|
اعترافات رجل استثنائي
ايفان علي عثمان
شاعر وكاتب وصحفي مستقل
(Evan Ali Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 795 - 2004 / 4 / 5 - 08:39
المحور:
الادب والفن
ايفان علي عثمان شاعر وكاتب من العراق انا رجل غير عادي انا رجل كلاسيكي يرفض القرن الواحد والعشرين يرفض العولمة والهيمنة والاستعمار انا رجل من عصر ذهبي ليس له مكان سوى المتاحف انا رجل يحتج في اليوم مئات المرات يصارع التكنولوجيا بالكلمات يكتب كل مساء ترنيمة الوداع يغني كل صباح انشودة الضياع انا رجل يستنجد بالخيال يحتاج للمسة انثوية صافية غير ملوثة بتعقيدات الحياة ويمارس الشعوذة في عالم الاموات انا رجل لست كأي رجل مفتول العضلات او تجربة لعملية الاستنساخ انا رجل يكره العبودية في اي مكان ويصارع الثيران في حلبة مليئة بالفئران انا رجل قادم من عصر بلا الوان مليء بالألغاز والذكريات يحاول النسيان يتذكر الحرمان يحلم بالثوران يقاتل لكائن اسمه ( الانسان ) انا رجل اعترف مئات المرات بحبه لملكة فؤاده التي لا يهمها سوى المكياج والسيارات لملكة حارب من اجلها كل الفرسان كل الشجعان كل العشاق كل الجبناء كل الشعراء انا رجل استثنائي مختلف عن كل الرجال ليست لديه عيوب وميزات مصنوع من الرخام بل من الرماد انا رجل يكافح من اجل البقاء لكي يستحق الحياة مع النساء انا رجل دخل القرن الواحد والعشرين حاملا هزيمته على الاكتاف وانهار مع الايام وتفكك الى اجزاء وكل جزء تبعثر لقطرات وكل قطرة تحولت الى زهرة وكل زهرة ماتت تعبيرا عن تعاطفها مع ( الانسان ) انا رجل استثنائي يحب الترحال ويعشق الصحراء في كل رحلة لديه صديقة وفي كل صحراء لديه رفيقة وها هو الان يتجول في البلدان يبحث عن صديقة او رفيقة عساه لم يعرفها قبل الان انا رجل حطم الرقم القياسي لكثرة تعاطيه العشق والغرام مع النساء لكثرة ادمانه على جميع الاصناف من بيضاء وسوداء وشقراء انا رجل بعد منتصف كل ليلة يتذكر متى ولد ويحتقر نفسه لانه ولد وبعدها ينام بهدوء ويحلم بالنسيان انا رجل ايقن ان الحب جنون بعدما احب امرأة تلبس في كل يوم فستانا وفي كل يوم حذاءا انا رجل تناثرت كلماته وهو على اعتاب القرن العشرين وتناثرت الحانه قبل ان يولد انا رجل انتهت صلاحيته وهو ما زال على قيد الحياة ورمي في سلة العشاق واحرق بعود ثقاب قبل ان يخاطب عشيقاته البيضاء والسمراء والشقراء انا رجل لحسن الحظ غير مذكور في الصفحات السوداء ولم يذكر حتى في الصفحات البيضاء انا رجل يصطاد الاوهام في عالم مكتظ بالأحلام في عالم طبول الحرب تقرع على الابواب في ثوان نعرف كم مليون سينام وكم مليون سيفاق انا رجل صمد امام الاعصار وانهار امام الزلزال واستيقظ قبل فوات الاوان لعله يعيد التجربة مع الايام بكل صبر وايمان ولكنه هذه المرة صمد امام الزلزال وانهار امام الاعصار انا رجل يحب كل الاناث ويتغزل في كل امرأة يصادفها حتى وان كانت صماء او عمياء او خرساء انا رجل مهدد بالانقراض يهرب من عصر لآخر بأستمرار لا يتوقف مثل الماء يبحث عن عصر استثنائي به قوانين كلاسيكية تحميه من الانقراض انا رجل لا يحتاج سوى لورقة وقلم ليتذكر عصره الذهبي ويتغزل بعشيقاته الثلاث ويكتب تأريخ رجل غير عادي عاش في عصر كلاسيكي انا رجل تعلم القمار وجازف بالملايين على طاولة الاقوياء ومارس الالعاب بكل خفية من وراء الستار وترعرع على مائدة الروليت التي كانت النقطة الوحيدة السوداء في تأريخ النبلاء انا رجل يراهن بحياته على الحصان الاسود المهزوم في كل الحلبات انا رجل عشق الفن التشكيلي ونقش بريشته على الاوراق هزائمه ليرسم كل يوم عشرات اللوحات وكل لوحة تشبه الاخرى في الالوان انا رجل تعشقني كل النساء وانا وراء القضبان في كل قضيب اسطورة تحكي الحنين والاحزان انا رجل تطارده اجساد الفاتنات وتعتقله بتهمة العصيان انا رجل مستهدف من الجميلات في كل يوم تطارده كتيبة من السيقان والشفاه وتعتقله بتهمة عدم الانصياع انا رجل غير عادي محكو م عليه بالموت او بالعيش في سجن النساء انا رجل استثنائي يرحل من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية لعله يصادف امرأة استثنائية انا رجل يهوى الابداع بكل الاشكال وينتظر الفرصة في نهاية كل عام ليقول ما يجب ان يقال انا رجل يتناول الادب بشراهة ويفترس الشعر كالمرأة الحبلى لحين موعد الولادة انا رجل مبرمج يسير عكس التيار صعب عليه ان يتفادى الاخطار لأنه دوما على صواب انا رجل انتظر لسنوات وفي النهاية يقف في مفترق طرق ويرجع للبداية ليرى امامه مفترق طرق اخر انا رجل قدره ان يحزن للفقير والتعيس واليائس والغني الى اخر يوم قبل ان يتقاعد عن التفكير انا رجل في جميع الاحوال قطعة من القماش تكتب عليه مئات القصائد في مطلع كل قصيدة توجد انهار من الدموع تنتظر مصيرها لتدفن مع القماش انا رجل مركون على الرف لحين تعديل القوانين غارق في الغبار من اجل تهمة اسمها ( الصمت والصراخ ) انا رجل يعاني مرضا مزمنا ليس له قانون اسمه ( الضياع ) انا رجل يتربع على عرش يحرسه ثلاثة من الاوغاد ( الصمت والحب والحياة ) ممنوع عليه ان يضع التاج على الطاولة والصولجان على الهاوية لان الحراس نائمون وعيونهم تحرس الملك والعرش والتاج والصولجان انا رجل مغرم بالهستيريا وعبد للشيزوفرينيا وطفل بين احضان تمثال الحرية انا رجل ينتظر معجزة من الاقلام والاوراق البيضاء ليدون اعترافات رجل استثنائي
ايفان علي عثمان شاعر وكاتب من العراق
#ايفان_علي_عثمان (هاشتاغ)
Evan_Ali_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|