عائلة الشهيد
الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 09:46
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
لاافتخار إلا لمن لايضـــام مدرك أو محارب لاينام
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيـــــلام
ولوأن الحياة تبقى لحــي لعددنا أضلنا الشجعــان
وإذا لم يكن من الموت بـــد فمن العجز أن تكون جبان
أبيات المتنبي تلك والمثبته بفخر على ضريحه الطاهرالآن , كانت الكلمات الأخيرة التي رددها - شامخا مرفوع الهامة - المناضل شهيد العراق , والحركة الوطنية , وكل أحرار العالم , أبو مي , ستار خضير صكر الحيدر , وهو يتلقى - كما هم الأبطال دائما - طلقات الغدر والنذالة التي امتاز بها البعثيون الأوباش , يوم الثالث والعشرين من شهر حزيران , عام 1969 صارع الموت إثرها لخمسة أيام فأسلم الراية بعدها لرفاق حملوها بأمانة واعتزاز , مكتوبا عليها اسمه بدم نقي , فكانت نبراسا اهتدت به أجيال المناضلين , ثم فارق الحياة في الثامن والعشرين من حزيران , من نفس العام فكان مثلا في التضحية والفداء من أجل الوطن بكل فئاته والثبات على المبادئ مهما كانت التضحيات , فله ولرفاقه المجد , والخلود في ذاكرة الأجيال والتأريخ
في الذكرى الأربعين لهذا العرس الشيوعي الوطني تستذكر عائلة الخالد ستار خضير , أبي مي وأهله , وأصدقاؤه , ورفاقه السائرون على دربه , يستذكرون ذلك الحدث الجلل الذي هزَّ ضمائر الشرفاء في العراق والعالم , ويفخرون بهذا الوسام النفيس الذي صار عهدا على أنفسهم بالسير على خطى الفارس , المقدام , الشهيد أبي مي , ويبقى نجمة يهتدي بها الرفاق
--------------------------------------------------------------------------------
الذكرى السنوية الأربعون لاستشهاد المناضل
ستار خضير صكر الحيدر
السيرة الذاتية
ولد الشهيد ستار خضير في ناحية الكحلاء ـ محافظة ميسان في عام 1929 وسط عائلة كبيرة ومعروفة في وطنيتها وإخلاصها لقضايا الشعب والوطن، وقدمت خدمات للحزب والشيوعية من الصعب هنا أن يتسع لها المجال، ووجد ستار نفسه في خضم النضال السياسي الوطني وهو في مقتبل العمر. ومن المعروف عنه أنه كان متفوقاً في الدراسة، وانغمر مبكراً في النضال الطلابي، وفي وثبة كانون عام 1948 كان له شرف قيادة إحدى المظاهرات الكبيرة في مدينة العمارة.
في عام 1950 تخرج الشهيد ستار خضير من الثانوية العامة، وعمل معلماً في ناحية الكحلاء لمدة عام واحد، بعدها انتقل الى بغداد معلماً في "أبو غريب". وفي عام 1952 التحق بدار المعلمين، وبعد التخرج منها، واصل نشاطه السياسي الثوري في مدينة العمارة.
وشارك في العمارة بدعم أحداث انتفاضة تشرين 1952 التي انطلقت في العاصمة بغداد، مما أدى إلى إعتقاله وإيداعه السجن لمدة عام ونصف في سجن الكوت بتهمة تحريض أبناء العمارة ضد الحكومة وقيادته للتظاهرات هناك. وبعد انتهاء محكوميته تلك عاد إلى ناحية الكحلاء بصفة كاسب في محل لبيع القرطاسية والأدوات المنزلية البسيطة , وكانت غايته من ذلك توفير الأجواء المناسبة لمواصله نضاله الحزبي، وهذا الأسلوب كان يعتمده الكثير من الكوادر الحزبية لتغطية نشاطهم أمام الأجهزة الحكومية.
في عام 1954 ألقي القبض على المناضل الشاب في ناحية الكحلاء، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أعوام، وأرسل الى سجن بعقوبة لقضاء محكوميته هناك.
أبعد في عام 1957 إلى قضاء بدرة منفياً لمدة سنة، بعدها أطلق سراحه وذلك قبل أشهر من قيام ثورة 14 تموز 1958.
بعد الثورة عمل موظفاً لأشهر في بغداد، وبعدها تفرغ للعمل الحزبي، حيث أرسل الى مدينة الموصل في ظل الظروف الاستثنائية التي عاشتها تلك المدينة بعد حركة الشواف 1959 واشتداد الهجمات على تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي، وكانت هذه النقلة اختباراً شديداً لصلابته وسعة تفكيره ودقة وسائله التنظيمية، حيث عمل عضواً في اللجنة المحلية، التي كان يقودها آنذاك الرفيق الشهيد طالب عبد الجبار، وتضم في عضويتها كلاً من : يوسف القس حنا وعابدين أحمد وعادل الصبحة وآخرين.
إن خبرته في الموصل أعدته للعمل في مدينة كركوك، وعمل هناك حتى بعد انقلاب 8 شباط 1963 الدموي، حيث ساهم بنشاط ومثابرة نادرة في صيانة تنظيمات الحزب.
بعد ذلك تنامى نشاطه في إقليم كردستان، وكلف في عام 1965 بالإشراف على فصائل الأنصار في السليمانية وأربيل، وبالتنسيق مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني , ومن ثمت قيادة الإقليم.
في عام 1967 وبعد أكثر من أربعة أعوام قضاها مع رفاقه في قرى ومدن وجبال كردستان عاد الشهيد إلى بغداد لينتخب عضواً في اللجنة المركزية للحزب، وتتعدد مسؤولياته ونشاطاته الحزبية من بينها مسؤولية الخط العسكري في الحزب.
وكانت يد الغدر تتربص به، تتربص بهذا السجل البطولي والتجربة الغنية، من أجل حرمان الحزب من تجاربه الفذة وشخصياته الاستثنائية ، ففي مساء يوم 23 حزيران من عام 1969 وفي أثناء عودته من لقاء مع رفاقه إلى داره في منطقة الوزيرية ، باغتته عصابة أمنية لاختطافه، ولكن الشهيد الأعزل قاوم خاطفيه بضراوة، وبشجاعته المعهودة، فاستخدموا سلاحهم الغادر بجبن وحقد، وأصابوا الشهيد في مناطق متعددة في جسمه إصابات قاتلة، وولوا هاربين.
وفي تلك اللحظات العصيبة والحرجة لم يفقد ستار ثقته بالشعب وكل مواطن يسير في شوارع بغداد الرشيد العظيمة على عادة الشيوعيين العراقيين الحقيقيين هتف باسم الحزب الشيوعي العراقي وجراحه تنزف، وأعلن عن اسمه وصفته الحزبية. فبادر المواطنون إلى نقله إلى مستشفى الطوارئ في رصافة بغداد.
فارق الشهيد الحياة في صباح يوم 28 حزيران 1969 تاركاً عائلته ؛ بناته الصغار وزوجته في معترك حياة قد لا يرحم في بعض الحالات، وذاكرة أم مي تختزن الكثير الكثير من الجراح والآلام , وترك أيضاً تجربة زاخرة وحية في النضال والصبر على أعباء النضال، ودرساً يقول ويؤكد أن الوطنية العراقية ثمارها لكل العراقيين، وأعباؤها على كل العراقيين.
لم ولن يُقفل دور وسجل الشهيد ستار خضير الحيدر بمراسيم الرحيل، التي شاركت فيها حشود كبيرة من العراقيين تضم قوى وطنية ونقابات عمالية ومنظمات مهنية وجماهير واسعة، إن الشهيد ستار جسد قدرة المناضل على الابتسام في مواجهة كل أنواع المحن.
في الذكرى الأربعين لاستشهاد ستار خضير
صلاح الصكر
1
من يد مرتعشة تنطلق رصاصات متلاحقة ... فيوزع الأمن الخاص لدولة المنظمة السرية طلقاته في جسد ستار خضير... فيختلط الدم بالعرق ....والجسد يصرخ ....فيتطاير التراب .. وسط لهيب الجسد . تحسس جيبه المملوء بالأوراق ... ....تاركا جرحا يستغيث ..
أتوسل الكلمات لتعبر عن ثقل الهموم . كنت أعيشه واقترب من موته ....ففرقت يبننا الطلقة والعجلة... ودعنا الشهداء ....كما ودعنا الإحياء والأموات ، وابتعدنا عن ارض الشمس والماء...عاجزين عن التلويح بأيدينا . ...
لكن صوت الطلقات يذكرنا بوطن الشهداء ...ونحن كما عهدت باقون .. لازلنا نتعلم درس البسالة من تاريخك البهي ... يوم صعدت القمم الشامخة لتصون الحزب و الرفاق ببسالة الأنصار الشيوعيين ، وطفت ارض العراق وسجونه من اجل الفقراء..... أعوام تمر تلوها أعوام....والمرأة العجوز قد كلت الانتظار....
أربعون عاما وتلتوي الألسن عند ذكر الاسم ... فكيف كنت مع الخصم .؟ أربعون عاما ، والضحايا تتلوها ضحايا شامخون بنعم السجايا .... أربعون عاما والوليد بعد الوليد ..وسيكبر الأبناء ...وتورق الأغصان .
ستار يتملكنا الأسى ليل نهار .. فالدم اليوم في وطني ارخص من قنينة الخمر ويراق عبثا .... ونحن ننتظر ساعة الغسق ...ونحلم بربيع .
ستار كم من الدماء قد تدفقت في ارض العراق؟ وكم من الدموع انهمرت من عيون الأمهات ؟ وكم من عيون الأطفال انطفأت؟ فالمعركة لم تشرف على النهاية بعد...!
أيها القتلة المجرمون ..هل كنتم تتوقعون إيقاف الضمير الشيوعي الإنساني بقتل ستار ؟
يامن لا تفهمون غير لغة القتل والتصفيات الجسدية بالطلقة والعجلات والأقبية السرية .
ألستم خجلين من تاريخكم الدموي ؟
2
أيها المجرمون هل علمتم حين سقط ستار على الأرض ارتفع إلى فضاءات الخلود مضيفا
نجمتا في سماء وطنه العراق يضيء الدرب لدوله العدل وسعادة الشعب ....؟
مازال ستار ساطعا ينير الطريق للحالمين بالغد الأفضل وبحرية الإنسان وهو
يحمل خفق القلب الدافئ .... وفولاذ الإرادة.
لقراءة المزيد عن الشهيد يرجى فتح الروابط التالية
http://mandaeanunion.org/Views/AR_Views_596.html
http://www.al-nnas.com/THEKRIAT/24stprint.htm
http://www.iraqcp.org/members3/0050624shahada1.htm
http://www.iraqcp.org/tarikalshab/74/121/9.pdf
http://www.iraqcp.org/members3/0050518wshahadstar.htm
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=1835&aid=157428
http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?t=13205
http://mandaeanunion.org/Martyrs/ar_martyrs_004.htm
http://www.yanabeealiraq.com/articles/amer-alseger170609.htm
http://www.yanabeealiraq.com/articles/salah_alsgar190609.htm
#عائلة_الشهيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟