عادل صالح الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 07:32
المحور:
الادب والفن
ترجمة: د. عادل صالح الزبيدي
البشر الجوف
مستا كيرتز – مات
قرش من أجل غاي االعجوز
1
نحن البشرُ الجوّف
نحن البشرُ المحشوون
نميلُ معا
والرأسُ مليءٌ بالقشِّ. فيا للحسرة!
حناجرُنا المتيبسةُ إذا ما
نهمسُ
هادئةٌ وبلا معنى
مثل الريحِ تمرُّ على العشبِ اليابس
أو أقدام ٍ الجرذان ِ تمرُّ على كسر ِ زجاج ٍ
في القبو اليابس
شكلٌ لا سيماءَ لهُ، ظلٌّ لا لونَ لهُ، قوة ْ
شــُلــُّت، إيماءٌ ولكنْ لا حركة؛
يتذكرُ مـَن عبروا
بعيون ٍ متوجهة ٍ إلى مملكة ِ الموت الأخرى،
إنْ همْ فعلوا، ليس على إنا نحن
أرواحٌ شوهاءٌ تائهةٌ، بل
ليس سوى البشر ِ الجوف
البشر المحشوون.
2
عيونٌ لا أجرؤ أن ألقاها في الأحلام
في مملكة الموت الحلمية
لا تظهرُ هذه:
هناك، الأعين
ضياء الشمس على عمود مكسور
هناك، شجرة تتمايل
والأصوات
بغناء الريح
أبعد وأشد وقارا
من نجم يخبو.
دعني أن لا أصبح أقرب
في مملكة الموت الحلمية
دعني أيضا أن ألبس
أردية َ تنكـُّر
أعدت عمدا
كسترة جرذ، جلد غراب، عصيّ متصالبة
في حقل
تتصرف مثل الريح
لا أقرب—
ليست تلك اللقيا الآخرة
في المملكة الغسقية.
3
هاهي ذي الأرضُ الميتة ُ
هذي أرضُ الصبّير
هنا تـُرفع صوَرُ
الصخرة ِ، هنا يستلمون
تضرعَ يد ِ إنسان ٍ ميت
تحت تلألؤ نجم يخبو.
أ كذا الحال
في مملكة الموت الأخرى
تستيقظُ وحدَك
ساعة َ حين َ نكون
نرتجفُ من الرقة
شفاه كانت ستقبــِّل
تكون صلاة للصخر المكسور.
4
الأعين ُ ليست موجودة
ليس هنا أية ُ أعين
في وادي النجمات المحتضرة هذا
في الوادي الأجوف هذا
هذا الفكُّ المكسورُ لممالكنا المفقودة
في آخـِر محلات اللقيا هذا
نتلمس معا الدرب
نتفادى أن نتكلم
مجتمعين على شط النهر المتورم هذا
عمياً، ما لم
تعودُ الأعينُ تظهر
كالنجم الدائمْ
الوردة ِ متنوعةِ الأوراق
لمملكة الموت الغسقية
أمل البشر
الخاوين فحسب.
5
ها نحن ندور على الصبار
على الصبار على الصبار
ها نحن ندور على الصبار
في الخامسةِ صباحا.
بين الفكرة ِ
والواقع ْ
بين الحركة ِ
وبين الفعلْ
يقع الظلْ
فإنَّ لكَ المـُلك
بين الحمـْــل ِ
وبين الخـَلـْق
بين الإحساس ِ
ورد ِّ الفعلْ
يقع الظلْ
الدنيا جدُّ طويلة
بين الرغبةِ
والنوبة
بين العقم
والكينونة
بين الجوهرِ
والمنحدرِ
يقع الظل
فإنّ لك المـلك
فإن َّ لكَ
إنَّ الدنيا
فإن لك الــ
على هذا النحو ينتهي العالم
على هذا النحو ينتهي العالم
على هذا النحو ينتهي العالم
لا بدويٍّ بل أنـّة.
#عادل_صالح_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟