جبار عودة الخطاط
الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 05:59
المحور:
الادب والفن
أنظر
عبر نافذتي
التي تهشم زجاجها
بفعل حصى ( المطيرجيه )
ووضعت مكانه
قطعا من الكارتون المقوّى
فأشاهد المطر00
يهطل المطر بغزارة
فتغرق المدينة
تتحول
مدينة الثورة
الى فينسيا ما قبل التأريخ
يغطي المطر
وجــه الارض
لاشاهد بذهول
بلايين الاطفال البيض الصغيرة جدا
التي يفرزها
الازواج والعشاق
في لياليهم الحمراء
تطفو فوق الماء
تنتفس بصعوبة
إذ تتحول هذه الكائنات البريئة
الى أرواح مجني عليها
حين يلقى بها
في بلاط الحمامات
فتنجرف
الى معتقلات الصرف الصحي
أشاهد الاطفال الصغيرة البيضاء
تطفو فوق ماء المطر
الذي إختلط بمياه الصرف الصحي
وهي تحاول
التخلص من ألغام البطون النتنه
الطافحه فوق الماء
فتختنق الاطفال البيضاء
برائحة الالغام القاتلة
وتموت
أنظر
عبرزجاج نافذتي
التي لايوجد فيها زجاج
فأجمع أنفاسي
المتكومه
فوق الزجاج-الكارتون
أنوّمها
في فراشي الدافيء
وأغطيها بنظراتي الساخنة
وأنا أتمتم
ما أبشع الرجال والنساء
في هذا العالم الوحشي
وهم يمارسون عملية إبادة جماعية
بأسلحة دمارهم الشامل
فيقتلون على مدار اليوم
في العالم
بفعل شبقهم القاتل
بلايين الاطفال البيضاء
الصغيرة جدا
والمسكينة جدا
#جبار_عودة_الخطاط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟