أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - خطاب مشعل الأخير















المزيد.....

خطاب مشعل الأخير


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 06:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د.أحمد أبو مطر

يمكن القول أن شهر يونيو من عام 2009 قد شهد موضة خاصة يمكن أن نطلق عليها ( موسم الخطابات ) ، التي كان كل خطاب منها تنتظره الملايين من الساسة والجماهير والحكومات ، لمعرفة الجديد في كل خطاب خاصة أن الخطابات كانت منتظرة من ساسة لديهم ملفات ساخنة يؤثر مضمونها على العديد من القضايا العالمية . بدأ هذا الموسم بخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في جامعة القاهرة في الرابع من يونيو ، وتلاه خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نيتينياهو في جامعة بار إيلان في الرابع عشر من يونيو ، وتلاه خطاب ولي الفقيه الإيراني آية الله العظمى على خامئني ( قدّس الله سره ) في خطبة الجمعة بجامعة طهران في التاسع عشر من يونيو ، ثم خطاب سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني غير المعترف به من حركة حماس في الحادي والعشرين من يونيو في جامعة القدس بقرية أبو ديس ، قضاء القدس أي أن الخطاب والجامعة ليس في القدس ذاتها التي يعتبر الفلسطينيون القسم الشرقي منها الذي أحتل عام 1967 عاصمة للدولة الفلسطينية الموعودة ، بينما تعتبرها إسرائيل القدس الواحدة الموحدة العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل . وأخيرا وليس آخرا خطاب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي ألقاه في الخامس والعشرين من يونيو في قاعة خاصة في العاصمة السورية دمشق ، رغم التأجيل الذي طرأ على موعده أكثر من مرة ، قالت المصادر أنه بسبب انتظار خطاب سلام فياض للرد على ما يجيء فيه ، أو بسبب زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدمشق ، أيضا في انتظار ما تسفر عنه هذه الزيارة خاصة لقاء عباس مع الرئيس السوري بشار الأسد.

خطاب نعم...و...لكن

أيا كان موقفك من سياسة حركة حماس وممارساتها في قطاع غزة إلا أن الموضوعية تقتضي القول أن هذا الخطاب المشعلي كان متوازنا في أغلبه وأكرر في أغلبه وليس كله . من هذا التوازن تحت عنوان ...نعم ..و.. لكن ، قوله:

( لقد جاءت إدارة أمريكية جديدة وحصل تغيير في لغتها تجاه المنطقة ..و..لكن السؤال من أحدث هذا التغيير ، إنه الصمود العنيد لشعوب المنطقة الحيّة ).

( إننا نلمس تغييرا في النبرة والخطاب الأمريكي تجاه المنطقة والعالم الإسلامي كما بدا في خطاب أوباما في القاهرة..و..لكننا لا نسحر بالخطابات ، فمفعول اللغة مؤقت وعابر بل نبحث عن التغيير في السياسات على الأرض ).

( إن الحديث الأمريكي عن تجميد الاستيطان وعن الدولة الفلسطينية أمر جيد..لكنه ليس جديدا كما أنه ليس كافيا، فالأهم هو مدى الاستجابة لحقوق شعبنا ).

( بعد خطاب أوباما ، خطب نيتيناهو ، ونطق بكلمة الدولة الفلسطينية ، ولكن بعد أن أفرغها من مضمونها فهي مجرد حكم ذاتي تحت مسمى دولة ).

( نحن وإن رحبنا بالتغيير في لغة أوباما ، لكننا بكل وضوح لم نتجاوز هذا الحد طالما بقي التغيير في حدود اللغة ).

وأعتقد أن خالد مشعل كان متوازنا في ( نعم ولكن ) هذه في المفاصل التي ذكرها ، فالكل ينتظر خاصة من الرئيس الأمريكي أوباما ، أن تمارس الولايات المتحدة دورها المنشود منها لتحقق للشعب الفلسطيني تطلعه لدولة مستقلة كاملة السيادة ، بعيدا عن اشتراطات نيتينياهو التي تجعل من هذه الدولة مجرد محمية إسرائيلية كما قلت في مقالة سابقة عن خطاب نيتينياهو.

التحول الجذري في خطاب مشعل

الجديد في خطاب مشعل هو تصريحه بوضوح وصراحة عن التوجه السياسي الجديد لحركة حماس ، وهو الذي كان مطلوبا منها من العديد من الجهات الفلسطينية والعربية والدولية ، وهو اعترافه بأن كل ما تطمح له حماس هو دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 أي في القطاع والضفة والقدس الشرقية ، إذ قال حرفيا : ( إن البرنامج الذي يمثل الحد الأدنى لشعبنا ، وقبلناه في وثيقة الوفاق الوطني كبرنامج سياسي مشرك لمجمل القوى الفلسطينية ، هو قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس ذات سيادة كاملة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعد انسحاب قوات الاحتلال وإزالة جميع المستوطنات منها، وإنجاز حق العودة ). ورغم أن هذا التصريح يعني الاعتراف العلني الرسمي من حماس بدولة إسرائيل ، إلا أنه سيصطدم بتحفظات إسرائيلية مصدرها الإصرار على نقطتين :

الأولى ، هي النطق علنا وصراحة بالاعتراف بدولة إسرائيل ، وهذا كما أعتقد ليس صعبا أن يصدر عن حماس إذا لمست جدية في الموقف الإسرائيلي حيال حقوق الشعب الفلسطيني .

الثانية ، هي الطلب الإسرائيلي بالاعتراف بأن دولة إسرائيل يهودية الطابع فقط ، وهو ما ترفضه السلطة الفلسطينية وكافة الفصائل الفلسطينية ومنها حماس ، لأنه ينطوي على خطر تهجير وترحيل مليون وربع فلسطيني يقيمون في دولة إسرائيل منذ عام 1948 ، ويحملون الجنسية الإسرائيلية ويشاركون في الانتخابات ولهم ممثلوهم في الكنيست الإسرائيلي .

وهذا يعني أن الشروط الإسرائيلية تناقض تماما مع الحقوق الفلسطينية ، مما يعني أنه لا أمل في سلام شامل وعادل في المستقبل القريب ، خاصة أن هناك تناقض بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي فيما يتعلق بالمستوطنات ، وتحاول إسرائيل الالتفاف على الطلب الأمريكي بوقف الاستيطان عبر مراوغات منها وقف الاستيطان ثلاثة شهور ، وماذا بعد ؟ هذا هو السؤال !.

التذكير بجرائم فتح ونسيان جرائم حماس

أفاض خالد مشعل في الحديث عن تجاوزات وجرائم فتح في الضفة الغربية ضد عناصر حماس ، وأغلب ما قاله حقيقة لا يمكن نسيانها أو تجاوزها من أي منصف وموضوعي ، لكنه تناسى نهائيا أن من بدأ هذه التجاوزات والجرائم في قطاع غزة ضد عناصر فتح ، هي حركته حماس بعد انقلابها العسكري في يناير 2007 ، وهي جرائم لا تقل بشاعة عن جرائم فتح في الضفة، شملت الاعتقال والقتل والتطهير التنظيمي ، وهذا يعني أن حماس وفتح في الجرائم والتجاوزات لا يختلفون عن بعض ، مما يؤكد للشعب الفلسطيني أن الصراع الفتحاوي الحمساوي ليس من أجل الدولة الفلسطينية ولا من أجل رفاهية الشعب الفلسطيني ، لكنه صراع من أجل السلطة والكراسي والمال والنفوذ ، بدليل فشل جولة الحوار السادسة الأخيرة في القاهرة ، وإعلان تأجيلها لوقت لاحق ، وضمن عقلية السيطرة والاستفراد لن ينجح الحوار الفلسطيني حتى لو وصل للجولة الستين ، وهو حوار أعلنت في مقالة سابقة عن تشييع جنازته لمثواه الأخير، وللأسف المبكي أن من يعاني هو الشعب الفلسطيني وليس قيادات فتح وحماس ، فهذه القيادات من الحركتين تعيش في العسل ، ولا ينقصها أي أمر من متطلبات الحياة المريحة ، لذلك ليس غريبا أن تسمع العديد من الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة ، يصرخون قائلين ( سقى الله على أيام الاحتلال )!!!وهل هناك كارثة أكبر من هذه المصيبة ؟؟.
[email protected]
www.dr-abumatar.com



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس الانتفاضة الإيرانية الأخيرة
- استحالة الموافقة على الوطن البديل فلسطينيا وأردنيا
- خامئني في خطبة الجمعة
- مظاهرات الشعب الإيراني: رسالة للعرب الإيرانيين
- دويلة نتنياهو الفلسطينية : مجرد محمية إسرائيلية
- الوضع اللبناني بعد الانتخابات
- الحوار الفلسطيني: عظّم الله أجركم
- خطاب أوباما : وقائع جديدة أم مجرد علاقات عامة
- أنا والنظام الإيراني والسوري في الاتجاه المعاكس
- الحراك السياسي الأردني وتخوفات المستقبل
- إخوان سوريا: جرائم متبادلة وانتهازية استراتيجدية
- دعوة عامة لتشييع جثمان الحوار الفلسطيني
- زيارة البابا الأردنية
- البعد الإسرائيلي ليس غائبا ، لكنه شماعة تخلفنا وهزائمنا
- لماذا المزايدة على الجبهة المصرية دون باقي الجبهات؟
- قرارات حزبية سورية لم تجرؤ إسرائيل على التفكير فيها
- خلية تجسس حزب الله في داخل مصر
- تضامنا مع الشعب العربي الأحوازي
- حوار الطرشان وجنايات حماس
- القذافي: نرجسية مرضية تستعصي على العلاج


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - خطاب مشعل الأخير