حميد أبو عيسى
الحوار المتمدن-العدد: 2437 - 2008 / 10 / 17 - 05:27
المحور:
الادب والفن
بعد ثلاثة أيام ستحل الذكرى الثامنة لرحيل الإنسان الرائع ورجل الدين والفلسفة والأدب ، الكبير يوسف حبي، وهذه القصيدة كتبتها يوم 29 أكتوبر سنة 2000وألقيتها في الحفل التأبيني المقام على روحه في مدينة ديترويت.
أي ُّ نجم ٍ قد توارى في بلادي ،
أي ُّ نبض ٍبابلي ٍّقد دعاه ُالحتف ُقسرا ً للرقادِ ؟!
أيُّ عملاق ٍمَهيب ٍمزَّق َالسيرُ خطاهُ في مشاوير ِالجهاد ِ!
هل ْ قضاء ً بقوانين ِ السماء ِ ينبغي أن
يرتوي كلُّ العظام ِمن نبوع ِ الاضطهادِ
أم هي الأسماءُ تسمو فيضيق ُ الأفق ُ ذرعا ً
ويسود ُ الدغل ُ كالجراد ِ في أرض ِ السوادِ ؟!
يا بلادي ، يا أنين َ الطفل ِ يكوي لي فؤادي
ويناديني نحيبا ً وصراخا ً في مغبّاتِ البعادِ !
أين َأرمي رازحاتي وصليبُ الإرثِ أمضى من ْرماح ِ النائباتِ ،
أين َ أشكو نائباتي كي يصير َ العزم ُ زادي؟!
منذ آلافِ السنين ِ،
بين حين ٍ وحنين ِ
يدخل ُ الدنيا رسول ٌ، يزرع ُ الأفعالَ نورا ً وجسورا ً للعبور ِ!
منذ ميلادِ العصور ِ يفتدي الإنسانَ رمز ٌ ناصريٌّ ،
مفعمٌ بالحبِّ والإقدام ِ والإجلال ِ والحس ِّ الغيور ِ
أنتَ فيهم ، يوسفَ الحبيَّ ، صنوٌ قدريٌّ ، سامري ٌّ،
أنتَ كنزٌ قلما جادتْ به الأيامُ في السِفر ِ الأخير ِ!
سألوني ذات يوم ٍ من أحق ُّ الناس ِ بالحبِّ الأثير ِ؟! ،
من أحقّ الناس ِ بالمجدِ الكبير ِ؟!
قلتُ رسما ًمن يضحّي دون أجر ٍ أو أجير ِ، من ينوءُ
تحت َ أحزان ِ اليتامى والحيارى في محطات ِ السعير ِ
هلليلويا لسجايا كبُرتْ في عمق ِ نفس ٍ
ثمَّ جادتْ بغيوثٍ أنجبتْ أزكى الزهور ِ
نَمْ جذورا ً تمخرُ الأعماق َ رفدا ً للنسوغ ِ
وتجمَّلْ كي يفيضَ الحقلُ بالقمح ِ الوفير ِ!
#حميد_أبو_عيسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟