أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وئام المددي - هجرة المصطلح.. بين أزمة الترجمة وحلم التقدم















المزيد.....


هجرة المصطلح.. بين أزمة الترجمة وحلم التقدم


وئام المددي

الحوار المتمدن-العدد: 2754 - 2009 / 8 / 30 - 09:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



اللغة خاصية إنسانية بامتياز، تكشف عن الإنسان كائنا مفكرا وعاقلا من خلال أفعال التواصل والتعبير والتفكير، كما أنها ذاكرة المجتمع وخزانه الثقافي، فتعلم لغة هو بالضرورة إطلاع على حضارة وتأشيرة تسمح لنا بالدخول إلى عوالم أخرى لسبر ما خفي من أغوارها.
ولما كانت اللغة لسان الحضارة ، وبالتالي مرآة تعكس ما أحرزته من تقدم ورقي، كان لزاما على المجتمعات الطامحة إلى التقدم تعلم لغة الحضارة الغالبة أو – على الأقل – توسل ما تقدمه الترجمة للإطلاع على إنجازات تلك الحضارة، فقد صدق ابن خلدون حين قال " إن غلبة اللغة بغلبة أهلها، وإن منزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم ".
فأين اللغة العربية من هذا المشهد؟

!واقع الترجمة العربية.. متاهة اصطلاحية

تتغييى الترجمة العربية تحقيق التلاقح والمثاقفة الإيجابيين إضافة إلى مواكبة الحضارة العلمية الحديثة وذلك بضخ دماء جديدة في شرايين اللغة العربية عبر تجديدها وتطويرها وإغنائها للحفاظ على بقائها. من بين أهدافها كذلك تطويع اللغة العربية للاستجابة لمقتضيات العصر وكذا الدفع بها نحو العالمية.
إلا أن الترجمة العربية - وللأسف - تظل مفتقرة إلى التنظيم والتنسيق في ظل الانفرادية والعشوائية والمزاجية التي تطبع واقع الترجمة في العالم العربي، هذا دون نسيان الهوة العلمية والتكنولوجية التي تفصل ما بين عالمين : عالم متقدم وآخر نامٍ،تلك الهوة التي تنيخ بكل ثقلها على قضية الترجمة.. ينضاف إلى ما سبق اختلاف التأثير الثقافي الأجنبي وكذا الفهم والمناهج المطبقة بين المترجمين، الشيء الذي يؤدي إلى تفاوت المقدرة اللغوية بينهم.
بالرغم من ذلك تظل كاذبة تلك المزاعم التي تنتقص من قدرة اللغة العربية، تلك المزاعم التي تنزع عن لغة الضاد صلاحيتها للعلوم الطبيعية والطبية وتجعلها حبيسة الفقه والشعر والأدب بالرغم من أن اللغة العربية قد برهنت على قدرتها الكبيرة على التعبير في شتى فنون العلم – خاصة في العصر العباسي الذي شهد ازدهار الترجمة ــ كما استوعبت كل ما نقل إليها من علوم الأمم الأخرى سواء في الفلسفة أو الطب أو الصيدلة أو الرياضيات أو الكيمياء..، وبما أن اللغة العربية قد أكدت صلاحيتها للإنتاج الفكري فإنها ستكون بالضرورة قادرة على التعبير والاستيعاب، إذ إن أزمة الترجمة العربية هي أزمة مصطلح بالأساس وليست ناتجة عن قصور في اللغة العربية ،بحيث إن المتأمل للمشهد الاصطلاحي الراهن سيلفي حتما تأزمه الفظيع الناتج عن الاطراد/الإسهال الاصطلاحي وذلك إما لتعدد في جهات الوضع ( منظمات عربية دولية، مؤسسات علمية، مجامع لغوية، جامعات، اتحادات علمية أو مهنية، علماء، باحثون، لغويون..) أو لتعدد في مناهج الترجمة ( ترجمة ترجع إلى التراث، ترجمة توليدية، ترجمة حرفية..)أو لتعدد في مصادر المصطلح ( مصطلحات إنجليزية، فرنسية، ألمانية، روسية.. ) أو لعدم الالتزام بالمصطلحات التي سبق وأن وضعت. ينضاف إلى ذلك بطء استجابة العالم العربي للمصطلحات الغربية الجديدة خاصة إذا ما تذكرنا السرعة المذهلة لتوالدها .
، حيث وضــعت له مقابلات عربية عديدة : ( PHONEME ) وكمثال عن هذه التعددية مصطلح
(NARRAفونيم ، صوت، صوتم، صوتيم، مستصوت، صوت مجرد، لافظ ، فونيمية..، كذلك مصطلح
، فقد ترجم إلى كل من : السردية، علم السرد، السرديـــات، علم الرواية، نظرية القصــــة، TOLOGIE)
علم القص..وهلم جراً، والأدهى والأمر أننا نجد المترجم الواحد يستعمل مقابلات عربية متعددة أمــــــــام
المصطلح الأجنبي الواحد! وهذا من شأنه إرباك القارئ العربي، فضلا عن مساهمته في إشاعة التفكك بين
الأقطار العربية مما يضيع فرصة استفادة البلد العربي الواحد مما أحرزته البلدان العربية الأخــــــرى في
مجال الترجمة، الشيء الذي يؤدي إلى تشجيع العودة إلى المصطلح الأجنبي كوسيلة للتواصــــــــل.إلا أن
المعيـــــار التداولي – في خضــــــم هذه المتــــاهة الاصطـلاحية – يظل الفيصل في إثبات المصطـــــــلح الأنســـب وإلغاء ما سواه.
من ناحية أخرى نجد الاختلاف الحضاري والثقافي يلقي ظلاله بقوة على أزمة المصطلح ، إذ إنه يسبب بدوره في تناسل عدد كبير من المصطلحات تختلف باختلاف فهم المترجمين للمصطلح النواة والظروف التي أفرزته ( تاريخية ، حضارية ، إبستيمولوجية ، إيديولوجية .. ) وكذا اختلاف اللغات المنطلق بين المترجمين ( نأخذ على سبيل المثال مصطلح Computer الذي ترجمه ذوو الثقافة الإنجليزية إلى حاسوب و مصطلح Ordinateur الذي ترجم إلى نظامة من قبل مترجمين ذوي ثقافة فرنسية ) فأن نترجم ، كما يقول " فرانز روزنزفيغ " ( F.Rosenzweig ) ، معناه أن نخدم سيدين . إلى جانب هذا الاختلاف هناك إشكال آخر يكمن في خلط بعض المترجمين بين نظرية الترجمة وعلم المصطلح ، هذا الخلط يؤدي غالبا بهؤلاء إلى الاعتقاد بأن المصطلحات العربية ما هي إلا ترجمة أو تعريب للمصطلحات الغربية، في حين إن خلق المصطلح يعتمد ، أو عليه أن يعتمد ، على توليد المصطلحات باللغة الهدف انطلاقا من المفهوم المطلوب التعبير عنه بمصطلح لغوي دونما ارتكاز على اللغة المنطلق.
وقد تتعدى أزمة المصطلح هذه الحدود إلى ما هو أبعد ، إذ أصبحت أزمة المصطلح تحيل بشكل أو بآخر على أزمة الصراع بين الأصالة والحداثة .. بين داعٍ إلى التنقيب في التراث عن المصطلحات الأثيلة وآخر مناصرٍ للتعريب والحفاظ على حرمة المصطلح الصوتية ( التعريب بمعناه الذي يفيد " ما استعمله العرب من الألفاظ الموضوعة لمعانٍ في غير لغتها بحيث يصبح عربيا إذ يدخل في اللغة العربية ويشتق منه الميزان الصرفي والصيغ العربية " ) ، هذا الصراع قد يجرنا إلى صراعات أخرى كالصراع بين الشرق والغرب أو صراع الأجيال ..
لكن التعددية الاصطلاحيـــة – بالرغم مما سبق ذكره – تبقى ظــاهرة لغـــوية طبيعيــة، بل أكثر من ذلك فهي ظاهرة قديــمة رافقت اللغة العربية مذ فكر العرب في وضع المصطلحات. وهذه الظــاهرة ليست مقتصرة على اللغة العربية – كما يظن البعض ــ ، بل على العكــــس من ذلك تشـمل جميع لغـــــات العالم ولم تكن سببا رئيسا في عرقلة مسيرة علم من العلوم.

هل من سبيل؟

مع أن التعددية قدر محتوم للمصطــــــلح العربي إلا أنه بإمكاننـــا التخفيــــــف من حدتها وذلك باتخاذ مجموعة من الإجراءات، نذكر منها :
• توحيد المعاجم المتخصصة.
• إنشاء دور الترجمة .
• استقطاب الكفاءات العربية المهاجرة .
• إنشاء دور للنشر لطبع ونشر إنتاجات المترجمين .
• إحياء التراث العربي للاستفادة من المصطلحات المتناثرة في بطون الكتب العلمية.
• إنشاء مؤسسات عربية تعنى بالترجمة وتتولى إصدار مجلات علمية باللغة العربية .
• إشراك المختصين في الهيئات والاتحادات العلمية .
• تدريس علم المصطلح في الجامعات بوصفه علما مستقلاً عن الترجمة .
• دراسة المصطلحيين للترجمة في شقيها النظري والتطبيقي .
• إطلاع المترجمين على علم المصطلح والمعجمية للإلمام قدر الإمكان بقواعد توليد المصطلحات وتوحيدها ومعرفة خصائص المعاجم العامة والمتخصصة .
• التوفيق بين النظرية والتطبيق .
• تمكن المترجم من إيواليات الترجمة .
• احترام مجال التخصص في الترجمة ( ترجمة أدبية: شعرية، سردية.. / ترجمة علمية.. ) .
• تفعيل المجامع اللغوية العربية .
• عقد مؤتمرات عربية لمناقشة قضية التعددية الاصطلاحية .
• تبادل الكتب العلمية والمنهجية بين البلدان العربية.
• توحيـد منهجية وضع المصطلحات وذلك بســـن مجموعة من المقاييس لترجيح مصطلح عن آخر.
• التزام المصطلحات التي أقرتها المجمعات العلمية العربية.


إلا أن الترجمة وما يتعلق بها من قضايا تظل من أكثر الإشكالات المعاصرة إلحاحـــــــــا وأكثرها حاجة إلى عناية العلماء والمختصين، كـما تظل تحديا عربيا حضاريا يهم حاضر الإنسـان العربي ومستقبله مثلمـــــا كانت من أهم الإشكالات التي رافقت ماضي الوجود العربي ..




#وئام_المددي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغة الإيجاز في - تسونامي - لمصطفى لغتيري


المزيد.....




- حاول تثبيتها فسقطت منه في البحر.. شاهد ما التقطته كاميرا تحت ...
- علماء يكتشفون سببًا محتملًا لإعادة بناء نصب -ستونهنج- قبل آل ...
- أحبّها بعمق.. قد يصدمك ما فعله رجل ليبقى بقرب حبيبته
- فيديو يظهر محاولة اقتحام سجن مكسيكي بعد أعمال شغب دامية.. شا ...
- -العنف الطائفي بعد الإطاحة بنظام الأسد أقل حدة مما كان متوقع ...
- آلاف السوريين يحتشدون في ساحة الأمويين في الجمعة الثانية بعد ...
- إل ألتو البوليفية: -المنازل الانتحارية- مهددة بالانهيار والس ...
- فنلندا تجدد رفضها فتح الحدود مع روسيا
- ليبيا.. ضبط شبكة نشطت في تصنيع وبيع الخمور المغشوشة في بنغاز ...
- مصر تدين اعتداء الدهس في ألمانيا وتؤكد رفضها كل أشكال الإرها ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وئام المددي - هجرة المصطلح.. بين أزمة الترجمة وحلم التقدم