|
الأدب الفارسي المعاصر خارج إيران
ندى حسون
الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 03:07
المحور:
الادب والفن
ـــ د.ندى حسّون
ثمّة أبحاث عديدة كتبت في العالم العربي حول الأدب الفارسيّ المعاصر في إيران ، لكن الأدب في أفغانستان و طاجيكستان لم يعرف في هذه المنطقة من العالم حتى الآن مع أنّه جزء من الأدب الفارسيّ . فقد خطا الأدب في هذين القطرين خطوات ثابتة ومحكمة وخلّف وجوهاً أدبيّة خالدة تعتبر من وجوه الأدب المعاصر الفارسيّ ، وعلى المهتمّين بهذا المجال حماية هذا الأدب وتقويته ذلك أن هؤلاء وخاصة في طاجيكستان بدأوا يعتزون بلغتهم الأمّ ويبذلون مافي وسعهم لحمايتها بعد انحسار ظلّ الشيوعيّة ، وقد سارهذا الأدب خلال مراحله المختلفة مع الأدب المعاصر الإيرانيّ خطوة بخطوة حتى إنّنا نجده يهتمّ اهتماماً كبيراً باللغة العربيّة لدرجة أنّ شعراءه قد نظموا
الملمّعات . ولابدّ من القول إنّ هذا الأدب قد تراجع لفترة من الفترات وبشكل خاص في طاجيكستان لدى وقوعه بشكل تلقائيّ تحت سيطرة مضامين الأدب الروسيّ وذلك لبعده عن الألفباء الفارسيّة وانسلاخه عن ميراثه الأدبيّ لعدم إلمام أدباء تلك المرحلة بتراثهم الأدبيّ لعدم تمكّنهم من قراءته . ويجب الإشارة هنا إلى أنّ هذا الأدب في هذه البقعة من العالم كان لـه الفضل في نشر اللغة الفارسيّة وأدبها في روسيا .
قسّمت اللغة الفارسية الواحدة تحت تأثير العوامل السياسية والإقليمية إلى ثلاثة أقسام: فارسية، ودريّة، وطاجيكية. وصار ذلك سبباً لأن تقطع كل من هذه الأقسام مراحل تحولية خاصة بها ظهرت في البناء والكلمات واللفّظ بشكل خاص.
إضافة إلى هذه التطورات يجب أن نضيف أن كلاً من هذه الدول تعد أجنبية عن الأخرى بسبب العوامل السياسية والحكومات وطبيعة العلاقات فيما بينها ، وفي الوقت نفسه لا يمكن إغفال تأثير القوى الأجنبية في مصير اللغة الفارسية ومصير هذه المناطق الثلاث، ذلك أن منطقة ما وراء النهر منذ قرون مضت و بعد انفصالها عن جسد الثقافة الفارسية بقليل وقعت تحت نفوذ الثقافة الأوزبكيّة ثمّ روسية القيصرية والدول البلشفيكية، وأفغانستان بسبب موقعها الجغرافي الخاص والحياة التي كانت تعيشها القارة الهنديّة التي وقعت تحت وطأة الاستعمار الإنكليزي واحتملت الكثير من الأذى.
تعدّ اللغة الفارسية اللغة الأم لنصف شعب أفغانستان تقريباً، فجميع شعب تلك الديار يعرف الفارسية الدرية مع كل لغة يتداولها، ويتعامل بها في العلاقات بين البلاد ويستخدمها كلغة رسمية إضافة إلى اللغات واللهجات المحلية الصغيرة مثل الأوزبكية، البلوجية، التركمانية، ألطاجيكية، ولغة البشتو التي تتداولها أفغانستان وخاصة في نواحي قندهار ،بكتيا ،ومنزها، والتي أعلنتها الحكومات في بعض المراحل لغة رسمية كاللغة الدرية.
وبما أنّ قسماً من شعب أفغانستان يتكلم بالفارسية وقسماً آخر بالبشتو. فقد نشأت ثنائية في اللغة والمذهب كانت على مرّ التاريخ مصحوبة بالمشكلات الثقافية والحضارية للشعب.
لا يمكن التحديد بشكل تام أو صحيح متى راج اصطلاح «درّي» بدل «فارسي» في أفغانستان، لكن مامن شكّ في أنّه حتى العقود الأخيرة كانت تسمى لغة الشعب الأفغاني «فارسية» كما أن هذا الاسم هو المستعمل حالياً، والدري اسم سياسي ورسمي لم يرج بين الناس.
أطلق اصطلاح «دريّ» في تاريخ الأب الفارسي على لهجة مشرق إيران التي استخدمت الأبجدية العربية بعد الدخول في الإسلام ومنذ المرحلة السامانية وقد بقيت أشعار وكتابات بتلك اللغة(1) وقد أعطت الدرية أو الفارسية الدرية مكانها للفارسيّة منذ القرون الأولى.
كان للأدب والفن منذ القديم في إيران وأفغانستان منشأ واحد، وبعد ظهور الحداثة والتجدد في إيران بعد المشروطيّة وانتشار التعلُّم والقراءة ونمو المطبوعات وتعميم الظواهر الحديثة الفرنجية ومحدوديّة لغة أفغانستان الفارسية والتي لم يكن في حوزتها حتى ذاك الوقت ومدة بعده غير عدد من الكتب والنشرات الداخلية وكانت تؤمن أكثر احتياجاتها الفكرية والثقافية من محيط الفارسية الإيرانية حصل شيء من التحوّل في أفغانستان ، حيث أقدم أمير حبيب الله خان - المعاصر لمظفر الدين شاه- مع كل استبداده في الرأي وسحقه لمخالفيه، على إصدار عدة نشرات بأسماء سراج الأخبار، سراج الأطفال، إرشاد النساء.وكانت من علامات الحركة التجديديّة والاجتماعية في مجتمع أفغانستان في ذاك الوقت (2).
صدرت «سراج الأخبار» بإدارة مولوي عبد الرؤوف سنة 1906 تزامناً مع المشروطية في إيران وأوقفت بعد عدد واحد، وبعد فترة قليلة بدأت «الجمعية السرية الوطنية» المتشكلة من مدير سراج الأخبار وفئة من المثقفين عملها، وكان لها كالفئات المشابهة لها في إيران تلك الأيام أهداف هامة ثلاثة: الاستقلال السياسي، حكومة القانون، حدّ قوّة الشاه. ومن سنة 1911 م بدأ عمل «سراج الأخبار» ثانية وهذه المرة بإدارة محمود طرزي.
بعد مقتل حبيب الله خان (1919 م) تسلمّ أمان الله خان الحكم كأول ملك، وحدثت تغييرات هامة في مجتمع أفغانستان، وأطلق الملك السجناء السياسيين، ووقفت حكومة أفغانستان في وجه الإنكليز، وبدأت مرحلة جديدة من الاستقلال السياسي للدولة.
نشر طرزي مكان سراج الأخبار، «أمان أفغان» وبعد مدة تولى وزارة الخارجية. وقد نشرت في مراكز الولايات صحف متعددة أخرى مثل: إصلاح، مرآة العرفان، اتحاد، بيدار ، اتفاق السلام، وكذلك صحيفة أنيس التي كانت وحدها صحيفة غير حكومية وكانت بشكل كامل باللغة الفارسية.
في مرحلة أمان الله ترجمت آثار كثيرة من آداب الغرب وخاصة الآثار الرومانسية الفرنسية إلى الدريّة. وكانت أول قصة طبعت في مجلة المعارف باسم «الجهاد الأكبر» وهي قصة مجهولة المؤلف،وذات موضوع تاريخي تدور حول حرب الأفغان مع قوى الإنكليز. ومنها عروق من عناصر الكتابة القصصية الجديدة ، وممّا طبع سنة 1925 م في مجلة «أمان أفغان" قصّة بقلم كاتب يدعى سلطان محمد، على شكل مذكرات يومية و بشكل تخيّلي.
وأوّل كتاب قصصيّ يحمل اسم «حقوق الأمة» أو «نداء طلبة المعارف» وقد طبع في هرات وكان بقلم محيي الدين أنيس، وكان ذا وجه تعليمي ـــ أخلاقي، ومن حيث البناء الأدبي كان مزيجاً من القصة والمسرحية.
في عهد أمان الله خان عام 1930، ظهر في كابل اتحادان أدبيان، وترك اتحاد كابل الأدبي بشكل خاص أثراً على كل التيارات الأدبية في أفغانستان. أدرج في هذا الاتحاد تنظيم باسم «مجلّة كابل»، وكانت تطبع فيها مقالات تحقيقية وسياسية. وقد طبعت في هذه المجلة أشعار كثيرة لشعراء الدول المجاورة مثل: إقبال، بهاء، بروين اعتصامي، رشيد ياسمي، نصر الله فلسفي. ومن شعراء أفغانستان: ملك الشعراء قاري، عبد الله خان، مستغني، محمد علي آزاد، شايق كابلي، شايق أفندي، سرور صبا، سرور جويا، وفي السنوات التالية: خليل خليلي، وبالطبع لم يكن لبعضهم أهمية كبرى. من الأعمال الهامة لاتحاد كابل الأدبي ترجمة شعر العرب لشبلي نعماني الذي ظهر بالفارسية بعد سنوات في إيران بقلم فخر داعي كَيلاني.
كان الخطّ العامّ لمسير الاتحاد الأدبي لكابل هو مخالفة التجديد ، والتقيد بأصول الأدب الفارسي الكلاسيكي، ومن هنا كان شبيهاً بالاتحاد الأدبي «دانشكده » في إيران.
في السنوات التالية للحرب العالمية الثانية، وتزامناً مع تسلّم محمود خان رئاسة الوزراء، أعطيت الفرصةللمثقفين والمستنيرين ثانية، وظهرت عدة جرائد غير حكومية وحرة. وتزامناً مع سنتي 1949 و 1950 ظهر في أفغانستان اتجاه رئيسي إلى الشعر النيمائي ، وبرز أشخاص مثل فتيح محمد منتظر، محمد شفيع رهگذر، ومحمد آصف سهيل ممّن اتجهوا إلى نظم أشعار على الطريقة النيمائية ، ومن الناحية الفكرية يبدو هؤلاء متأثّرين بأدب الاتحاد السوفييتي وانعكست في شعرهم الأهداف الاشتراكية ، كما صوروا وضعية العمال والفلاحين والصراع الطبقي. على هذا الأساس ظهرت هذه الفكرة في أفغانستان وصار كل شاعر ينظم الشعر النيمائي مع أن الأمر لم يكن كذلك.
أثرت أفكار إقبال الباكستاني أيضاً مدة في شعر أفغانستان، فنجد أشخاصاً مثل مولانا خجسته وخليلي ، يعدّون أنفسهم في بعض مثنوياتهم تلاميذ مدرسة إقبال، وكانوا ينشدون نداء وحدة المسلمين، ويبكون على تخلّفهم .
بعد سنة 1961 نشر أشخاص مثل حبيب الله بهجت، سليمان لايق، ومحمود فارس آني أشعاراً نيمائية، وبعد مدة وجيزة خطت مجموعة أخرى مثل أسد الله حبيب، حليم بندار، حسين وفا سلجوقي، رازق أوريين وغيرهم خطوة في ميدان الشعر، وكان نتاجهم الأدبي أقوى من نتاج الجيل السابق.
في سنوات الخمسينات ازداد الإطلاع على أدب الغرب، وتزامناً مع الرؤى الشعرية والأوزان النيمائية التي لاقت رواجاً كاملاً في إيران، نجد أن أدب أفغانستان يختلف ، إلاّ أنه يقدم الهوية القومية والمحلية بكل التيارات الأدبية في أفغانستان ضمن التأثر بأدب إيران بشكل مستقل ومتجه إلى النضج.
شعر المقاومة:
كان الانقلاب الدامي الذي وقع عام 1978 نقطة انطلاق لتسلّم الحكومة الشيوعية المرتبطة بالاتحاد السوفييتي الحكم وقد استمرت عملياً حتى سنة 1992. في هذه المدة حاولت الحكومة جذب تيار الأدب والشعر إلى المسائل التي كانت موضع اهتمام الشيوعية، ومع أن كل هذه المساعي كانت مؤثرة بالنسبة إلى الشعراء المرتبطين بجناح الحكومة إلى حدّ ما، إلا أنها لم تواجه إقبالاً في الداخل والخارج.
ورغم تسلّم الحكومات الماركسية، فقد استمرّت المقاومة الثقافية والاجتماعية تمشياً مع الاستقامة السياسية، ومع وجود شرائط الحياة الصعبة والمحدوديات الحكومية الجادة، فإن نار المقاومة في شعر الشعراء السابقين قد برزت وأبدت حضوراً ملموساً. وقد تشكلت تيارات ونزعات
خاصة(3) بالاستلهام من مفاهيم إسلاميّةكالجهاد مع أن الجوّ الثقافي والسياسي لم يكن ملائماً وكان تناول الشعراء لرسائل وشعارات عصر المقاومة يصرف أذهانهم عن تناول الجوهر الأصلي للشعر والتقنية والفنون اللازمة.
حول جناح المقاومة خارج أفغانستان يجب أن نضيف أنه في كل ثورة أو انقلاب هناك فئة تجبر على الجلاء عن الوطن لأسباب رئيسية سياسية، أو حتى اقتصادية. وفي تلك الأثناء يمكن لبعض الشعراء أن ينظموا الشعر ضد الحكومة الداخلية أولاً مع العلم أن المخالفة في النفي سهلة جداً، ورائجة.
في هذه الحال ما من شك في أن فئات أخرى من شعراء أفغانستان بعد الانقلاب ذهبوا إلى الدول الأخرى أو اضطروا إلى ذلك. من بين هذه الدول إيران، باكستان، ثم الولايات المتحدة أبرز مراكز تجمّع للأفغان المهاجرين، من الشعراء المهاجرين إلى باكستان نذكر أسماء مثل: بشير سخاورز وميرويس موج، وكذلك خليل الله خليلي (1907 ـــ 1978) الذي أمضى مدة من أيام نفيه في أمريكا، والقسم الأكبر في باكستان، إضافة إلى أن خليلي كان أكثر اهتماماً بنفس الشعر من الرسالة السياسية والشعارات وربما يعود ذلك على الأغلب إلى تقدمه في العمر.
أما ما ظهر من الميراث الأدبي لشعر المقاومة الأفغاني في إيران، فإنه نتيجة جهود أشخاص ذوي تجربة نزحوا إلى إيران بعد انقلاب ثور وعاشوا في هذه البلاد ما يقرب العقدين وتربوا بروحية المقاومة في إيران بسبب وقوع الثورة وتعارض خط سير هذه البلاد مع الحكومة الماركسية نجد نموّاً في الجناح المخالف والمعارض للحكومة في أفغانستان. وقد لاقت جبهة المقاومة الأفغانية حماية مادية ومعنوية من قبل التنظيمات الإيرانية خلال سنوات ما بعد الثورة.
من فئة الشعراء الشبان الذين نشأوا في إيران وبدأوا شعرهم هناك نذكر أسماء مثل: محمد كاظم كاظمي، محمد آصف رحماني، سيد أبو طالب مظفري، فضل قدسي. وقد دارت أسماؤهم على الألسنة أكثر من الجميع، خاصة الشاعر الشاب الموهوب محمد كاظم كاظمي الذي عرف أكثر من غيره بنشر دفتر «كنت قد أتيت ماشياً» وبحضوره المستمر في الجلسات الشعرية في طهران وقم ومشهد وتتشابه أشعاره في فضائها ووضوحها ومضمونها مع الشعر الإيرانيّ المعاصر.
اتِّحاد كتّاب أفغانستان:
استمراراً للاتحادات الأدبية القديمة الأفغانية في كابل وهرات، وعندما كانت الحكومة الماركسية في الستينات موالية للاتحاد السوفييتي، تأسس اتحاد باسم «اتحاد كتّاب الجمهورية الديمقراطية الأفغانية»، وتبدلّ اسمه بعد عدة سنوات ليصبح «اتّحاد كتّاب أفغانستان». وكانت الوجوه البارزة وممثلو الأدب في إيران أعضاء فيه، تأسس هذا الاتحاد في البداية بمئتين وخمسين كتاباً طبعها من شعر، نثر، وبحث في جوانب مختلفة وهذا جهد ليس بالقليل في الظروف السياسية والاقتصادية التي سادت في ذاك البلد .
في هذا الاتحاد دائماً كان هناك وجود لأفضل الشعراء وممثلي الشعر في أفغانستان مثل واصف باختري، برتونادري، جليل شبكير بولادين، ليلا صراحت روشني، قدير روستا بدرام، ثريا واحدي، خالدة فروغ، عبد السميع حامد، وغيرهم.
الأدب القصصي في أفغانستان المعاصرة
أول قصة كتبت بأسلوب جديد في أفغانستان كانت «الجهاد الأكبر» التي طبعت في مجلة المعارف سنة 1921.
في عام 1923 طبع أول كتاب قصصي بعنوان «حقوق الأمة» أو «نداء طلبة المعارف» بقلم محيي الدين أنيس الكاتب الصحفي المعروف في هرات آنذاك، أمّا «تصوير الغيرة» لعبد القادر أفندي فكانت أول قصة لكاتب أفغاني طبعت في الهند، وهي ذات جانب نقدي على الأكثر، وكتبت بلغة ساخرة تتناول الحياة الأرستقراطية آنذاك.
كان نوع من الرومانسية يحكم أدب الثلاثينات في أفغانستان، وقد كان عبد العلي مستغني (1876 ـــ 1934 م) وعبد الله خان قاري (1871 ـــ 1944 م) وعبد الحق بي تاب (1880 ـــ 1969 م) ممثلي تلك الفترة في الشعر.
في الأربعينات، ساد نوع من الأدب الاجتماعي العاطفي والعادي ويعدّ سليمان علي جاغوري كاتب قصة «بيكم» ومحمد إبراهيم عالمشاهي صاحب «المساء المظلم» و «الصبح المنير» نماذج على ذلك .
في السنوات الأخيرة من الأربعينات شكّل مجموعة من الكتّاب جمعية باسم «الشباب اليقظين» وبعضهم وجد طريقه إلى البرلمان أيضا. بعد ذلك أسّسوا إصدارات حرة مثل عبد الرؤوف بينوا (1913 ــ 1985 م) الشاعر ورئيس اتحاد «الشباب اليقظين» وزميل كل باشا ألفت وكانوا مقيّدين بالاشتراكية العصبية للأفغان. كان بينوا كاتباً وصحفياً شق طريقه عام 1967 م إلى وزارة الثقافة، وكان يشجّع الشباب على عشق الوطن وإحياء عظمة الماضي. كما أننا نجد آثار أشخاص مثل قيام الدين خادم (1912 ـــ 1982 م) وضياء قاري زاده 1921 م مليئة بمضامين حب الوطن، السلام، أهمية قوى العمل، ومساواة الرجل والمرأة وما شابه.
أصبحت الكتابة القصصية متداولة شيئاً فشيئاً بعد الثلاثينات، ووصلت آثار قصصية لكتّاب مشهورين إلى المطابع آنذاك مثل: محمد عثمان صدقي، عزيز الرحمن فتحي، ويجب أن نضيف أيضاً على هذين الاسمين عدة أسماء أخر مثل: گل محمد جوندي، سليمان علي جاغوري، جلال الدين خوشنوا، وآثار أمين الدين أنصاري التي طبعت ونشرت في هذه المرحلة أيضاً كانت أكثر قوة من حيث المضمون والمحتوى أو من حيث التركيب والقالب من أعمال الآخرين، وأقرب إلى الأسلوب المعتاد في الكتابة القصصية آنذاك.
قصص محمد حسين غمين، عبد اللطيف آريان، وعبد الرشيد لطفي رغم احتوائها على موضوعات متنوعة حماسية وتاريخية وغنائية، كانت تنهل من الرومانسية.
يجب أن نعدّ أحمد نعيمي وعبد الرحمن بجواك من رواد القصة القصيرة في أفغانستان، ويجب أن نضيف إلى هذين الاسمين أن نجيب الله توروايانا أيضاً الذي عرف في الواقع كأشهر كاتب قصة أفغاني وآثاره من كل جانب رجحت على آثار الآخرين، وقد كتب على الأغلب في المجالات التاريخية للقصة، وأبطاله كانوا يعيشون دائماً في القرون السابقة.
ومنذ 1941غلب لون الواقعية شيئاً فشيئاً على قصص أشخاص مثل عبد الغفور برشنا. كان قد درس في ألمانيا واشتهر على الأغلب بالرسم وكان مهتماً بالقصص الفلكلورية. يظهر بعده اسم عزيز الدين فتحي الذي كتب روايتي " طلوع السحر" و " في جذر النَسْتَرَنْ " وقد اتجه فيها إلى المسائل الاجتماعية والسياسية في إيران بعد انقلاب 1963 م الذي انتهى إلى حركة ثقافية وأدبية تأثرت بالمدارس الفلسفية والأدبية الغربية، التي أثرت منذ ذاك الوقت في التيارات الأدبية المعاصرة في أفغانستان بشدة وأحدثت تحولات جديدة ولافتة للنظر عند الكتّاب والشعراء الأفغان. في تلك السنوات تأسس حزب أفغانستان الشيوعي تحت تأثير حزب الشعب في إيران الذي كان حينها في المنفى. و عن طريق الحزب الشيوعي ورد الكثير من الإصدارات الخاصة بحزب الشعب بصورة غير قانونية إلى إيران.
وفي أوائل السبعينات خصص السهم الأكبر من الكتابة القصية للواقعية ، وكان الناس حينها يتجهون إلى الشعر الكلاسيكي ،ويعدّ محمد شفيع رهكَذر( 1907 ـــ 1983 )الكاتب الصحفي المعروف ورئيس تحرير مجلة «أنيس» من أول الأشخاص الذين اتجهوا في مرحلة سابقة من الرومانسية إلى الواقعية. وطبعت لـه قصة «الحاكم» ، للمرة الأولى عام 1956 وتدور أحداثها في سنوات 1930 ـــ 1947 حيث تروي قصة التفاوت بين الحاكم العادل والظالم، ولغتها سلسة وجميلة.
هذا النوع من الأخلاقية والمثالية كان موجوداً ـــ على الأقل ـــ في أدب الصحف في إيران في تلك الفترة ، وهناك فئة بدأت الكتابة منذ السبعينات واستمرت بنشاطها حتى سنوات ما بعد انقلاب ثور 1978، وكان لكل منهم موقف ضد الاستبداد بشكل نسبي، وأكثرهم كان مخالفاً للنظام الماركسي الحاكم.
الكتّاب والشعراء الذين ووجهوا في العقدين أو ثلاثة العقود الأخيرة بالتغيرات السريعة وكانوا يمسكون بالأقلام بفئاتهم وطبقاتهم المختلفة هم أشخاص تعلقوا بأفغانستان القديمة وثقافاتها المختلفة. آثارهم أيضاً من حيث النظرة الفنية والانتساب إلى المدارس الأدبية والتصوير وإبداع الشخصيات ومجالات علم الجمال تبدو متفاوتة. .
من بين مشاهير هذه الفئة في إطار الأدب القصصي يمكن أن نذكر: أسد الله حبيب في "برك الشجاع وعالم الانتحار"، أبطال القصة في هذه المجموعة معظمهم خياليون مختلقون يعملون على إنقاذ الوطن من قوى الإيديولوجية الطبقية، ومعظمهم يختمون أعمالهم بالنصر. وتتمتع هذه القصص بلغة جيدة وإحكام فني، و ينطبق ذلك على قصص أسد الله حبيب من الكتابة القصصية أكثر من الجميع.
ولد حبيب عام 1941في كابل، وتخرّج من معهد اللغات الشرقية في جامعة موسكو عام 1973، أولى قصصه كانت «كسوف الشمس» التي طبعت في مجلة «أنيس» وقد طبعت لـه قصة «بياض الجسد» 1965 م وعام 1983 «مناجل وأيد» ومجموعة قصص قصيرة «ثلاثة عمّال» كما كان كاتباً مسرحياً وقد مثلت لـه مسرحية «الليل والسوط وغضب الخلق" في كابل.
الأدب المعاصر الطاجيكي:
يبدأ التاريخ المستقل للشعب الطاجيكي من أيام ما بعد التيموريين وزمان تسلم الشيبانيين الحكم وصراعهم السياسي مع الصفويين من أجل إقليم خراسان. كانت حكومة الشيبانيين وخاقان بخارى على الأكثر ذات هوية أوزبكية وكان أدبها يروّج لحكومتهم أيضاً، خاصة على الأساس الذي كان قد وضعه عليشير نوايي منذ المرحلة السابقة والذي كان يظهر على الأكثر بلغة أوزبكية.
وقع ما وراء النهر و مركزه بخارى في السنوات الأولى للقرن العشرين تحت نفوذ الاستعمار، بعد ذلك صار بعد ثورة أكتوبر تحت نفوذ روسية المباشر، ورغم مساعي عالم خان أمير بخارى لحفظ التقاليد القديمة ومنع الإصلاحات الملائمة التي اقترحها مريدو التجديد بسبب اطلاع المثقفين والمجددين على القيم الجديدة في روسية والمدن المجاورة لبخارى، أصبح ذلك التجديد أمراً واقعاً في النهاية، وبعد ثورة أكتوبر وثورة بخارى وتحرر آسيا الوسطى.
أول حركة نشأت في آسيا المركزية كانت حركة المثقفين الديمقراطيّين1870 م وقد قام بها أحمد مخدوم دانش المسمى بحكيم بخارى(4) وتلاميذه وأتباعه مثل شاهين (سودا) حيرت، مضطرب، عيني ، كانت هذه الفئة في حرب مع عبادة الخرافة والتقليد المزمن من جانب، ومن جانب آخر كانوا يذكرون الشعب بضرورة الاتجاه للعلم والفن الجديد والتربية والتعليم ونشر المدارس الحديثة. في هذه المرحلة ترك كتاب «نوادر الوقائع» لداتش أثراً خاصاً على التيارات الثقافية في العصر.
منذ 1916 تغير اسم حركة المجددين إلى "نهضة شباب بخارى" قبل ثورة أكتوبر وكانت حركة المجددين جناحاً مخالفاً نهض للحرب مع أمير بخارى، وقد وجد في هذه الحركة مفكرون مترقون بمفهوم واقعي من بينهم صدرالدين عيني الذي لاقى تألقاً كبيراً ونشير قريباً إلى حياته وآثاره.
في الفترة الواقعة ما بين 1920 ـــ 1929 وإثر مساعي أشخاص مثل عيني غفوراف وتورسون زاده تشكلت دولة في طاجيكستان الجديدة تحت ضوابط الاتحاد السوفييتي وكانت لغة الأدب القومي لهذه المنطقة رغم تنوع الأقوام المختلفين الطاجيكية (الفارسية) التي دخلت في هذه السنوات مرحلة جديدة.
كانت اللغة الطاجيكية من قبل تستخدم الألفباء المشتركة الفارسية والعربية ومنذ عام 1928 م قبلت الألفباء اللاتينية وهذه الألفباء نفسها تغيرت سنة 1940 إلى الألفباء الروسية. وقد تأثرت خلال هذه المسيرة باللغات الأوروبية وتقبلت أكثر من الجميع عناصر من اللغة الروسية. أصبح أدب طاجيكستان في هذه المرحلة يسمى «الأدب السوفييتي الطاجيكي» وتحتوي لغة الأدب الجديدة الطاجيكية بالمقارنة مع الفارسية العادية خصائص تتميز عموماً من جهات ثلاث: اللفظ، والقواعد، والكلمات، خاصة أنه تزامناً مع هذا القرن الأخير أخذت اللغة الفارسية في إيران أيضاً عناصر من اللغات والثقافات الأوروبية، وفصلت مسيرها عن الأدب المشترك القديم. ومع ذلك فإن المشتركات بين الفارسية الإيرانية والطاجيكية كثيرة إلى حد لا يمكن عنده الفصل بينهما .
تقسيم وتحولات مراحل الأدب الطاجيكي:
حصلت جمهورية طاجيكستان على استقلالها في 28 أكتوبر عام 1924 م، وفي الوقت نفسه كانت تطرح جمهورية أوزبكستان الاشتراكية مسألة بعض المدن التاريخية المشهورة في الأدب الفارسي مثل سمرقند وبخارى التي كانت جديرة باهتمام الجميع.تم ضم هاتين المدينتين لأوزبكستان واختيرت مكان سمرقند وبخارى المدينة الصغرى حديثة الظهور ستالين آباد (دوشنبه الحالية) كمركز لطاجيكستان. ولم يتم هذا الاستقلال بسهولة، بل قاومه الأتراك الذين لم يعترفوا بهوية الطاجيك في آسيا المركزية وكانوا يعدونهم أتراكاً في الأصل. هذا الكفاح جر وراءه ذيولاً ثقافية كثيرة. فقد اتهم صدر الدين عيني عام 1925 بتأليف «خزانة عظيمة في أدب الطاجيك» لتحقيق رغبات قومه ومضادّة للأوزبكيين ذوي الأصول التركية في هذه المنطقة وبإرادة وتصميم قاطع توصلوا في النهاية إلى تشكيل دولة طاجيكستان بمفهومها الجديد ولغتها الطاجيكية (الفارسية) التي ذكرها الطاجيكيون بافتخار فيما بعد وسعوا بنظم الشعر وإخراج الآثار القصصية والمسرحية الموفقة التي سنتعرف على بعضها في الصفحات التالية لاستمرار أدبهم القديم، ولا بأس أن نذكر هنا الشاعر المعاصر الطاجيكي «عبيد رجب» وشعره المشهور الذي يحمل عنوان "مادام هناك إنسان مادام هناك عالم" الذي طرح فيه الشاعر الطاجيكي لغة أجداده في قالب نيمائي وافتخر بامتلاكه لها في مقابل الأعداء(5) :
كل لحظة في وجهي
يقول عدوّ لي
أسلوبك الدريّ هذا يذهب كالدخان
يزول
لا أصدق
لا أصدق!
لا أصدق
لفظ تصبح الروح بلطافته ذات حضور
ترقص كقبلة معشوق.. تنعش الروح
أحلى وألذّ
من قارورة السكّر
أثمن وأعزّ
من نصيحة صادقة من أمّ
ذات جمال يفوق البنفسج ورائحة ألطف من رائحته
أكثر صفاء من نبع طازج وأجمل من ماء النهر
جدّتها تهب الجدّة طراوة
كخضرة الربيع
محبّبة كصوت البلبل وجذّابة كالشلال
مع حركتها وموجها
موج كموج النهر
بحرارتها وتوقّدها
بشهدها الخالص
تذيب القلب
تنعشه
اللفظ الذي هو اعتقادي ووجودي
لفظ يستدعي السجود مثل كل كلام
كعشق محبوبي
كتراب بلادي
كذوق
كبيت رودكي
أعيدها كذرّات نور البصر
كألسنة اللهب اللطيفة في السحر أعبدها
أنا حيّ ومن أمام ناظريّ
تذهب كالدخان؟
تتلاشى؟
لا أعتقد!
أذكرها فيصل رأسي إلى عنان السماء
أطير من الشوق
مئة رجل يعبرون
يأتون للنظر
عندما أقوم بإنشائها
على شكل بيت أو غزل
بنصيحة سعدي
بشعر حافظ
أهدي إلى الدنيا
عالماً كالعشق
لا تتحير أيها العدوّ
لا تبحث عندي عن القبح
فهذا العشق يربّي العالم في قلب القلب
لتبقى دائماً في شباب
ما دام البشر موجوداً
وما دام العالم موجوداً
اتخذ الأدب الطاجيكي الحديث مساراً جديداً للكتابة البسيطة بالاتكاء على ألف سنة سابقة للغة الفارسية، وبالتأثر بالتيارات الأدبية الحديثة الروسية، والعناية بطبيعة اللغة عن طريق الاتجاه إلى الأدب العامي واللغة العامية.
من الخصائص الأساسية للشعر في هذه المرحلة الاتجاه الواضح إلى الشعر الـــ «بيدلي» الذي ألقى بظلاله على أدب ما وراء النهر منذ القرن التاسع عشر الميلادي، وكذلك أدب أفغانستان وشبه القارة الهندية. وقد ترك بيدل بصمات جديرة بالاهتمام على الأدب الأوزبكي في آسيا الوسطى أيضاً ويبدو أنه في هذا العصر قد ترك أثراً أقلّ على الأدب الفارسي في إيران.
تشكلت مراحل الأدب الطاجيكي الحديث على أساس معايير واقعية منذ بداياته حتى اليوم وفق التقسيم التالي :
1 ـــ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هناك أدب تربية المعارف أو مرحلة السعي لتحرير الناس من الجهل أو الظلم.
2 ـــ سنوات 1900 ـــ 1925 م، الأدب الجديد، أو مرحلة السعي لمعرفة الذات.
3 ـــ سنوات 1926 م إلى أواخر الخمسينات، مرحلة تشكل وتحول الأدب القالبي عديم اللون الطاجيكي.
4 ـــ منذ أواخر سنوات الخمسينات حتى نهايةا لثمانينات أو مرحلة القفز من القالب الأدبي العديم اللون إلى الأسلوب الحديث.
5 ـــ منذ سنوات الثمانينات إلى اليوم مرحلة نضج الأدب الحقيقي والشعبي. في هذه المرحلة كان تأثير الحرب العالمية الثانية بسبب القتال المباشر للاتحاد السوفييتي في الحرب سبباً لترويج نوع من أدب الحرب بمعنى موضوعات ما قبل الحرب، وتمجيد البطولة، والتضحية، والتحريض الشعبي ضد المعتدين وتحريك الجماهير ضد ألمانيا الهتلرية كان في مركز الاهتمام. في هذه الفترة نجد الاتجاه إلى التمثيل والرمز وإعادة إحياء القصص القديمة من بينها قصص رستم كمظهر لحب الوطن والاتجاه للشعب، والتضحية الشعبية.
كان أدب ما بعد الحرب في الواقع ـــ استمراراً لأدب الحرب وتقدّم في كل الأنواع الأدبية من شعر ونثر على السواء، لكن شيئاً فشيئاً تقدم النثر على الشعر وظهرت آثار خالدة كانت تعدّ أكثر أنواع الكتابة النثرية إقبالاً في هذه المرحلة. ولم يكن صدر الدين عيني سباقاً في هذا الميدان وحده ولكن على أية حال فإن شخصية كهذه تعد شخصية بارزة جداً في الأدب الطاجيكي.
كان لعقد المؤتمر الثاني للأدب الطاجيكي سنة 1945 إسهام كبير في تقدم الأدب الطاجيكي المعاصر. في هذا المؤتمر تأكّد أثر الأدب كأهم عامل لتعليم وتعلم الإنسان، ووضع الأدب الطاجيكي في خدمة الأهداف المهمة للمجتمع السوفييتي وأدى وظيفة إكمال قسم من جسد الأدب السوفييتي المتعدد القوميات.
تناول أدباء مثل نيازي، جلال إكرامي وساتم ألوغ زاده في آثارهم وصف تاريخ الحرب المهيب. في المرحلة التالية قدم هؤلاء الكتّاب آثاراً موفقة منها «العمران الجديد» للكاتب الوغ زاده و «سرور» لإكرامي. من الخصائص الأخرى لأدب ما بعد الحرب، النضج الكمي والكيفي للقصة القصيرة. بمعنى أن القصة الطاجيكية اختارت الجوانب المختلفة من حياة الإنسان كموضوع لها. ففي الشعر ظهر ميل للأشعار الحماسية الطويلة التي كانت مفضلة لدى الطاجيكيين .
صار النجاح في هذه المرحلة حليف الأدب الطاجيكي من حيث استخدام الأساليب الفنية والبناء الخارجي إذ وصلت الأعمال الأدبية من حيث البناء والأصول الفنية إلى مستوى الآثار البارزة في أدب الاتحاد السوفييتي بكل تجاربه الأدبية. وتهيأت أرضية مناسبة لترجمة الآثار الطاجيكية إلى اللغات الأجنبية من بينها لغات أوروبا الشرقية وحتى الإنكليزية.
من خصائص الأدب الطاجيكي في الخمسينات أنه أولى أهميّة للهجاء والنقد الاجتماعي، مع أن النقاد لم يظهروا رغبة شديدة في هذا النوع.
منذ عام 1953 حيث بدأت المجلة ا لفكاهية «خار بشتك» بالانتشار، تهيأت أرضية مناسبة لتحول خاص في إطار الأدب الساخر. كانت كتابة النقد قد توبعت منذ عام 1926 بانتشار مجلة «شيرينكار» بشكل جدي، وبعد فترة قليلة تابعت النشرة الفكاهية «مشفقي» هذا الأسلوب بمسائل ناقدة. من الوجوه الناقدة رحيم جليل الذي نال شهرة كبيرة بإبداع آثار ناجحة. ففي شعر هذه السنوات ، وإثر تحقيقات أجراها بعض المتخصصين بدراسة الشؤون الإيرانية من الروس حول حياة كبار المتصوفة وآثارهم وبعض الشخصيات الأدبية القديمة أتيحت إمكانات لتعريف الأدباء بميراثهم الأدبي الماضي وإيضاح ما كان قبل استقرار الشيوعية وجرى اهتمام بآثار القدماء وخاصة العارفين. وقد ظهر في هذه المرحلة تأثير متفاوت للشعوب الأخرى من جملتهم إيران وأفغانستان بشكل واضح على الأدب الطاجيكي. كما أن سعيد مير شكر ترجم أشعار إقبال الباكستاني في كتاب مستقل وطبعه وقدم بهذا خدمة جدية لأدب وثقافة الطاجيك الحديثة.
منذ نهاية الخسمينات ظهرت فئة من الأدباء الشباب استفادت بشكل جيد من الإمكانات الحديثة للشعوب الأخرى ومن التقاليد المحكمة للأدباء المتقدمين مثل لاهوتي وعيني، من هذه الفئة تخطر على الذهن أسماء أكثر من غيرها مثل مؤمن قناعت، وبعده بازار صابر، لايق شير علي، صفية كَلرخسار ، كَلنظر ضياء عبد الله، نظام قاسم.
بعض الروايات مثل «بوّابات بخارى الاثنتي عشرة»، و «السرير المنقلب» و «ختلان» لجلال إكرامي و «شوراب» لرحيم جليل و «ماء الضياء» لمحيي الدين خواجه يف أعطت مكانها لروايات أكثر صدقاً وحداثة مــثل " يوم طويل طويل جدّاً " لأورون كهزاد ، " في حاشية الورود الحمر " لستّار ترسون و «العار والناموس» لخواجه يف.
كانت الحصّة الكبرى للوعي الذاتي الوطني عند الطاجيك بالذات لأولوغ زاده، بعده يأتي فضل الدين محمدي سمرقندي الذي أدخل المناسبات الإنسانية وحوادث الحياة العادية والآداب والرسوم الشعبية ، ساحة القصة مثل قصة «البشر القدماء» و «في تلك الدنيا» ومن هنا تناول تعليم الآداب ، كما وجد شعراء أقوياء نهلوا من منابع الأدب والثقافة المتعددة مثل قناعت، صابر، شير علي، وحبيب الله فيض الله أنصاري. ونجد في مجال الموضوعات التاريخية أن مسرحيتي سالم الوغ زاده «تيمور الملك » و «العلامة أدهم» أشهر من غيرها.
ورغم وجود الإبداع في مجال الكتابة المسرحية عن الحرب، نجد أنها كانت أقل من الشعر والرواية، وقد كتبت آثار متعددة بمضامين جديدة في هذا المجال من بينها: «مدينتي» 1951 «فاجعة عثمانوف» 1957 لمير شكر وقد تناولت المسرحيتان موضوعاً حساساً هو «الحس الوطني». وسنعود ثانية إلى موضوع الكتابة المسرحية في الأدب الطاجيكي.
بعد هذه المقدمة نتناول بالذكر باختصار حياة وآثار عدد من الوجوه الأدبية الطاجيكية التي ظهرت مع التحولات والأحداث الأدبية في طاجيكستان على مدى العقود الأخيرة.
صدر الدين عيني :
يُعَدُّ صدر الدين عيني (1878 ـــ 1954) أشهر مرجع وفي الواقع هو مؤسس الأدب الطاجيكي والثقافة الطاجيكية التي أوجدت ارتباطاً بين أدب ما قبل ثورة أكتوبر وما بعدها، وبسبب أهميته في التاريخ والثقافة سماه الطاجيك «الأستاذ» و «أبا الأمة الطاجيكية». أمضى نصف عمره في عصر أمير بخارى الكبير المتحجّر وفي النصف الثاني من حياته أبدى مساعيَ جادة لتحرير الطاجيك من التخلف الثقافي والاقتصادي.
فتح عيني عينيه على الدنيا في ولاية بخارى، كان والده مزارعاً وكان أحياناً يعمل بالصناعة، وفي الوقت نفسه كان ماهراً في الأدب والكتابة.
فقد والده في الحادية عشرة من عمره، وأثناء دراسته في مدارس بخارى أمضى حياة صعبة، واهتم بقراءة ونظم الشعر وقد تركت قراءة «نوادرالوقائع» لأحمد دانش تحولاً عجيباً في روحه، وقضت على اعتقاداته السابقة. وتغيرت نظرته بالنسبة للحكومة والأركان السياسية آنذاك بشكل كلي إثر قراءته صحف «الجيل المنير» و «الوجه الظاهر» وككثير من المثقفين في عصره اتصل عيني مع «المجدّدين» وقام بحمايتهم وفي سنة 1916 م اختاره أمير بخارى كمدرّس لمدرسة «شارع بخارى» وكان يتصور أن هذا العمل يمكن أن يمنعه من مزاولة النشاط السياسي والثقافي، وامتنع عيني بسبب كسل مزاجه عن قبول هذا العمل وغادر بخارى، وفي عام 1917 ألقي القبض عيه وعذّب في محكمة الأمير دون محاكمة وتحمّل ضربات السوط إلى درجة الموت، حتى نجا بمساعدة الجنود الروس. في سنة 1918 ذهب إلى سمرقند وسعى لإسقاط حكومة أمير بخارى الرجعية، ولم يتوانَ في ا لسعي لتأسيس دولة ديمقراطية.
عام 1918 نظم عيني مرثيّة في مأتم أخيه المقتول وتعد من أهم أشعار الطاجيك، وفي نهاية هذه المرثية تنبأ بسقوط النظام الحاكم. ساهم عيني ما بين 1918 و 1924 م في المطبوعات بشكل عام.
في سنة 1920 كتب أثره المنثور «جلاّدو بخارى» وقد نشر عام 1922 م في مجلة «انقلاب» باللغة الأوزبكية، وفي عام 1935 بالطاجيكية. يظهر أثر القصص القديمة مثل «طوطي نامه» و «جهار درويش » في نثر وأسلوب حوار هذا الكتاب الذي ظهر في قالب حوار بين جلاّدي أمير بخارى.
انتقد عيني في مقالاته بعض الأتراك الشوفينيين وعاداهم وهؤلاء الأتراك لم يعترفوا برسمية وجود طاجيكستان وأثبت في كتابه الهام «نموذج من أدب الطاجيك» عام 1926 م أن طاجيكستان تمتلك ثقافة غنية وأدباً قديماً لكنه لم يقع أبداً أسير التعصب الطاجيكي وبدلاً من ذلك سعى من أجل تثبيت نظرية «الصداقة بين أقوام الطاجيك والأوزبك».
بعد كتابة كتابه «الجمعة حكاية الطاجيك المساكين» الذي يصور الحياة البسيطة للشعب الطاجيكي وتحولات العشرينات تعد قصة «غلامان» 1934 مرحلة الكمال في كتاباته.
وتزامناً مع سنوات الحرب العالمية الثانية ساهم في المطبوعات وكان ينظم الشعر وقد اشتهرت لـه قصيدة «الحرب والظفر» و «نشيد الانتقام». اهتم عيني بكتابةا لسيرة الذاتية وكان قد صور في «المكتب القديم» 1936 و «مختصر سيرتي الذاتيّة» 1940 م أيام طفولته وحياته في الأرياف.كتابه الكبير والذائع الصيت «مذكّرات» (1940 ـــ 1954) كان آخر نشاطاته الأدبية، وفيه مقتطفات من مراحل حياته المختلفة وحياة الطاجيك الاجتماعية في أيامه ويعد من جملة الروائع الطاجيكية.
تأثر هذا الكتاب الهام بكتّاب الفرس مثل: جهار مقاله العروضي وكَلستان لسعدي و «بدائع الوقائع» لواصفي و«نوادر الوقائع» لأحمد واصف. ويعد هذا الأثر خزينة للغة والثقافة الشعبية الطاجيكية بحق. وقد احتوى على أمثال وتعبيرات، وأقوال عالية أدرجت في عدة أماكن منه مما زاد في حسنه وجمال لغته، وقد ترجم حتى الآن إلى عدة لغات منها الفرنسية(6)
وقد طبعت لـه عدة قصص قصيرة وحكايات شعرية، وتمثيليات قصيرة في الإصدارات الطاجيكية والأوزبكية. وقد كان العين المطلقة على التاريخ والثقافة الطاجيكية وعلوم العصر.
وقد ترك عدة أثار كتبت حول علماء وأدباء سالفين مثل فرودسي ورودكي، أبو علي بن سينا، سعدي، أمير عليشير نوابي، بيدل، وواصفي. وكتب سلسلة من المقالات الخاصة بتأثير بيدل والاتجاه إلى مدرسة بيدل في الأدب الطاجيكي. كان محباً للموسيقا ومتعلقاً بالجوانب الكلاسيكية منها وحول هذا الفن كتب عدة رسائل تعليمية وكان موفقاً في وصف مناظر الأبطال ووجوههم وهيئتهم وأخلاقهم في آثاره. ومن هنا فإن آثاره تشبه آثار بلزاك الذي كان يقول عنه الإنكليز «عن طريقه عرفت آثار فرنسا».
كان عيني تقريباً أستاذ ومرشد أدباء الطاجيك جميعهم ، وكثير من أدباء الأوزبك في مرحلة ما بعد الثورة، بشكل لم يعد يعرف فيه من خلال آثاره وحده، بل من خلال آثار بقية أدباء الطاجيك والأوزبك.
أبو القاسم لاهوتي :
قضى أبو القاسم لاهوتي الشاعر الكرمانشاهي أكثر فترات حياته عطاءً، أي القسم الثاني من حياته في الاتحاد السوفييتي، وفي طاجيكستان عمومًا. وقد تعرفنا في الأقسام الأولى من المقالة إلى النصف الأول من حياته كشاعر إيراني. كرّس لاهوتي فنّه منذ سنة 1920 م تقريباً في سبيل تقدم الثقافة والأدب الطاجيكيّين ، ولكنه لم ينسَ أبداً مسقط رأسه ووطنه الأصلي إيران.
هو من نظم «النشيد الوطني لطاجيكستان» وترجم النشيد الوطني للاتحاد السوفييتي، أيضاً إلى اللغةا لطاجيكية.
خاض لاهوتي نضالاً طويلاً في إيران لتحرير شعبه ووطنه من الجهل والرقاد المزمن، وفي سنة 1925 ذهب إلى مدينة ستالين أباد (دوشنبه الحالية) وانخرط في زمرة أصحاب صدر الدين عيني.
نشرت أشعاره في طاجيكستان بعد سنة 1933 م بشكل خاص وساهم بالكتابة في مجلة «من أجل أدب إشتراكي» وكان من جملة الشعراء الرواد الذين أخذوا الموضوعات الثورية من ميدان السياسة والاقتصاد وأدخلوها الشعر الطاجيكي. كان ينشد غزلياته على طريقة سبك القدماء، وكان محبوباً جداً لدى الطاجيك.
وسّع نطاق مضامينه الشعرية بمرور الزمن، وإضافة إلى مفاهيم السياسة والاقتصاد ومهاجمة الرجعيّة والتخلّف اتّجه إلى بيان مسائل أهمّ مثل نشر الأخوّة بين الأمم والسعي من أجل الحرية والسلام، وقد استفاد من كل هذه المضامين في شعر لـه باسم «سوف نظفر» عام 1930 م وفي شعر «البستاني» 1932 و «تاج وراية» 1935حيث أكّد نشر روابط الأخوة بين جميع الشعوب في آسيا. منظومة «تاج وراية» نظمها على البحر المتقارب على غرار الشاهنامه حول حياة فلاح كولخوزي. من بين أشعار لاهوتي الثورية المتنوعة حوالي 150 قصيدة جرى تلحينها وإنشادها.
كان للاهوتي أيضاً إسهام في أدب الطاجيك المسرحي، وأوبرا «كاوه الحدّاد" الشهيرة عام 1940 كانت من نظمه ومضمونها مستوحى من شاهنامه فردوسي.
منذ الثلاثينات، وما بعدها انتشرت آثار لاهوتي في جميع أنحاء الاتحاد السوفييتي، وأعيد طبعها عدة مرات في تلك البلاد. ترجم لاهوتي آثاراً لشكسبير، وبوشكين، وغوركي، وماياكوفسكي إلى الطاجيكية واشتهر كمترجم ذائع الصيت. توفي في مارس سنة 1957 .
* * *
بعد أن تعرفنا إلى حياة وآثار اثنين من رواد الثقافة والأدب الطاجيكي، من الواجب أن نلقي نظرة أيضاً على الحياة الأدبية وأفكار أدباء الجيل اللاحق في مجالي النثر والشعر:
ساتم أولوغ زاده:
كاتب بارز وفعّال تألّق في مجالات القصة القصيرة، المسرحية، والرسائل الأدبية. ولد سنة 1911 م في منطقة باسم «قشلا ورزيك» الواقعة في أوزبكستان، الحالية. وكان حتى سنة 1929 يدرس في طشقند، واتجه حينها إلى النشاط الأدبي، من آثاره قبل الحرب مسرحيتا «مسرور» و «المسلّحون الحمر» وتعد من أقوى الآثار المسرحية الطاجيكية.
بعد الحرب العالمية الثانية نشر اولوغ زاده " أصدقاء ذوو إرادة " عام 1947 في هذا الأثر الجامع تحدث الكاتب عن وفاء زوجات المقاتلين، وحاول أن يعيد ظهور ونضج إحساسات أبطال القصص.
في " العمران الجديد "عام 1953 م تكلم اولوغ زاده عن حياة كلخوزي في طاجيكستان وطرق الزراعة الحديثة في المزارع الكبرى، حيث تجري وقائع قصة " هضبة الوحش " .
أما " صبح شبابنا " فهو عمل أدبي آخر يرفع الستار عن أحداث حياة الكاتب ومعاصريه.في هذا الكتاب اقتفى الكاتب أثر صدر الدين عيني في " مذكّرات " وقام بتصوير جزئيات حياته وحياة معاصريه، وعدا عن أن عيني تكلم عن حياة القرويين فإن اولوغ زاده لفت النظر إلى حياة شعب الريف في أحداث الثورة ومرحلة ما بعدها إلى سنة 1926 م.
كان أولوغ زاده ماهراً في الكتابة المسرحية وقد كتب مسرحية، " قصة 1 و2 الباحثين" بطريقة كوميدية.تعود أحداثها إلى ما بعد الحرب. بعد ذلك خصّص أولوغ زاده أكثر وقته للكتابة المسرحية والأفلام. عام 1954 كتب فيلم «ابن سينا» بالتعاون مع د. فيتكويتش، وفيلم «نسمة شاعر» عام 1957 حول رودكي. مسرحية طاجيكية كتبت بطريقة السيرة الذاتية. وأفرزت مسرحية «جوهر مصباح الليل» موضوعات مضحكة ولغة جميلة جذابة مفعمة بالتزيين اللفظي.
نشر اولوغ زاده عام 1990 في دوشنبه رواية بعنوان «فردوسي» حاول فيها أن يقدم حياة الفردوسي على أساس الروايات التاريخية وشبه التاريخية، وللأسف قد وجدت الروايات المخدوشة وغير التاريخية أيضاً طريقها إلى هذه الرواية الجميلة والمحبوبة ووجد الباحث نفسه حائراً في حياة الفردوسي(7).
جلال إكرامي:
ولد جلال إكرامي الكاتب الطاجيكي البارز سنة 1909 م في بخارى. كان والده قاضياً ومهتماً بالتمدن والثقافة واللغة الروسية. كان جلال منذ طفولته متعطشاً للإحاطة بالعلم والأدب. ومن هنا فقد درس في كلية دار المعلمين في بخارى، وفي الوقت نفسه تعرّف إلى روايات جول فيرن التي ترجمت إلى الفارسية بقلم محمود طرزي الكاتب الأفغاني. وإلى جانبها طالع آثار كتّاب مثل فيكتور هوغو، ألكساندر دوما، بلزاك، مكسيم غوركي، بوشكين ليرمنتوف، غوغول، تورجينف. وعندما كان في دار المعلمين، كان عيني قد أتى إلى بخارى ورغّب جلال الذي كان متجهاً إلى الشعر بكتابة القصة. وعمل إكرامي بتوصية عيني وكتب حكايته الأولى بعنوان " ليلة في رمــال بخارى ". وطبعها سنة 1927 في مجلة «قائد العلم» وطبعت لـه خلال سنوات 1928 ـــ 1930 م قصص وحكايات أخرى.
منذ سنة 1930 هاجر مع أسرته إلى ستالين آباد «دوشنبه الحالية» وعمل مدة في هذه المدينة بالكتابة الصحفية، بعد ذلك ترجم قصة «غصة» لتشيكوف إلى الطاجيكية وأخرج مسرحية على أساس حياة أبي القاسم لاهوتي باسم " العدوّ " وفي سنة 1937 طبع مسرحية «بذرة المحبة» وفي سنة 1936 كتب القصة القصيرة " ماذا أحضرت من موسكو ؟ " صور فيها التغييرات والصناعات الحديثة في الثورة الاشتراكية وأثرها في شخصية الطفل.
" شادى " كانت أول رواية كتبها إكرامي، يعد هذا الكتاب واقعة مهمة في التاريخ الأدبي لطاجيكستان. في هذه الرواية يظهر المؤلف أثر قائد الحزب الشيوعي في تأسيس كَلخوزي.
في مرحلة الحرب الوطنية الكبرى (1941 ـــ 1945 م) كرّس إكرامي -ككثير من الكتّاب الآخرين من الروس والطاجيك- مساعيه الأدبية للدفاع عن الوطن الإشتراكي. وفي قصصه ومسرحياته أدان المقاصد الفاشستية.
في مسرحيتيه " العدوّ " و " قلب الأمّ " صور ملامح العمال ونضالهم البطولي.
في آثار السنوات التالية، كان لقصتيه القصيرتين " جواب المحبّة " 1947 و " النجمة " 1952 أهمية خاصة. وفي سنة 1957 طبع رواية " أنا مذنب" التي يصور فيها عالم الأبطال الداخلي ويظهر في ذلك مهارة قلّ نظيرها. نشرت هذه القصة في البداية في مجلة" شرق سرخ "وكان لها موقع بارز وفريد في الأدب الطاجيكي.
أول قصة قصيرة تاريخية وثورية لـه تحمل اسم " خيط العنكبوت" نشرت سنة 1960 وفي هذا الأثر تناول تصوير وقائع الأيام الأولى لانتصار ثورة بخارى. قصته " ابنة النار " تصور الواقعية الاجتماعية للمرأة، ومسائل الأسرة، وأخلاق وطرز حياة الأثرياء والفقراء في مقابل بعضهم. هذه الرواية أحرزت سنة 1964 جائزة طاجيكستان الحكومية أي: جائزة رودكي .
نشر إكرامي سنة 1969 روايته المشهورة "بوّابات بخارى الاثنتي عشرة "كان موضوعها الوقائع السياسية والاجتماعية الهامة لأيام ما بعد ثورة بخارى وعلى أساسها أعدّ فيلم بعنوان "خيانات "بالتعاون مع إكرامي نفسه، وأعد مسرحية " القلوب المحترقة " أيضاً بالاستلهام من وقائع هذا الكتاب." السرير المنقلب " اسم رواية أخرى لإكرامي استفاد منها في سرد أحداث كتاب " بوابات بخارى الاثنتي عشرة " .
بذل إكرامي مساعيَ كبرى لترجمة ما يقرب من العشرين قصة لكتّاب مشاهير مثل تشيكوف، غوركي، شولوخف، تولستوي إلى الطاجيكية وبالمقابل ترجمت بعض آثاره إلى اللغات الروسية، الألمانية، التشيكية، الفرنسية، وبعض اللغات الرائجة في الجمهوريات السوفييتية سابقاً.
المجال الآخر الذي كان محط اهتمامه في عالم الكتابة هو أدب الرحلات فبعض آثاره المعروفة في هذا المجال عبارة عن: "سفر كولاب "
(1952 م ) "السفر "، " رؤية العالم " 1957 " من ستالين أباد إلى كييف" 1959 "عجايب السفر "(1963) " في حاشية الشمس " 1964.
كان إكرامي منذ 1934 عضو اتحاد كتّاب الاتحاد السوفييتي(8).
من كتّاب القصة الآخرين نشير إلى أسماء وآثار عدد من أعلام الجيل الثاني: رحيم جليل (ـــ 1909) كاتب ناجح في القصة القصيرة وكاتب ساخر، نشر مجموعة بعنوان "أمواج المظفريات " سنة 1933.
أهم آثاره " الأمل " 1936، " المدن والحكايا " (1939)، «حصة وقصة»، "حكايات زمن الحرب"1944، "عمر مرة أخرى "، «حكايات» 1954، «ليلة القدر» 1957، ,في النهاية " الماء المالح " في مجلدين الأول 1959 والثاني 1964 ومسرحيات «صبح الصحراء» 1961 «قلب الشاعر» 1963 وهذه الأخيرة حول أشهر شاعر مواطن لـه هو كمال خجندي.
فاتح نيازي (ـــ 1914) كان في البداية ينظم الشعر بالطاجيكية والأوزبكية وبعد ذلك اتجه إلى النثر، أهم آثاره: مسرحية «وطن الأصدقاء» 1938 التي كتبها حول حياة حماة حدود طاجيكستان بالتعاون مع صمدعلي. «انتقام الطاجيك» 1974 وهي عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة. " الوفاء " في مجلدين الأول 1949 والثاني 1957، موضوعها الرئيسي تصوير مساعي المجدّدين الطاجيك ومساهمتهم في الحرب الثانية. «دختر همسايه ها» 1957، «حصة من قصص الحرب» 1962 التي تشير بالدرجة الأولى إلى محدودية روابط المرأة والرجل وثانياً إلى أحداث الحرب العالمية الثانية والشعب البطل فيها.
وإذا ما أردنا الحديث عن بقية كتّاب الجيل الطاجيكي الجديد الذين ما زالوا إلى الآن يمارسون الكتابة يجدر ذكر أسماء مثل ساربان ،عبد الحميد تمر، بهمنيار،صيف رحيم، فضل محمد يوف، رجب باي امانوف، عثمان تاجي، يوسف خان أكابرأف، ب. آرتيق اف، د. حيدر اف، م. رستموفا، ولطفي سعيد.
وإذا عُدّ صدر الدين عيني رائد الكتّاب، وأبو القاسم لاهوتي من أوّل الشعراء الطاجيك، فإن كلاً منهما خلّف مجموعة عملت في إطار الأدب الطاجيكي وقدم آثاراً. من الكتّاب المعروفين الذين كانوا استمراراً لطريق عيني وقدموا آثاراً نذكر بعض الأسماء مع حياة وآثار وأفكار بعض ممن يجب أن نعدهم من أتباع لاهوتي:
ميرزاتورسون زاده (1911 ـــ 1977 م):
اتّسم شعره بصورة أساسية بالغنائية، واستخدام التصاوير والعناصر الأدبية العامة. واتباعاً لهذين العاملين درس نظامي الكنحوي، وجمع موارد وعناصر الأدب الشعبي وبذل جهداً كبيراً. في سنة 1940 نشر مقتطفات من الشعر العامي باسم «نموذج من فلكلور الطاجيك».
من بين آثاره قبل الحرب نذكر «الخريف والربيع» 1937 بأسلوب المثنوي، ومسرحية «حكم» 1933، و«نشيد زينب العظيم» 1939. وقد قدّمت للمسرح بعد الحرب العالمية الثانية، و«أوبرا نغمة» بالتعاون مع عبد السلام دهاتي. وقد نفّذت أول أوبرا طاجيكية باسم «الاضطراب الواسع» 1939، من آثاره زمن الحرب وما بعدها «قصة ابن الوطن» 1942 حول الصداقة بين أمم الاتحاد السوفييتي، قصة الهند 1947 نظمها بعد سفره إلى الهند، «عروس من موسكو» 1945 حول عشق فتاة روسية وشاب طاجيكي نشأ في الجبهة. «قصة موج التبريكات» 1950 «أنا من الشرق الأحمر» 1951 «صوت آسيا» إثر أشعاره حول هندوستان.
بعد ذلك يجب أن نذكر مجموعات أشعاره الغنائية الثماني حول شعب وطنه بعنوان: «بلاد الطاجيك» 1952 و«قصة حسن جارّ العربة» 1954 والتي يقدّم فيها تطور طاجيكستان وحازت على «جائزة لينين»،وقد أصدر سنة 1956 قصته الحماسية «المصباح الأبدي» وكذلك قصته الغنائية «الروح الحلوة» سنة 1959. كان عضواً في «اتحاد الأدباء الطاجيك» و «مجمّع علوم الطاجيك الثقافي» و «الشورى العليا لجمهورية طاجيكستان».
من آخر آثار ميرزاتوسون زاده قصته المفصلة «من كونغو إلى الكرملن» 1966 ــ 1970، مجموعة شعر «رائحة الأرض» التي طبعها 1977 بالخط الفارسي وله أبحاث وتحقيقات حول حافظ، ولاهوتي وأمير شكر وغيرهم.
مير سعيد مير شكر:
نهض من أرض «بدخشان» وجرّب الفقر واليتم في طفولته. كان في شبابه مولعاً بالقراءة والشعر. اجتمع عام 1929 مع مايكوفسكي في مؤتمر موسكو، وتأثر به من حيث الفكر الفلسفي والشعر فيما بعد. عمل مدة في المطبوعات ونشر أشعاره التي فيها أول شعر طويل لـه يحمل اسم «لواء الظفر» نشره سنة 1934.
وثاني آثاره الأدبيّة قبل الحرب نشر سنة 1940 وكان مجموعة أشعار باسم «ربيع الشباب». كما كتب قبل الحرب منظومته الشهيرة «القشلاق الذهبي» وهي ذات مضمون بديع وطويل. موضوعها سفر عشرة شباب ريفيين للحصول على «أرض الأحلام» وبعد أن يبدأوا المسير يموت منهم تسعة نتيجة الظلم والفقر ويبقى واحد، بعد عبوره الأعالي والمنخفضات يعود إلى وطنه ودياره. وخلال سفره يقع تحت تأثير «الحكومة الاشتراكية السوفييتية» ويتغير بشكل كلي، ويجد أنها أرض الأحلام.
تبدو هذه القصة ذات شكل بديع وجديد وتذكّر من حيث المضمون بمنطق الطير من جهة ومسالك المحسنين وبعبد الرحيم طالبوف من جهة أخرى.
نشر مير شكر أيام الحرب مجموعة باسم «أشعار ومنظومات» عام 1945 وقصة «بشر من سقف العالم» 1943 والتي نظمها على البحر الخفيف.
وفي النهاية يجب أن نذكّر بهجائيات زمان الحرب التي جمعها في مجموعة.
بعد الحرب اتجه إلى الشعر مرة أخرى ونظم عدة قصص وأشعار قصيرة. من أهم أشعاره في هذه المرحلة ديوانه الشهير: «مفتاح الحظ» سنة 1974، وقبل ذلك نشر قصة بعنوان «الخميس المضطرب» والتي ربما كانت من أهم آثاره وأكثرها قيمة.
أبدع سنة 1951 مسرحية «مدينتي» وسنة 1961 «قصة الصحراء البور» تناول فيها مساعي الناس الكادحين لإحياء الأراضي البور، وفي عام 1961 أنهى منظومته الغنائية «عشق البنت الجبلية». كما تناولت «أوراق المحبة» عام 1967 موضوع الحرب. فيما تظهر «كَلشاد» فتاة تتبارز مع طائرة صيد في قصة «عصيان النفس" كما أن لـه خاطرات قيمة بعنوان «ذكرى الصديق العطوف» 1979 حول أدباء معروفين قبل لاهوتي، وعيني، وبيرو". ومحمد إقبال، وضياء قادري اده الكاتب الأفغاني.
ويظهر قسمٌ من آثار مير شكر على صورة أشعار وقصص قصيرة وطويلة للشباب والأطفال كما أنّ لـه كتباً ورسائل حول شعر الأطفال وأدبهم ومجموعات «نحن أتينا من بامير» 1954، و «لينين في طاجيكستان» 1959 وأهم آثاره للأطفال «ربيع طاجيكستان» 1959، و«أطفال الهند» 1961، وقصة «جنّات دُرّ أمِرْتا» 1971 ومجموعة «أحبهم» 1965 التي استلهمها من أساطير الهند.
بازار صابر:
من بين أدباء الجيل الجديد في طاجيكستان بازار صابر، صاحب المدرسة الأدبية الذائعة الصيت، ولد سنة 1916 في قرية صوفيان الواقعة في ناحية فيض آبار في طاجيكستان في أسرة قروية، وفي سنة 1941 تخرج من قسم اللغة الفارسية في جامعة دوشنبه وساهم صابر في سنوات شبابه في دوريات طاجيكية مثل صحيفة «معارف ومدنيّت» ومجلة «صوت الشرق» وأسبوعية «العدالة».
في المراحل التالية يجعل من الوطن خاصة والتأسف على حال أيام الوطن طاجيكستان محوراً أصلياً في شعره اتجه بازار في السنوات الأخيرة وبعد التحولات السياسية والعسكرية في الاتحاد السوفييتي إلى المسائل السياسية وشارك في الحركات الاجتماعية. مجموعته الشعرية " قافلة النور" طبعت 1991 واشتهرت في تلك الأيام وكانت قد طبعت لـه مجموعة «آتش بركَـ ».
من الشعراء الآخرين من ذاك الجيل يجب أن نذكر مؤمن قناعت المولود عام 1932 والذي انتخب بعد وفاة تورسون زاده لمنصب «رئيس اتّحاد كتاب طاجيكستان». طبعت مجموعته الشعرية " قافلة النور "عام 1970، وله دفتر يحمل اسم «آثار مختارة». لفتت قصته «رسالة ستالينغراد» 1971 نظر القراء والنقاد. وفي سنة 1971 نشر مجموعة «أنا وليالي الأرق» وفي 1978 قصته القصيرة «مهد ابن سينا».
لايق شير علي :
ولد سنة 1941 شاعر طاجيكي آخر موهوب ومعروف نشر منذ 1966 وما بعده عدة آثار باسم: «إلهام» 1968، «تراب الوطن» 1975 «قطرة مطر » 1978، «رجل الطريق » 1979، «ورق سنكَ» 1980، "بيت العين " 1982 ومجموعة «السواحل» 1972 المشتملة على 252 رباعية. وقد استلهم في مجموعة «رجل الطريق» بشكل خاص شاهنامه الفردوسي.
مجموعة أشعاره أيضاً «مقتطفات من أشعار الأستاذ لايق شير علي» عام 1972 نشرتها دار "الهدى العالمية" في طهران، مع مقدمة بقلم علي أصغر شعر دوست .
صفية كَلرخسار :
أو كَلرخسار صفي يوا: أشهر شاعرة طاجيكية في إيران.سافرت عدة مرات إلى إيران ونشرت لها في دوريات إيران عدة لقاءات. بدأت الشعر منذ الخامسة عشرة ونشرت لها عدة مجموعات شعرية إلى الآن منها: «البنفسج» 1970، «بيت الأب» 1973 «بناء القلب» 1977، " المهد الأخضر" 1980، «نار السغد» 1981. وقد طبع هذا الأخير بالخط الفارسي، كما نشرت: «السرير الثقيل» 1989 وكذلك قصة «المأتم الأبيض» في السنة نفسها، وقد استلهمت فيها الحداثة والأنثوية وحب الوطن. وفي السنوات الأخيرة عينت رئيسة «مؤسسة طاجيكستان الثقافية» التي تعد مؤسسة علمية وتحقيقية.
يمكن أن نذكر من شعراء طاجيكستان المحدثين م. رحيم زاده، غفار ميرزا، عبد الجبار قهارى، عبيد رجب، كَلجهره سليماني، محيي الدين فرهت، كَلنظر، زلفيه (عطاء الله يوا)، عبد الملك بهاري، فيض الله أنصاري، أعظم صدقي، موجودة حكيموا وعسكر حكيم الرئيس الحالي لاتحاد كتّاب طاجيكستان.
يحمل الشعر المعاصر الطاجيكي إرث الأدب الفارسي القديم، خاصة شعراء الفارسية البارزين مثل فردوسي، رودكي، حافظ، كمال ، خجندي، وبيدل الذين كان لهم أثر واضح في شعر طاجيكستان المعاصر. علاوة على ذلك تأثروا بمسيرة اللغة الروسية وحتى الشعر الإيراني المعاصر؛ فالشعراء الطاجيك من هذين المسارين كانوا على معرفة بالشعر النيمائي، ومع أن أكثر آثارهم كانت في قالب قديم إلا أنهم أبدعوا برؤية جديدة في أسلوب القدماء عن طريق معرفتهم واهتمامهم بشعر نيما وسبهري، فروغ فرّخزاد وشاملو، وتركوا أيضاً آثاراً بالقالب النيمائي، ويكفي أن نذكر أن أبا القاسم لاهوتي الشاعر الإيراني المهاجر الذي كان لـه هذا الاحترام والاهتمام من الطاجيك أيضاً كان رائداً مؤثراً سواء في إيران أو في طاجيكستان في مسيرة تحطيم القوالب الشعرية.. كنموذج ننقل هنا شعراً مشهوراً لشاعرة طاجيكية معروفة هي صفية كَلرخسار بعنوان «في شارع باسم لينين» والذي نظمته بالقالب النيمائي.(9)
ثلج مبتلّ
عين مبتلة
دماء الكبد
في شارع باسم لينين
أذن صمّاء
فتنة وشرّ
سهم وترس
كل ذلك لحفظ هدف لينين
في اليوم القاتم والسلام موت
و "عليكم" السلام لينين
لون أحمر يأتي من قلب الحجر
أحمر أحمر هو نظام لينين
الموشكون على الموت عطشاً قدموا أرواحهم على الحافة
من يرتوي من كأس لينين؟
لم تظلّل مظلة الزمان رأس الشعب
الراية الحمراء على سطح لينين
أعطى السهم والترس الحزب النجاة
سهم التعب مقام لينين
في شارع باسم لينين
في شارع باسم لينين
ومن أشعارها التي تفخر فيها باللغة الفارسيّة قولـها (10):
الشاهنامه حديث ،
حديث بلاموت !
الشاهنامه روح،
لجسد بلاموت !
الشاهنامه وطن ،
وطن بلاموت !
نعم ، نعم " الشاهنامه " وطن !
وطن لي ولك،
لن يستطيعون سلبه بالسيف والتزوير
" الشاهنامه " عقل
العقل الذي علّم العالم
فنّ " عدم الموت جهلاً …
(1) راجع: ذبيح الله صفا، تاريخ أدب إيران، المجلد الأول، ابن سينا، طهران 1342 هـ. ش ص 157.
(2) علي أوحدي أصفهاني " سخنى در مورد ادبيات معاصر درى در افغانستان " اير انشناسي، ربيع 1371 ص 128.
(3) راجع: جنكيز بهلوان، نماذج من شعر أفغانستان المعاصر، مؤسسة نيشابور تهران 1371 ص نوزده.
(4 ) رسول هاديزاده «حكيم بخارى» نظرة إلى حياة وآثار أحمد مخدوم (دانش) كيهان فرهنكَ? عدد 103 آبان 372 ص. 7، وأيضاً بچکا، الأدب الفارسي في طاجيكستان ص 72 وما بعدها.
(5 ) محمد جعفر ياحقي ، جويبار لحظه ها ، انتشارات نيل ، الطبعة الرابعة ، 1381 ، ص 384-385.
(6) د. محمد رضا شفيعي كدكني" شاعر آينه ها "، 93 وما بعدها.نقلاً عن " جويبار لحظه ها " .
(7 ) راجع: محمد جعفر ياحقّي «فردوسي در تاريخ ورمان " كلك عدد 54 شهريور 1373 ص 249 ـ 261.
(8 ) كيهان فرهنگ?، آبان 72 ص 772، بچكا، أدبيات فارسي در تاجيكستان ص 152 وما بعدها.
(9 ) المرجع السابق ص 408، 409 .
(10 ) دومين ره آورد " مجموعة مقالات المؤتمر الدولي الثاني لأساتذة اللغة الفارسيّة وآدابها " ، طهران وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، 1999 ، ص 186، 187 .
#ندى_حسون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|