أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - يوميات الحزن الدامي - -جميلة-














المزيد.....

يوميات الحزن الدامي - -جميلة-


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


جميلة زهرة في الخامسة عشرة من عمرها ... براءة الطفولة ترتسم على وجهها ، ويشع الذكاء من عينيها الكحيلتين، تذهب الى مدرستها حافظة دروسها ،مؤدية لواجباتها البيتية ، معلماتها سعيدات بها لاجتهادها وحسن أخلاقها ، وهي سعيدة فرحة بهن لكثرة ثنائهن عليها .... جميلة لها احلامها الخاصة مثل كل الأطفال جميلة تحلم بأن تكمل دراستها ... وان تلتحق بالجامعة لتدرس الصحافة ..
وعندما سألتها معلمتها عن سبب احلامها واصرارها على دراسة الصحافة ... أجابت جميلة : أريد ان يعلم اطفال العالم عن مدى الظلم اللاحق بالطفولة في بلادي ولا تتناقله وسائل الاعلام ... فبعض الاطفال لا يجد حليبا يشربه ...وبعضهم لا يجد خبزا يأكله ... وبعضهم لا يجد ملابس جديدة في العيد ....وبعضهم لا يجد حذاء ينتعله ... وبعضهم لم يعد له بيت يسكنه بعد هدم منزل اسرته بقذائف الدبابات والطائرات .... وبعضهم قـُتل جنينا في بطن أمّه ، أو قتل وهو في المهد .
جميلة تكره الظلم والظالمين وتحلم بغد آمن وبسلام ينشر المحبة بين البشر ... جميلة تحزن كثيرا وتبكي بلوعة... وتحلم احلاما مزعجة عندما ترى على الشاشة الصغيرة اطفالا عراقيين تتناثر اشلاؤهم جراء تفجير أعمى ... فتتذكر ايمان حجو ابنة الشهور الأربعة التي قتلت وهي ترضع من صدر أمّها .... جميلة تكره الجنود الذين يقتلون الأطفال .... وتتمنى الحياة السعيدة لكل أطفال العالم ...
جميلة على قناعة تامة بأن عملها في الصحافة بعد ان تكبر سيوقف قتل الاطفال لأنها ستفضح القتلة في وسائل الاعلام .... وبالتالي سيهتز ضمير العالم الذي سيضغط على القتلة ويمنعهم من مواصلة جريمتهم .... جميلة تبني عالمها السعيد في مخيلتها فتبتسم لهذا العالم الذي تسوده المحبة ....
جميلة تمارس طقوس الطفولة البريئة على سطح منزلها مع أشقائها وشقيقاتها وأبناء عمومتها الذين يصغرونها عمرا دون خوف من أحد .... فهي لم تعتدي على احد ... ولم تلحق الأذى بأحد .....
جميلة سمعت هدير طائرة " ف16" امريكية الصنع نظرت اليها ...ابتسم الطيار فقدج رأى هدفا مميزا... ولم تصح جميلة الا في مستشفى الشفاء وقد فقدت ساقيها ودون أن تعلم أن شقيقها وشقيقتها وابن عمها فقدوا حياتهم .... بعد ان تمزقت اجسادهم الصغيرة من الصاروخ الذي حمل ساقيها الى مسافات بعيدة ... جميلة تبتسم بسمة البراءة عندما رأت نفسها قد اصبحت اكثر قربا من الارض بعد ان فقدت ساقيها .... جميلة والبسمة تعلو شفتيها تقول انها ستتعلم الصحافة وستعمل كصحفية في البلدان التي يتعرض فيها الأطفال للقتل ....جميلة تبتسم وتـُبكي بواكيا..





#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرفة في تل أبيب والتحايل بالجنس على السياسة
- قراءة في كتاب -من ذاكرة الأسر-
- للحرب على غزة اهداف غير معلنة
- يا أطفال غزة
- انهاء المقاومة مقرون بانهاء الاحتلال
- من المخيم الى عرش الناشرين العرب
- تصريحات ليفني دعوة للتطهير العرقي
- العيد ليس لنا
- اختلاط الرومانسية بهموم الوطن في رواية -لك الى الأبد
- التجويع والسكوت لا يلتقيان
- لا تقولي وداعا والقرار الصعب
- خيول ابراهيم نصر الله البيضاء في ندوة بالقدس
- فوز أوباما وخسارة الجمهوريين
- قضية القدس سياسية وليست خدماتية
- المباح في كلام غير مباح
- عظام أجدادنا غير آمنة
- والتين والزيتون
- مسرحية الملك تشرشل في ندوة اليوم السابع
- أمّة إقرأ لا تقرأ
- زمن الخيول البيضاء رواية ملحمية عن نكبة فلسطين


المزيد.....




- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - يوميات الحزن الدامي - -جميلة-