أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - من نوارس الغربة ،عباءة ام صباح














المزيد.....

من نوارس الغربة ،عباءة ام صباح


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2712 - 2009 / 7 / 19 - 07:54
المحور: الادب والفن
    


تضّم مجموعتهم بضعة سواقي شاحنات نقل الغاز من العراق لتركيا مع مدير الرحلة، عصر إنجاز التفريغ كانوا يتسكعون سوية في شوارع مدينة غازعينتاب الساحرة، الإستمتاع حسب الأذواق فالنساء لهن مذاق تصويري خاص يأسر الألباب متميز بالبشرة البيضاء والحمرة المشرقية تأسر الوجن والعيون ذات الطيف اللوني التنوعي والشفاه المسبوكة من اللون القرمزي دون احمر الشفاه وغلبة التشّقر على الشعر بينما سحنات السواقين يغلب عليها التصّحر! الفاترينات وجمالية العرض تخلب ايضا بعض المتذوقين للتبضع ومشاهد الحياة الشعبية لها مساحة في مسرح الرؤية التمعنّية فكم من عائلة على دراجة نارية واحدة تلتوى بهندسية على سروجها اقدام النساء حسب أرتداء هن للزي فمرتدية البنطلون تفرجل القدمين فيتوسطان سرج حصان زوجها البخاري !ومرتدية التنورة تجلس بطرف الردف فقط وتثني القدمين بجهة واحدة محتضنة طفلها بيد وخصر فارسها القائد باليد الاخرى!
دلفوا لشارع للمشاة فقط لا دخان عوادم ولاضجيج منبهات ،الإكتظاظ البشري على أشُده،دردشة السواقين لاتنتهي ومسارها يصعد سهولا وجبالا وشلالات وحفر.. تسّمر الجميع لمشهد بعيد عن طرازية مايرون أمراة ملتفعة بعباءة فضفاضة تنطق للناظربعراقيتها أستغرب الجميع فالسفر كان ممنوعا الاللايفادات الرسمية مالذي جاء بها وحيدة دون محرم؟ كانت صاحبة الجلالة العراقية قصيرة مكتنزة لم يتبينوا لها صحبة تحاوره او تجاوره في زحمة المرتصفين ، فقد احتوى مشهد العباءة حواراتهم والغى كل مرتسمات الجمال التي تُشغل الشبكيات العينية..أقتربوا منها.. وفجاة اطلق احد السواقين الحمقى رصاصة الرحمة على المرأة..قال إنها شغل؟! وهوترديد إستفزازي توتري إستنكاري وصفي عراقي شعبي متداول للمرأة السيئة السمعة الرقحاء التي تبغي بأجر!ظن الحمق السائق انه بفراسته اصطادها وبتحليله المُتّعجل التأويل احتواها ولأن كلماته باللهجة العراقية وسط رطانة الاتراك المحلّقة في كل صوب،سمعت المرأة ترددات موجة القذف التشهيري وشرارة التهمة الوصفية الوضيعة التي نالتها فالتفتت بعد توقف مفاجيء لكتلتها التي تسير بتوئدة ومالت حول مصدر الرصاص الذي كان مصوبا لها خصيصا لتتبين بفراستها انهم عراقيون معها في نفس الرصيف الشارع، لفت بحّدة ومهارة فضافضية العباءة وأحكمت إلتفاعها لتشمرّ عن راحة يدها المغطاة الزند وتقول لهم معاتبة شاكية: ياللاسف عليكم! انا اختكم العراقية أم صباح التي هجّرها صدام لانها كردية فيلية بحجة التبعية الإيرانية وزوجي تاجر معروف في الشورجة ودارنا قصر في حي الخضراء أستملكوا كل شيء وتركونا على الحدود الإيرانية ولم نبق هناك الاقليلا وذهبنا لسورية وها انا منها جئت لتركيا ،اراكم من طينة بلدي تفوح منكم رائحة الشماتة والظن من لبس العباءة وتصورون لااذواقكم ما تشاؤون ظلما! أين غيرتكم وشمائلكم وشهامتكم ؟وانسكبت دموعها مدرارا عند كل كلمة وقالت تمنيت إحتضانكم وتقبيلكم لاان اسمع بلهجتكم مالايسرني في دار الغربة!
بقيتُ مرتدية العباءة لم أبدّلها بالشادور او بقطعة حجاب سوري ،محرومة من رؤيتكم لان السفر ممنوع عليكم،أندلق زيت حديثها على صمت وخيبة ماتفوهوا فغادرتهْم بهجة الاحاديث ومسرورية التسكع ونهضة القشفات فلم يؤذها فقط الوصف القاسي بل لانه صدر ظالم التعجّل من طينةعراقيين في دار غربة يرتصفون سوية بلاموعد، تحلّقوا حولها وسوروها مطاطيء الرؤوس متأسفين لايعرفون أي كلمة تُطفيء نار الحماقة التي بدرت منهم ،لانها عراقية كانت تعرف ادب الصمت العراقي عند فوضى الاساءة للغير فتبسمت بعد إكتظاظ المآقي بغيوم الدموع ودعتهم فورا لاقداح العصير من محل قريب فتهالك الجميع على دفع الحساب ورفضت رفضا قاطعا قالت لهم حتى تتذكروا ان العراقي حتى بالاساءة يغفرها لاخيه فقط ارجوكم تذكروني عند الاولياء وقبّلوا لي وجنات تراب الوطن فلن نصدق مسار العودة ولاتسيئوا الظن بمرتديات العباءة في الغربة ابدا!فودعتهم منكسرين عن إتمام جولة التسكع ومضتْ بوميض عبائتها المنير عراقة عراقيتها!!!
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عباءة ام صباح من نوارس الغربة
- وميض في قتمة أحراش محرّمة
- ذبيحا رقصة تانغو
- جردل الخطيئة
- وزارة الفقراء والمساكين في العراق
- التعويضات لزكة كويتن بدل جونسن!
- إبتهاج لمانعة البهجة
- فحيح زقاق الخطيئة
- يُتمْ بمنجنيق الغضب
- عودوا للمقارعة ايها اليساريون!
- ماذا بعد عبور كأس القارات ياعراق؟
- طابوقة أوسكار القيظ!
- الوصايا العشرة للكويت الشقيق
- المراة ذات الوجه القططي
- محاذير الصراحة في العراق
- لندفع تعويضات الكويت برسوم شعبية!
- الكويت قلوبها معنا وسيوفها على أعناقنا!!
- من هم مرشحوا التسوية لرئاسة وزراء العراق ؟ج3
- شوطان الاول انتهى والثاني لم يبدأبعد
- رحلة سفر قصيرة من الداخل للجوادر لمدرب مبدئي قدير


المزيد.....




- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - من نوارس الغربة ،عباءة ام صباح