حسام السراي
الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 10:13
المحور:
كتابات ساخرة
نسمع ومنذ خمس سنوات تصريحات لمسؤولين عراقيين في وزارات خدمية وآخرين في أمانة بغداد ،عن خطط وتصاميم لإنشاء مترو في بغداد ،صار ذلك بمثابة حلم يراود كل العراقيين الطامحين بتقدم بلادهم ، التي تملك من الأموال ما يمكّنها من إقامة مشاريع لاتقف عند حدود إنشاء مترو في العاصمة البغدادية العريقة .
والأمر قد يبدو صعب التصديق بالنسبة لغير العراقيين الذين ربما سيستغرّبون إن بلادا لديها هذا العمق التاريخيّ والحضاريّ والإمكانيات البشرية والمادية ،مازال أهلها ومنذ عقود ، يحلمون بأن يكون لديهم مترو ، تدغدغ مشاعرهم تصريحات ، يحق لنا أن نقول عنها إنها (بالونات كلامية ) أو ( أقاويل مرحلية ) لحد الآن ، تستند لرؤى وخطط مسؤولين (انتقاليين) كحال مرحلتهم ،في فترة يشهد فيها العراق موجات غير مسبوقة من الفساد وهدر المال العام ، لم تنل خلالها الجهات الحكومية رضا المواطن عن أدائها لحد الآن ، رغم ما تحقق من تحسن أمني كبير ، فهو بات يشك أحيانا بإمكانية تحقق مشاريع كبرى كإنشاء مترو في بغداد أو ناطحة سحاب أو مطارات بمواصفات عالمية ، وإنشغل بتوسلات ربانية بألا يقطع الماء عن الرصافة أو الكرخ وأن يكون أمد جاهزية المنظومة الكهربائية أقصر من المعلن عنه لسنوات .
وأمام هكذا أحلام كبيرة وعصيّة على دهرنا ، لابد أن نتذكر عوائق كثيرة ، منها قوى الإرهاب والجريمة المنظمة التي لاتسمح لمستثمر أشقر أن يزاول عمله في بغداد أو غيرها من محافظات العراق ، وان انتفى هذا العائق سنصطدم بمجموعة من القراصنة الرسميين الذين لن يمرّروا مشروعا دون نسبة من المال تفرض بشكل أو بآخر، لتملئ بها بطونهم ، وأسباب بيروقراطيّة تأتي من سوء إدارة المؤسسات المعنية، تتوفر على الأغلب لدى أصحابها حسن النيّة .
هذه المطامح الكبيرة ،نتحدث عنها على فرض إننا نتخّطى عتبات مهمة في تجربة جديدة علينا ، لم نعرف ألف ياءها إطلاقا ،بفعل حقبة مريرة من الديكتاتوريّة البغيضة ، وهي تجربة ساهمنا بأصواتنا فيها عبر جولات انتخابية كان بعضها عسيرا بما حمله من دماء وتضحيات . و بالتأكد التام من جدوى خطواتنا يحق لنا أن نفكر بـ ( مترو في بغداد ). لكن ما يعتمل في صدورنا بخصوص ذلك ، يصبح بعيدا جدا إزاء الأحداث التي تجري على أرض الواقع العراقيّ ، حينما يفاجئنا أحد السياسيين المشاركين في العملية السياسية ،علانية ،باستخدامه كلمات الديمقراطيّة والحريّة وحقوق الإنسان ،للظهور من على شاشة التلفاز فقط ... لا أكثر صدقوني !!! .
#حسام_السراي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟