خليل الخالد
الحوار المتمدن-العدد: 2750 - 2009 / 8 / 26 - 07:49
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مالي اراك ايها القران تهتم و تضطرب لاجل امور كثيرة بينما الحاجة الى واحد.
ايها الاخوة الاعزاء: لن اخفي عليكم الصعوبة الكبيرة التي واجهتها في كتابة هذا الموضوع وخاصة في الية الدخول الى فكرته, فوجدت في مصارحتكم بمصيبتي و البوح لكم عن غمتي افضل طريقة لافتح بها شهيتي. ربما تكون عدم بلاغتي هي السبب وراء محنتي او احتمال انني لم ابلغ بعد الى المستوى المقبول و الكاتب المرموق, فاضطر احيانا للمراوغة و الالتفاف حول فكرتي, ولا اسعى للبلاغة و مقالتي كل ما ابتغي, اصيغها بجمل مفيدة احزم عليها عبرتي.
وفي حالات اخرى لا اجد مفرا من تكرار بعض الجمل او المعاني لاحقق تلاحق في الافكار, لاني اخاف على القارئ ان يتشتت و يتوه عن المقالة, فيصيبه التذمر و الملل و هكذا تستعلن خسارتي, واعرف اني بهذا الاسلوب اخرج من مطب لاقع في اخر, الا وهو التكرار, و عدم الخروج بمقالة صميدعية لا ياتيها الباطل من تحتها او من فوقها او من مكان ما من خلفها, و ستبقى اخطائي الادبية ترافق مقالاتي ما لم ينتقدني احد السادة كبار الكتاب او كبار القراء في الحوار المتمدن الذواقين للنص, فيبين لي مساوئي و يحذرني منها, و يؤكد على محاسني ان وجدت و يشجعني عليها, لعلي في المرات القادمة انتبه لنفسي, واتحاشي الوقوع في نفس الخطا, ومرة على مرة سيتحسن مستواي الادبي و البلاغي, و اصبح كاتبا مرموقا مقروءا لشريحة اوسع من الناس و وهذه هي غاية كل كاتب وكاتبة.
هذا النقد الذي يطال المقالات يدعى: النقد البناء, لانه كان موضوعيا و حقق هدفه في انتاج مقالات اكثر جودة.
الا ان هناك اشخاص يرتقون حتى فوق نقد الغير, فيكونون العقل المفكر و المؤهل وضع الاسس و المرجعيات الواجب انتهاجها في سبيل الحصول على نتاج ادبي راقي, وهذه الاسس و القوانين عبارة عن مُجمَّع لخبرات واساليب كبار الكتّاب و اللغويين و مرتَكَزا منهجيا مرنا تقيَّم على اساسه الاعمال الادبية عامَّة ومرجعا في كل العصور.
ما ينطبق على الادب ينطبق على كافة مناحي الحياة, ومنها الناحية العقائدية او الدينية.
يتم النقد في الحياة الدينية على مستويين: المستوى العمودي كان ينتقد الانسان اخيه الانسان المشترك معه في نفس العقيدة, وغايته تاصيل العقيدة وتشذيبها و تثبيتها, كأن ينتقد رجل الدين احد ابناء الرعية و ينصحه ويرشده حتى يعود مؤمنا ملتزما. المستوى الثاني هو المستوى الافقي: و النقد ههنا يكون من عقيدة الى عقيدة اخرى مُغايرة, و يتصف بالحرب الفكرية او ما يسمى تلطيفا حوار الاديان. كأن يتم انتقاد الدين الاسلامي في انه يشِّرع فرض الدين عن طريق السيف و الترهيب, او انتقاد الديانة المسيحية في عدم فهم عقيدة الثالوث الاقدس على سبيل المثال, وغاية النقد ههنا ليس اصلاح العقيدة وانما هدمها, فانت تنتقد اساسا من الاساسات التي تقوم عليه هذه الديانة و الموضوعة اصلا بافتراض من قبل الاله المعبود الههم.
لا يجب ان تُنسب ركائز واساسيات اي عقيدة لاحد من اتباع هذه العقيدة, وانما لالهها ومعبودها, هو يُلهمُها لاتباعه بحسب مقدرته, يُلهِمها بصمْته ان كان صنما, و يُلهمها بلسانِ حالهِ ان كان حقّا حاضرا حيا وفاعلا.
من المفترض او من البديهي ( لمن يؤمنون بوجود اله ) ان هناك اله واحد خالق كل شيئ, ومن المفترض ايضا ان هذا الاله يعلم انه هو الوحيد الاله الخالق, وان لا اله غيره يمكن ان ينافسه في مُلكه, او يسرق منه بعضا من خليقته, اذا, وانطلاقا من هذه الفرضية, فحينما يتكلم هذا الاله, فانه لن يتكلم بانتقاد اي من المعابيد او الالهة الاخرى المعتمدة من قبل بعض البشر, لانه اصلا يعلم بعدم وجودها, و يعلم بانها من نِتاج ظلالات البشر واغترابِهم عنه.
ان النقد و المجادلة تتناسب مع طبيعة اتباعه من بني البشر, ان يُجادولوا بالحق نظرائهم اولائك الضالين العابدين المحدود و المجهول.
الاله الحقيقي العالم بكل شيئ يرسم لعبيده الركائز الاساسية الواجب اعتناقها و انتهاجها كسبيل وحيد للوصول اليه, وفي ضوء هذه الركائز يمكن للمؤمن العادي الداري ان يقيس عليها باقي المعتقدات و يبين سلبياتها و ايجابياتها.
اما في حالة ان الاله المعبود -في اي عقيدة- وجه النقد المباشر لالهة معبودة اخرى او حتى لاتباعها, فاعلم سلفا انه اله بشري مُختَرَع , و يَعترفُ ضمنا او جهرا بوجود الهة اخرى, وهذا بالظبط ما وقع فيه ( محمد ) الله اله المسلمين.
لقد وجه الله في كلامه المتجسد بكتاب القران الكريم او المصحف الشريف الكثير الكثير من الانتقادات ( لزملائه ) الالهة الخالقين او الغير خالقين او للالهة الاخرى التي لاتملك لنفسها نفعا او ضرا, ولم يَسلم اتباع هؤلاء الالهة من نقد الاله الله, فقد شَغل الله نفسه و المسلمين بابطال عقائد الاخرين و تسليط سهامه عليهم, وان الدين المقبول عنده هو الاسلام فقط, و الويل لمن لايَقبل هذا الدين والويلُ لمن ينتقده, والويل لمن يعبد الهة غيره.
يؤمن المسيحيون ان الابن مولود من الاب قبل كل الدهور, ان ايمان المسيحيون بهذه العقيدة ازعج الله اله المسلمين , فسارع لانتقادها قائلا: قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ( الاب ) ولم يولد ( الابن ) ولم يكن له كفو احد. هنا يقدم الله نفسه للمسلمين وكانه امراة عاقر طال زمانها ولم تُولد بعد في يقين المسلمين, اي ان الله لايزال في العالم الافتراضي وطبعا بالتالي ليس له كفو احد, عفوا عفوا, سرحتُ قليلا فانا لست بصدد الانتقاد الوضعي لايات القران.
والان لنتخيل ردة فعل الله فيما لو ان المسيحيين كانوا يؤمنون باله له ابن عَم فسيقول الله معترضا: قل هو الله احد الله الصمد , ليس له عم و لا ابن عم له يوجد, و ليس له كفو احد. و ماذا لو ان هؤلاء المسيحيين ابيدو من على وجه الارض, و المسلمون بطبيعتهم ( بفطرتهم ) يؤمنون ان الله ابدي سرمدي لايتغير, فلماذا و لمن سيردد المسلمون ان الله لم يلد ولم يولد؟؟؟؟
ان عدم ترفع الله عن انتقاد الاخرين اوقعه واوقع المسلمون في مشاكل جمّه كان المسلمون في غنى عنها, انظر الى هذه الاية القرانية: وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ , يَقول المسلمون في تفسيرها ان كان هناك طائفة تعبد هؤلاء الثلاثة ( مريم و المسيح و الله ) وكانت تعيش في شبه الجزيرة ايام محمد. انظر الى هذه الاية ايضا: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ . مع العلم ان الاله "عزير" غير معروف اصلا عند اليهود, ولو سالت المسلمين من عزير هذا الذي يقول عنه القران؟ فسيقولون من غير دليل ان طائفة من اليهود كانت تعبده في تلك الايام. وماذا لو ان اليهود الان صاروا يؤمنون ان بوش هو ابن الله؟ فلو اتحذ اليهود عقيدة كهذه لاصبح الله كاذبا في قرانه ( وقالت اليهود عزيز ابن الله!!!) لانه في الحقيقة اليهود تقول بوش ابن الله, وهنا حط الله نفسه والمسلمون في موقف لايُحسدون عليه, وانقلب السحر على الساحر و الناقد اصبح مُنتقَدا لا بل متهما بالكذب و التدليس, واستوجب ذلك على الله ان يصحح اياته. بغض النظر عن صحة الحجج الاسلامية في انتقاذ هكذا عقائد, الا ان ايات القران اصبحت باطلة في هذا الزمان. من المفترض ان يكون كلام الاله الحق كاشفا للباطل في كل زمان والا فسيتحول كلامه الى باطل, وهذا الامر لم يحققه اله المسلمين الذي كان يعيش في تلك الصحراء.
ولابد في هذا السياق ان نورد ماجاء في سورة النجم بخصوص الهة المشركين و الذين وصفهم الله في سورة التوبة: انما المشركون لنجس, اما انتقاد الله لالهة المشركين فجاء في السورة مايلي: افرايتم اللات و العزة ومناة الثالثة الاخرى- تلك الغرانيق(طيور بيضاء) العلى ان شفاعتهن لترتجى- الا ان محمد عاد فشطب او نسخ ماجاء بين المعترضتين, اما قول الله (افرايتم), فدليل واقرار من الله على وجود الهة باسماء اللات و العزى ومناة , ونسخ قبول الشفاعة منهن الا انه لم يبطله, كان الاحرى به من بعد نسخه ان يعدل فيقول: افرايتم اللات و العزى ومناة الثالثة الاخرى تلك الغرانيق الدنى, ان شفاعتهن لن ترجى. اذا في البداية كان انتقاد الله لهذه الالهة ايجابيا ومحمودا واما حينما نسخ انتقاده ظلت الغرانيق طائرة في صفحات القران لا يعلم المسلم هل يتشفع بها ام لا, فانتقاد الله لهذه الغرانيق الغير موجودة اصلا في الحياة جاء مترنحا لكنه ادى الى ذكر ابدي واعتراف سرمدي لوجود هذه الالهة -الغير موجودة اصلا- في الارض وفي السماء في اللوح المحفوظ, وبانتقادها اعطاها الله خلودا لم تكن لتحلم به لولاه.
وان الله ينتقد المسيح و ينفي عنه الالوهية بدليل انه كان ياكل الطعام, اذا فلو كان المسيح يريد ان يصبح الها ماكان عليه ان ياكل الطعام ابدا, فكل من ياكل الطعام هو ليس اله وكل من لا ياكل الطعام فهو اله ( فهذا هو منطق الله اله المسلمين), بصراحة افحمتنا يا الله في هذا الدليل القاطع و المتمثل في هذه الاية: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ, طب سؤال موجه لله: ماذا لو كان المسيح يشرب الشراب ولا ياكل الطعام , فهل شرب الشراب ايضا يبطل الالوهية؟؟؟؟؟ انا اعلم انه تساؤل سخيف لكن هكذا اية تحتاج لهكذا تساؤل.
هناك مثل عربي يقول : ان دخول الحمام مش مثل خروجو
وطالما ان الله دخل في عالم الانتقاد فيجب عليه ان يُكمِل فينتقد كل شيئ في كل الاديان السالفة و اللاحقة, الا ان الله حتى في علم النقد لم يثبت جدارة, لانه كانت ينتقد بحسب مصالحه, وليس بحسب موضوعية النقد واصوله.
يدعونا اسلوب الله الانتقادي الانتقائي هذا الى ملاحقته في القضايا الاخرى التي تحاشى انتقادها ورفضها كما تحاشى ادراجها وتثبيتها في القران, اي انه تعامى عنها كلية بداعي انها لا تخدم مصالحه, فمثلا الله لم ينتقد ولم يتبنى الشريعة التي جاء بها السيد المسيح ( اله المسيحيين ) و القائمة على المحبة: محبة الله ومحبة القريب و محبة العدو وجميع المختلفين, ورد الله على محبة النصارى بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظالمين. وايضا: قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ . اذا لم يستطع الله انتقاد شريعة المحبة لانه عالم انها الشريعة الكاملة ولم يستطع حتى ان يدرجها ضمن تعاليمه, لانها و بكل تاكيد ستحدث خللا كبيرا و سقوطا عظيما للقران, لكنه التف عليها كالافعى المتثعلبة من خلال الابتعاد عن المسيحيين او محاربتهم, وكان الاحرى بالله ان يوصي بالمحبة كما اوصى في الصيام: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ المحبة كَمَا كُتِبَت عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تفلحون. لكن هيهات له ان يقول ذلك.
وهكذا نجد ان الله اله المسلمين يعيش في مقارنات و صراع دائم وحرب حامية الوطيس مع جميع نظرائه من الالهة التي سمع عنها ( وقد سلم بوذا من لسان الله ) و صراع مع اتباعها فيهددهم تارة و يغريهم تارة اخرى, و بالمقابل ومن الطبيعي ان يحذو المسلمين حذو الههم في عدم قبول نظرائهم من البشر( حتى البوذيين بما انهم سمعوا بهم ) و رفضهم جملة و تفصيلا ورفض الهتهم.
نحن نعلم ان السيد المسيح تعالى جدا عن هذه المهاترات واكتفى بتبيان حقيقته القائمة على المحبة و طبيعة اعماله التي تنطلق من المحبة و تتسم بالرحمة و العدالة و تبيان انه هو الطريق و الحق و الحياة ولا يمكن الوصول اليه الا بالمحبة ( فالوثني ان عمل بالمحبة هو افضل من المسيحي الذي لا يعملها فهذا الوثني هو اقرب بعمله الى طبيعة الله والى ملكوت الله ) لان الله محبة: يوحنا 14: 20 في ذلك اليوم تعلمون اني انا في ابي وانتم فيّ وانا فيكم21 الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني.والذي يحبني يحبه ابي وانا احبه واظهر له ذاتي. وايضا: يو 15:4 اثبتوا فيّ وانا فيكم.كما ان الغصن لا يقدر ان يأتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا فيّ.
نلاحظ ان المسيح لم ينتقد اي عقيدة اخرى ولم ينتقد اي اله من الهة الوثنيين لان ذلك لا يعنيه فهذه مشكلة الانسان نفسه لا مشكلة الاله, بل على العكس من ذلك, نجد ان اهتمام المسيح ينصب على الانسان الذي خلقه بيده و بالاخص الضالين منهم , كيف لا وهو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف. اما الباطل فلا داعي للوقوف عليه لانه من نفسه يسقط امام الحق, والظلمة تزول تلقائيا بمجرد حضور النور.
الاله الحقيقي الاوحد هو الاله المكتفي بذاته و العالم كل شيئ الواهب نعمه, القدير باعماله, و المشرع بلسانه و المعلن عن نفسه بنفسه لعبيده , هذه تمثل الركائز الاساسية لكل المؤمنين به و كل ما خالفها فهو باطل من باطل.
و بالعودة الى الله اله المسلمين نجد انه اله لم يكن لديه نور بل كان كله ظلمة, و لا يعرف الى اين يذهب, لا يعرف ماذا يريد بالظبط, هو يريد العنب و بنفس الوقت يريد ان يقاتل الناطور, اله غامض حائر ومشتت, هو ملخَّص لكل الاضطرابات انذاك التي نشات في تلك الحقبة في تلك الشبه الجزيرة, كلها ساهمت في تكوين شخصية الله المضطربة, حتى انه يسمي نفسه الله اكبر, حتى باسمه ينتقد الاخرين ظانا منهم انهم اصغر. و القران الكريم هو اصدق صورة عنه, هذا المستنقع الذي يتورد عليه كل مسلم ( الله اصغر ), وعلى هذا يبقى شغل المسلم الشاغل ان فلانا مسيحيا فكتابه محرف يعبد انسانا وثلاث الهة. اما ذاك فيهودي لعن الله اليهود مسخهم قردة وخنازير, وماذا ينفع كل علم اليابانيين وحضارتهم ان كانوا لا يعرفون ان يعبدوا الله, وهؤلاء مشركون وهؤلاء شيعة عندهم كذا وكذا وضلوا عن ساء السبيل. ثم بعد ذلك يدعوا المسلم عليهم جميعا بان يقطع الله نسلهم و يبيدهم و يحرقهم و يعطيه نساءهم ملكات يمين وابناءهم خداما, ثم يفتح القران الكريم فيستزيد منه. وهكذا تمر الايام على المسلم دواليك يقران القران فيشتم و يولول و يدعو الله ويتعبد و يقران القران, و تمضي السنون و يمضي العمر و ياتي الى القران اجيال واجيال ملايين ملايين و المسلم على مر الاجيال والازمان واقف هناك, في نفس الزمان, يراوح مكانه.
#خليل_الخالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟