أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وفاء هندى حليم - التطور الروحى للجنس البشرى.....














المزيد.....


التطور الروحى للجنس البشرى.....


وفاء هندى حليم

الحوار المتمدن-العدد: 2427 - 2008 / 10 / 7 - 01:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التعاليم الإلهية تتغير ظواهرها من عصر إلى آخر ولكن كل دين هو متمم لسابقه ولا يخالفه بل يكمل….
إن جميع الرسالات السماوية كانت كل واحدة منها تمثل مرحلة من مراحل متعاقبة للتطور الروحي وكانت كل رسالة سماوية تمثل صفحة من سفر التطور الهائل للحياة الإنسانية و إن كان هناك تفاوت في درجة إشراق كل رسالة إلا أن هذا ليس مرجعه إلى وجود خاصية وميزة معينة لرسول من الرسل لأحدهم على الآخر وإنما ترجع نسبته في الواقع إلى تفاوت الاستعداد البشري وقابليته الروحية، وهذه نقطة هامة لا يجب أن تغرب عن أذهاننا فدرجة الوحي الذي هبط على كل منهم كانت تختلف بالضرورة باختلاف مستلزمات التطور التدريجي إلا أن مصدرهم العام وجوهر وحدتهم وحقيقة مطلبهم واحدة لا تتجزأ مصدرها سماء المشيئة الالهية، وعليه فأنك إذا نظرت لكل هذه المظاهر المقدسة ستجدهم جميعا ساكنين في رضوان واحد وطائرين في هواء واحد وجالسين على بساط واحد وناطقين بكلام واحد أما الشرائع والأحكام الإلهية فهي تتجدد بما يتناسب مع ما وصلت إليه العقول من قابليات واستعداد وتتغير تبعا لرقي الإنسان وتتبدل طبقا لمقتضيات الأحوال، فمثلا في دورة سيدنا موسى كانت تقطع يد من يرتكب السرقة وكان القانون المعمول به هو السن بالسن والعين بالعين ولما كانت هذه الأحكام لا توافق عصر المسيح فأنها نسخت ومع ذلك أبقى الله عليها في ظهور سيدنا محمد لأنه أشرق وتلألأ في مكان وبين أناس يحتاجون لمثل هذه الشرائع وكذلك أيضا في زمان حضرة موسى كان الطلاق مباحا ولكنه كان على غير قواعد ثابتة فنسخه المسيح وفي زمن حضرة محمد أبقى حضرته على الطلاق ولكنه وضع له أسسا تحكمه وفي زمن موسى أيضا قرر عشرة أحكام يعاقب عليها بالإعدام وكان وقتها من المستحيل حفظ النظام للهيئة الاجتماعية بدون هذه القوانين القاسية ولكن في زمن المسيح لم يعد ذلك القانون صالحا وأيضا لم يكن من الممكن أو المقبول في زمن المسيح أن يتحدث حضرته عن ضرورة وجود لغة عالمية واحدة و كانت وقتها وسيلة المواصلات الوحيدة المتاحة هي البغال والجمال، أما في الزمن الحاضر والإنسان يستطيع أن يتناول إفطاره في أفريقيا وغذائه في أوروبا وعشائه في أمريكا فإن الوحي الإلهي يستطيع أن يتحدث عن أهمية وجود لغة عالمية واحدة بين البشر وهكذا فإن شرائع الأديان تتغير وتتبدل وفقا لمقتضيات الزمان والعصر وكلها تكمل بعضها وساهمت جميعها في تطور ورقي عالم الإنسان ، ففي تعاليم موسى مثلا يمكننا أن نرى أكمام الزهرة ، وفي تعاليم محمد والمسيح نرى الزهرة متفتحة ، وفي تعاليم بهاء الله نرى الثمرة من الزهرة ، ولا تناقض بين الزهور وبين أكمامها ولا بين الزهرة وبين الثمرة بل أن كل منها يتمم الآخر ولابد من سقوط الأكمام حتى تتفتح الزهرة ولابد أن تسقط أوراق الزهرة لتنمو وتنضج الثمرة فهل كانت الأكمام والأوراق بدون فائدة حتى نقلل من شانها كلا بل أنها كانت في وقتها ضرورية وبدونها لا يمكن أن توجد الثمرة ، وهكذا الحال في التعاليم الإلهية تتغير ظواهرها من عصر إلى آخر ولكن كل دين هو متمم لسابقه ولا يخالفه بل يكمله وعليه فإن البشرية ومنذ بدء الخليقة تعيش في تطور دائم ومتدرج ومستمر ومن ثم فلا يمكن للإنسان المنصف أن يجادل ويصر على أن شريعته الخاصة به لا يمكن أن يعتريها تغير أو تبدل لأنها تصلح لكل زمان ومكان فذلك مخالف لقانون وناموس الله منذ بدء الخليقة ، وإذا نظرنا حولنا وتأملنا بهدوء وإنصاف ما يدور في عالم اليوم من أحداث سريعة مذهلة شملت جميع أطوار الحياة سنرى أن هناك تغييرا أساسيا في الأفكار البشرية والآراء الاجتماعية ومن هنا فنحن لن نشعر بغرابة واندهاش من تصاعد ذلك الشعور الفجائي بالجامعة العالمية البشرية وتولّد الإحساس المتدفق بالحقوق العامة للإنسان وتوجه أقطار العالم متحدين لحل كثير من مشاكل الجامعة الإنسانية خلال المؤتمرات الدولية ، كل هذه أحاسيس واتجاهات جديدة تعم معظم بلدان العالم وأنظمته ومؤسساته ولا يستطيع أي منصف أن يغض النظر عنها فإذن ليس من المنطق أو العقل أن يحكم مثل هذه الاتجاهات العالمية المتطورة شرائع وأحكام مضى عليها من الدهر أكثر من الف وأربعمائة عام ، ومن هنا كان استمرار التنزيل الإلهي عملية حتمية يفرضها القانون الإلهي الخاص بالتطور والارتقاء وهذا هو النظم الطبيعي الإلهي والقانون الأبدي السماوي الذي يحكم سفر التطور الروحي والمادي للجنس البشري ذلك القانون الذي يتوافق مع أسماء الله الحسنى وصفاته العليا الرازق الباسط الكريم المعين ، وعليه فإن الإنسانية برمتها كانت في احتياج دائم لنفثات الروح القدس ولهذا السبب لم يستغن العالم الإنساني سابقا ولا يمكن أن يستغني في يوم من الأيام عن المربي الإلهي ، وعلى البشرية أن تستوعب وتعي هذا الناموس الأزلي الذي هو في الواقع سر الحياة واصل الوجود يجب أن تكون عيوننا مفتوحة وعقولنا طليقة وقلوبنا متحررة حتى نستطيع أن نميّز النداء الإلهي.

هذه هي قصة الإنسانية على مدى التاريخ البشري الواسع وحدة كاملة متصلة الحلقات متلاحمة الفصول تعمل من اجل مطلب واحد ترمي إلى غاية عامة منذ البدء وحتى يومنا هذا ، إنه لمنظر رائع للتاريخ الروحي الذي ظل دوما يعد القلوب والعقول للغاية العظمى وهو اتحاد بني البشر، وما زال المسرح الذي تجري عليه الأحداث التاريخية هو العالم بأسره بقاراته و محيطاته و ما من جنس ولا أمة و لا قبيلة إلا و سيكون له دوراَ مرسوما في هذا التدبير الألهى العظيم



#وفاء_هندى_حليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التّنوّع والاختلاف سبب لظهور الجمال والكمال…


المزيد.....




- الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
- مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا ...
- السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر ...
- النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
- مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى ...
- رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
- -كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
- السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال ...
- علامة غير عادية لأمراض القلب والأوعية الدموية
- دراسة جديدة تظهر قدرة الحليب الخام على نقل فيروسات الإنفلونز ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وفاء هندى حليم - التطور الروحى للجنس البشرى.....