أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مديح الصادق - ألا شلت يمينك يازيدي ... فقد أهنت الحذاءا














المزيد.....

ألا شلت يمينك يازيدي ... فقد أهنت الحذاءا


مديح الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 2501 - 2008 / 12 / 20 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بديهي أن ينقسم الرأي العام العالمي - استنادا إلى قانون صراع الأضداد - ومنهم العراقيون إلى فريقين , الأول يؤيد بحماس تلك الصفعة العالمية الثانية بالحذاء وإن كان المصفوع رئيسا لأكبر وأشرس نظام إمبريالي استفردت دولته بالساحة التي خلت من أي رادع - ولو بحرب كلامية - قد يثنيها عن غيها وعن بعض من رغباتها غير المحدودة في إخضاع العالم والعودة به إلى شريعتها الأولى , شريعة الغاب , مهما كلفت شعبها من تضحيات جسام وأربكت اقتصادها , ومهما كان حجم الدمار وتخريب الإنسان والأوطان لدى الطرف المعتدى عليه , وإن تأريخها الأسود غير خاف على أي شريف يحتكم إلى الضمير النقي , فما زالت جرائمها بحق الإنسانية قائمة رغم تقادم السنين , وقد اكتوت بنارها كل الشعوب , من قريب أومن بعيد ,هيروشيما ,وفيتنام , وغيرهما مما تختزنه ذاكرة الأحياء وصفحات التأريخ , وموجات الأنظمة الدكتاتورية التي سلطتها على رقاب المساكين , سواء الذين انقلبوا عليها فنالوا جزاءهم , أم أولئك الذين اتعظوا من أسلافهم , ولا يزالون على عهودهم محافظين , وكان غزو العراق آخر الفصول , فتحت شتى الذرائع الواهية انقضت بثقلها على عروس الشرق , ولؤلؤة العالم , وقلبه النابض , أرض الأنبياء والأولياء والأشراف , وشعب العمالقة العريق أرض الرافدين المعطاء , ملهمة المبدعين والشعراء , فأطلقت العنان للخفافيش والجرذان والأغوال , لينشروا الخراب والدمار والظلام لقد دمروا الإنسان وكل شيء جميل , ولقد رأينا ولمسنا واكتوينا , ورخيصة سالت الدماء
إن ماقرأناه وما سمعنا عنه من أفعال هولاكو ليقدر بعشر المعشارمما جاء به المحرر والمنقذ طرزان , الذي أقر بعظمة اللسان أن الحرب كانت خطأ لأنها بلا مبررات ,فيالها من وقاحة لم يسجل لها مثيل
أما الفريق الثاني فهم الرافضون لهذا السلوك , مستنكرين واصفين إياه بالهمجي , لا سيما أن الفاعل ينتسب إلى شريحة تترفع على الإقدام على أي سلوك يتخطى لغة الحوار المهذب , وإشهار أمضى سلاح , سلاح الكلمة الهادفة الملتزمة الصادقة , ذات التأثير الأمضى من كل أساطيل الغزاة , ناهيك عن كونه قد خبر المهنة وطقوسها , وما تمليه عليه من التزامات في التعامل مع الأصدقاء والأعداء على حد سواء
أضف إلى ذلك أن المضروب - بالنعال - ضيف عزيز جدا على قلوب مضيفيه , فقد ولاهم , وباركهم , وحماهم من كل المعارضين , الوطنيين المخلصين , والقتلة الإرهابيين , وأطلق العنان لرموزه ليعيثوا بالبلاد فسادا , وينشروا التخلف والظلام , ونصبهم قناطر إسفلت ستمضغها الغدران عند أول موجة حر بشهر تموز , وعليه فإن هذا الفريق ومؤيديه يرونه لزاما على كل العباد احترام هذا - الضيف - إلى حد التقديس
من حق هذا الفريق أن يشجبوا هذا الفعل واصفين إيا ه بالهمجي , وأنه مناف لشيمة العراقيين في إكرام الضيف , وأن المستهدف ذو فضل - كما يرى هؤلاء - به قد أغرق العراقيين حتى الآذان , وأن الفاعل لابد أن يكون إما معتوها فاقدا للصواب , أو حاسدا حاقدا لم ينل نصيبه مما غنم الرفاق , أو أنه من بقايا فلول النظام المهزوم المراهنين على عودة , على عودة المستحيل ,وقد ذهب بعضهم إلى أن قوى ظلامية مدعومة من مجاورين وراء هذا النعل
وعندما يضع الحكم المنصف نفسه أمام هذين الخيارين - الرافض والمؤيد - لابد أنه سيختار واحدا مما امتحن به فإما أن يبارك لهذا الصحفي الشاب الغيور الذي تجسدت أمامه - بشخص هذا البوش - كل جرائم الإبادة والدمار, فتناسى تقاليد المهنة, وخاطب القاتل الوقح الذي هز كتفيه راقصا على الأشلاء , بما لا يفهم غيره من خطاب , وهو الذي بقمصان مضيفيه مسح الدماء , معلنا براءته من دم الشاة , وقد باركه العالم بأسره حين نصب وصيا , وشرع له الاحتلال بقرار دولي - وعلى مرأى ومسمع هذا العالم داس - بحذائه الوحشي - على كل القيم والأعراف
أو أن يصطف - الحكم - بجانب فريق الرافضين لهذا السلوك غير الحضاري غير المناسب لمبدع جند نفسه لنقل الحقيقة , مهما كانت الأثمان , وعليه كبت عواطفه لإبراز الوجه المشرق لشعب عام الدنيا الأصول والقوانين
أما بالنسبة لي - وقد يستغرب بعض الزملاء والمقربين - فإني أخالف كلا الوجهتين , بعد قراءة وتمعن واستذكارلما جرى ويجري الآن في العراق , وما نحن عليه , وحال أهلنا هناك , وأخلص إلى رأى قد ألام عليه إذ أقول : ألا شلت يمينك أيها الزيدي فقد أهنت حذاء العراقيين ... لأنه أشرف ممن قذفته به ...



#مديح_الصادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والله العظيم ...لإنه استعمار
- كلا الأخوين ضر ...ولكن شهاب الدين أضر ...من أخيه رجاءنشر هذا ...
- في كل عراقي..وجدت مندائيا


المزيد.....




- بعد أكثر من سبعين عامًا.. مطعم بحريني يجذب المشاهير بمأكولات ...
- بعد قرار ترامب.. رئيس هارفارد يرفض -الإملاءات- وجماعة كولومب ...
- مسؤول بحماس يكشف عن موقف الحركة من مقترح إسرائيل بنزع سلاحها ...
- دراسات: البيض خيار مثالي لأحد العناصر المهمة لصحة الدماغ
- مؤتمر دولي في لندن لمناقشة الأزمة الإنسانية في السودان ولا ...
- هل انتهى شهر العسل؟.. خلاف علني -آخر- بين كييف وواشنطن مع اق ...
- الشيباني عبر -إكس: -الرئيس الشرع يزور الدولة التي وقفت مع ال ...
- الحرس الثوري: قدراتنا الدفاعية خط أحمر ولا مجال للتفاوض عليه ...
- -بسبب ملابسه المثيرة للجدل-.. محمد رمضان يوجه رسالة لإسرائيل ...
- زيلينسكي يؤجل الانتخابات 90 يوما أخرى


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مديح الصادق - ألا شلت يمينك يازيدي ... فقد أهنت الحذاءا