بائعة السكائر

سعد الفائز

الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 01:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

من منا لم يقراء الرواية الرائعة للكاتب هانس كريستيان بائعة اعواد الثقاب والتي تحكي معاناة طفلة فقيرة بعمر الزهور لم تجد حلاً لمأساتها الشديدة وفقرها المدقع سوى بيعها لأعواد الثقاب في برد شتائي قاتل . مرت تلك الرواية على ذهني وانا اقف امام امرأة عراقية في السبعين من عمرها المتهالك وهي تبيع السكائر في احد شوارع مدينة الكاظمية المقدسة التي تعج والحمد لله بالعلماء والصالحين والكثير من المؤسسات الدينية والفقهية . لاكن يبدو ان حظ تلك العجوز لم يحالفها في (الخمس ) او الزكاة ؟ او لنقل بصراحة اكبر لم تقع عين احد المشايخ عليها ربما هو مشغول بكتابة لطمية ساخنة او محاظرة من تلك الشقشقيات ربما ؟على كل حال وجدت نفسي اجري خلفها بسرعة وعشرات الاسئلة تدور في راسي .قلت لها ما سر امتهانها هاذِه المهنة التي اجد من الغرابة على امراةء في مثل سنك ان تعمل بها ؟ فاْجابتني تلك العجوز وبصوت قد اثقلته السنين وشغف الحياة ( يمة وين اروح ومن يطيني ) . صحيح ان من حق المراة ان تعمل كما يعمل الرجل دون تفرقة عنصرية أو طبقية ولا سيما في زمن الحرية والديمقراطية . فهناك الطبيبة والمهندسة والموظفة وربة البيت و الفلاحة والعاملة والكثير من المهن التي مارستها المراة العراقية في بلد تعيش فيه الى جنب اخيها الرجل لتسانده في الحياة بألمها وسعادتها .المرأة العراقية تستحق منا الكثير والكثير فهي الأم والأخت والزوجة والحبيبة . ثم ياسادة ياكرام اليس من حق المراة العراقية ان تعيش بكرامة وان ترفع رأسها من وسط هاذا الركام القبلي والتخلف الفكري والعشائري المقيت . ثم اين نحن من تراثنا الاسلامي الحنيف وقد اعطى للمراة المكانة العالية التي تليق بها .اولم نقراء الحديث النبوي الشريف وهو يوصينا بالمراة وقد قال النبي محمد ( ص ) ما أكرمها الا كريم ولا اهانها الا لئيم . اليس من صميم الاسرة والمجتمع الاعتناء بها ورعايتها كي لاتقع اسيرة الفقر والحرمان لتسقط اخيراً في قاع الرذيلة والانحراف من يئتمن على نسائنا في زمن شاركتنا عذاب الطائفية وسيارات التفخيخ القادمة من كهوف الظلام والتخلف . وما دور وزارة المراة العراقية ومنظمات المجتمع المدني في العراق من قظية المراة وهمومها . صرخة لابد منها لعلنا نسمع صداها في اروقة برلمان تليت عليه سورة الموؤدة ؟
الكاتب . سعد الفائــز
Sad [email protected]

#سعد_الفائز (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات