حزب العمال الشيوعي الروسي
الحوار المتمدن-العدد: 778 - 2004 / 3 / 19 - 09:58
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
استخدام طرائق النضال البرلمانية
نحن ليس مطروحاً بالنسبة إلينا السؤال المبدئي: أنستخدم أم لا نستخدم أشكال النضال البرلمانية؟ فالسؤال الذي نتوقف عنده هو كيف نستخدمها الاستخدام الصحيح، فلا نقع فريسة الاعتماد عليها إلى حد "البلاهة البرلمانية".
في العام 2003 أثارت حملة انتخابات الدوما أشد الاهتمام وأكثر الجدال وحتى تصادم الآراء المتعارضة كل التعارض. وإنكم لتذكرون أن المؤتمر الثالث لحزب العمال الشيوعي الروسي- حزب الشيوعيين الروسي اتخذ القرار النهائي في شأنها وهو واعٍ دون شك لكل سلبيات الوضع المترتبة عن عدم تنفيذ الحزب الشيوعي الروسي لوعوده. وقد حصلنا على مقعد واحد في الدوما بنتيجة الانتخابات التي حصلت فيها كتلة الحزب الشيوعي على نسبة 12,7 بالمائة.
إن اللجنة المركزية إذ تقيم نتائج الانتخابات، بما في ذلك انخفاض شعبية الحزب الشيوعي، تعتبر أن اختيار تكتيك المشاركة في الانتخابات على الرغم من كل ما اعتور العلاقات مع الحزب الشيوعي الروسي كان اختيارا سليماً تدعمه الحجج التالية:
1. أكدت الانتخابات مجددا تقييم الحزب الأساسي لضغوط السلطة الحاكمة وقحتها التي لا سابق لها. في ظل ظروف كهذه سيخدم أي تفتيت للقوى مصلحة النظام.
2. لم يكن من وجود أصلا للمادة البشرية التنظيمية في شكل منظمات سياسية يسارية قادرة على بناء كتلة إلى يسار الحزب الشيوعي الروسي بما أن البناء الناجح لكتلة كهذه لا يتحدد بزمن بدء التفاهم مع هذا أو ذاك من القادة بقدر ما يتحدد بالمضمون السياسي الفعلي لكل من المتفاهمين. وقد بينت التجربة أن كتلة "رودينا" (الوطن) بقيادة غلازييف وروغوزين اتخذت مكانا لها بعيداً إلى يمين الحزب الشيوعي الروسي (كان رأي غلازييف في سياق التفاوض معه أن تشكيل كتلة تضم حزب العمال الشيوعي الروسي- حزب الشيوعيين الروسي و"رودينا" سيكون من الخطل بمكان، وهو حسب رأيه غير ممكن). وأثبت حزب العمل الروسي هو الآخر عدم تجانسه داخلياً (بل انعدام شيوعيته أيضا) حين انقسم في الانتخابات إلى قسمين: الأول ساند بورودين واتحاده "الأوراسي"، والثاني دخل في تحالف مع غلازييف.
3. صيغة خوض حزب العمال الشيوعي الانتخابات هذه بمفرده كانت ستحمل من السلبيات إلى جانب شرذمة القوى السياسية احتمال الفشل في الحصول على 250 ألف توقيع لتسجيل لائحته الانتخابية أو في اجتياز حاجز الـ2 بالمائة.
بالنسبة إلى نتائج الانتخابات البرلمانية عام 2003 ونيل مقعد واحد في الدوما تنطلق اللجنة المركزية لحزبنا من أن علينا أن نستفيد من هذا الواقع كل الاستفادة، أي أن:
- يملك ممثلنا في البرلمان الحرية الكاملة (بعيدا عن الانضباط داخل الكتلة)؛
- نستخدم الدوما منبرا سياسيا للجهر بموقف الحزب والدعاية له؛
- نتفاعل مع النواب من ذوي الاتجاه اليساري، أعضاء الحزب الشيوعي الروسي و"رودينا" وغيرهما؛
- نستخدم الإمكانيات التنظيمية لتدعيم هيكلية الحركة العمالية وتنظيماتها؛
- نستفيد من طاقات البرلمان لإنشاء بنية إدارية للجنة المركزية في موسكو؛
- نعمل على تنظيم مركز صحافي في موسكو.
الوضع في الحركة اليسارية
تضاؤل شعبية الحزب الشيوعي الروسي وتدني نتيجته في الانتخابات النيابية التدني الكبير كانا برأينا محصلة لسياسته التي انتهجها سنوات وسنوات، سياسة الانحراف يميناً، في اتجاه ما سمي بالمعارضة الوطنية غير الطبقية لأنصار عظمة الدولة، سياسة الاتفاقيات الدائمة مع النظام في شأن هذه المسألة أو تلك. كل هذا انتهى إلى خسارة حتمية للنفوذ والتأثير في الجماهير رافقها التشكي من أن النظام "يسرق شعاراتنا". والحزب الشيوعي الروسي يعاني اليوم من صراعات داخلية مضنية، ولكن من الواجب علينا أن نؤكد أن هذه الصراعات ليست بين يسار ويمين في الحزب، بين شيوعيين واشتراكيين ديموقراطيين، بل هو صراع بين يمينيين ومن هم أكثر يمينيةً، بين مرتدّين و- إذا صح التعبير- "انتهازيين شرفاء". في هذا الصدد نقدّر أن لا أفق تقريبا ليعود الحزب الشيوعي الروسي إلى سياسة يسارية، إلى مواقع شيوعية حقاً، وما علينا إلا أن نبني علاقتنا وتفاعلنا معه على قاعدة كونه حزباً اشتراكياً ديموقراطياً عادياً على خلفية النظام البرجوازي القائم، ونخوض معه الصراع الأيديولوجي والنظري المناسب.
عمل الحزب النظري والأيديولوجي
يمكن أن نفرد هنا مرحلة العمل على صياغة برنامج الحزب في سياق توحيد حزب العمال الشيوعي الروسي وحزب الشيوعيين الروسي، ومرحلة دراسة تطورات ما يسمى الاستقرار في سياسة بوتين كمرحلة من مراحل النضال الطبقي هي استمرار للسياسة اليلتسينية.
إلا أن اللجنة المركزية ترى أن العمل الأهم هنا ليس حتى الصياغات النظرية وتطوير الفكر العلمي، بل هو تنظيم التدريس والتدريب داخل الحزب في كل حلقاته من منظمات القاعدة إلى الحلقات المركزية.
حول سياسة الحزب بين الشبيبة
... يكتسب أهمية كبيرة العمل التحريضي لجذب انتباه الشبيبة إلى حزبنا موقع الكومسومول وموقع www.communist.ru الذي يديره أعضاء الحزب الشباب.
وعلى الرغم من النجاحات المحققة تبين دراسة وضع الحزب اليوم أن 90 بالمائة من أمناء منظمات المناطق هم من الرفاق الذين أسسوا حزبينا المتحدين في العام 1991. ولذا تنطرح اليوم مهمة إعادة الشباب إلى الحزب من خلال انتخاب مزيد من الشبان والشابات إلى الهيئات الحزبية القيادية على كل المستويات. فهذا سينشط العمل ويرفد الحزب بأفكار جديدة وقرارات فريدة من نوعها.
التنظيم هو الأساس
إن إنشاء قاعدة تنظيمية متينة للحزب ليس أقل أهمية من أيديولوجية الحزب. في هذا السياق قال أحد رفاقنا الموقرين بعد أن تعرف إلى نشاط حزب العمل التركي: إذا كان ثمة تنظيم قوي وبعض النواقص في البرنامج، فإن هذا يبقى حزباً رغم كل شيء إذ إنه عندما يكون هناك تنظيم قوي وله "عضلات" فبإمكانه أن يصحح برنامجه ويوصله إلى أفضل حالة. أما إذا كان هناك برنامج رائع وصحيح تماما ولكن لا تنظيم، فهذا ليس بحزب. هذا في أحسن الأحوال حلقة تضم أشخاصا جيدين وأفكارا صحيحة، ولكن ليس بمقدورها أن تؤثر في الوضع.
لكن الأهم مع ذلك في ميدان البناء الحزبي هو أن التنظيم يجب أن يرتبط بعيش الجماهير الفعلي. على الحزب أن ينشغل بالقضايا التي تهم اليوم أهلنا ولا سيما طبقتنا العاملة. وببسيط العبارة: يجب أن نكون لازمين للناس، أن يندمج نشاطنا الحزبي في حياة الطبقة العاملة اليومية.
#حزب_العمال_الشيوعي_الروسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟