أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام كوبع العتيبي - أسبينوزا ذلك اليهودي المتشكك














المزيد.....

أسبينوزا ذلك اليهودي المتشكك


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 801 - 2004 / 4 / 11 - 05:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كان مصير ( أسبينوزا ) فذا في تاريخ الفلسفة . فقد انتبت عن اليهود لأنه من العقليين ؛ وانتبت من العالم لأنه من اليهود !. ولم يشهد التاريخ انسانا عاش من مثل عزلته ووحدته . على ان هذه العزلة كان لابد منها لاقامة صرح فلسفته الفذة .
فقد ولد اسبينوزا في 24 نوفمبر 1632 بمدينة أمستردام الهولندية ؛ لأبوين يهوديين من أسرة تنتمي الى أصل اسباني برتغالي هاجرت الى هولندا هربا من اضطهاد محاكم التفتيش . وقد تلقى العلم في المدرسة اليهودية الرئيسية في امستردام ؛ ولكن دراسته تميزت عن دراسة بقية أبناء الطائفة اليهودية بوجود عناصر من الثقافة اللاتينية ؛ حرص أبوه على أن يتلقاها الأبن على أيدي معلم خاص اطلع أسبينوزا – بفضله أيضا – على أعمال علماء الطبيعة المحدثين .
كان أبوه من التجار الناجحين ؛ يرجوا لابنه أن يكون رجلا ناجحا من رجال الدين ؛ ولكن باروخ – وهو اسم عبري معناه المبارك – كان أشد كلفا بالحقيقة منه بالنجاح . وأدى به بحثه عن الحق الى مسالك وعرة ؛ تبعد عن الدين . وتبعد غاية البعد عن عالم المال والعقائد . لقد وقف في طفولته أمام قبر ( اريل اكستا ) ذلك اليهودي المتشكك الذي نبذه بنو جلدته علنا لأنه ألحد ؛ فوضع لحياته حدا ؛ متاثرا بما لحقه من خزي أمام الملأ . فيخلف ذلك المشهد في نفس اسبينزورا أعمق الأثر ... فيتسائل ماذا يفرق الناس شيعا في الفكر؛ فيصب بعضهم العذاب على بعض من أثر هذه الفرقة ؟. وفي هذا اليوم بالذات كرس الصبي اليهودي نفسه لحياة البحث ؛ دون أن يدري معنى ذلك حق الدراية
فلماكبر واضب على دراسة التوراة والتلموذ وشعر القدامى وعلم المحدثين . وتوفر بنوع خاص على تعمق ما ساد عصره من الآراء الفلسفية العظيمة . فسلط ضوء عقله الناقد المحلل على الميتافيزيقيا الخلقية التي شاهدها الفلاسفة اليهود من امثال فيلو وابن ميمون ؛ ليفي بن جرسون وابن جبرول وحسداي . وسلط كذلك على الأخلاق الميتافيزيقية للفلاسفة من غير اليهود ؛ كأفلاطون وأرسطو وأبيفور وجيودانو برنو وديكارات . وشاء أن يوسع آفاق بحثه في فلسفة غير اليهود ؛ فدرس الاتينية على يد الأستاذ الهولندي ( فان دي اندي ) وهو فقيه لغوي لامع ؛ وهو متشكك ثائر .
وقد اصطدم اسبينوزا بالطائفة اليهودية التي افزعها جرأته في المسائل الدينية وتحديه لتراثها الروحي ؛ وحاولت استمالته اليها ؛ أو على الأقل منعه من انتقادها جهرا ؛ ثم جربت سلاح الأرهاب ؛ ولما لم يفلح معه هذا كله ؛ أصدرت في عام 1656 قرارها بطرده من الطائفة وتوقيع عقوبة التحريم على ( التجديف الشنيع الذي يمارسه ويعلمه )
ولم يكترث اسبينوزا بعد طرده من الطائفة اليهودية ولم يحاول ان ينظم الى طائفة اخرى ؛ ومعنى ذلك انه ظل منذ ذلك الحين حتى وفاته دون ان يكون منتميا من الوجهة الرسمية الى اية طائفة عقائدية ؛ ولاشك ان تلك كانت حالة فريدة بين جميع فلاسفة العصر الحديث .
وكان من أثر قرار الطرد والحرمان ان نبرأ منه أبوه . ولما مات الأب بعد ذلك ؛ أرادت اخته ان تحرمه حقه في تراث أبيه ؛ ودافع اسبينوزا عن حقه امام القضاء ؛ وحكم له ؛ ثم تنازل عن ميراثه لأحته . فهو لايبغي المال ؛ وانما اقرار العدل . فما اتفه صالحة الشخص في مسرحية الحياة التي يحاول الظهور على غوامضها .
كانت حياة اسبينوزا قصيرة اذ لم يتجاوز به العمر اربعا واربعين سنة وثلاثة اشهر ؛ ولكنه ألم في حياته القصيرة تلك بعلوم ومعارف شتى ووقف على كتب دينية وفلسفية وعلمية عدة ؛ وعكف على دراسة هذا كله اما نقدا وتحليلا لبعضها ؛ وأما تفسيرا وتأويلا لبعضها الآخر .
وهانحن أولا نسلك تلك السبيل مع فيلسوف هولانده الفذ ؛ فنلم على قدر مايتسع له المقام بما خلفه اسبينوزا من آثار فلسفية انطوت على كثير من الأفكار الأنسانية ؛ مجملين في عرض هذه الآثار بصفة عامة ؛ ومفصلين في الحديث عن كتاب ( علم الأخلاق ) بصفة خاصة فهو أجمع كتب اسبينوزا لشتات مذهبه وأصدق مرآة لعقله وقلبه :
1- ( مبادئ فلسفة رينيه ديكارت ؛ مبرهنة بالطريقة الهندسية ) ستة 1663 وقد شفع اسبينوزا هذه الرسالة برسالة أخرى في
( الأفكار الميتافيزيقية) . وتعد رسالته في مبادئ فلسفة ديكارت أول ماكتبه فيلسوفنا وأحدى رسائله التي نشرها ابان حياته
2-( الرسالة الاهوتية – السياسية ) 1670 م وقد أنتقد فيها المألوف للكتاب المقدس ؛ ثم رفض الأيمان بالاله كما يصفه العهد القديم وآمن باله أوسع رحمة في عهد جديد من الدنيا . والعهد الجديد لاسبينوزا هو كتابه الشهير في الاخلاق .
3-( رسالة في الله وفي الانسان ) سنة 1660 م .


في العدد القادم : شرح الرسائل الثلاث


انظر : علم الاخلاق .... اسبينوزا 1677 م



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يس يم يس يم ..مجلس الحكم العراقي ..إلى الوراء در.. خارج العر ...
- ليس ضد الاحتلال ..... بل من أجل صحيفة الحوزة!!
- موسم الهجرة إلى الجنة بقرار مشترك ..!!
- إسقاط شارون وحكومته شرط أساسي لتحقيق السلام
- العنف الفارسي ....خطباء مجرمون !!
- طز في القذافي .... طز في المريخ ... البهلوان المصروع
- شيخ دين سعودي يدعو لعبودية ألأنسان الرق ..الجواري !!
- المواقف العربية من القضية العراقية نفعية وأنانية مطلقة
- الطائر على بساط الريح الايراني دعوة للتخلف وقيادة للقمع ومصا ...
- حركات القذافي البهلوانية …!!!!
- لعنوا الحجاج وأستغفروا له المصالحة مع البعثيين مؤامرة جديدة ...
- حينما يتحول الروزخون الى السياسة ..!!
- فصل الدين عن الدولة هو الخيار الوحيد
- ألأرهاب بأسم الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين


المزيد.....




- مسؤول أمريكي: إسرائيل أول دولة تتفاوض مع ترامب بشأن الرسوم ا ...
- ترامب يفكك أجهزة الحكومة: العاصفة تهز مركز الأرصاد الجوية
- الخارجية الإيرانية تؤكد أن طهران لم تسع قط لامتلاك أسلحة نوو ...
- حرائق الغابات تستعر في جميع أنحاء نيبال وتهدد القرى والبنى ا ...
- غزة: غارات إسرائيلية جديدة تقتل العشرات بينهم إعلامي وحصيلة ...
- حكومة الوحدة الوطنية تعفي الليبيين في تونس من الغرامات وتصدر ...
- المفوضية الأوروبية تفضل الحوار مع واشنطن لحل رسوم ترامب الجم ...
- ظاهرة جيولوجية غير مسبوقة.. صفيحة أرضية قديمة تبتلع أجزاء من ...
- الداخلية السورية تكشف ملابسات هروب 6 نزلاء من سجن السلمية في ...
- العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في 9 أنهار أوروبية كبرى


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام كوبع العتيبي - أسبينوزا ذلك اليهودي المتشكك