أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - توجهات السياسة الخارجية التركية














المزيد.....

توجهات السياسة الخارجية التركية


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2576 - 2009 / 3 / 5 - 08:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركيا دولة كبيرة تشغل حيزا استراتيجيا مهما، يطل على رقعٍ استراتيجية هامة: أوروبا والبلقان والبحر الأبيض المتوسط والعالم العربي من جهة، وروسيا وآسيا الوسطى ومنطقة القوقاز من جهة ثانية.
‏‏لقد شهدت السياسة الخارجية التركية، خاصة منذ وصول حزب " العدالة والتنمية " إلى الحكم في العام 2002، تغيّرات عدة في التوجهات والتحركات، إذ باتت تعتمد على تعدد العلاقات وعدم حصرها في محور واحد، الأمر الذي حوّل تركيا إلى مركز في السياسة الدولية، بعدما كانت تعتاش على أطراف حلف " الناتو ". فوسط العواصف المندلعة قرب حدودها تحتفظ تركيا بهدوئها وحساباتها الواقعية، تسعى إلى إبعاد النار عن داخلها، وتحاول لعب دور الإطفائي حيث تستطيع، وتقدم نفسها كقوة استقرار في المنطقة، محاولة توظيف قدرتها على التحدث إلى الجميع.
لقد أدركت القيادة التركية أنّ قصة الشرق الأوسط السياسية في المدى المتوسط ستتلخص في مفهومين أساسيين: أولهما، مفهوم السلام كحزام أمن للوضع الإقليمي بين الدول. وثانيهما، التحول المؤسسي القائم على مجموعة قيم عالمية مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والشفافية والحكم الصالح. كما أدركت أنّ انهيار الشرق الأوسط القديم يسبب فراغا استراتيجيا كبيرا يثير شهية أطراف محلية وأجنبية عديدة، ويعطي للقوى المختلفة الشعور بهامش أكبر للحركة المستقلة، ويدفعها إلى التطلع إلى سياسات بديلة، والبحث عن استقطابات لم يكن من الممكن تصورها من قبل.
وهكذا، فإنّ دور تركيا الصاعد في الشرق الأوسط، يهدف إلى ترشيد التفاعلات الإقليمية، وذلك لأسباب ثلاثة على الأقل: أولها، أنها تحتفظ بعلاقات قوية مع إسرائيل والفلسطينيين. وثانيها، علاقاتها الطيبة مع أطراف الانقسام في المنطقة من سورية وإيران على جانب إلى مصر والسعودية على الجانب الآخر. وثالثها، الذي يجعل دورها مؤكدا، يتعلق بسياستها العقلانية بوجه عام.
ومنذ العام 2006 أدركت تركيا أنّ تحركها تجاه لبنان سيمنحها فرصة التدخل المباشر على خط إقليمي ساخن، يحمل لها فرصة العودة إلى الساحة الإقليمية، التي أهملتها لسنوات طويلة، ويمكّنها من حل العديد من قضاياها العالقة مع العديد من اللاعبين المحليين والإقليميين، ويسهّل لها جمع المزيد من النقاط وتسجيل أهداف غير متوقعة في مرامي الكثيرين. كما يبدو أنّ التحرك التركي تجاه غزة قد منحها فرصة الدخول على خط إقليمي ساخن آخر، يسهّل لها جمع المزيد من النقاط لصالح ديبلوماسيتها النشطة، من خلال: المشاركة التركية في أية قوات دولية، والمساهمة في إعادة إعمار غزة.
لقد جاء تحرك رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لاستعادة بعض الوهج في الدور التركي، كما أنّ التحرك التركي رسالة إلى الأوروبيين أنّ تركيا ضرورة لهم في الشرق الأوسط وأنّ أي استقرار في المنطقة، تنشده أوروبا، غير ممكن من دون مساعدة تركيا، القادرة على التواصل بسهولة مع إيران وسورية، وتنسيق بعض الملفات مع مصر والمملكة العربية السعودية.
لقد أثبتت تركيا أنها تمثل رقما صعبا في المنطقة، كما أنّ موقفها من العدوان على غزة سيسهم في فتح آفاق جديدة وواعدة للعلاقات العربية - التركية، وبخاصة بعد أن أثبتت أحداث العدوان حيوية الدور التركي وحياديته في التعاطي مع قضايا المنطقة، وهو ما يرشحها لأن تصبح لاعبا أساسيا في المعادلة السياسية القائمة والمستقبلية المتعلقة بالصراع العربي - الإسرائيلي، كونها أتقنت استثمار علاقاتها مع طرفي الصراع بشكل أعطى انطباعا عن مدى شفافية وموضوعية الدور التركي.
أما الأجندة الخفية للوئام الحذر التركي - الإيراني، فلعل أهم ما تنطوي عليه أجندة هذا الوئام هو استفزاز وابتزاز أوروبا، بأنه في حال وجود أية ممانعة أو رفض للمسعى التركي في الانضمام لأوروبا، فإنّ ذلك سيعيد تركيا إلى ماضيها الإسلامي، بما ينطوي عليه ذلك من تغذية الأصولية والتطرف المجاور لأوروبا. كما تنطوي هذه الأجندة على استفزاز وابتزاز للأمريكيين أيضا، وإفهامهم بضرورة الاستجابة للمطالب التركية، لجهة لجم الطموح الكردي العراقي في إقامة دولة مستقلة في العراق.
وفي هذا السياق، يبدو أنّ الالتحاق التركي بالاتحاد الأوروبي، بالنسبة لحزب " العدالة والتنمية "، يهدف إلى تحقيق المعادلة: تركيا أوروبية بدون التنكر لتاريخها وهوية شعبها الدينية، وهو أيضا وسيلة للإصلاح الداخلي. فعبر الطريق الأوروبي ومعاييره يأمل قادة الحزب أن يصلوا إلى تحجيم المؤسسة العسكرية وإخراجها من الساحة السياسية، إضافة إلى توظيف المعايير الأوروبية في مجالي حقوق الإنسان وحقوق الأقليات لوضع نهاية لحرب الدولة التركية الحديثة على القومية الكردية.
كما يجدر بنا إدراك مدى الأهمية التي تتمتع بها تركيا لدى الاستراتيجية الأمريكية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، إذ نلاحظ أنّ الإدارة الأمريكية هي اليوم تحتاج إلى تركيا أكثر من أي وقت مضى، لكي تلعب دورا في سلسلة من الأدوار في الشرق الأوسط الجديد.





#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكرون الماركسيون والمسألة القومية (1)
- الاتحاد المغاربي .. إلى أين ؟
- الأسس النظرية لأهم قضايا المسألة القومية (4)
- الأسس النظرية لأهم قضايا المسألة القومية (3)
- مفاهيم ومصطلحات أهم قضايا المسألة القومية (2)
- محاولة تحديد أهم قضايا المسألة القومية (1)
- الانتخابات الإسرائيلية تشرعن التطرف والعنصرية
- مدلولات الانتخابات العراقية
- مجتمع المعرفة وتحدياته في العالم العربي (2)
- مجتمع المعرفة وتحدياته في العالم العربي (1)
- مجتمع المعرفة وتحدياته في العالم العربي (3)
- أولوية ترتيب البيت الفلسطيني
- تركيا الصاعدة في الشرق الأوسط
- هل يكفي الغضب العربي لنصرة أهل غزة ؟
- القوة - الذكية - للسياسة الخارجية الأمريكية
- محرقة غزة .. إلى أين ؟
- المخاطر المحيطة بعرب إسرائيل
- الحل الوسط في الصحراء الغربية
- هل يكسب الفلسطينيون الرهان ؟
- حسيب بن عمّار .. وداعا


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - توجهات السياسة الخارجية التركية