أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - الثعلب














المزيد.....

الثعلب


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 2598 - 2009 / 3 / 27 - 07:24
المحور: كتابات ساخرة
    


من بين عشرات الزميلات في الشركة التي يعمل بها (وليد) استهدف زميلته (عبير)؛ فهي جميلة نوعاً ما, طيبة, إلا أنها ساذجة لدرجة الغفلة. ولعلّ الصفة الأخيرة كانت السبب الرئيس في اختياره لها باعتبارها صيداً سهلاً! لاسيما وأنها معجبة جداً بثقافته وبلسانه المعسول. فهو ملاذها بجميع همومها ومشاكلها, وتكون كالمأخوذة لدى إصغائها لإرشاداته وتوجيهاته.
وفي أحد الأيام دخل غرفة عبير وقد اصطنع اكفهراراً على وجهه وتظاهر بالحزن الشديد. سألته عن سر قنوطه فأجابها بعد تردّدٍ بأنه واقع في مشكلة, فقد سبق له وأن نذر نذراً لوجه الله تعالى إذا شفي ابنه من مرضه, وأنه خجلٌ جداً منها لإطلاعها على نذره..
أجابته بمنتهى البراءة أنها بمثابة أخته وأنها على استعداد لتقديم ما يمكنها لمساعدته.. قال لها ولكنه نذرٌ صعب التحقق! ردّت عليه وما هو هذا النذر؟
تصنّع الخفر والحياء من جديد قائلاً:
- النذر باختصار يتعلق بك..
ارتسمت بسمة متسائلة على ثغرها:
- بي أنا؟!
- أي نعم بكِ أنت..
- شوّقتني.. بالله عليك قل لي ما هو نذرك؟
- (متردداً) الموضوع.. يعني لا أدري كيف سأنقله لكِ.. الموضوع يا عزيزتي أنني في أحد الأيام وبينما كنت أهجس بشفاء ضناي متسائلاً هل سيأتي يومٌ ويبلى من مرضه؟ فنذرتُ قائلاً بأنه إذا تحقق حلمي فسوف أنذر نذراً عظيماً و.. وفكرتُ بكِ..
- بي أنا! وماذا بعد؟
- أرجوكِ قدّري موقفي, ليس أصعب على المرء المؤمن من أن ينذر نذراً ولا يفِ به..
- هذا صحيح.. ولكن لم تقل لي ما هو نذرك؟
- كما قلت لك النذر يتعلق بك.. وكلّي ثقة بأنك ستساعدينني على إيفائه.. لقد اخترتك من بين كل زميلاتي في الشركة.. (ناظراً بتضرّع نحو السماء) يا ربّ لا تؤاخذني على تأخري بإيفاء نذري..!
- تدرك يا وليد كم أنت كبير في نظري.. أرجوك لا تتردد في طلب ما تريده لأردّ لك بعضاً من دينك عليّ.. الناس لبعضها يا وليد! أم أنك لا تثق بي.. صحيح أنني بسيطة وغير مثقفة, ولكن ربما أستطيع الوقوف إلى جانبك..
- أدرك هذا.. ولذلك اخترتكِ من بين جميع الزميلات..
- طيب, ماذا تنتظر؟
- بشرط, أن يبقى سراً بيننا.. حتى أقرب الناس لك لا أريده أن يعرف..
- أعدك أن يبقى سراً بيننا!
- لقد.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا أدري كيف سأدخل بالموضوع..!
- يا ألله.. كأني غريبة عنك يا وليد!
- طيب, احلفي بأن يبقى هذا الموضوع سراً بيننا!
- أقسم لك لن يسمع به أحد..
- حتى زوجتي؟
- حتى زوجتك..
- تعرفين كم أنت عزيزة عليّ يا عبير! ولولا المونة طبعاً لما اخترتك كما قلت لك من بين جميع الصبايا.. ومن المؤكد أنك ستقدّرين حاجتي الماسة لك..
- أف فف.. لا تتعب قلبي إكراماً لله.. قل وريّحني.. أرجوك!
- عبير.. عزيزتي.. لن أنسى وقوفك إلى جانبي في هذه المحنة ما حييت.. (متبرماً) الله يلعن الشيطان كيف دفعني إلى هذا النذر!
- (وقد نفذ صبرها) إذا لم تقل لي ما هو نذرك الآن وفوراً, سأزعل منك وأعتبر زمالتك لي لا أساس لها..
- يا ستي نذرتُ إذا شفي ولدي.. أن... أن أنام معك...!
- تنام معي؟ لم أفهم عليك!
- (متظاهراً بالانكسار وخيبة الأمل) كنت أتوقع منك التحفظ.. (ناظراً إلى الأعلى بحزن شديد) طوال عمري حظي سيئ.. (وضع راحتيه على وجهه وبدأ بفرك عينيه) يا ربّ ساعدني على تخطّي هذه المحنة!
- (وقد أدركت مراميه) ولكن يا وليد! هل يجوز أن ينذر الشخص نذراً يخالف الشرائع السماوية؟
- المشكلة أنه يجوز.. ولهذا أنا حزين جداً..
- والحلّ؟
- الحلّ بيدك يا عبير..
- يا ألله..! بصراحة أنا محتارة يا وليد.. ولا أدري ماذا أقول لك.. دعني أفكّر.
- (بلهفة تبدو فيها رنة الفرحة) لا يحتاج الأمر إلى تفكير يا عبير, صدّقيني أنك ستنالين ثواباً من ربّ العالمين.. يا إلهي كم أنا سعيد! لم أكن أتوقع أن توافقي بهذه السرعة, أشكرك جزيل الشكر.. ثقي تماماً لن أنسى معروفك هذا ما حييت!
- على مهلك, لم أوافق بعد! سأستشير أحد المشايخ بهذا الأمر.
- (معاتباً بخبث) ألمْ تعديني بأنك لن تبوحي بهذا السرّ لأحد؟
- ولكن..
- لا لكن ولا غيره.. هيا يا عزيزتي هيّا قبل أن يدركنا الوقت, معي مفتاح شقة أحد الأصدقاء.. سأكتب لك العنوان وتلحقيني بعد نهاية الدوام.. العنوان سهل جداً ولن تتيهي عنه أبداً.
* * *
بعد انتهاء لقائهما طلب منها تحديد موعد آخر. نظرتْ إليه بدهشة واستنكار غير مصدّقة وأحسّت بالخديعة! حاول أن يفهمها بأنه يحبّها.. لم تستطع الاستماع إلى المزيد, أحسّت بالهزيمة, بالاختناق, بأنها تتحمّل وزر كل آثام العالم. سدّدت نظرة أخيرة إلى زميلها المثقف وانطلقت هاربة والدموع تتساقط من عينيها..





#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمامة وكوسا وأشياء أخرى...
- حين يتّسخ الضوء
- الجار قبل الدار
- سوبر ديلوكس
- القتل الرحيم
- الاحتفال الطبقي
- عزة نفس
- بعض أسرار الحرب السادسة
- القدر
- ما أحوجنا إليها
- قانا
- بين نارَين
- .com نفاق www.
- لقاء لم ينشر مع الفنان التشكيلي الراحل : فاتح المدرّس
- من مذكّرات شبّيح
- أرجوكم.. قبل أن أموت
- التذكرة
- من غير وداع
- دور الفساد في تحوّل الفراشة إلى.. جراد
- فتاوى


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - الثعلب