أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - في المفاضلة بين القتلة و الحرامية














المزيد.....

في المفاضلة بين القتلة و الحرامية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2559 - 2009 / 2 / 16 - 06:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتوالى النكات السمجة , و يستطيع المنظرون الفكاهيون أن يستمروا باتحافنا بالمزيد منها , و الظروف تخدمهم للأسف , فهي تستمر بإمدادهم بالكثير من مصادر التهريج الضرورية لخلق المزيد من الفكاهة , الحذاء الذي ودع بوش , انتخابات تجري و تجري , و ينتظر أن تجري , وسط صراخ مرتفع صم آذاننا عن احتمالات فوز أحد الخصوم أو مخاطر هذا الربح أو الخسارة , استبدال كاوبوي بأسود يرتدي بزة الرجل الأبيض , اجتماعات قمة و تصريحات و حروب تخاض في المؤتمرات الصحفية و منازل الفقراء , و فقر و سجون تتطاول و تقتحم كل مكان في حياتنا..يحتدم الصراع كعادته و تحتدم معه سوق التحليلات السياسية , هذا التهريج الذي يمارس بكل جدية لصالح هذا السيد أو ذلك , للتعويض غالبا عن العجز الفكري و التخلف السياسي و حتى التأتأة اللغوية التي يعاني منها سادتنا من بشار الأسد إلى "العاهل" السعودي , مع ضرورة الإشادة بالملك الأردني و بسعد الحريري للمجهود الذي بذلاه و للتطور الملحوظ في قدرتهما على الكلام بطلاقة أكثر و التخلص جزئيا من مظهر الغبي الذي يردد فقط ما كتب له...لمن لا يصدق أن رجال الدين يملكون حس فكاهة لا يقل عن خصومهم العلمانيين , يمكنه أن يستمع لإعلام نظام الملالي في إيران و هو يتحدث عن المستضعفين و الاستكبار , بعد أن فرض هذا النظام نفسه المستكبر الوحيد في إيران على حساب المستضعفين الإيرانيين أولا , يفكر بالانضمام للدائرة الأوسع من المستكبرين في الخليج و ربما ما أبعد من ذلك , "كممثل عن المستضعفين" , في الحقيقة يؤكد منظرو كل طرف أن توليه الحكم و التحكم بنا و بعالمنا و خاصة بخيرات بلادنا هو المخرج الفعلي لكل الأزمات التي تداهمنا من كل صوب , تماما كما يعتبر النظام الإيراني نفسه أفضل ممثل عن المستضعفين الذين يقمعهم يعتبر كل زعيم في الطبقة السياسية المتنافسة في لبنان و العراق أنه أفضل من يحكم و يتحكم بنا , و هناك مثقفون و منظرون لا تنقصهم الفكاهة للقسم على ذلك بأغلظ الأيمان أو "بشرفهم" عند اللزوم , و عالميا يتجدد النقاش الذي دار لعقود طويلة عن الحاكم الأفضل للعالم : ستالين أم هتلر , الذي سماه بعض العرب يومها بالشيخ تيمنا و رجاء التخلص من مستعمريهم الانكليز و الفرنسيين , أم تشرشل أم كليمنصو , خروتشوف أم كينيدي , اليوم يتقدم كل طرف بمرشح جديد , أمريكا التي تحاول الهرب من أزمة وول ستريت التي يدفع ثمنها , تماما كما في أفريقيا السوداء أو كوريا الشمالية مثلا , الناس العاديين الذين يفقدون بيوتهم و وظائفهم و عمليا حياتهم للإبقاء على أرباح و قصور الأغنياء , الذين يأخذون شكل لوردات الحرب أو بزنس المقاومة حينا كما في دارفور أو بزنس القرصنة حينا آخرا كما في الصومال , أو شكل البيروقراطية الحزبية و العسكرية في كوريا الشمالية , أمريكا اليوم تقدم واحدا من عبيدها السابقين كمظهر ضروري لإعطاء الحديث عن التغيير شيئا من الجدية و المصداقية , أما روسيا فهي وفاء لتقاليدها العريقة من الشرطة السرية القيصرية إلى التشيكا فالكي جي بي تقدم رئيس جهاز مخابراتها الأسبق , من سيحكمنا , من هو أفضل المرشحين لحكمنا , ليس هذا فقط ما يشغل هؤلاء المهرجين في هذا السيرك , بل إنهم كالعادة أيضا يفصلون و يشرحون بالتفصيل مخاطر انتصار الطرف الآخر , كاديما أو الليكود , 14 آذار أم 8 آذار , الإصلاحيون أم المتشددون في إيران , فتح أم حماس , لكن القضية هي في الحقيقة على الشكل التالي : أيهما أفضل للهنود الحمر : أن ينتخب رئيس جمهوري أم ديمقراطي للبيت الأبيض ؟ أيهما أفضل للعمال : رأسمالي تقليدي أم مدير بيروقراطي ستاليني ؟ أيهما أفضل للباحثين عن الحرية : مستبد أصولي أم علماني ؟ لا يجيب المحللون الكوميديون على السؤال الأهم هنا لسبب واضح جدا : ما الفرق بين أن تنتهي عوائد النفط الخليجية في جيوب ملالي طهران أو شيوخ و أمراء آل ثاني أو ثالث أو رابع على الضفة الأخرى من الخليج ؟ ما الفرق بين أن يموت الفلسطينيون على أيدي باراك أو نتنياهو أو ليفني ؟ ما الفرق بين أن يقوم نبيه بري أو سعد الحريري بنهب ميزانية الدولة اللبنانية , الوظيفة الأساسية لها بنظر الطبقة السياسية , ما الفرق بين أن يمثل الموارنة جعجع أو العماد عون أو السيد فرنجية , أبعد من عداء هذه الطائفة أو تلك أي أبعد من الجدل عن الطائفة العدو و الطائفة الصديق , و أبعد من الجدل عن أفضل ممثل أو شريك من بين لوردات الحرب و أمراء الإقطاع السياسي الموارنة في الطبقة السياسية العليا التي نهبت و ستنهب البلد , يملك المحللون و المنظرون ما يكفي من الوسائل و الحماسة للاستمرار في عروضهم الكوميدية , و يملك البشر في شرقنا و في العالم ما يكفي من القهر و البؤس ليس فقط للضحك على هذا السيرك المستمر دون توقف , بل لتحويله إلى عالم خاص بهم , يشارك فيه الجميع كبشر متساوين و فقط كبشر متساوين....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا من الرأسمالية إلى الإمبريالية
- الأخلاق : فضائل الدولة لميخائيل باكونين
- عن الشهادة و الشهداء
- لا تسجد
- جدل مع مقال الأستاذ ياسين الحاج صالح عن المجتمع المكشوف
- في مديح الديكتاتور مهداة للرفيق ستالين
- محمود درويش من أحمد الزعتر ( 1977 ) إلى خطبة الهندي الأحمر ( ...
- المعارضة الليبرالية الديمقراطية للأناركية
- عن هويتنا كبشر
- تعليق على دفاع الأستاذ غياث نعيسة عن الماركسية الثورية
- لا دولة واحدة و لا دولتين , بل لا دولة
- وا معتصماه ! : أمجاد الجنرالات و عالم الصغار
- ملحمة غزة
- استخدام البشرة السوداء لكينغ و أوباما لتحسين الحلم الأمريكي
- بيان أممي شيوعي أناركي عن الوضع في غزة إسرائيل
- مولاي قراقوش
- الحقيقة عن غزة
- أموت خجلا يا غزة
- أنظمة رأسمالية الدولة البيروقراطية : مقاربة
- لقطات من الحرب على غزة


المزيد.....




- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...
- انتقد حماس بمظاهرة.. تفاصيل مروعة عن مصير شاب في غزة شارك با ...
- أخطاء شائعة تفقد وجبة الفطور فوائدها
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن توسيع العملية العسكرية في غزة، و ...
- إيطاليا تستهل محاكمة أنطونيلو لوفاتو الذي ترك عاملًا هنديا ل ...
- Oppo تزيح الستار عن هاتفها المتطور
- خسارة وزن أكبر وصحة أفضل بثلاثة أيام صوم فقط!
- دواء جديد قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب المفاجئة بنسبة ...
- خطة ترامب السرية


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - في المفاضلة بين القتلة و الحرامية