أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين النجار - الحسين قتلته السياسه وحبه للزعامة (1)













المزيد.....

الحسين قتلته السياسه وحبه للزعامة (1)


علاء الدين النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 15:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في حقيقة تاريخية لا يختلف عليها اثنين بين جميع المسلمين سنة وشيعة وهي أن الحسين بن علي عند خروجه من المدينة قاصداً العراق إنما كان يسعى لاستعادة الحكم من الأمويين ليصبح السلطان في علي وذريته من بعده ... وبغض النظر عن الأحداث السابقة لهذا والأدلة التي سيقت لتبرير موقفه وإضفاء مبررات تجميليه عليها إلا أن الغاية النهائية التي سعى لها هي أن يستولى على العرش ليصبح الحاكم الفعلي للدولة الإسلامية كونه يرى بأن الأحق دون غيره لا لأهلية إلا لصلته قرابته بجده النبي صلى الله عليه وسلم... وفي هذا فإنه يعتبر نداً لمعاوية الذي أخذ الولاية فكلاهما يريد السلطان إلا أن الغلبة كانت لمعاوية ... ومن طبيعة البشر مناصرة من يرون أنه كان مظلوما...

من هذا الملخص البسيط نرى أن المسألة كانت سياسية صرفة ولا صلة لها بالدين أو أي من شعائره، فالحسين قصد العراق بعدما أوهمه أهلها في مكاتباتهم إليه أنهم سيقاتلون في صفه ليستعيد ورث أبيه لكنهم انقلبوا عليه وقتلوا في جريمة نكراء منكرة ... وهو ما يبين بجلاء أن مسعاه كان بعيدا كل البعد عن نشر الإسلام أو تعاليمه او نصرة المظلوم أو فك لأسير أو لتحرير أرض إسلامية وإنما كان غرضا سياسيا دنيويا ومسعى وراء مصلحة ذاتية متمثلة في تربعه على كرسي السلطان والاحتفاظ به لذريته من بعده...

وكما يقر الجميع بأن السياسة قذرة فقد خدعه القوم وأهموه في مكيدة حاول أصحاب النبي في المدينة تحذيره منها وكشف مخاطرها إلا أنهم لم يستطيعوا أن يثنوا عزيمته ... فقد كان يرى أنه فرصة لا تعوض للاستيلاء على الحكم.... إذاً فهو قتيل الدنيا ومفاتنها وخدعها ولا علاقة لذلك بالدين من قريب أو بعيد ... وإنما كان يظن أنه وبسبب أمه بنت النبي فكل ما يقوم به يعد من أصل الدين فاستغل الدين في سعيه للدنيا (السلطان) ... وهذا الخلط لا يختلف كثيرا عن حروب الردة التي قادها أبو بكر ضد الممتنعين عن الزكاة الذين فضلوا توزيعها في مناطقهم... فلم تكن تلك إلا حروبا سياسية كان ناقوس خطرها سيقوض أركان الدولة الفتية بامتناع المرتدين عن تقديم الزكاة إلى عاصمة الدولة المتمثلة في المدينة وكان لا بد منها

إن مما يتميز به المسلمون طيلة العصور المتأخرة هو تجميد العقول وتحجير الفكر في مماثلة للآية الكريمة "إنا وجدنا أباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون" ... لماذا لا نعمل العقل ولو للحظات في مثل هذه الأحداث لمن يرى أنه تهمه... ولا أدري أي فائدة تذكر في قضية مقتل الحسين وأي نفع على المسلمين منها ... وعلى أي حال فإذا كان لزاما علينا اجترار الماضي وأحداثه فهناك أمثلة أخرى أعلى مقاما وأبلغ عبرة في التاريخ القديم والحديث ... ماذا يساوي خروج الحسين مقارنة بخروج المهاجرين من مكة إلى المدينة وأخص الأغنياء منهم كأمثال عبدالرحمن بن عوف ومصعب بن عمير وغيرهما من الذين تركوا أموالهم وبيوتهم ووجاهاتهم الاجتماعية من أجل دينهم .. لا سعيا وراء جاهٍ أو سلطان ... قدموا الغالي والنفيس لنصرة الدين لا جزاء ولا شكورا ... متجاهلين حسبنهم ونسبهم وما سترثه ذريتهم من بعدهم

وحتى من غير المسلمين هناك أمثلة عظيمة منها بوذا الذي هجر مال وتجارة أبيه الذي كان أغنى أغنياء الهند وذهب زاهدا في الدنيا متبتلا للرب في جبال وغابات الهند .. وحتى في العصر الحديث هناك علي سبيل المثال إسامة بن لادن في بداية حربه مع الروس (مع التحفظ على منهجه الفكري لاحقا)، فقد ترك أمواله وشركاته الضخمة ليقاتل الكفار ويحرر أرضا إسلامية – في بادئ الأمر.. لا يستطيع أحد أن ينكر أنه بذل ماله ونفسه للمسلمين ولم يكن حينها طامعا في حكم أو سلطان ...

فهل يمكن مقارنة مثل هذه التضحيات والأهداف السامية التي بذلك من أجلها هذه التضحيات مع مسعى الحسين وهدفه...

أتمنى من قارئ هذه السطور أن يفكر ولو لدقيقتين فقط قبل أن يحكم على صحتها وصوابها ... هل يستطيع أن يهجر كل ما تم تلقينه إياه ويحكم بنفسه ...
وأتمنى من الذين يدمون أنفسهم لمقتله ويزحفون على بطونهم صما وعميا ويجثون على ركبهم من الإعياء في مقتل الحسين أن الحسين قد قتل ... أي لا حياة فيه الآن ... فيا من ينادي يا حسين ! أننا الآن بعد اربعة عشر قرن ... انه لا يسمع ولا يضر "لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم" ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها" "إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله"






#علاء_الدين_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين النجار - الحسين قتلته السياسه وحبه للزعامة (1)