أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الحبيّب - غلطة القرآن من جهة مريم بنت عمران















المزيد.....


غلطة القرآن من جهة مريم بنت عمران


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 2750 - 2009 / 8 / 26 - 07:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لم يكن في ذهني كتابة هذه المقالة لولا أني تذكرت كلام الرصافي أديب العظماء وعظيم الأدباء- في رأيي- حينما ذكر في كتابه الموسوم “الشخصية المحمدية” نقلاً عن السيرة الحلبية 244:3 ((وقد وقع في المُنزل ما هو على العكس من هذا، أي ما لم يكن في أوّل الأمر قرآناً ثمّ جُعِلَ قرآناً، وذلك أنّ النبي أرسل دحية الكلبي بكتاب منه إلى قيصر ملك الروم بالشام، وهذا نصّاً الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى. أمّا بعد، فإني أدعـوك بدعاية الإسلام. أسلمْ تسلمْ يؤتِكَ الله أجرك مرتين. فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيّين، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلّا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله، فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون))

ثمّ علّق الرصافي على هذا الموضوع قائلاً:
((إنّ قوله: يا أهل الكتاب... إلخ كلام كتبه في كتابه إلى قيصر يُخاطب به قيصر وأتباعه من أهل الكتاب وذلك في السنة السادسة للهجرة. ولم يكن هذا الكلام قرآناً يُتلى! وفي السنة التاسعة، لمّا وفد على النبي وفد نجران، وهم نصارى، أنزل الوحْي بهذا الكلام وزيد في أوله {قل} فجُعِلَ قرآناً يُتلى، فهو آية من الآيات القرآنية في سورة آل عمران كما في السيرة الحلبية 244:3 فإن قلتَ لماذا لم يجعله قرآناً في أول الأمر، قلتُ لأنه لم يكن عند كتابته الكتاب إلى قيصر من داعٍ إلى إنزال وحي بقرآن، وإنما هو كلام أملاه على الكاتب يدعو به أهل الكتاب إلى الإسلام. ثمّ إنهُ رآى بعد ذلك أنه كلام منطبق على أسلوب القرآن كلّ الإنطباق، وقد حصل الداعي إلى إنزال وحْي بقرآن، فأنزله وحْياً وجعله قرآناً، بخلاف تلك الآيات التي مرّ ذكرها، فإنها أنزلت بالوحْي لتكون قرآناً، ولكنها لمّا تبيّن بعد ذلك ابتعادها عن الأسلوب القرآني، ولا سيّما آية الرّجم، أُنسِيَتْ أو نُسِخَتْ تلاوتها كما يقولون))

فقول الرصافي (ثمّ إنهُ رآى بعد ذلك أنه كلام منطبق على أسلوب القرآن كلّ الإنطباق، وقد حصل الداعي إلى إنزال وحْي بقرآن، فأنزله وحْياً وجعله قرآناً) قد دعاني إلى رؤية التعليقين اللذين كتبت في هامش مقالة الأخ الكاتب رعد الحافظ في الحوار المتمدن- العدد: 2747 - 2009 / 8 / 23 والتي عنوانها {ملاحظات وتعليقات مختارة} صالحين لمشروع مقالة جديدة، بالإضافة إلى تعليقي الأساسي المتضمَّن في مقالته والذي عنوانه {قلّة الحيلة المحمدية} الذي ورد في مقالة الأخ الكاتب خليل الخالد المنشورة في الحوار المتمدن- العدد: 2743 - 2009 / 8 / 19 والتي عنوانها {تفنيد ما جاء في سورة الصف الاية السادسة: وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} وهنا نصّ تعليقي السابق:

{بعد التحية والتقدير للكاتب خليل الخالد؛
يبدو التقصير في الدهاء المحمدي هذه المرّة واضحاً، دعني أضِف الآيتين السابقة واللاحقة للآية المذكورة- محور المقالة- لكي أوضح مقصدي:
وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين (٥)
وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين (٦)
ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين (٧)

نلاحظ في بداية الآية 5 (وإذ قال موسى لقومه) فمعلوم أن قوم موسى هم اليهود وكلّ نبيّ لبني إسرائيل قد جاء من نسل اليهود فالسؤال الذي يجب على أتباع محمد التركيز عليه: كيف خاطب عيسى قومَهُ مبشراً برسول من بعده اسمه أحمد وأنّ أحمد هذا ليس يهوديّاً، أي ليس من بني إسرائيل؟
أرجو الإجابة من أحد السادة الفقهاء أو العلماء أو المفسّرين الجدد} انتهى.

ولكني أضيف على السؤال المطروح- من أجل توضيح مقصدي: ولغة بني إسرائيل العبرية في الأقل أمّا لغة رسول الإسلام وقومه فالعربية، بالإضافة إلى اختلاف موطن بني إسرائيل- أرض الموعد التي وعد الله بها أبرام أو إبراهيم- عن موطن العرب، علماً أنّ الكتاب المقدّس قد انتهت كتابته إلى الأبد وأصبح منتشراً في سائر أرجاء المعمورة قبل ولادة رسول الإسلام بحوالي 600 سنة!

فلمّا قرأت ما كتب السيد أحمد في مقالة الأخ رعد الحافظ تحت عنوان {لماذا الإنتقاء} آثرت أن أردّ عليه- هنا أوّلاً تعليق السيد أحمد:
{بدون مقدمات أنا ضد السب والشتم وإهانة أي عضو في شخصه ومعتقده لكن أرى بعد هذا الإنتقاء لبعض الردود تجاهل من يسب الأديان وخاصة الدين الإسلامي والأنبياء وخاصة النبي محمد وليس فقط من خلال الردود لكن يفرد البعض مقالات لهذا الغرض وتنشر تباعا ولم أجد منكم يا من تدعون العلمانية و وأحترام حقوق الإنسان أي رد ولو بسيط لوقف هذه الإهانات والأساليب الرخيصة في حق الدين الإسلامي والنبي محمد فهل تريدون الحوار المتمدن ملكية خاصة بكم فقط؟
نحن في فضاء النت ومن يدخله مسفها يجب أن يعلم أنه مردود عليه فهذه دعوة مني للنقد البناء المحترم غير ذالك فكما تدين تُدان؟} انتهى

وهنا ردّي تحت عنوان {السيد أحمد: هل للإنسان حقوق في دينك؟} وهذا نصّه:
{بعد التحية والتقدير للأستاذ رعد الحافظ المحترم وشكري له على إفراد أحد تعليقاتي وإعجابي بردوده الهادئة والصائبة على المداخلات؛ لفتني تعليق السيد أحمد الذي اعتبر انتقاد الإسلام ونبيّه من السباب والشتائم والإهانات، متجاهلاً بصلافة جرائم هذا (النبي) وأتباعه في حق البشرية جمعاء.
سأعرّف السيد أحمد بشخصي أوّلاً: إني من الناس الأكثرية في وطني قبل وصول المسلمين الغزاة ومن الذين أصبحوا اليوم من الأقليّات بفضل دين الإسلام وحكّام الإسلام وهنا الدليل- هذه مثالاً لا حصراً سورة آل عمران:
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (٨٥)
فهذه -الآية- نسخت الآية المكية (لكم دينكم ولي دين) أفبعد قتل أهلي وتشريدهم وتهجيرهم من وطنهم تطالبني بالسكوت وأنّ عندك في معتقدك: الساكت عن الحق شيطان أخرس؟

نحن (الكتّاب) لا نعرف محمداً شخصيّاً ونعرف بأنه قد مات ولكننا كتبنا الموجود في التراث الإسلامي بالحجة والدليل والبرهان، أي لا يوجد كاتب محترم إلّا كتب إسم المرجع سواءٌ من القرآن أو مما قيل وكتب في التراث عن عن عن وسائر العنعنات. وبما أني لا أقاوم الشر الإسلامي بالشرّ إلّا إن اقتضت الضرورة دفاعاً عن النفس، هذا إن كان المهاجم شريفاً وأتاني وجهاً لوجه شأن العرب الأشراف قبل الإسلام وليس بالغدر أو بالإغتيال المحمدي الجبان الذي بات شأن العرب بعد الإسلام.

هل قرأت تاريخ الإسلام وكيفية قتل 600 إلى 900 رجل من بني قريظة في يوم واحد واغتصاب النساء سواء المتزوجات باعتبارهن ملكات يمين أو غير المتزوجات باعتبارهن جواري وإماء وملكات يمين أيضاً وأمّا الصبيان الذين لم ينبت شعر في عاناتهم فكانوا عبيداً... إلخ الحديث
فما الفرق بين محمد وبين رئيس عصابة من أكبر العصابات؟
هل هذا دين يدعو إلى عبادة الله أم إلى القتل والسبي والنهب؟
عن أي دين تدافع أيها السيد وعن أي نبي؟
من قال لك أنّ هذا الرجل رسول، رسول لمن وممن؟
لقد خدعك نبي الإسلام وأمثالك ولكنّ غيرك لم يستطع أنْ يَخدَع!

حسناً فلننس الأحاديث النبوية (الشريفة والمعطرة) ولنأت إلى القرآن وهو الدستور الذي لديك، لعلك قرأت تعليقي في سلسلة التعليقات التي اختار الكاتب رعد الحافظ-مشكوراً مرة أخرى- وكما ترى إنه سؤال مهذب بحاجة إلى جواب، لم أضع السيف على رقبتك ولم أقم بسبّك وشتمك وإهانتك لكي تجيبني عليه، أنت حرّ في الجواب، أمّا أن تطلب مني أن أقول لك بأني أحترم دينك أو نبيّك فلا! لأنّ دينك إرهابي والأدلة لا تحصى سواءٌ في القرآن أو من أفعال المسلمين وأمّا نبيك فقد اعتدى على الناس أجمعين ما لم يتبعوه، علماً أن الشرك بالله- إن وجد- لن يضرّ الله وتالياً كان الله هو الديّان في يوم الحساب فكيف وضع نبيك نفسه مكان الله في معاقبة المشركين والكفار والملحدين وسائر غير المسلمين؟!
فإمّا أن تكون رجلاً فتحاول الدفاع عن دينك بالمنطق لا بالعنتريّات أو تسكت وتحترم نفسك وتتأمل مليّاً في المقروء والمكتوب في الحوار المتمدن!
لا لن أتوقف عن إثبات هذا الدين الإرهابي باطلاً! وإلّا فأجب- من فضل سماحتك- على سؤالي المذكور أعلى إن كنت رجلاً غيوراً على إسلامك وإلّا فاسكت أيها المحترم، كما سكتت المرجعيّات السنية والشيعية والأحمدية والقرآنية وسائر الطوائف!

أمّا السؤال الثاني الموجّه إلى تلك المرجعيات أو لك ما استطعت إلى الجواب سبيلا:
كيف كانت مريم (أم عيسى) أختاً لهارون وأخيه موسى بن عمران وأنّ بين مريم وبين موسى أو هارون حوالي 1500 سنة؟
علماً أن موسى قد صرّح في سورة طه: 30 (هارون أخي)!
فليكفّ المسلمون عن الإدّعاء بأن محمداً نبيّ حتى يقنعوا العالم المتمدن بأجوبة على أغلاط القرآن المنسوب لله- حاشا
_________________

شكراً لأسرة الحوار المتمدن على نشر المداخلة مع فائق التقدير} انتهى

فبادر السيّد أحمد إلى إتياني بتعليق تحت عنوان {الأخوة رعد الحافظ ورياض الحبيب} يتضمّن حجّة تبدو منطقية رأيت فيما رأيت أنها تستحق الرّد وهنا نصّ تعليقه:
{الأخ رعد شعار الموقع ليس ليس محصن رغم أن الشعار لم يقل أنه محارب للإسلام ومحمد ولا أدعو لعدم نقد الأديان والأنبياء فالننقد أساس الفهم والتطور لكنى أدعو لعدم سب وتحقير أي كان لإرتقاء الحوار والتعالي عن التعصب والعقائدية وشكرا لك .

الأخ رياض للأسف المقالات في الموقف تُأرشف يوميا ولهذا لا مجال هنا للحوار المستفيض أم عن سؤالك هل للإنسان حقوق في ديني أقول لك نعم رغم أنك لا تعلم بماذا أُدين ولأنك لا تعلم معنى الإسلام والذي هو وثيقة دخول في السلم الإجنماعي وليس عقيدة لفئة دون غيرها وأن الدين ما هو إلا مجموعة من الشروط يلتزم بها كل إنسان حسب رؤيته وليس إجبار من قوة عليا وبهذا يحاسب كل إنسان على عمله ولا يتحمل الرب أو كتابه سواء التوراة أو القرءان مسؤلية هذه الأعمال أما عن الرجولة والكلام الخاوي الذي لن يسكتك عن هذا الدين الإرهابي ونبيه زعيم العصابه وما هنالك من من سباب فإنما ينم عن عقيدتك وأحقادك التى أنت مسجون داخلها ولا تستطيع التحرر منها بهذه العقلية الجامدة المغلقة فاكتب ما شئت فالرب الذي يحتاج لمن يدافع عنه فهو عاجز وأصغر من أن أعترف به لكنك لا تفهم القضية والرسالة الإنسانية وأما عن سؤالك العملاق يا من إكتشفت الكهرباء من قال لك أن أخوة مريم وهارون بيلوجية وهل تعرف المقصود بلفظ الأخوة بعيدا عن عن ما وجدت عليه أبائك والكتب الصفراء؟... ولوكانت الأخوة بيلوجية لكان من الأولى أن يقول يا أخت موسى على إعتبار أن موسى وهارون أخوة بيلوجيين وماذا تقول عن هذه الأيات يا من تريد فضح القرءان
-كلّما دخلت أمة لعنت أختها- الأعراف :38
-و ما نريهم من ءاية إلاّ هي أكبر من أختها- الزخرف :48

فحاول أن تفهم الكلام قبل أن تقع في الملام فالمسئلة بحثية محايدة وما ينتج عن البحث المحايد ويثبت صحته بالدليل يكون هو الصواب حتى لو أثبت أن الكون ليس فيه رب ولا دين ولا يحزنون المهم البحث المحايد وقبله الشك في كل شىء نعود لهارون ومريم صيغة التشابه بين مريم وهارون هو في الإتهام بين من إتهم مريم ومن إتهم هارون والموضوع كبير ولو أردت نقاش عقلاني محايد بعيدا عن سجون العقيدة المقيتة المميتة فمرحبا بك في واحة منتدياتت معراج القلم وأضع لك هنا رابط بعض الموضوعات ذات صلة بتساؤلك.
عيد المسيح
[رابط]
معجزة الكلام في المهد
[رابط]
وهذه الصفحة الرئيسية للمنتدى
[رابط]} انتهى

وهنا نصّ ردّي تحت عنوان {ردّاً على السيد أحمد- التعليق 10 مع التقدير} وقد تضمّن حججاً يستحيل على السادة المسلمين اختراع ردود منطقية لدحضها:
{أمّا الجانب المتعلّق بموقف الأخ الكاتب رعد الحافظ فالكاتب جدير بالردّ عليه إمّا أراد.
وأمّا الجانب المتعلّق بالسؤالين المطروحَين فواضح تهرّب السيد أحمد من السؤال الأول المكتوب ضمن مقالة الكاتب رعد الحافظ.
-------------

وقبل البدء بالرد يسرّني أن أعلن أني لا يمكن أن أدخل إلى بعض المواقع الإسلامية لأسباب عدّة: إنها موبوءة بالفيروسات ومترصّدة لأجهزة غير المسلمين أي لا ثقة لي بها ومدلّسة للعقائد وغير محايدة مع الأفكار المخالفة! لذا أدعو الشخص المحاور إلى الإعتماد على بنات أفكاره وعلى مراجع صحيحة وموثوق بها من كتب المفسّرين لا من آراء الكتّاب في المواقع الإسلامية.

من ناحية أخرى، أشكر الربّ إلهي على وجود مؤسسة الحوار المتمدن الشريفة بتقبّل الرأي والرأي الآخر والنظيفة بخلوّها من كلّ شائبة والمدافعة عن حقوق المرأة وعن الأقليّات وعن حريّة الرأي المتمدّن وعن مصائر الشعوب المغلوبة على أمرها، بغض النظر عن خلفيّات القومية والدين والمذهب، بالإضافة إلى وجود مساحة واسعة للتعليق والحوار ووجود مجال كاف لاستقبال المداخلات- حوالي 24 ساعة.
---------------
أمّا بعد فللرّدّ على جواب السيد أحمد- مشكوراً- حول غلطة القرآن الصريحة (أخت هارون) فلا يستطيع أحد التشكيك في معرفة الفرق ما بين المعنى الحرفي والمعنى المجازي- وهذا ما تتضمن مقالتي القادمة حول موضوع تأليف القرآن.
فنحن- أصحاب العلم باللغة- نميّز جيّداً ما بين الأخوّة المعنويّة (أو المجازية) وبين الأخوّة البيولوجية ونعرف الفرق ما بين إبن الله وإبن الرافدين وبنات الضاد وابن السبيل وبين إبن إبراهيم وإخوة يوسف وبين أخوات (كان) وأخوات (إنّ) وبين العمّ غوغل والعمّة ويكيبيديا وبين أخت هارون التي لو صحّ كلامك بأنه تعبير مجازي فيجب أن يصحّ على ما ورد في سورة طه لكي لا تكيل بمكيالين:
وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (٢٩) هَارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢)

فضلاً عن أنّ تفاسير الصحابة الذين نقل عنهم المفسّرون تؤيّد حجّتنا، فإبن كثير- مثالاً- قد سمّى موسى إبن عمران مثلما سمّى القرآن {مريم} إبنة عمران!
هنا بعض الأدلّة:
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ... (٢٨)- سورة مريم
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (٣٣)- سورة آل عمران
فمن هم من آل عمران بحسب القرآن سوى امرأة عمران وموسى وأخيه هارون وأخته مريم وابنها عيسى؟

وهنا يحدّد القرآن النساء إمرأة عمران ومريم وإمرأة فرعون للدلالة بيولوجيّاً لا مجازيّاً:
إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي... (٣٥) وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي... (٣٦) - سورة آل عمران
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ ... (١١) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي ... (١٢) - سورة التحريم
وهنا ما قال القرطبي في تفسيره الآية 28 من سورة مريم: {كان لمريم (والدة المسيح) من أبيها أخ اسمه هارون فنسبت إليه} انتهى تفسير القرطبي

فبما أن القرآن لم يشرح من هو {عمران} فلا يتبقى أمامنا سوى البحث في الأحاديث النبوية لنجد أن محمداً دعا النبي موسى بـ{إبن عمران} ودعا مريم والدة عيسى بـ{إبنة عمران} جاعلاً من {عمران} العامل المشترك بين شخصيتين يفصل بينهما ألف ونصفه من السنين.
فنقرأ في صحيح مسلم:
[حدثنا‏ ‏عبد بن حميد‏ ‏أخبرنا ‏يونس بن محمد ‏حدثنا شيبان بن عبد الرحمن‏ ‏عن‏ ‏قتادة عن‏ ‏أبي العالية ‏‏حدثنا ‏‏ابن عم نبيكم (ص) ‏‏ابن عباس ‏‏قال: قال رسول الله (ص): ‏‏مررت ليلة ‏‏أسري ‏‏بي على‏ موسى بن عمران ‏‏(ع) ‏‏رجل ‏‏آدم ‏‏طوال ‏‏جعد ‏‏كأنه من رجال شنوءة ورأيت ‏‏عيسى ابن مريم ‏‏مربوع ‏‏الخلق إلى الحمرة والبياض ‏‏سبط ‏‏الرأس وأري ‏‏مالكا ‏‏خازن النار ‏‏والدجال ‏‏في آيات أراهن الله إياه- صحيح مسلم، باب الإيمان حديث رقم 240 تحت عنوان {الإسراء برسول الله (ص) إلى السماوات} أنظر أيضاً مسند أحمد حديث رقم 3790 وحديث رقم 13265، وسنن إبن ماجة حديث رقم 4056] انتهى الإقتباس

إن إستعمال العبارة: يا أخت فلان... أو يا أخا فلان... لربط شخصيات تفصل بينها مئات السنين بأخوّة {مجازية} لمجرد وجوه تشابه بين تلك الشخصيات- كالعبادة مثالاً- غير وارد على الإطلاق في التوراة والإنجيل، وتالياً لا يجوز {الافتراء} على قوم مريم والدة السيد المسيح وتحميلهم {وزر} وصفها بـأخت هارون، وهو أمرٌ أيضاً غير متكرر في القرآن ليشكل بذلك قرينة يمكن الاستدلال بها على معنى {يا أخت هارون...} بل العكس تماماً، فجميع النصوص القرآنية التي تورد مفهوم {الأخوّة} المجازية هي بخصوص أشخاص معاصرين بعضهم بعضاً- أنظر أيضاً سوَر (الشعراء 106، 124، 142، 161، البقرة 220، آل عمران 156، 168)

كما أن محاولات علماء الإسلام تفسير الآية الواردة في (سورة مريم: 28) بأن عبارة {أخت هارون} تعني أخته في العبادة يتضارب مع سياق الآية، والذي يذكر الأب والأم والأخ بالجسد وليس مجرد استعارة لغوية أو تعبير مجازي.
فلا يمكن تالياً أن يكون {هارون} المذكور في القرآن مجرد أخ لمريم والدة عيسى إسمه هارون، ولا رجلاً صالحاً أو طالحاً عاش في زمانها، وإلّا لوجب على القرآن- تجنباً للالتباس وتماشياًً مع إعجاز القرآن وكماله المزعومَين- أن يميز{هارون} هذا عن هارون المذكور في سورة مريم أخاً لموسى ونبياً بقوله:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا، وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا،
وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نبيًّا- سورة مريم 51-53)
أخيراً حتى لو إفترضنا جدلاً أن مريم والدة عيسى كانت من نسل هارون، فالأصح أن تُدعى {إبنة هارون} وليس {أخت هارون} ذلك على سياق تسمية القرآن لليهود بـ{بني إسرائيل} لكونهم من نسل إسرائيل أي يعقوب- كما في سورة البقرة: 122
أمّا (معجزة الكلام في المهد) وغيرها فخارجة عن الموضوع، علماً أنّ السيد المسيح قد بدأ بأولى المعجزات في عمر الثلاثين وليس كما ورد في القرآن مقتبساً من كتاب منحول، أي من سفر غير مقدّس، أي غير موحىً به من الله!
________________

شكراً مرّة أخرى لأسرة الحوار المتمدن الكريمة على تعب محبتها ورحابة الصدر} انتهى.

لكنّي مع ذلك تركت احتمالاً لأنْ يقوم السيد أحمد بالرّدّ مجدّداً عسى أنْ تكون لديه حجّة جديدة لم أقم بالإطّلاع عليها من قبل، حتى جاءت الرياح هذه المرّة بما تشتهي السفن! هنا تعليقه تحت عنوان {كيف تشكر الرب يا رياض؟} كما ورد في مقالة الأخ الأستاذ رعد الحافظ:

{الأخ رياض عندك أحكام مسبقة ومعلبة ضمن عقيدتك التى تحبسك ولا أحد يطلب منك أو يستطيع تغيرها وخليك في وحل الكتب والتفاسير والمجاز وقواعد اللغة ياعالم في اللغة بعيدا عن أي رؤية وقرءاة خاصة بك و كفاك تسليم عقلك لغيرك وإقتصار دورك على جمع ما يؤيد توجهك وعقيدتك أما عن أخطاء القرءان فهي لمن أغلق عقله لا تعد ولا تحصى كمن أغلق عقله عن التوراة والأنجيل ومن السهل إفتعال الفرقعة كما تفعل وتجميع ما يحط ويحقر من كتبك وألهتك وأربابك لكن هذا ليس دور الإنسان الذي يملك روحا إنسانية فعالة تسالم وتأمن غيرها مهما إختلف معها .
وقد قلت من قبل وأكرر لو أن المسيح عليه السلام رجع بيننا الأن لصلبتموه مرة ومرات أخرى بسبب أفكاركم الأحادية الجامدة التى هي الوجه الأخر لما يسمى بالتطرف الإسلامي وأخير منتدى معراج القلم ليس منتدى لأي توجه إنما هو منتدى فكري حر وليست هذه دعوة لك هذا فقط للعلم وربما ما يكتب هناك يخيفك كما يخيف أصحاب العقائد والمصالح ومحبي الشهرة} انتهى.

فقول السيد أحمد (أما عن أخطاء القرءان فهي لمن أغلق عقله لا تعد ولا تحصى) هو المشتهى من هبوب الرياح لأنّنا مع (إغلاق العقل) استطعنا (الرصافي ومن سبقوه ومن لحقوه ومنهم شخصي المتواضع) الكشف عن تلك الأخطاء فماذا سيجري لو فتح اللاحقون عقولهم؟ مجرّد سؤال قابل للرّدّ-
مع محبتي
_____________________


* رابط مقالة الكاتب: رعد الحافظ
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=182155

* رابط مقالة الكاتب: خليل الخالد
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=181706




#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الحادي ...
- من أوراق العراق- سادساً
- هكذا يُشهِرُ فقيهٌ إفلاسَه
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة العاشر ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة التاسع ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة 8
- المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- سادساً
- من سيرة الرصافي وردود الفعل على كتاب الشخصية المحمدية
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة السابع ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة السادس ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الخامس ...
- ألا يُعْتبَرُ سُجُودُ المَلائكةِ لآدَمَ في القرآن شِرْكاً با ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الرابع ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الثالث ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الثاني ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الأولى
- الإنفعال الإسلامي- إلى أين؟
- لفت الإنتباه عن المسمّى حديث الله
- مريم الإنجيل ومريم القرءان- تكملة الحوار
- مريم الإنجيل ليست بنت هالي ومريم القرءان ليست بنت عمران


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الحبيّب - غلطة القرآن من جهة مريم بنت عمران