رياض الحبيّب
الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 06:18
المحور:
الادب والفن
سأحاول استقراء رؤيا حداثيّة للقصّتين القصيرة والقصيرة جدّاً
من زاوية رومانسية- غير أكاديمية
إذ الرومانسيّة باختصار شديد:
مذهب يتصف ببساطة التفكير وتالياً التعبير عن مكنونات النفس باسترخاء،
مستجيبة لأهوائها ومتحررة من قيد الواقعية
تحوي كلتاهما الأبعاد الإغريقية الثلاثة بلا ريب
للأولى مساحة وللثانية إزاحة- بالمفهوم الفيزيائي
أمّا بالمفهوم الجدلي:
تختزل الأولى مسافة الحدث على حساب الزمن
بينما اختزلت الثانية الزمن وتخطّته على حساب مساحة الحدث
قد تكمن في الثانية مشكلة هي الرمزية والغموض
في وقت تحتاج مجتمعاتنا- اليوم خصوصاً- إلى وضوح في الرؤية وتحليل بسيط للحدث
لذا قلّ جمهور الثانية عن جمهور الأولى- في تقديري- بالنسبة التي ما بين سرعة الصوت وسرعة الضوء
تعيش الثانية في مقهى خاص أو خلية حزبية
بينما ترعرعت الأولى في ملعب عام يجمع شمل فِرَق مختلفة إيديولوجيّاً-
من ضمنها فريق من الثانية بصفة فريق تخصّصي
يأتي الأهمّ في النهاية:
يصنع القاص المكان في الأولى والشخصيّات والحدث
في الوقت عينه يصنع القارئ شخصيّات الثانية ويحدّد المكان بمنظار رؤيته
لعلّ أنطون تشيخوف وإدغار ألّان بو من رواد الأولى في الغرب
ولعلّ الروّاد في الوطن العربي- من الشرق صوب الغرب:
محمد خضير في العراق وزكريا تامر في سوريا ويوسف إدريس في مصر ومحمد بوزفور في المغرب
ولعلّ القاصّ العراقي خالد الراوي (1944-1999) هو الرائد في مجال الثانية
أمّا في الغرب فينفع الكاتب الراحل إرنست همنغواي أنموذجاً-
سأورد له رابطاً لقصّة في نهاية المقالة
لا بأس الآن لو أتيت للثانية بمثال أو اثنين- كي أوضح وجة نظري
هذان مقطعان يصلحان للأسلوب الحداثي (أو الحداثوي- أترك للقارئ الكريم خيار التسمية)
قرأت مرّة للشاعر لويس أراغون قصيدة {إلزا أمام المرآة} نقلاً عن أحد المواقع الإلكترونيّة،
علماً أنّ إلزا هي محبوبة الشاعر
هنا مقطع القصيدة الأول:
في أوج مأساتنا
كانت طوال النهار جالسة إزاء مرآتها
تسرّح شعرها الذهبي اللامع
وكان يُخيّل إليّّ
أن يديها الوديعتين ترتّبان اللهيب
في أوج مأساتنا
[ترجمة: عبد الوهاب البياتي وأحمد مرسي]
وللشاعر نفسه- نقلاً عن موقع آخر- سأفضي إليك بسِرّ عظيم:
سأفضي إليك بسِرّ عظيم أخافك
أخاف ما يصحبك مساءاً عند النوافذ
والحركات التي تأتينها والكلمات التي لا تقال
أخاف الزمان المسرع البطىء
أخافك
سأفضي إليك بسر عظيم
أغلقي الأبواب
الموت أهون من الحب
لذا أتكبد عناء الحياة
[ترجمة: سامية اسعد]
وهنا قصّة قصيرة جدّاً (كلاسيّة- تقليدية) تحمل العنوان ذاته-
للكاتب إرنست همنغواي
http://records.viu.ca/~lanes/english/hemngway/vershort.htm
يا حبّذا لو تتمّ ترجمتها عن الإنكليزية
والترجمة عن الإنجليزية- وعن بعض اللغات السكندنافية- هي ما أخطط للمستقبل
#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟