أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - مسرحية مشهد من الجسر للكاتب آرثر ميللر: التصادم ما بين القانون والضمير الإنساني














المزيد.....

مسرحية مشهد من الجسر للكاتب آرثر ميللر: التصادم ما بين القانون والضمير الإنساني


عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 09:36
المحور: الادب والفن
    


التصادم ما بين القانون والضمير الإنساني

للمرة الثانية خلال هذه السنة تعرض مسرحية للكاتب الأمريكي آرثر ميللر وهي مسرحية مشهد من الجسر بعد مسرحيته الأولي موت بائع متجول. وتعرض المسرحية علي مسرح مدينة ستوكهولم بإخراج المخرج السويدي كارل شيلكرين وتمثيل نخبة كبيرة من ممثلي التلفزيون السويدي القناة الرابعة مثل كونيلا رور, كلاس لون مارك، مالين كريسن، يواكيم بنكفيست, ولارس كرين وعدد كبير من الممثلين والممثلات. ويمتاز أسلوب الكاتب الأمريكي آرثر ميللر بالاهتمام عند الكتابة بالمسائل الاجتماعية والنفسية. وأكثر مسرحياته ذات خصوصية تمتاز بالجدية والعمق وقد لا يبدو ذلك واضحاً من النظرة الأولي إلي مسرحياته، ونتيجة لموقفه الاجتماعي والنفسي والأخلاقي تعرض للاستجواب خلال الفترة المكارثية في أمريكا التي تعرض لها الكثير من الكتاب والمثقفين والمهتمين بالطبقات الشعبية أو منتقدي النظام ومسرحيات آرثر ميللر ذات طابع تقدمي مثل مسرحية موت بائع متجول ومسرحية كلهم أبنائي أما مسرحيته موضوع القراءة هنا مشهد من الجسر فلها قيمتها ودلالتها والاتجاه الفلسفي القائم علي التصادم ما بين أحكام القانون الذي شرعه المجتمع وأحكام ومقتضيات الضمير الإنساني الأخلاقي . عرضت مسرحية مشهد من الجسر سنة 1956 في لندن ولقيت نجاحاً باهر وحلقت إلي بقاع العالم كله. والمسرحية من حيث مضمونها الإنشائي الأخلاقي، وتناولت مسرحية مشهد من الجسر القانون الجامد والذي يسنه مجتمع أناني يريد أن يحتكر ثروات القارة الأمريكية لنفسه والمتمثل بقانون الهجرة والإقامة إلا بترخيص خاص . بالضبط كما يحصل الآن في الولايات المتحدة الأمريكية من متابعة واضطهاد للمهاجرين غير الشرعيين كما يدعي النظام الأمريكي في مطاردة ومحاسبة الناس وخاصة العرب والمسلمين بحجة مكافحة الإرهاب والتعامل القسري واللا إنساني مع الكثير منهم . أما بخصوص مسرحية مشهد من الجسر فيجري هذا الصراع وبشكل خفي من خلال بطل المسرحية إيدي العامل في ميناء نيويورك ، عندما يهاجر اثنان من أبناء عم زوجته إلي أمريكا من إيطاليا
أما إيدي فقد قام بتربية وتنشئة وتعليم الفتاة الشابة كاثرين ابنة أخت زوجته والتي توفيت بعد وضعها . وقد أخذ ينمو شعور غريب في نفسه رغم تجاوزه الأربعين في حب الفتاة ، ويظهر ذلك جلياً من خلال المشهد الأول في المسرحية من خلال الاستقبال ولغة الحوار ما بين إيدي والفتاة كاثرين. وتتحول العلاقة في البيت إلي صراع والتعامل بقسوة والضغط المتزايد من قبل إيدي ضد كاثرين ثم تنتقل كل الأحداث عندما عرف وأحس إيدي بالعلاقة العاطفية الجديدة ما بين كاثرين والضيف الإيطالي الشاب رودلفو ويتطور الحب إلي مشروع زواج كوسيلة للشاب رودولفو للحصول علي الجنسية الأمريكية والتي ستحميه من شر شرطة الهجرة . وهذا ما دفع إيدي إلي الوشاية به لدي مكتب الهجرة، وكذلك تعامله السيء مع الشابة كاثرين والتصرف بأنانية وعصبية مع زوجته باتريسيا ومع الضيوف. ونتيجة لهذه الوشاية التي تثير ضيفه يشتبك ماركو الأخ الأكبر مع إيدي الذي يلقي حتفه. وبهذا تكون نهاية المسرحية ذات صفة ممكن أن نسميها فاجعة نتيجة للتصرف اللاأخلاقي للزوج إيدي ومحاولته إلحاق الأذي بالضيفين، وهذا السلوك المشين لا يرضي المتلقي ولا يثير أي تعاطف وما حصل له
ومسرحيات آرثر ميللر ذات طابع تقدمي مثل مسرحية موت بائع متجول ومسرحية كلهم أبنائي أما مسرحيته موضوع القراءة هنا مشهد من الجسر فلها قيمتها ودلالتها والاتجاه الفلسفي القائم علي التصادم ما بين أحكام القانون الذي شرعه المجتمع وأحكام ومقتضيات الضمير الإنساني الأخلاقي
إن المخرج كارل شيلكرين حافظ علي حقائق النفس البشرية وعناصر الصراع في داخلها والسيرة علي سلوكها وتوجيهها، والصراع بين القانون الوضعي والقانون الأخلاقي، وعندما يتعارض القانونان علي نحو ما هو حاصل في بلاد رأسمالية أنانية وقاسية كأمريكاوأدخل المؤلف والمخرج شخصية الراوي المحامي والذي يمثل رأي المؤلف ، ووضع مكتبه إلي يمين المسرح بالنسبة إلي المتلقي، وكان يمهد لكل مشهد أو يعقب علي المشهد السابق ويبرز دلالته النفسية واللاأخلاقية ويحاول المخرج كارل شيلكرين التركيز علي الشخصيات الموزعة والأحداث في يمين المسرح ويساره وفي الوسط، وهذا النوع من الإخراج يتطلب الدقة في الانتقال من مشهد إلي آخر حتي لا تبدو المسرحية مفككة بل ذات اتصال مستمر ووفق إيقاع معين
وكان الإخراج تقليدياً وخاصة في مشهد ظهور المحامي الفيري وإلقاء خطبته عن الأخلاق والقانون ودوافع السلوك المختلفة والمتصارعة في المسرحية
إيدي فهو أناني وعصبي المزاج وبالرغم من استعماله لبعض الحوارات الكوميدية لتلطيف الجو المسرحي والمتمثل في بعض المواقف
أما كاثرين الشابة فهي بريئة ولكنها تحولت بمرور الزمن إلي شخصية ذات انفعالات عنيفة وخاصة في مشاهد الحب العنيفة مع الشاب رودولفو
شخصية الزوجة كاثرين والتي أدتها الممثلة كونيلا رور فقد كانت أكثر اتزاناً وذات إيقاع هادئ وكيف لا وهي ممثلة كبيرة لها الكثير من الأدوار المهمة في التلفزيون وفي مسرح المدينة في ستوكهولم

[email protected]

ستوكهولم



#عصمان_فارس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاعرية تشيخوف وضحايا شكسبير وحياة مبنية على الكذب عند ابسن ت ...
- رقصة الموت. معالجة بريطانية علي مسرح سويدي
- إغتيال مارا في استوكهولم . مسرح حزين مفعم بالتفاؤل
- رواية الحرب والسلام على خشبة المسرح
- شكسبير يتجول في استوكهولم بأزياء معاصرة
- حسين الأنصاري: لا وجود لنهضة مسرحية عربية دون خطاب نقدي متطو ...
- المسرح التجاري يسخر من الشعب ويشوه قيمة الانسان ومثله العليا
- مسرحية الحرب في منتصف الشتاء
- الرواية والمخرج.. شحنة النص والرؤية علي الخشبة
- الملوك ونظرية المؤامرة في مسرحيات شكسبير التاريخية
- مسرحية الام الشجاعة ولعنة الحرب
- دماء الحرية تلطخ يدي ماكبث
- قراءة في قصائد الغربة لدى الشاعر خالد الخفاجي
- جسد الممثل علامة بصرية
- طقوس ايقاعية علي الخشبة تتشكل عبر الاجسام
- نساء مشحونات بالعاطفة في بيت برنارد ألبا
- مسرحية أوديب... التجريب علي نص كلاسيكي
- الانسان جزء من العصر الذي يعيش فيه


المزيد.....




- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - مسرحية مشهد من الجسر للكاتب آرثر ميللر: التصادم ما بين القانون والضمير الإنساني