صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 827 - 2004 / 5 / 7 - 06:03
المحور:
الادب والفن
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
.... ..... ... ......
الأرضُ مكحَّلةٌ بالوئامِ
تستقبلُ دفءَ الشمسِ
كلَّ صباح
وعندَ المساءِ تغطّي جسدَها
بمنديلِ الليلِ
تناجي ابتسامات النجوم
تغازلُ ضياءَ القمر
الأرضُ عاشقةُ الحبِّ والوفاء
أختُ الغيومِ
تقبِّلُ كلّ يوم قبّةَ السماء!
الإنسانُ بحرٌ مِنَ الهمومِ
حماقاتٌ هوجاء تتوالدُ من فكّيه
ليلَ نهار
لا يتَّعظُ من ملايينِ التجارب
من ملايينِ الحكماء
يسخِّرُ علومَ الحياةِ لجشاعتِهِ
لقهرِ ملايينِ البشر
لا يتوانى ثانية واحدة
عن خلخلةِ نداءِ الطفولة
يقترفُ المعاصي بطريقةٍ بوهيميّة
يريدُ إعادة مجدَ الظلمات
تطوُّرٌ انزلاقي نحو حوضِ الخيانات
انحرافٌ لا يُصَدَّق نحوَ شرائع الغاب
مَنْ يستطيعُ أَنْ يعيدَ توازنَ الروح
في أصقاعِ المعمورة؟
الأرضُ بهجةُ الحياةِ
فرحُ الفلاحِ وهو يملأُ سلالَهُ بالتينِ
شوقُ الأطفالِ إلى بساتينِ العنبِ
عناقُ المحبّين في ليلةِ مقمرة
الأرضُ صديقةُ الزمان ..
مركزُ المكان
مهجةُ الشمسِ
في أعماقِ السماءِ
برارةُ القديسين أثناءَ الصلاة
وهجُ الشعراءِ
في حالاتِ التجلّي
الأرضُ قمَّةُ الاخلاصِ
الإنسانُ وكرُ الخيانات
بئرٌ عميقُ المكرِ
تركنُ في قاعِهِ المرارات
..... ..... ...... ... يُتبَع!
ستوكهولم: خريف 2000
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذه النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟