صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 10:11
المحور:
كتابات ساخرة
من خلال متابعتنا لأحداث العالم خصوصاً السياسية منها لم نجد ان حكومات العالم على اختلاف أنواعها معنية بذكر شهادات المسؤولين لديها او المرحلة الدراسية التي وصلوا اليها.
فلم نجد مثلا من يقول: استقبل وزير الخارجية الروسي الدكتور ايغور ايفانوف ... الخ أو زار الرئيس الفرنسي الدكتور نيكولا ساركوزي .. وهلم جرا..
والابلغ من ذلك انهم لا يشيرون الى شهادة وزراء مثل وزراء الصحة برغم حصولهم المؤكد على دكتوراه الطب وربما الأكثر من ذلك.
اما لدينا في العراق فنرى العكس تماما .. ألقاب توزع بالمجان خصوصا ما يتعلق منها بلقب (الدكتور). شباب في اعمار العشرينات يحملون الدكتوراه ولا نعرف متى تأتى لهم ان يجتازوا الإعدادية لينالوا البكلوريوس قبل ان يحصلوا على الدكتوراه.. وزراء كثر وأعضاء مجلس نواب لا يرتاحون إلا حين يلحق اسمهم بلقب الدكتور بل ان مطرباً معروفاً شاهدناه من على شاشة فضائية عراقية يعترض على مقدم البرنامج لأنه لم يقدم اسمه بلقب الدكتور!. فهل هي (موضة) جديدة ابتدعت في العراق وهل ان للأمر علاقة بلقب آخر يحمل الحروف أغلبها التي تكون كلمة الدكتور ونعني بها (دكتاتور)؟!
خطر ببالي ذلك ولم تزل حاضرة في ذهني عبارة عبد الله السلمان تلك الشخصية التي جسدها المسرحي العراقي المرحوم جعفر السعدي وهو يردد في مسلسل الذئب وعيون المدينة جملته الشهيرة (عجيب أمور غريب قضية).
ترى هل ان الإصرار على ذكر اللقب العلمي يمثل تعويضاً عن نقص من نوع ما وهل نحن بحاجة الى التعويض أصلاً ام ان المفروض بالوزير او المسؤول ان ينفذ واجبه المهني المناط به. و سواء كان هذا الواجب متعلقا بالشهادة التي نالها او التي لم ينلها فانه واجب يتعلق بالناس وبمشكلاتهم ولا علاقة له بأي لقب علمي فلماذا يصرون على ذكره في اخبارهم بهذا الشكل المزعج والذي يثير الخجل في الكثير من الاحيان خصوصاً حين تصدر من احد منهم عبارات ليس لها علاقة من قريب او بعيد بالالقاب العلمية التي يحلو لهم ان يغدقوها على انفسهم وعلى المحيطين بهم.
انا ادعو الى ان يمتلك حملة القاب الدكتوراه من المسؤولين لدينا الجرأة ليتركوا القابهم جانبا تنعم في حقائبهم المنزلية وان يركزوا اهتماماتهم على السعي الى انجاز ما يخدم المجتمع والمواطن الذي لن تعنيه الألقاب التي ترن في أسماعه ليلاً ونهاراً بقدر ما يهمه عمل هؤلاء وسعيهم لتوفير لقمة العيش الرغيدة والسكن اللائق والخدمات السليمة.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟