أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ابراهيم البهرزي - مراثي الذين ما التقيتهم اسفا ..وهي تسبق مراثي من التقيهم وجلا














المزيد.....

مراثي الذين ما التقيتهم اسفا ..وهي تسبق مراثي من التقيهم وجلا


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 09:08
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


مراثي الذين لا اعرف ..مقدمة لمراثي الذين عرفت


مات قبل بضعة أيام .(أمير الدراجي )
قبله ببضعة أيام أيضا ..ماتت (تحرير السماوي )
آخرون يموتون أيضا –ربما في هذه اللحظة – ممن اعرف ولا اعرف دون أن يدري احد بموتهم ..
هنا في بلاد السواد ..حين يصل خبر موت صديق لك أو حتى إنسانا تعرفه ..يكون الوقت قد مضى على التزام الحداد ..وربما فسحة الذكرى الأربعينية ايضا ..

قدر للعراقيين أن يموتوا فرادى ..حتى في بلدانهم ...وأتطرف شخصيا لأقول
حتى في أحضان نسوتهم !!
شخصيا لا اعرف (أمير الدراجي ) إلا من خلال قراءاتي لما يكتب – واحسب أن هذه الطريقة من المعرفة هي أرقى درجات الصداقة ...فلا مصالح ولا مكائد.
أحببت طريقة اجتراحه المفردات ..وأنا لا اعرف شيئا على الإطلاق .
لا عن جيله
أو منبته
او ملجئه ...
وكنت اقلق –كعادتي –في هذا الزمن الكتوم .....عن غياب كاتب عن الكتابة .!!!
لان بعض من اعرف ممن يكتبون –في المنفى والبلاد- يعيش وحيدا !!!
ومن يعش وحيدا .لن تخبر عن موته غير بومة الرائحة ....

رسمت لي( تحرير السماوي ) في سبعينات القرن المنصرم لوحة شديدة المرح مرافقة لقصيدة أطفال نشرتها يومذاك في جريدة (طريق الشعب ) ..ذلك فيما بعد النصف الثاني من السبعينات ....

لم التق كالعادة بالسيدة (تحرير السماوي ) مطلقا
ولم اعرف في ثمانينات العقد المنصرم أين ذهب الذين كنت أتمنى رؤيتهم ..ما اعرفه انهم تشتتوا ..كل حسبما أتيح له منفذ للهجيج....
ذاك لأني ما كنت أطيق رؤية خلقتي
.. الزمان بجميع مراياه كان مشوشا ..والحياة بجميع قاماتها كانت منحنية تكابد الكساح الدكتاتوري ..

سيموت بعد شهور قليلة ..إن لم تكن أياما ..الكثير ممن كنت احلم بمنادمتهم طوال الليالي:
ولا فرق إن ماتوا في غربة المنفى أو غربة الوطن !!
(سيعجب الكثير من مفردة غربة الوطن ....ولأجل أن اخفف عن قلبه ورأسه تشويش العجب ...أقول له ..إنني امتلك من الصحبة جيلا كاملا .مقيما في بلادي ,ما غادرها قطعا ..غير أنني لم التقيه طوال أكثر من ربع قرن !!

فبعد حواجز الدكتاتورية والمراقبة الأمنية
حلت مفارز الطائفية والانتقام الأعمى .

(وحدن
بيبقوا
مثل زهر البيلسان
وحدن بيرحلوا
متل أوراق الزمان .....



وتضع فيروز كحل الدمع صباحا في عينيك .....

استطيع أن أتعامل مع الموت بأريحية شديدة !!!
لأنه مثل الحياة التي تعاملت معها بسخرية مفرطة .
ولكنني لا استطيع احتمال غياب الآخرين الذين لم يستعدوا ولا يريدون الإيمان بفكرتي عن الموت والحياة ,والذين يملكون من الأحلام المؤجلة على حساب البقاء...احمالا!!
لا استطيع احتمال برود المشاعر إزاء رحيلهم الذي لم يحسبوا لخياناته حسابا .....
حولي من المتقدمين على ناصية الموت الكثير
بفعل تمادي الأعمار
أو بفعل الأمراض
أو بفعل بطاقات يانصيب الأيام ...

يموت من أصدقائي الذين إن أسميتهم فلن يثيروا بذهن احد شيئا ..لأنهم ببساطة :
لم يعيشوا حياة جديرة بالذكرى ..لقد عبروا بصمت الخدم في ولائم الحياة اللئيمة .

ويموت بعيدا عن حياتي نفر آخر
لم –ولن بعد, بالطبع –التقيهم ..فاجمع ذكرى هؤلاء باؤلئك معا ..
علني استطيع اكتشاف مغزى موت العراقيين المفرط ...والذي اخجل الحياة نفسها ...لكساده ..

في رحيل (أمير الدراجي ) و(تحرير السماوي ) و (كاظم فارس) الذي لم ينوه به غير متحسس آخر للموت غير مبال به ..صديقي مقداد ....(مقداد عبد الرضا طبعا ) وآخرون ربما لم تسنح لهم المعرفة بمقداد او ابراهيم .....



يرحلون ...بعد أن أيقنوا –وهم في أقصى آفاق الأمل- إن الوطن ,حتى وان لم يرحل ..فانه لن يسال عن أوقات غيابهم ......
وداعا .لمن تمنيت معرفتهم قبل الرحيل

وداعا (تحرير السماوي )
وداعا (أمير الدراجي )
وداعا (.........................




لتبق القائمة مفتوحة ..ما دمنا مثل (فراخ الدرّاج )...
.كل يتجه إلى موته دونما وصايا أو بوصلات
البلاد لم تعد معنية بخسائرها ..طالما هي رهن للرابحين ..





#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبدئي والعقائدي .....هو الغبي بامتياز ,حتى وان كان عبقريا
- دور تشارلي شابلن في انتخابات مجالس المحافظات في العراق
- تامل في تعليقات قراء وكتاب الحوار المتمدن ...........كلنا (م ...
- لن انتخب قائمة الحزب الشيوعي ..سانتخب اسماءا وردت في قوائمه ...
- ديوان الحساب .......(2)
- والطائفية ايضا ...تستحق ضربة الف زوج من حذاء منتظر
- كل نبيل في الارض...ينبغي ان يطالب باطلاق سراح المناضل احمد س ...
- ديوان الحساب ..........(1)
- في اعياد الميلاد المجيد ....رسائل اعتذار واستذكارات ...الى ( ...
- لماذا تركت اوجاعي يتيمة ؟
- وتمدن الحوار ...لايغض الطرف عن حقائق وقحة ...
- لاحرج ان يكون لليسار العراقي الجديد ..حذاءا.....بعدما جف الق ...
- سحر الارقام في عراق الاوهام
- ختامها
- الحوار المتمدن ....اهل وزاد..وراية عالية في زمان النكوص
- مات حيدرجعفر ...ترنيمة على كورنيش خريسان في ظهيرة بعقوبة
- الدنيا في ساعة حمًى
- الحياةً كعربةٍ مهزولةََ الحصان.....
- زيجةُ الذكرى السوداءُبالنسيانِ الابيَضْ
- يافقراء العالم ..ويا شرفائه , ما الذي ربحت الشعوب من انهيار ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ابراهيم البهرزي - مراثي الذين ما التقيتهم اسفا ..وهي تسبق مراثي من التقيهم وجلا