أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم أحمد - الفاسد وشقيقه الإرهابي















المزيد.....

الفاسد وشقيقه الإرهابي


إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2416 - 2008 / 9 / 26 - 03:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تجد فاسداً لوحده أبداً، دائماً هناك للفاسد شقيق وشركاء وظهر قوي يحميه،وكلما كان الظهر (عريض المنكبين) كانت الغنيمة والغزوة كبيرة.عندما تصاعد الإرهاب إلى ذروته في العراق،وصار عدد الجثث الملقاة في الشوارع يصل إلى المئات كل يوم،ولا يجرؤ أحد على حملها، كانت السرقة الواحدة أو الغزوة الواحدة الناهبة من المال العام تصل إلى مئات الملايين من الدولارات. حتى إن أحد الوزراء كما نشر سرق ثمنمائة مليون دولار في ضربة واحدة! وما يزال حتى اليوم هارباً. وفي اليوم الواحد تقع العديد من هذه الغزوات البطولية!

في منتصف عام 2003 شكل مجلس إعادة الإعمار في العراق لجنة سماها لجنة مكافحة الإرهاب برئاسة توفيق الياسري، وجدت اللجنة بعد دراسات وتحريات طويلة أن الإرهاب يتغذى من الفساد داخل الدولة،وإن الفساد يجد غطاءه بالإرهاب، وإنهما متلازمان كشقيقين توءمين ،غير شرعيين. فعادت وغيرت اسمها إلى لجنة مكافحة الفساد والإرهاب وراحت تعمل على طريقين متوازيين.

كان هذا أول توجه عالي المستوى للتصدي لهاتين الظاهرتين المدمرتين من جذورهما لا من سطحهما القانوني إذا لم يكن لمجلس الإعمار صلاحيات تنفيذية أو قضائية. بعد أيام وفي غارة على أحد المساجد في بغداد الذي تتخذه جماعة إرهابية مقراً لها وتجمع فيه أسلحتها وجد بين أوراق الإرهابيين أسماء أعضاء هذه اللجنة وعناوينهم ومخططات لتصفيتهم ، وقد قتل فعلاً أحد أعضاء مجلس إعادة الإعمار مجيد حنون وهو يرصد في ميناء البصرة البواخر التي كانت تقوم بتهريب آلاف الأطنان من الحديد السكراب إلى إيران!

بعد رحيل مجلس الإعمار،وعلى هدى ذات التوجه للعهد الجديد شكل البرلمان مع الحكومة هيئة النزاهة برئاسة القاضي راضي الراضي، وقد عملت هذه اللجنة في ظروف عصيبة ورهيبة جداً ، كان الإرهاب في أوجه ،وكان الفساد في أوجه أيضاً: أنابيب البترول كانت مفتوحة لشاحنات وبواخر اللصوص في البصرة وعلى الحدود الإيرانية،وخزينة الدولة مفتوحة للأيدي القذرة تحمل منها ما تشاء بمباركة رجال متنفذين في السلطة والبرلمان والحياة السياسية،فساد في بغداد وفساد في كردستان، أحدهما يحمي الآخر، والدماء تغطي شوارع وبيوت العراق!

لم يستطع القاضي الراضي أن يكون راضياً عما يجري حوله وأن يتحول هو إلى فزاعة طيور، وحين أراد أن يفتح فمه انبرى له أحد رجال الذين السياسيين من البرلمان وظل ينازله في حلبة الملاكمة السرية والعلنية حتى أطاح به بالضربة القاضية! لم يعرف حتى الآن من هو المذنب ومن هو البريء في عراكهما لكن من المؤكد أن الفساد قد وجد في صراع ولاة الأمور من حوله فرصته الذهبية ليزيد في خزائنه من الذهب!

عهدت هيئة النزاهة لوكيل وتناوب عليها قضاة وأشباه قضاة ،وساعد تخلخلها على شلل عملها الضعيف أصلاً حتى أسندت أخيراً للقاضي رحيم العكيلي. في تصريحاته الأولى قال العكيلي : إن الفساد في العراق موجود فعلاً ولكنه ليس بالضخامة التي يصور بها للناس أو تتناقله وكالات الإنباء العالمية! بذلك كان يرد على تصنيف العراق كثاني دولة في العالم من حيث نسبة الفساد! لكن العكيلي لم يقل ما هي نسبة الفساد في العراق ولو على وجه التقريب! وبتصريحه هذا سكب الماء البارد على العاطفة الملتهبة المتطلعة إليه كمنقذ من حرامية الدولة الذين يفرخون كالأرانب، ويلتهمون كالأسود!

وعن بطؤ إجراءاته أو تلكؤها تحدث عن رأي خاص له في قضايا الفساد ورأي خاص للحكومة والبرلمان،لكنه ملتزم بقانون البرلمان والحكومة ،ومن المعروف أن التشريع الذي يتصدى للفساد قد وضع من قبل برلمان هو نفسه متهم بتستره أو لا مبالاته إزاء الفساد والفاسدين ،وإن الكثيرين من أعضاء البرلمان أنفسهم يرفضون حتى اليوم تقديم كشوفات بممتلكاتهم وحساباتهم بينما يجب عليهم أن يكونوا مثالاً في الشفافية والصدق مع القانون والشعب!

وهم بذلك طبعاً لا يستطيعون محاسبة رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية ونوابه والوزراء وبقية العاملين في الدولة على وضعهم المالي وتصرفاتهم في أموال الشعب!ولا أن تكون للدولة هيئة للنزاهة مشبعة بمهماتها وصلاحياتها!

عندما كان الإرهاب متصاعداً ودخانه يحجب السماء كان يحمي الفاسدين فهو يأخذ حصته الكبيرة منهم ليواصل نشاطاته،وهم يغذونه ليواصلوا سرقاتهم تحت الدخان وخوف الناس والموظفين النزيهين ،وعندما تقلص الإرهاب بنسبة واضحة اليوم حل محله العنف الشرعي،وكلما أسيء أو افرط في استعماله تحول إلى إرهاب شرعي أو إرهاب بغطاء قانوني ،وهو بيد الدولة ومسؤوليها ودون رقيب ،وإذا ما تحالف العنف أو الإرهاب الشرعي مع الفساد فإن الفساد نفسه سيكون شرعياً وسيكون هو القاعدة، والنزاهة هي الاستثناء!

في خطوة يصعب فهمها قال أحد المسؤولين أن الحكومة قد أعفت الذين سرقوا أموال الدولة من المساءلة الجنائية لكنها لم تعفهم من الأموال التي سرقوها وسيظلون مطالبين بإرجاعها. كيف سيطالبون؟ من سيطالبهم؟ كيف استحال المال المسروق إلى قرض وإلى إعارة أو ربما إلى منحة ؟ من شرع هذا القانون ؟ هل هو من صلاحية البرلمان أم الحكومة أم الأمر جزء من فوضى في عمل الدولة حين يتولاها رجال ونساء تنقصهم الكفاءة والعلم والإخلاص!

من الواضح أن الرؤوس العليا في الدولة في تشكيلتها الطائفية والقومية والحزبية الضيقة لا تمتلك الإرادة السياسية أو حتى الأخلاقية للتصدي للفساد والفاسدين! هذه الرؤوس الكبيرة حين تسأل عن تأجيلها لمشاريع الإعمار ، تقول إنها لا تستطيع تنفيذها خشية أن يتسرب رصيدها إلى جيوب الفاسدين! وهذا ما يقع في باب أن العذر أقبح من الفعل! ترى من يضمن أنها إذا بقيت في خزينة الدولة ستكون بمنأى عن أيدي الفاسدين؟

ويسألونك من أين جاء الإرهاب والفساد ؟ مرة أخرى سيأتي الجواب :من وراء الحدود! فتش عن إيران وسوريا وغيرها من دول الجوار وبقايا البعث ومخابراته! ولكن هل يمكن للإرهاب والفساد أن يستوطنا قلب الدولة وأحشاء المجتمع لو لم تكن لهما ركائز طائفية وقومية وحزبية متعصبة فاسدة هي أيضاً ؟ الإرهابي لا يولد ولا يعيش إلا مع شقيقه الفاسد فهما يولدان كتوأمين ملتصقين ،لكنهما يمتلكان خفة حركة لا يمتلكها الناس الأسوياء‍!

ليجتمع الفريق عبود قنبر قائد قوات فرض القانون مع القاضي رحيم العكيلي رئيس هيئة النزاهة ويضعا خطة واحدة لمكافحة الإرهاب والفساد معاً ، تكون شاملة ومتلازمة ومنسجمة ،وليقوما باعتقال كل من يثبت فساده أو إرهابه أو كلاهما معاً ، حتى لو وجدوه في البرلمان رافعاً يده للتصويت على قائمة الحجيج إلى بيت الله الحرام،أو لرفع الحصانة عن المارق مثال الآلوسي . ‍ ‍ ‍



#إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المالكي هو خطأ بول بريمر؟
- قادة الكرد في زمن الكوليرا
- مناصب كبيرة شاغرة في العراق____2 2 الحلقة الثانية والأخيرة
- مناصب كبيرة شاغرة في العراق (الحلقة الأولى)
- كامل شياع : المعركة غير المتكافئة
- المثقفون الكرد أمام مسؤولياتهم
- استفتوا العراقيين جميعاً حول كركوك


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم أحمد - الفاسد وشقيقه الإرهابي