أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - بين نجاد و ميلباند














المزيد.....

بين نجاد و ميلباند


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن فهم اليوفوريا التي تنتاب وزير الخارجية الانكليزي ميليباند و هو يتحدث عن إيران , فهناك الكثير جدا من الأحداث و الوقائع التي يفترض أن تسبب له الكآبة , فشعبية حكومة حزب العمال في أسوأ مستوياتها و نتائج الانتخابات الأوروبية تشير إلى تقدم اليمين العنصري من جهة أو إلى لا مبالاة كبيرة من جانب الناس بكل هذه اللعبة التي تبدو أتفه من أن يفكر في المشاركة فيها من جهة أخرى , هذا أوروبيا , بينما تراجعت ثقة الشارع البريطاني بمؤسساته الدستورية مع انكشاف فضيحة إساءة استخدام المال العام من قبل نواب في البرلمان , تبدو تلك الديمقراطية التي يركلها الناخب الأوروبي بعيدا , بعد أن سلبه حكامه و الطبقة التي يمثلونها حتى بيته في قارة نهبت العالم و أبنائها لقرون لتشيد فقط قصورا لأغنيائها , تستحق المديح فقط عندما يحتج الإيرانيون في الشوارع على تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح نجاد و دفاعا عن حق شخص مثل موسوي في حكمهم , بينما حقق نظيرو نجاد الأوروبيون , اليمين العنصري المعادي للأجانب , انتصارات انتخابية صريحة في الانتخابات الأخيرة مزيحين أو مهددين سيطرة النخبة الفاسدة الحاكمة , يجب هنا أن نتذكر أن أزمات مشابهة رافقت صعود هتلر في الثلاثينيات , فعندما تنتهي سياسات النخبة الحاكمة و الطبقة السائدة و فسادها و غباؤها إلى تدمير حياة الناس تنتهي الأيام الهادئة عندما كان الناس يسلمون رقابهم عن طيب خاطر ليقادوا كالغنم , هذا تماما ما يجري في إيران , فالنهب المنتظم للبيروقراطية المرتبطة بالمؤسسة الدينية حول حياة الملايين إلى صراع من أجل لقمة الخبز , و تستطيع ديمقراطية الرأسمالية أن تداعب خيال أبناء الطبقة الوسطى الذين انهار أغلبهم إلى طبقات أدنى عن عالم مختلف عن سيطرة الملالي و بيروقراطية النظام الفاسدة , من المؤكد أن شعبية نجاد في أسوأ أحوالها فحتى الذين لم يخرجوا في المظاهرات أو الذين صدقوا حكاياته عن الصراع بين الريف و المدينة و محاولاته للتقرب من فقراء الريف , صعقهم دون شك هذا القمع الهمجي , و ربما حتى استفزهم ذلك الحراك الخارج عن توجيهات السلطة في الشارع , لكن شعبية نظراء نجاد الأوروبيين في تصاعد , و بينما تتراجع شعبية ميليباند و حزبه و كل النخبة الحاكمة في أوروبا , بل و تبلغ مستويات غير مسبوقة من الرفض و الإدانة في الشارع , يبدو أنه قادر على أن يكسب شعبية ما , على الأقل بين الجماهير التي خرجت ضد نظام نجاد أو النخبة التي صفقت لها في العالم العربي دون أن يعني هذا على الإطلاق أنها ترغب بمظاهرات مشابهة في شوارع القاهرة و عواصم الخليج حتى لو كانت الأسباب ذاتها موجودة هنا أيضا , أي مهما كانت درجة تهميش الإنسان و نهبه هناك , يبدو أن نجاد كان سيكون سياسيا أوروبيا لامعا قادرا على كسب ود الجمهور الذي سيصفق بحماسة لدعايته القومية المعادية للأجانب أو فساد النخبة الحاكمة و أن ميليباند كان سيتحدث لجمهور أكثر استعدادا لتصديق ما يقوله عن الديمقراطية من أبناء شعبه لو أنه كان سياسيا إيرانيا , ليست القضية في أننا و الإيرانيين متأخرين عن الأوروبيين و بالتالي علينا أن نحذو حذوهم كي نصل إلى النتيجة ذاتها التي انتهوا إليها اليوم , فما يجري هو بندول لا يتوقف عن الحركة , ذات النواس , الذي يتحرك حركة وهمية من اليمين إلى اليسار و بالعكس , من ديمقراطية الأقوياء و الأثرياء إلى استبداد شعبوي , و في كلتا الحالتين الطبقة السائدة هي نفسها , و لو جزئيا , الرأسمالية المتحالفة مع هرم البيروقراطية الفاسدة , أو , بتعابير الاقتصاد السياسي , التذبذب بين الكنزية و الليبرالية و بالعكس بقصد الحفاظ على النظام و حمايته من أزماته و من الفقراء , ليس غريبا إذن أن تستعيض الأممية الموقفية , التي مثلت مركزا هاما لليسار المناهض للستالينية في الستينيات , الشعار القديم عن شنق آخر ملك بأمعاء آخر قسيس بشعار جديد عن شنق آخر رأسمالي بأمعاء آخر بيروقراطي , التي تبدو الطريقة الوحيدة لكسر تلك الحركة الوهمية من اليمين إلى اليسار دائما باتجاه الأغنياء و الحراس...




#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملكية العامة و الملكية الجماعية
- المثقف الصعلوك / البقاء خارج المؤسسة
- عندما تنقلب رأسمالية الدولة البيروقراطية على نفسها
- الرياضة كبديل للسياسة
- رسالة من مقهورين إلى مقهورين
- ملامح الثورة الإيرانية الجديدة
- أوشفيتزالفلسطيني
- يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
- عن خطاب السيد أوباما
- من الاستبداد إلى الاستبداد
- مزايا و محدودية الديمقراطية الكويتية
- وقفة مع كلام المفتي عن الحرية
- في نقد أخلاق العبيد
- في نقد النزعة الإنسانية
- نقد نقد الماركسية و القومية السائدة سوريا
- محاولة لتعريف الأناركية
- في ذكرى رحيل نزار قباني :الشاعر و الزعيم
- في مواجهة قانون الأقوياء
- شيطنة الأصولية
- الشيوعية -التحررية- : لا ديكتاتورية , بل أقصى حرية للمنتجين


المزيد.....




- موقع -السوداني-: إعفاء وزير الخارجية علي يوسف الشريف من منصب ...
- هل يمكن أن تحسّن دراسات النوم جودة نومنا بشكل أفضل؟
- Honor تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
- نيبينزيا: القوات الروسية في سوريا ما تزال في مواقعها وموسكو ...
- الهلال الأحمر اليمني يعلن مقتل 17 وإصابة العشرات في قصف أمري ...
- نيبينزيا: هدنة الطاقة في أوكرانيا ليست واقعية بسبب عدم التزا ...
- النازحون لا يجدون مأوى في غزة
- غروسي يعلق على محاولة استهداف محطة زابورجيه النووية بطائرة م ...
- أمير قطر يبحث مع الرئيس الروسي قضايا غزة وسوريا والتعاون الت ...
- ترامب يتوقع إبرام اتفاق المعادن مع أوكرانيا -قريبا-


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - بين نجاد و ميلباند