|
المسيحية اهانت المرأة اكثر مما اهانها الاسلام
ابراهيم علاء الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 11:01
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اعترض بعض الاخوة المسيحيين على بعض ما جاء بمقال الامس حول مكانة المرأة في الديانة المسيحية، مما استوجب توضيح الامر، وتبيان ان الاضطهاد الذي تعرضت له المرأة في تاريخها يزداد بشاعة كلما اوغلنا بالتاريخ، أي بمعنى ان ازدراء المرأة واهانتها في الديانة اليهودية كان اكثر حدة مما هو في الديانة المسيحية، وفي المسيحية اكثر منه مما كان بالاسلام. وكذا الامر لو ذهبنا في التاريخ الى ما قبل اليهودية سوف نجد ازدراءا اشد واعنف، مما جاء في اليهودية. فاذا كانت المسيحية تقول بشان المرأة "النساء تخرس وتخضع" وباليهودية "شهادة 100 امرأة تعادل شهادة رجل" على سبيل المثال، فانها عند الاغريق او البابليين او الاشوريين او الفراعنة كان حالها اكثر سوءا. وفي مقال اليوم سوف اركز على وضع المرأة في الديانة المسيحية، ثم اعود بالتاريخ الى الخلف لاعرض وضعها باليهودية ثم عند الرومان، فالاغريق وهكذا على امل ان اغطي معظم المراحل التاريخية.
فكيف كان موقف الديانة المسيحية من المرأة..؟ اعتبر رجال المسيحية الأوائل المرأة هي السبب الرئيسي في انحلال المجتمع في العصر الروماني، وانها وراء انتشار الفواحش، وذلك بسبب ما رأوه من حرية تتمتع بها المرأة وتمتعها باللهو وتختلط بمن تشاء من الرجال، فاعتبروا أن الزواج دنس من عمل الشيطان يجب الابتعاد عنه وأن الأعزب أكرم عند الله من المتزوج . وقالوا أن المرأة باب الشيطان وأنها يجب أن تستحي من جمالها لأنه سلاح إبليس للفتنة والإغواء ، فقال القديس " ترتوليان " : إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة لصورة الله – أي الرجل ." وقال القديس " سوستام " :إنها شر لا بد منه وآفة مرغوب فيها وخطر على الأسرة والبيت ومحبوبة فتاكه ومصيبة مطلية مموهه .." وقال الكتاب المقدس " لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس مأذونا لهنّ ان يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس ايضا. (1Cor:14:34) وجاء ايضا " ولكن ان كنّ يردن ان يتعلمن شيئا فليسألن رجالهنّ في البيت لانه قبيح بالنساء ان تتكلم في كنيسة". ومما جاء بالكتاب المقدس قول الله " لتتعلّم المرأة بسكوت في كل خضوع. " (1Tm:2:11). واكد الكتاب المقدس ان الرجل أفضل من المرأة وذلك من خلال عدد من الايات منها " ولكن اريد ان تعلموا ان راس كل رجل هو المسيح،واما راس المرأة فهو الرجل. وراس المسيح هو الله(1Cor:11:3 )" . وايضا قوله " فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله ومجده، واما المرأة فهي مجد الرجل" 1Cor:11:7. ولك " لان الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل" . ( 1Cor:11:8 ولان الرجل لم يخلق من اجل المرأة بل المرأة من اجل الرجل" (1Cor:11:9). ونظر الدين المسيحي الى المرأة نظرة منحطة فقد جاء بالكتاب المقدس قوله " واذا باع رجل ابنته امة لا تخرج كما يخرج العبيد. (Ex:21:7) وايضا قوله " ولكن لست آذن للمرأة ان تعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت. " ثم قوله " لان آدم جبل اولا ثم حواء. (1Tm:2:13) وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي. (1Tm:2:14) ويدعو الانجيل المرأة الى الخضوع للرجل بقوله " ايها النساء اخضعن لرجالكنّ كما للرب. (Eph:5:22) ولماذا على المرأة ان تخضع للرجل فذلك لأن " لان الرجل هو راس المرأة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة.وهو مخلّص الجسد . (Eph:5:23) وفي الاية التي تليها فسرت الاية التي سبقتها وجاء فيها " ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهنّ في كل شيء. وفي اية اخرى " واما انتم الافراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه واما المرأة فلتهب رجلها. (Eph:5:33) وفي موقع اخر جاء بالانجيل "فانه هكذا كانت قديما النساء القديسات ايضا المتوكلات على الله يزيّن انفسهن خاضعات لرجالهن" (1Pt:3:5 ). كما فرض الحجاب والنقاب على المرأة المسيحية فقد جاء في الآية " واما كل امرأة تصلّي او تتنبأ وراسها غير مغطى فتشين راسها لانها والمحلوقة شيء واحد بعينه. (1Cor:11:5) وجاء ايضا " اذ المرأة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها.وان كان قبيحا بالمرأة ان تقص او تحلق فلتتغط . (1Cor:11:6) اما بشان النقاب فقد ذكر الانجيل " ها انت جميلة يا حبيبتي ها انت جميلة عيناك حمامتان من تحت نقابك.شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد. (Sg:4:1) ويتابع الانجل غزله بالمرأة وان حبه الله لها يفرض عليها ان تلبس النقاب فتقول الاية " شفتاك كسلكة من القرمز.وفمك حلو.خدك كفلقة رمانة تحت نقابك. (Sg:4:3) وايضا " عنقك كبرج داود المبني للاسلحة، الف مجن علق عليه كلها اتراس الجبابرة. (Sg:4:4) وفي القرن الخامس الميلادي اجتمع مؤتمر ( ماكون ) للبحث في مسألة هل المرأة مجرد جسم لا روح فيه ؟ أم لها روح ؟ ... وخرج بنتيجة ان جميع النساء المسيحيات سوف يدخلن جهنم، بقوله " أنها خالية من الروح الناجية من عذاب جهنم ، ما عدا أم المسيح .." وفي عام 568 عقد الفرنسيون مجمعا لدراسة ما اذا كانت المرأة انسانا او غير انسان، وخرجوا بنتيجة مفادها "أنها إنسان خلقت لخدمة الرجل ". وظلت المرأة ينظر لها باعتبارها قاصرا لا يحق لها ان تتصرف باموالها دون اذن ولي امرها الرجل زوجا كان او ابا او اخا وفي حال عدم وجود أي منهم يكون كاهن الكنيسة وليها لقرون عديدة. وحتى بداية القرن الثامن عشر كانت المرأة وفق الديانة المسيحية لا مكان لها ولا ادنى قيمة، بل تباع وتشترى، وقد جاء في القانون الانجليزي عام 1805 كان يبيح للرجل ان يبيع زوجته، وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات، (بشرط موافقة الزوجة). وتذكر كتب التاريخ ان الكنيسة نفسها كانت تبيع النساء، وفي حادثة تقول ان احدى الكنائس البريطانية باعت امرأة ب (شلنين) لانها كانت تعيش عالة في بيت الرب. حتى الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر لم تتخلص من ارث الديانة المسيحية، فمع انها اعلنت تحرير الانسان من العبودية، الا انها لم تشمل المرأة، حيث نص القانون الفرنسي على ان المرأة ليست اهلا للتعاقد، دون رضا وليها ان لم تكن متزوجة. وقد جاء بنص القانون الذي الذي جاءت به الثورة التحررية ان القاصرين هم "الصبي و المجنون والمرأة . واستمر ذلك حتى عام 1983 م حيث عدلت هذه النصوص لمصلحة المرأة".
#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دونية للمرأة المسلمة في الدنيا وفي الجنة
-
حوريات الجنة والجنس في تسويق الدين
-
اوصاف الحور العين تشكك بعالمية الدين الاسلامي
-
كونوا سادة الدنيا فالحلول لن تأتي من السماء
-
شكرا دكتور طارق حجي والى كل النبلاء
-
زعماء العرب في سوق عكاظ الدوحة
-
التوبة القطرية .. ومأزق الاسلام السياسي
-
الدكتورة تسرق.. والاعلامية تنافق
-
الاسلام السياسي بلا فائدة
-
اليسار والمولد والحمص
-
المرأة الفلسطينية المتوحشة
-
اليسار الراديكالي عدوا للديمقراطية ايضا
-
نتنياهو يساري متطرف مقارنة بالزهار او الطاهر
-
الاسلام السياسي عدوا لدودا للديمقراطية
-
حماس لا تؤمن بالديمقراطية فكيف تحاورونها ..؟؟
-
20 بالمائة من بنات العرب في مهب الريح
-
اوهام الحوار الفلسطيني والمصالحة القبلية
-
انا.. والأميرة .. بدون شيطان...!!
-
ديماغوجية نصر الله ..
-
الفلسطيني مشرك .. وحماس كافرة .. والاخوان اصل الارهاب
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|