أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم استنبولي - من الشعر الروسي المعاصر: العفاريت تمضي النهار بعيداً















المزيد.....

من الشعر الروسي المعاصر: العفاريت تمضي النهار بعيداً


ابراهيم استنبولي

الحوار المتمدن-العدد: 2718 - 2009 / 7 / 25 - 10:16
المحور: الادب والفن
    



يوليا تيليجكو
شاعرة روسية من مواليد 1974. أنهت معهد ريمسكي – كَرْساكوف الموسيقي الملحق بالكنسرفواتور في مدينة سانت بطرسبورغ، قسم الفورتيبيانو (والأرغن - بالمراسلة). اعتباراً من عام 1999 التحقت بالمعهد الهولندي للغات في سانت بطرسبورغ حيث درست حتى عام 2005، حيث حصلت على جميع الشهادات المتاحة في المعهد. في الأعوام 2003 – 2005 فازت بعدة جوائز في مسابقات الترجمة السنوية من مختلف المعاهد الروسية لقاء ترجماتها للشعر الهولندي. تعيش وتعمل في مدينة بطرسبورغ.
1
إلى اللقاء
كم أتمنى أحياناً,
أن آخذ الفأس بيدي,
وأن أخبطَ الأصوات بشفرتها،
فأجعل ماء
الألحان،
والرابسوديا،
وغير ذلك من المحاكاة الهجائية
يسيل على الحياة الدنيوية,
وأن يلحسَ شفرتها.
و ليس بالأمر السيئ أحياناً
أن تشِقَّ مصيدة الهارمونيا,
وأن تُطهِّرَ بالنداء الكوني
ذاك الصمت الثقيل
لمحيط النفوس البشرية غير المحدود,
وأن تغرس الخضرة في الأرض اليابسة لآخرين.
وفي لحظات عوم القلب بحالة الغيظ,
والعجز والضجر وغير ذلك من القبح,
فكم يكون رائعاً أن آخذ النار، كما السترِكنين،
فأرميه في التمثيل الصامت لإبداعاتي،
بحيث إن الأوزان،
كما لو أنها فئران تافهة،
تحترق في سم النار وهي
تتضور وتتكور ألماً،
وهي تصأصئ وتفحّ.
وبعد أن أقطِّع الخيوط المتينة،
التي تربطني بالحياة،
أحاول أن أضفر منها أنشوطةً
وإلى اللقاء!
2
بلا عنوان
بشريط رطب كما الثعبان
يسوط نَفَسُ الهواء
إطار النافذة.
إنه عفوي، كما الموت،
وهو يعارك الزجاج اللدن
بعيداً عن بحور الشعر
والقافية والوزن.
وقد زخرفته أياد مختلفة
برنين الصرخات المندلقة
(وشْيٌ مجرّد!)
يندفع إلى شقوق الإطار
مع شظايا من نور الشمس،
فيأسر ناظري.
ويسحبني إلى حيث الموجة
تقبِّل، خجولة بعض الشيء،
الضباب السماوي.
لكن القمر يعبث بحنق،
و المحيط يبحُّ
بينما القلق يتلألأ وسط الرذاذ.
تجيش فوضى صارخة،
وقد دمّرت أهرام الهارمونيا،
فيسود الظلام.
لكن الريح تهمس لي بأن
سلطة تنافر الأصوات سوف تنتهي.
متى ذلك؟ وكيف؟
3
موهبة
يتملّكني العجب! – سحابة القرى
تمتد أياماً خانقة لفترة طويلة.
تغفو البيوت، يطول انحباس الهواء يوماً
والطريق طويلة إلى بيت الجدِّ الريفي.
العفاريت المتوحشة تمضي النهار بعيداً،
أما الكهنة القدامى ـ فلديهم أعمال أخرى.
و الجزء ـ الجزيء سيذيق العذاب ـ وسيشفي،
سيعطي ـ لمن أعطى، أما السفيه ـ فقد أعطى.
2
سيرغي فاسيلييف
1911ـ 1975. من مدينة كورغان. أصدر أول مجموعة شعرية عام 1933 بعنوان « طلقة خلبية ». عمل مراسلاً عسكرياً أثناء الحرب الوطنية العظمى. حائز جائزة غوركي للآداب عام 1973.
1
طاولة الكتابة ـ أسوأ من مائدة الطعام،
هنا كل شيء بالفعل: الشوربة وفتات الخبز.
هنا أنت تحيا، وأما هناك فتحترق تماماً،
كما لو أنك تفعل كل شيء، تقريباً، عن عمد.
فأنا لم أكذب يوماً على أحد خلف مائدة الطعام،
أما وراء طاولة الكتابة فقد فعلتُ،
وإن كان معيباً أن اعترف.
لكن كم مرة متُّ خلف طاولة الكتابة،
دون أن أنجح في القيامة خلف مائدة الطعام !
2
الصيف لن يتأخر في مناقير الطيور.
والكرز لن يبقى مورّدَاً على الأغصان إلى الأبد.
للعلم، من الغباء للكرز أن يحزن لذلك
فالأمر مقرر سلفاً عند الإله، يا صديقي.
وعبثاً نحن نتذمر من المصير
أو كيف يدعى غير ذلك ـ القدر.
فالله ـ في كل عظيم وصغير.
إذ يصادف: أنك في الليل (تمعس) قملة،
لتجد القس يقيم صلاة الميت في الصباح.
هكذا هو الأمر مع الصيف أيضاً:
يسحرك بيده الخضراء،
ويلمّ طرف ثوبه المزهر،
وهو يضحك
ومن ثم يختبئ خلف السحب!
وحده الموت لا يخادع:
لن يخونك. ولن يعفيك من ألمك.
3
لا تعبس ولا تدين رتابة العالم
فالحياة رائعة في كل تجلياتها تماماً.
خذ مثلاَ هذه اللوحة:
ثلاثة سكارى يشربون من القارورة مباشرة،
فتى يسحب بنيّةًَ من شعرها،
حماماتٌ تنوح، تتعفن الفضلات،
وتزهر أشجار المشمش!
4
غوغَل
إذا كان ليرْمَنْتف ملاكاً،
وخليبنكيوف مجرد فلاح،
يحرث الحضن الرحب بمحراثٍ ـ دمية.
فمن هو ذلك العجوز الشرير
الذي التقط بكل المهارة بالصنارة
الكلمة التي تمنح الحياة للمشاكسة.
وكيف لي أن أعرف حتى لو حشروا
الفضاء النديَّ في قرن خروف،
وأنهم أرغموا الوقت على النوم!
فمتى انتعشت الأوزان
آنذاك ستقول البومة كيف
لنا أن نعيش بشجاعة
مع هذه البلبلة الغبية.
3
مكسيم غليكين
شاعر وصحافي. صدرت له مجوعتان شعريتان «أنا من سكان مترو الأنفاق» و«35 وقتاً في السنة». كما نشر عدة كتب نثرية من جنس الأدب الاجتماعي. يعيش في موسكو. عضو اتحاد الكتاب لفرع موسكو. يرأس القسم الثقافي في صحيفة «فيدومستي»
1
ثمة ركن للإيجار في قلب مُعْتَبر،
في ناحية لائقة من القفص الصدري،
مع ما يلزم من أعضاء في الجوار،
عند تفرع الشريان الأبهر مباشرة.
نرحب بكم هناك. قريباً من المركز،
وغير مزدحم في نفس الوقت.
ثمة فرصة رائعة للحصول على إقامة
في روح صغيرة لكنها دافئة.
ثمة ركن للإيجار في قلب صحيح،
بدون وسطاء. ولا وكالة.
لمن دينه مختلف كما للغريب ـ
بشرط أن يكون لديه، كما يقال، المال.
المكان بعده شاغر. والغبار
يتسكع بلامبالاة في ممراته،
التي لا تتطلب الترميم
وتسعد لأي من الزوار.
لورودِ، خذوا علماً، الدم الطازج،
للهواء ولنشرة الأخبار،
لكل ما يمكنه أن يعبر ثقوب السطح
إلى صمّامات النوافذ،
وعبر أوردة الأسلاك.
أدهن بالزيت الأقفال والمدخل.
فهيا ادخلوا ـ الباب مفتوح!
فهل ثمة ما هو أسهل ؟
طالما أنه يسود ميل للصدام،
وطالما أنه توجد مساحة حية
لم تلتهمها العثّة.
4
إيفان غولوبنيتشي
شاعر، عضو اتحاد الكتاب الروس ـ فرع موسكو، رئيس تحرير جريدة «الأديب الروسي». ولد في موسكو عام 1966 ودرس في معهد غوركي للآداب. صدرت له عدة مجوعات شعرية منها «الملاك الحزين» 1993، «الدمغة أو الوصمة» 1998، «أشعار» 2002. ترجمت أشعاره إلى عدة لغات. عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي.
1
ماذا، يا وطني؟.. كحلم ٍ مريض.
أقف وحيداً في شارع مظلم.
فَقدْتُ الحبَّ وأحرقتُ الروح،
عشائي مُرٌّ وبيتي كئيب.
أنا لا أتهم الحبَّ، ولا الوطن،
أبداً - بل أنا أضعتُ الطريق.
أنا أردتُ ببساطة الكثيرَ الكثير،
لذلك بقيت بلا أمل.
ومعاناتي مضحكة وتافهة
على أطلال بلادي المحترقة.
أعرفُ، ليس بمقدوري أن اقهر
الليلَ الحالك، ليل التفرقة.
2
« لم تعد روسيا موجودة.
لقد أحرقتْ نفسها...»
ماكسيميليان فولوشين،
أزمان صعبة. في العيون كآبة,
فوق المدى المظلم جرس مُتْعَبٌ
يسبح ـ ويتيه فجأة في العتمة،
كما لو أن القلب توقف عن الخفقان.
ماذا، يا روسيا(ي)؟ أأنتِ رحتِ
تأنين في عتمة الزمن بصمت؟
لكن لا بأس! ـ مرة أخرى ومن علوٍ
سينير الروحَ نداءُ الفرح.
أوه، أيها النداء الآخر بنقاء ليس ارضياً،
كما الفضيلة الفواحة للصلاة!
الشرق يتلألأ ـ إنه الذهب مسكوباً،
وفي اللّهَب تلمعُ الصلبان.
.. أنتَ تقولُ ـ هي أحرقت نفسها؟
لماذا إذاً إلى الصباح تقرع الأجراس؟
3
رائحة وردٍ فواحة، كؤوسٌ على المائدةْ،
نجمٌ باردٌ يُضيء في العتمةِ،
كلامٌ فارغٌ واعترافاتٍ ملتهبةْ،
عشبٌ يَنْبُتُ من القبور العزيزة،
نظرة هادئة للقمر كما لوعتاب صامت،
وحزنٌ متسام ٍ للروح الإلهية...
هكذا الحياةُ تُعاش، ويُشْرَبُ الخمرُ،
لن تعيدَ ما قد فات مِنْ زمن ٍ بعيدْ،
فلا تضيّع ما اكتسبتَ من جديدْ،
أن تَنْظُر عبثاً عبر النافذةِ في المساء،
أَحْبب الأصدقاء، اغفر للأعداء،
وقدّم القرابين للآلهة المضحكة.
(كاتب سوري)



#ابراهيم_استنبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الاحتفال والعولمة


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم استنبولي - من الشعر الروسي المعاصر: العفاريت تمضي النهار بعيداً