عبدالكريم كاصد
الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 09:36
المحور:
الادب والفن
إلى صلاح حزيّن
مفتتح:
لكلّ شئ لدى صلاح حزيّن نقيضُهُ:
النزاعات يقابلها طبعهُ السخيّ
عطشهُ الساغب للحياة.. صبرُه الجميل
ضَحِكُهُ المرنّ.. بكاؤهُ الخافتُ الخفيّ
مسيرهُ الهادئ.. خطوهُ الجرئ
إلاّ الصداقة
لا نقيضَ لها
والعداوة ليست سوى حجرٍ
في الطريق
توديع:
في الطريق إلى مطار هيثرو،
كان القطارُ مسرعاً
والرياحُ تهبّ
وأنا وأنت واقفين،
نوشك أن نطير
(كانت الأجنحة تصطفق)
فجأة رأيتك،
تهبط،
صحتُ وراءك "أين؟"
وقد جئتُ لتوديعك،
"أين؟"
"ألا تسمعني؟"
شاهدة قبر لصلاح:
هنا يرقد
من اتّسعَ بيتُهُ للكثيرين
ولم يعدْ
يتسعُ لأحدٍ
هنا يرقد
من قال للزمن: "أخطأتَ"
وعاد يرمّمُ أيامَهُ
من جديد
هنا يرقد
من ابيضّتْ عيناهُ من الحزن
ولم يغلق البابَ دون الفرح
هنا يرقد
من أجلسَ الاثنين
- الغنى والفقر-
على عرشٍ واحد
ولم ينحنِِِ لهما
العقل
لم تحلْ دونهُ محبة
والمحبة
لم يحلْ دونهاعقل
وهو الطفل
المأخوذ بنارهما أبداً
قرار:
للموت وقت
للحبّ وقت
ولك أنت
هذه الابدية
قادمة
بشموعها
وهي تنطفئ شمعة.. شمعة
وأكاليلها
وهي تذوي زهرة .. زهرة
عبر ليلٍ طويل
#عبدالكريم_كاصد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟