سُلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2502 - 2008 / 12 / 21 - 08:39
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
الساعة قاربت الآن منتصف الليل في منفاي اللئيم ، أعرف أن الشمس في طريقها أن تشرق على ربوع وطني ، وأنا في هذا الليل الجليدي القاتل ، يجافي عيوني النوم ، مادمت أتصور كيف عيون ولـَديْ نهله حسين، تنظران الى جسد أمهما ، الذي مزقته رصاصات حاقدة خسيسة ،والرأس الذي فـُصل عن الجسد ، أي بؤس هذا الذي يملأ أرواحهم ؟؟ كيف يجرؤن على إطفاء النور في عينيَ أم ،هل تصور أحدهم وسأل نفسه ، ماذا يكون رد فعله لو كانت تلك المرأة أمه ، أو كانت زوجته ، أو أخته ، أو حبيبته ؟؟هل راود أحدهم سؤال قبل الشروع بالقتل ، بماذا أساءت هذه المرأة لهم ؟؟هل لأنها تدافع عن بنات جنسها ؟؟ ومتى كان الدفاع عن الحق جريمة ؟؟ أنا لا أعرف الشهيدة نهلة حسين من قبل ، ولكن بقتلها شعرت أنني قـُتلتْ ، نظرت إلى أبنتي وولدي وبكيتُ من القلب ، تصورتهم أيتام أم ، مثل ولـَدي نهله .
صباح الخير يانساء وطني ، كم هو حزنكنَّ على قتل إمرأة في قمة عطائها من أجلكن َّ، كم من رعب القتل سيخلف قتل نهله في نفوسكن َّ ، وكم من الخوف سينزرع في قلوبكن َّ ، من تكرار القتل لنساء أخريات .
أعرف أن الشمس أشرقت هذه اللحظة في عراقنا ، لأن الساعة قاربت الواحدة صباحا في منفاي القاتل ، ومع شمس الصباح أرسل إليكن َّ بمواساتي ،وحزني على قتل زهرة كركوك ،التي فاحت بعطرها كثيرا، من أجل عراق خال ٍمن القتل .
#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟