاتهم وهجرة العلماء وتحريم الغناء علنا وفرض عدم جواز الرقص في المسارح العامة وترويج إشاعة المفاهيم الرجعية ، لماذا نفصلها عن كونها سببا مباشرا في تردي الحالة العراقية عموما ؟ .. ولماذا لا نرفع رؤؤسنا من داخل الرمال لنقول بأن تصرف رجال الدين هذا لم يكن بمعزل عن تعليمات المقدس ذاته والذي حرم الفن والغناء والرقص ونحت التماثيل ؟ .
اننا أمام حقيقة لا يمكن فصل أجزائها حسب الهوى الشخصي ، وهي أن الدين بما يحمله من ثوابت ، سوف لن يترك لنا متسعا للتقدم كونه متلبس في اوصال مجتمعاتنا وبشكل لا يدعو للتفاؤل باننا سنتخلص منه عن قريب ، وان كافة المراحل التي مرت بها مجتمعاتنا وظهر بان الدين وكأنه قد تراجع فيها عن مواقع القرار في اجهزة الدولة والمجتمع ، فهو على العكس كان موجودا وليس غائبا وممثلا بجميع شعائر واعراف مجتمعاتنا والمتأصلة في نفوس الناس حيث تبعدهم تلك الشعائر والاعراف عن القبول بأية صيغة حياتية متطوره ، في حين بقينا أسرى لظواهر تبدو لنا وكأنها مدعاة لاقامة صلات حميمية بين الناس ، أساسها التدين والقيام بشعائر لا تمت للحضارة بصلة .
يكفينا هذا الأمعان في ترديد ذات الأفكار وكأننا مكلفين باعادة أفكارنا على الدوام ، فقد فهمنا بأننا أمة تحتضر حضارتها ، وأننا كنا تحت نير الاستعمار ، وقد تحررنا والحمد لله من هذا النير ، وأننا الآن نرزح تحت سلطة القوانين غير الديمقراطية في أغلب بلداننا العربية ، والبعض من هذه البلدان اتخذت لها مسارا أكثر تفتحا من حيث الاعتماد على القوانين المدنية في أنظمتها ، ولم يبقى لنا الا الانتقال للحيز الآخر من التفسير لنعلم أين يكمن مقتل حضارتنا وتفسخ اوصال مجتمعاتنا وارتداد بواعث التقدم الانساني في بلداننا حتى في تلك المواقع التي ليس للدولة فيها شأن .
لا ديمقراطية ولا تغيير في بلداننا ، ما دمنا نترفع ( جبنا ) عن إحداث شروخ في عقول الناس ولو بشكل تدريجي تجعلهم يعيدون النظر بواقعهم ، ويؤسسون لحياتهم وفق ثوابت جديدة .
وسوف لن يفلح أحد بإحداث هذا التغيير ما دامت بواعث التخلف ترتهن عقول البسطاء وتجعلها عصية على تقبل أي تحول باتجاه التغيير.







#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشق غير مألوف
- متى ياعراق ؟؟
- سجال متأخر .. حول ضرورة وحدة قوى اليسار في العراق
- ألعوائل ألعراقية بدأت تسكن القبور ... أيها المحللون لواقع ال ...
- قوى اليسار في العراق .. بين أفعى الشيخ ( دبس ) .. وموفد المر ...
- حزن القاتل
- ليكن لكل واحد من ربه .. وليسقط السادة والشيوخ والكهنه
- لقاء .. ومطر
- ألشخصية العربية .. بين حرية السلوك .. والأرث الديني المتأصل
- لقيطة .. وقضيه .
- كيف لأمة أن تحيا وفيها من يحكم على المرأة بالفجور، لو كشفت ع ...
- ألشعب العراقي بين رحمة جامع ( براثا ) وفلسفة الرضوخ للعقل
- لنعمل معا من أجل وحدة الصف العلماني التقدمي بكافة أطيافه وتو ...
- بين أضرحة وفقراء .. وحناجر تهتف للسماء .. ألعراق يعيش ألأمل ...
- لا زلنا نتصدر قائمة ألأمية في العالم
- ليتوقف فورا تنفيذ حكم الاعدام بالنساء العراقيات في سجون بغدا ...
- علمانيون ومتعلمنين .. ظاهرة جديده تستحق الانتباه !
- أطفالنا يهددهم مستقبلهم المشحون بالوباء .. أين الحل ؟؟
- لماذا الدين الاسلامي دون الاديان الأخرى ؟؟
- لتتوحد كافة الجهود العلمية من أجل إيقاف ظاهرة التصحر في العر ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - ألعقلية العربية لا شأن لها بثقافة التغيير والديمقراطيه