عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 05:59
المحور:
الادب والفن
يأتى فصل الشتاء فى موعده ؛ ليصل بين نهايات عام يمضى ، وبدايات عام جديد !
يأتى للناس المتشوقة حكايات من السماء :
00 عن برده ،
الذى بلون ندفات الثلج ،
ينسلّ بهدوء وسكينة كزغب النبتات الشائكة ،
وينساب فى دواخلنا ،
فنلتقى وعائلتنا ، ونلتئم فى دفء العاطفة المتيقظة !
00 وعن غيماته ،
التى من خلالها ، تنطلق : الالوان العجيبة الساحرة المنبثقة من ارتشاح نور الشمس !
00 وعن قطرات مطره المبتهجة ،
وهى تعطى لتراب الارض رائحة اكثر ادهاشاً من العطر ،
واشبه ما تكون برائحة الحياة ، بل أكثر روعة !
00 وقوسه ، الذى لايزال يتجلى فى وقته منذ الزمن البعيد ، على فضاء فزعنا ، و مخاوفنا !
لنكتشف فى النهاية ، انها قصتنا الخالدة ، والمشتركة بيننا 0
يأتى الشتاء ،
وعندما تلمسنا بلوراته الندية النقية ،
نستعيد ذكريات طفولتنا ،
وكل صفاتها الجميلة التى ننساها فى خضم مشاغلنا ،
وتطفو اهازيجنا العاطفية الحالمة على مرآته ،
وقد استطارنا الفرح !
يأتى الشتاء ؛
ليغسل بزخاته الفياضة :
بيوتنا ، وطرقاتنا ، واشجارنا ، وكل معالمنا العارية ؛
ليحفزنا بلغته المهيبة السامية ؛
أن ننظف - بكل ارادة صالحة - :
قلوبنا من احقاد الماضى ، وعقولنا من الافكار القاتمة ، وعيوننا من سوءات غيرنا !
يأتى الشتاء ،
فهل نترك لامطاره الطيبة الفرصة لمواصلة رسالتها النقائية ؛
فتحمل معها كل اتربتنا إلى مصارف النهائية ،
قبل ان تصير : طيناً ووحلاً ؛ وتتلوّث طبيعتنا الحسنة ؟! 00
يأتى الشتاء ،
ليسقى بغيثه ارضنا العطشى بجنون الرغبة المقدسة ؛
فتمتلأ مزارعنا ، ومساربنا ، ودروبنا ، بالخير والبركة 0
فهل نحاكى : " جالب المطر " - كما فى التقاليد الامريكية الهندية - :
ويحمل كل منا غيمته ، ويمضى إلى حيث يمطر ؛
فنعشّب صحراء المحرومين ، والمسلوبين من نبض الحياة الكريمة ، ومباهجها ؟! 00
،000،000،000
قد تفاجؤنا السيول، وقد دمرت الوصول الى منازلنا !
لكننا نشخص إلى فوق إلى حيث قوس قزح باطيافه السبعة المجنّحة ،
ونستعيد الثقة فى عهود ومواعيد الله الصادقة ،
التى لا يمكن أن تذوى وإن هطل المطر ، أو قررت الشمس أن تستريح !
00 وهذه هى حكمة الشتاء !
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟