صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 08:59
المحور:
الادب والفن
الوطن الآن
بيننا اللّغةُ
ولا شئ بيننا غيراللّغه
إنسَى قليلا نشيدك الرسمى
تذكّرْ
قليلا قليلا
قصيدنا الوطنى
•••
بيننا وطن من لغه
فلا تكن وطنا من طرف واحد
وأكون طرفا من وطن أو وطنين
فيلعب الفأر بيننا علي حبلين
ويَقضم و يُقضِمُ
ويذوب الجبن بين القبائل
وتصبح السماء طفلة
يجري من تحتها الماء
لا تكن على درجتين
لألاّ تطوف الطوائف باسم الوطن فتنسى وأنسى
و ينسى الوطن
•••
"أنا" لست في اللّغة
ولي لغتي :
الوطن: أين تُسلِّم الذاكرة للكون على شرف الخيال
أين تكون الحياة أوّل إحتمال وآخر إحتمال
وأن لا تنقص من اللّغة مثقال ما لا ترى
وأن لا تزرع حبّة سوداء في أخضر غيرك
وأن لا تجزر من البحر ما مدّ باليدين النظيفتين
وأن لا تقول للجبال ما أقصرك
وللسّماء أنا الأفق،
ها أنتِ بين اليدين
وأن
لا تقول للشمس أنا الجديد
وأن لا تؤوّل المعادن علي وزن الحديد
•••
"أنا" لست من لغتى
ولى لغتى:
الوطن : متي تسلِّم الكون للذاكرة
بأيادى الجمال
وأن تكون الحياة بداية الاحلام وأن
لا تكون نهاية الاحلام
وأن تري بعينين لا برشّاشه
بعينين لا أقلّ ولا أكثر
وان تكون العبارة ضيفا أنيقا تجهد في حبّه
لأنه يجهد في النزول عليك
لا نارا تُصَبّ وما يوحَى إليك
وأن
يكون عَرَقُك النازف في وِدّ العازفينْ
فَهُمْ بعد حينْ
سيُحيُون الحياة
وإنهم غيرهم
فقط بعد حين
•••
بيننا اللّغة
وما في اللغة من صفات
الوطن: أن لا تخلط بين حواسّك الخمس و أظافرك
وأن لا تخلط بين الحب و أسمائه الاخرى
وأن لا تكلّف الليل ما لا يحتمل
وأن لا ترهن النهار في محرقه
وأن تملأ عينك من بحر الامل
فلا تغرقه
و لا يغرقك
ولا أن لا تسكر من لون العنب
وأن لا تموت الحروف بلا سبب
•••
لغة سمّتنى وسمّتك
علّمتنى و علّمتكْ
الوطن : دورة الارض على إستواء القلب
لا قبر النجوم فى كوكب كأسك
فلتكن بيننا اللغة ظرف حياة
يوما تحبك و يوما تناضل من أجل حبك
كن مَدَنا تكن وطنا
هذه لغتى
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟