أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مشعل الموسى - سينوغرافيا المسرح - السينوغرافيا والمسرح الرّومـــاني















المزيد.....

سينوغرافيا المسرح - السينوغرافيا والمسرح الرّومـــاني


مشعل الموسى

الحوار المتمدن-العدد: 841 - 2004 / 5 / 22 - 09:00
المحور: الادب والفن
    


أعـد مادتــها / أ. مشعل الموسى
أستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية
الكويت
[email protected]

" من يجعــل من المحاكاة هــدف الفـن ، يحكم على الجمـال الموضوعـي عينـه بالاختفــاء والــزوال "
– هيــغـل .


يدنو شكل المسرح* الرّوماني ( بصورته التقليدية ) منهُ إلى المسرح الإغريقي من الناحية المعمارية ( بخلاف المضمون ) ، ولا ينبغي التصوّر أن كل المسرحيات سواء عنـد الإغريـق أو روما ، كانت تقـدَّم على مسارح مخصصة لهذا الغرض ، لأن أحد من كبار كتــّاب المسرح الرّوماني لم يكتـب لهذا المسرح ، كـــتب - سينيكــا- مسرحياتـه للقراءة أو لتـلقى في وسـط جمهـور مهـذب ، وكتـب كــل مــن – بــلاوتـس- و- تيـرنس- مسرحيات لتؤدى على نوع من المسارح الخشبيـة المؤقتـة ، " وكانت خشبة تلك ، طويلة ضيقة تمثـل شارعـًا تحيط به منازل ، وهذه المسارح تستخدم في الاحتفالات الخاصة بالانتصارات العسكرية أكثـر منها للعروض المسرحية" ، " كما أننا لسنا على يقين بأن - سينيكا**- كان يكتب للعرض المسرحي والأداء العلني ، وأما العروض المسرحية التي ظلـت موجودة منذ ذلك الحيـن فتـدهـورت شيئــًا فشيئــًا ، حتى بلغـت النهايـة فـي التـرخـّص والبـذاءة ".
* صنف الرّومان ملاهيهـم على النحو الآتـي : بالياتا Palliata / توجاتا Togata ، على أسـاس ما ترتديه الشخصيات من أزياء / عباءة إغريقية Pallium أو حلة رومانية Toga. والمخرجين الرّومان كانوا يُـلبسون الشخصيات ذات الطابع الأغريقي في الملاهي الرّومانيـة زيـًا إغريقيـًـا ، وورث الرّومـان القنـاع المسرحـي عـن الأغريـق لجميـع الشخصيـات ، " فالمسـرح الأغريقي احتـوى على 11 قنـاع للذكـور ، و14 للإنـاث " .
** - سينيكا- 2 ق.م / 65 م . ، مؤلف التراجيديا الرّومانية ، ومن مقولاته : " للدلالة على أن الكلمة تخضع للتمثيـل وجماليات وتقـنيات الفرجة أكثر منها للبلاغة.

- الملامــح المعمـاريـة .
وبعض من تلك الفروق بين كل ٍ من المسرح الرّوماني والإغريقي ، كي نقف ولو جزئيـًا على رسم معالـم وملامح كل من المسرحيـن من الجوانب المعمـاريـة :

- فعلى خلاف المدرّجات الإغريقية ( التي استخدام لأجلها منحدرات الجبل لبناء أماكن للجمهور ) ، فالمدرجات الرّومانية والمسرح بمحيطه العام ، تم إنشاءه على أرض مستوية منبسطة .

- كما أن المنظر الثابت في المسرح الرّوماني ( والذي يقابله الإسكينا الأغريقية ) أتى كوحدة واحدة مع المعمار المسرحي ( وحدة معمارية ) فالمدرّجات تبدأ ملامسة لهذا للمنظر وتنتهي به .

- من حيث الحجم فالمنظـر الرّوماني أكبـر وأضخـم ، كما إحتوى على زخارف أكثر من سالفـة المسرح الإغريقـي .

- زادت مساحة الطولية للمدرّج الرّوماني إلى أن وصلت إلى لشبه دائرة ، على حين كانت في المسرح الإغريقي إلى ما هـو أبعـد من النصف دائرة وأقـل مـن شبه الدائـرة .

المسرح الرّوماني ذو خشبة بارزة للأمام ، بحيث أصبح مكان الأوركسترا نصف دائري ، وصار بالتالي المدرّج نصف دائري ، وقد يكون هذا لمساعدة المتفرّجيـن على سلامة وجودة الرؤيـة ، وكانت خشبة المسرح على موازاة مقاعد الصف الأول من المدرّج ، أما مكان الأوركسترا فقـد كان منخفضًا عن ذلك أربعة أقـدام أو خمسة ، وكانت خشبة المسرح عبارة عـن مصطبة طويلة أطول من خشبة المسرح الأغريقي وسُـقـفت المسارح الرّومانية بالخيش ، وخشبة المسرح تمثـل مكانـًا مكشوفـًا مستطيـلا ً أشبه ما يكـون بشـارع ، تنفتـح عليه ثلاثـة أبـواب وكأنهـا تمثـل مداخـل الـدور المجـاورة ، " واستخـدم كـتـّـاب المسرح المداخل التي تقـع في نهايتي خشبة المسرح للإيحاء بالقدوم أو الذهاب إلى مكان هام خـارج خشبة المسرح ، كالسوق أو الميناء " ، لكن أي عمل كان من المفروض أن نتصوّره على أنه لا يقـع داخل بناية عامة أو منزل خاص ، وإنما يقع في شارع أو على عتبة منزل ، وكثيـرًا ما أجبر هـذا التقـليد كاتب المسرحية على استخدام تفسيرات مختلفة للأعمال الشخصية التي تجـري بالشـارع .

وقد جاء المسرح الرّوماني متجهـًا نحو الزخرفة والتفخيـم ، بعكس أعمال الإغريق التي كانت تسـودها البساطة والتنظيم ؛ استمـر الرّومان طوال الخمسة قرون ، شغوفيـن بمظاهر الفخامة والعظمة والمباريات والمصارعات وغيرها من الألعاب الرياضية التي كانت تعرض ، وكانت تدفعهم إلى تـلك الممارسات عوامل كثيرة تعمل في ذات الوقت على إقصائهم عن المسرح وبسبب تعدد الوسائل الترفيهية وتنوعها ، لكن تلك المباريات قد عرفت طريقها للازدهار بسبب إقبال الجماهير لمشاهدتها ، ومن الملاعب التي كانت تعرض فيها تلك المباريـات ، ملعب – فـيــرونا- والذي يستخدم حتى وقتنا الحالي لتقديم مسرحيات عالمية كل عام ؛ ولما كان بطبيعة تكوينه وضخامة هندسته يتسع لحوالي 20.000 متفـرّج ، ومساحة للتمثيـل تبلغ حوالي 3000 متر مربع ، فعلينا تخيل المحصلة الاستيعابية لتلك المساحة من ممثـلين ومغنيـن وراقصين...الخ ؛ أما مسرح - كولوزيوم- بروما ، فقد تم إطلاق تلك التسمية بسبب ضخامة وفخامته ، وكلمة كولوزيوم فتعني الضخم ، ومساحته الواسعة التي أنشئ عليها هـذا المسرح فقـد بلغت 45.000 متر مربع ، فأما مساحة ملعبه فقد بلغت 1500 متـر مربـع ، وقد أتى المسرح بشكـل دائري أقرب إلى الشكل البيضاوي ، تتسع مدرجاته لتستضيـف 50.000 متفـرّج تقريبًـا ؛ وقد استغـرق بنائه ثمانية أعوام وقد بدأ ببناءه الإمبراطور - فيسبازيانو Vespasiano- في عام 72 م ، وافتتحه الإمبراطور - تيتـو Tito- في عام 80 م باحتفالات دامت 100 يوم ، ونتيجة استغلال المسرح للألعاب الوحشية والمصارعة المميتة ، مات في تـلك الحلبة عـدد لا يحصى من العبيد والحيوانات المفترسة ؛ من هنا ندرك مدى المزاجية العامة للشعب وللمتفـرّج الرّوماني .

مما لا شك فيه ، بأن الفن بمجمله يأخذ قالبه وطابعه الجوهري من تلك الممارسة الفعلية له والفـن يستمد طاقته الرّوحيـة من الوسـط الذي يترعـرع فيـه ، وإذا أدرجنـا بعـض من تلك المقاربـات والتباينـات بيـن المسرح الإغريقي والرّوماني ، فنحـن ندرجها بغية تفعيـل ذلك الامتـداد السينوغرافي من حيث الشكل وليس المضمون ؛ إن نظرة سينوغرافية متفحصة على الأشكال المعمارية الرّومانية للغرض المسرحي أو أي كان من تلك العـروض ، لا نجد معضلة في التعـرّف على كـينونـة المسـارح الرّومانيـة ، والتي هي بكـونها أقـرب بالحـلبة منهـا إلى المسـرح الحقـيقي .

* * *
(( المصـــادر ))
- هـيغـــل ، مدخل إلى علم الجمال ( فكـرة الجمـال ) ، دار الطليعـة ، بيـروت ، 1988 م .
- محمـــد أدريــس ، مدخـل لمفهـوم السينوغــــرافيا ، ورقـة عمـل ضمن فعاليـات المهرجـان المسـرحي الرابـع لـدول الخليـج في دولـة البحريــن ، 1995 م .
- فرانــــك م. هـــــوايتـنج ، المدخل إلى الفـــنون المسرحية ، دار المعرفة للنشـر ، القاهــرة .
- فـرد ميلــــيـت و جيـــرالد بنـتــــلـي ، فـــن المسرحية ، ترجمة صدقـي خطــّـاب ، دار الثقافـة ، بيروت ، 1966 م.
- د. لــــويز ملكــــية ، الديكور المسرحي ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ط3 ، 1990 م .



أعـــــد مادتها /
أ. مشعل عبدالحميد الموسى
استــاذ في المعهد العالي للفنـون المسرحية
الكـــــــــويت
[email protected]



#مشعل_الموسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مســارح العصــور الوســطى
- كلمـات تحــتاج لرجــــال
- السينوغرافيا والإشارات الأولى المســرح الإغريقــي
- السينوغرافيا بين النظرية والتطبيق


المزيد.....




- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مشعل الموسى - سينوغرافيا المسرح - السينوغرافيا والمسرح الرّومـــاني