أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعيد علم الدين - هل هناك فرقٌ بين الاسلام والمسلمين؟













المزيد.....

هل هناك فرقٌ بين الاسلام والمسلمين؟


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2627 - 2009 / 4 / 25 - 09:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال مهم جدا والإجابة عليه سهلة وشائكة جدا في نفس الوقت.
سهلة عند قسم كبير من المثقفين، وأيضا كل رجال الدين الاسلامي والقسم الأعظم من الرأي العام الذين يحمِّلون مسؤولية تردي أوضاع المسلمين وتخلفهم في مختلف الحقول، وفي كل دولهم المستقلة الكبرى منها والصغرى، إلى المسلمين أنفسهم الفاشلين في تطبيق الاسلام الحنيف من خلال عجز حكامهم عن فرض شريعة الله التي نزلت على البشرية بآيات مرصعة من الذكر الحكيم.
هذه السهولة في الجواب تدعمها انطلاقة الإسلام التاريخية الجبارة المؤزرة، بعقيدة التوحيد قبل حوالي 1400 سنة من الحجاز، كالهشيم في النار لتلتهم القبائل العربية الواحدة بعد الأخرى وتهزم الامبراطوريات الواحدة بعد الأخرى مسيطرة في فترة زمنية قصيرة على منطقة واسعة جدا امتدت من من بلاد الهند في اسيا الى افريقيا وبلاد الاسبان في اوروبا، كل ذلك على صهيل الخيول وتفاني الفرسان في المعارك، ولمعان السيوف في الميدان، وبلاغة القرآن في سحر الألباب، وفصاحة التعبير بالعربية شعرا ونثرا، وبريق الآيات الإلهية المتجلِّية توصيفا وتشويقا للجنة والحوريات والثواب، والملتهبة تهديدا ووعيدا بالعقاب بنار جهنم وبئس عذاب، مما كان له أشد الوقع على النفوس قديما وحديثا وما زال.
السهولة في الجواب بوضع اللوم على المسلمين تكمن ايضا في الهروب من مواجهة حقيقة الأشواك التي ستدمي ايدي هؤلاء ان هم وضعوا اللوم على المسلمين والاسلام معا. فالاسلام منزل من السماء ولا غبار عليه، اما المسلمون فهم ابناء التراب، والغبار يجب ان يكون عليهم وحتى يأكلهم.
ولهذا فالاجابة عن هذا السؤال المهم جدا شائكة. الا ان تقليم الاشواك الفكرية وتشذيبها بحاجة الى الصراحة والصدق والاخلاص ووضع الاصبع بشجاعة على الجرح وليس استعمال آليات التبرير والفذلكة اللغوية واللف والدولان حول تلابيب الموضوع.
ولهذا ومع كل الاحترام لديننا الاسلامي والحب لأهلنا، ومهما حرنا ودرنا، ونظَّرنا في الأمر وبررنا:
يبقى الاسلام صورة عن المسلمين كما ان المسلمين هم صورة عن الاسلام. أي لا فرق بين الاسلام والمسلمين.
حتى أصبح الانسان العادي المفكر قبل المثقف الحصيف، والعربي والمسلم قبل الغربي والمسيحي يرى الاسلام من خلال المسلمين في صورة واحدة فرضت نفسها بالعنف والارهاب في بداية هذا القرن على العالم.
كيف لا وحتى التطرف الاسلامي يشحن تطرفه، وكرهه للآخر وحقده على العالم من ايات قرآنية واحاديث نبوية يتسلح بها في حربه المقدسة.
القران يقول " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" حتى جماعات الاعتدال الاسلامي لا يلتفتون الى هذه الاية الكريمة الرائعة والمعبرة عن قمة التسامح ويرددون ويعملون عكسها على ان المرتد يقتل نظريا، حتى ولو لم يطبقوا حد الردة عمليا. وهذا الحد يتعرض له كل مسلم من المليار المعروفين نظريا اذا اعلن احدهم تغيير دينه حسب نصوص الآية الكريمة " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".
فقط في الغرب يستطيع من شاء ان يؤمن ومن شاء ان يكفر.
هذه هي حقيقة المستنقع الذي يتخبط به المليار مسلم وهو عدم الاهتمام والاخذ بمبدا الحرية بل ومحاربتها في محاربة قاتلة للمشيئة الالهية.
وحرف الدين الاسلامي عن ناصية الاعتدال والوسطية يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الاولى الحركات السياسية الاسلامية الشمولية كلها ومنها مثلا حركة الاخوان المسلمين وجماعة ولاية الفقيه الايرانية والوهابية والسلفية .
من يقدم اليوم صورة جميلة وعصرية عن الاسلام والمسلمين هم فقط مسلموا تركيا الديمقراطيين المعتدلين كرجب اردغان وغيره. الذين فهموا اللعبة وفصلوا بين الدين والسياسة. ويعود الفضل بذلك الى السيد اتاتورك مصطفى كمال.
ولو لم يقم اتاتورك بثورته الثقافية لكانت تركيا اليوم مثل باكستان او الصومال او ايران او طالبان او دويلات في قلب الدولة كما يفعل حزب الله وميليشيات الولي الفقيه في لبنان.
لا بد من فصل الدين عن السياسة احتراما للدين اولا ولكي تنهض رجال السياسة بالدولة المدنية العصرية الاسلامية الديمقراطية التي تحترم انسانها ولا تدوس على حقوقه وتاكل حقه باسم الله والدين . فالدين اتى لاسعاد الانسان وليس لرميه في مستنقع التخلف والفقر والجهل والحقارة والوسخ والقمامة والهجرة والتشرد والاستبداد وتحكم اصحاب الكروش من جماعات فتاوى رضاع الكبير وزواج الطفلة للعجوز الذميم. لانه بدل ان تذهب الطفلة للمدرسة وتتعلم لتعلم الاجيال يزوجونها لرجل عجوز لتبقى جاهلة وتخرج الجهلاء. وهم هنا يفتخرون بأنهم يسيرون بهذا الزواج المبارك على خطى وهدى السلف الصالح وكيف ان النبي محمد تزوج عائشة وعمرها تسع سنوات.
باسم الدين واستغلاله لمآربنا نصبح اشرف الشرفاء بنظر انفسنا والعالم يسخر منا ومن جهلنا الضارب عنان السماء !
09.04.24




#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يخلط عمر كرامي بين الداخل والخارج
- حاسبوهم !
- فوز الدويلة خسارة للدولة
- وكيف سيثبتون أنهم شموليون؟
- لماذا انحناءة اوباما صفعة لملالي إيران؟
- ومتى سيقولون مشايخ -حزب الله-: إن الله حق؟
- محمد رعد يهدد الشعب اللبناني
- لماذا الخوف من حرية التعبير؟
- هل في لبنان ديمقراطية؟ (6) والأخير
- هل في لبنان ديمقراطية؟ (5)
- كامل مدحت شهيد الدولة الفلسطينية
- هل في لبنان ديمقراطية؟ (4)
- عودةُ الأصنامِ
- هل في لبنان ديمقراطية؟ (3)
- هل في لبنان ديمقراطية؟ (2)
- هل في لبنان ديمقراطية؟ (1)
- فشل استراتيجية -حزب الله- الدفاعية ونجاح السورية
- ما هو هدف نصر الله الحقيقي؟
- وماذا لو فاز -حزب الله- بالانتخابات؟
- سليمان بين الحياد السلبي والإيجابي


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعيد علم الدين - هل هناك فرقٌ بين الاسلام والمسلمين؟