أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - .. نظرة براجماتية للعلاقة بين الاسلام والعلمانية














المزيد.....

.. نظرة براجماتية للعلاقة بين الاسلام والعلمانية


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 09:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يدور جدل سفسطائي علي موقع الحوار المتمدن حول العلمانية والاسلام .. وهل يمكن الجمع بينهما .. وهل من الممكن أن يكون المسلم علماني في نفس الوقت ؟ أم أن التناقض بين الاسلام والعلمانية شديد لدرجة أنه لا يمكن الجمع بين الصفتين ؟..
وهو جدل سفسطائي .. لأنه يقارن بين مفهومين أحدهما دنيوي لا علاقة له بالدين ولايعادي الدين في نفس الوقت .. وبين مفهوم ديني سواء روحاني أو سياسي ..
فالعلمانية في الغرب والتي أتي منه المصطلح .. لا يهمها في الحقيقة إن كان المواطن متدينا أو مؤمنا .. طالما كان هذا الإيمان أو التدين علي المستوي الفردي ..ولكن يهمها ألا يكون الدين وسيلة للسيطرة السياسية كما كانت تفعل الكنيسة في العصور الوسطي وكما تفعل كثير من الحكومات الاستبدادية وجماعات الاسلام السياسي في عالمنا اليوم ..
ولذا وردا علي السؤال من جانبي وهو فهم شخصي أحاول نشره سلميا دون فرضه .. هو كالتالي :
بلا شك من يفهم الاسلام بطريقة روحانية علي أساس أنه مثل أي دين آخر علاقة فردية بين الانسان والله .. وعلي أساس ان النصوص التي تبدو مناقضة لما وصل اليه الانسان في سعيه نحو العدالة الاجتماعية من حقوق انسان ومساواة .. هي نصوص كانت لفترة زمنية ومكان جغرافي معين وليست ملزمة في عصرنا .. هو بلاشك ممكن أن يكون مسلم وعلماني في نفس الوقت .. مسلم من حيث العقيدة وعلماني من حيث الشريعة باعتبار أن الشريعة هي القانون ..
أما من يفهم الاسلام أو دين آخر أنه ينظم كل شيء ..من العلاقة بين الانسان والله الي العلاقة بين البشر وأنفسهم .. وأن الدين هو دنيا ودين وسياسة وسيف ... فهو لا يمكن أن يكون علمانيا .. وهذا الفريق استطاع ان ينتصر في عالمنا علي مستوي العقل الجمعي الشعبي علي العلمانيين سواء كانوا مؤمنين أم لا .. واستطاع أن يشوه سمعة مصطلح العلمانية .. ولذا أدعو الجميع الي استبدال كلمة العلمانية بالدولة المدنية ..
كل النصوص الدينية سواء في الاسلام أو الأديان الأخري ..بها مايتعارض مع حقوق الانسان ودولة المواطنة والقانون المدني وهو ماتمثله الدولة المدنية الحديثة التي يمكن تسميتها علمانية حسب فهم من يصرون علي التناقض الصارخ بين الاسلام والعلمانية .. العهد القديم أو التوراة مثل القرآن به من النصوص مالا يتفق ابدا مع العلمانية والعهد الجديد لم يلغي العهد القديم .. ولكن العلمانية في الغرب استطاعت أن تتجاوز هذه المعضلة عندما لم تحاول أن تقضي علي الدين نفسه بل القضاء علي طبقة كهنة المعبد الذين يستغلون الدين لمصلحتهم ضد مبدأ العدالة الاجتماعية الذي يريده العامة .. وبالتالي نجحوا في اقناع العامة أن مصلحتهم هي فصل الدين عن الدولة .. وقراءة النصوص الدينية قراءة زمنية وجغرافية ..
وهي النقطة التي يفشل فيها غلاة العلمانيين العرب ولا يستطيعون فهمها .. والتي نجح فيها مثلا جمال عبد الناصر في فهمهما ببساطة وتلقائية .. انحاز الي العدالة الاجتماعية والي الغلابة فاستطاع بتاييد الغلابة المؤمنين في نفس الوقت أن ينكل بكل جماعات الاسلام السياسي .. أعدم سيد قطب زعيم فكرة الاسلام السياسي .. وبكي الشعب جمال عبد الناصر ولم يذرف دمعة علي سيد قطب .. جمال عبد الناصر كان علمانيا براجماتيا .. لم يحارب الدين نفسه .. ولكنه حارب الدين المتسيس .. ولو كان امهله الوقت و انحاز ايضا الي الشق الثاني من الدولة المدنية وهو الديمقراطية لكانت مصر الآن ومعها العالم العربي دولة مدنية علمانية بامتياز ..
الدين نفسه ..اي دين سواء الاسلام أو غيره ..بدأ نتيجة محاولة انسان أو مجموعة مميزة من الضعفاء البحث عن العدالة الاجتماعية والمساواة والقضاء علي التفرقة الطبقية والقبلية .. دون الدخول في نقاش فلسفي سفسطائي .. هل الاديان هي من عند الله أم لا .. فالله في الحقيقة هو احساس نفسي وحاجة نفسية .. لايمكن اثبات وجوده عقلا ولايمكن ايضا نفي وجوده عقلا ..
الاديان الابراهيمية بدأت عند اليهود في بحثهم عن العدالة الاجتماعية والمساواة .. ثم ضلت طريقها بسيطرة كهنة المعبد من حاخامات ورجال كنيسة .. ونفس الشيء مع الاسلام ..بدأ نتيجة بحث سيدنا محمد ومعه قلة من مستضعفي مكة عن العدالة الاجتماعية والمساواة وانتهي بسيطرة سادة قريش وعلي رأسهم زعيم الطلقاء ابو سفيان وبنوه ومغامري قريش من عينة عمرو بن العاص وخالد بن الوليد ..
والرسل في حقيقة الأمر كانوا علمانيين .. المسيح عليه السلام بصرف النظر عن طبيعنه كما يفهمها المسيحيون أو المسلمون هو من قال اعطي ما لله لله ومالقيصر لقيصر (قمة العلمانية البراجماتية).. وسيدنا محمد عندما لم يكن يسعفه الوحي في اي مشكله دنيوية زراعية او حربية كان يقول انتم ادري بشئون دنياكم .. وبعده علي بن ابي طالب في اي موقف سياسي كان لا يسعفه فيه القرآن ...كان يقول القرآن حمال اوجه ..وهو فعلا كذلك وهذا سر إعجازه الحقيقي ..
ولهذا ادعو العلمانيين العرب من الطرفين أن يكونوا براجماتيين .. فعدوهم الحقيقي هم طبقة كهنة المعبد من رجال الدين الذين يتحالفون مع كل مستبد ..ويفهمون أنه لا يمكن القضاء علي الدين ..أي دين ..سواء الاسلام أو غيره .. فالانسان البسيط بحاجه لله
وحتي المجتمع بحاجة للدين .. فما يحمي مصر من الانهيار الاقتصادي .. هو أنه حتي مفسديها وسارقيها يخرجون الزكاة ويقيمون موائد رمضانية في فهم خاطيء ولكن مفيد في نفس الوقت أنهم يطهرون أموالهم ..عندما تنهار الدولة المدنية وتغيب العدالة الاجتماعية ... لابد أن يلجأ العامة الي الدين .. وهو ماحدث في مصر .. وأي هجوم علي الدين نفسه ... يصب في مصلحة كهنة المعبد .. وهي نصيحة لغلاة العلمانيين وغلاة غير المسلمين .. تعلموا من عبد الناصر .. ولنطالب جميعا بالدولة المدنية والعدالة الاجتماعية .. دولة المواطنة وسيادة القانون المدني .. ونقلل من استعمال كلمة العلمانية ..فهو مصطلح تم تشويهه من قبل الجميع ...أعداؤه وأنصاره في نفس الوقت..
.. العدالة الاجتماعية والدولة المدنية هما حلنا الوحيد
أتمني أن تكون وصلت الرسالة ..
عمرو اسماعيل



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية والاصدار الثاني من الاسلام الصحراوي .. المضحك المب ...
- متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .. العلمانية وا ...
- الحل الذي نصر ألا نراه ..
- الإعجاز الحقيقي للقرآن .. وجهة نظر مسلم علماني
- ردا علي احمد صبحي منصور .. من يقول عن نفسه مسلما .. يجب أن ي ...
- المرحلة الشرجية في تطور الشخصية العربية ..
- المحظورة .. هل هي فعلا محظورة؟
- إيران ومنظومة طز في مصر ..
- الحل الباكستاني البنجلاديشي ..
- أحداث غزة و جماعة الاخوان المحظورة ..
- المقاومة السلمية .. هي اقصر الطرق وأنبلها لنيل الحقوق ..
- عن أي انتصار عبيط يتحدثون
- وهم اسمه المنظومة العربية والريادة المصرية ..
- دعوة لفتح معبر رفح ..
- اللي يحب الدح مايقولش أح ..
- مقال مقاوم حنجوري
- فلسطين والرهان الخاسر
- فلسطين و الرهان الخاسر علي العروبة
- الديمقراطية .. وجهة نظر
- خدعوك فقالوا ..


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - .. نظرة براجماتية للعلاقة بين الاسلام والعلمانية