أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نجاح بدران - هنيئا لنساء الامارات ولا عزاء للسعوديات















المزيد.....

هنيئا لنساء الامارات ولا عزاء للسعوديات


نجاح بدران

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 10:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


شعرت بفرحة غامرة وسعادة غير عادية عندما تلقيت خبر تعيين الاخت الدكتورة حصة عبدالله احمد العتيبة سفيرة لدولة الامارات العربية المتحدة في اسبانيا في اطار التغييرات في السلك الدبلوماسي الاماراتي والذي شمل ايضا تعيين الشيخة نجلاء محمد سالم القاسمي سفيرة لبلادها في السويد.
وكان هناك سببان لما شعرت به من سعادة وفرح الاول أن هذه الخطوة تعكس درجة التقدم والتطور والانفتاح الاجتماعي الذي باتت عليه دولة الامارات لتكون في طليعة الدول العربية في افساح المجال امام المراة العربية لتحتل المكانة اللائقة التي تستحقها.
اما السبب الثاني فهو معرفتي الشخصية بالدكتورة حصة التي تعرفت عليها عندما كانت تشغل مسؤولية تقنية المعلومات في منتدى المراة العالمي بنيويورك، وايضا عندما شغلت مسؤولة عن تقنية المعلومات بجمعية زوجات الدبلوماسيين للامم المتحدة في نيويورك.
وقد كانت السيدة حصة مثالا للمراة العربية النشيطة المتفانية في العمل، الدقيقة جدا بالتنفيذ والالتزام، على درجة عالية جدا من العلم والثقافة تتحدث اربع لغات الى جانب العربية هي "الانجليزية والفرنسية والبرتغالية والاسبانية".
وكانت تحظى بتقدير واحترام الجميع لعلاقاتها الاجتماعية وتواضعها ، وكنت والكثير من زميلاتي فخورين بوجود سيدة عربية على هذه الدرجة من التميز والخبرة.
وقد جاء خبر تعيينها سفيرة لبلادها ليثبت ان المرأة العربية قادرة فعلا على القيام بمسؤوليات لا تقل عن مسؤولية الرجل وفي كافة الميادين.
وكان يمكن ان يكون تعيين سيدتين امارا تيتين سفيرتان لبلدهما مجرد خبر صغير في صفحات المجتمع في الصحف المحلية ، خصوصا وان سيدات العالم ينافسن الرجال اليوم على منصب رئيس الجمهورية ونائبا لرئيس الدولة.
لكن ان تقوم دولة عربية خليجية على وجه الخصوص بتعيين نساء سفراء فهذا أمر يستحق الكثير من الاهتمام ، والكثير من التدقيق لما يكشف عنه من تطور حضاري وانساني واجتماعي في دول الخليج العربية التي كان يشار لها منذ سنوات قليلة مضت على انها بؤر البداوة والرجعية والتخلف.
والأمر الاخر الذي لايقل أهمية عما سبق هو اصدار الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان ، بصفته حاكما لإمارة أبو ظبي، مرسوماً بتعيين خلود أحمد جوعان الظاهري في وظيفة قاض إبتدائي على الفئة الثالثة بدائرة القضاء في أبو ظبي.
واكد رئيس الدولة على تعزيز دور المراة في السلك الدبلوماسي قائلا ان هذه الخطوة «تعبر عن رؤية دولتنا لتحقيق المزيد من المشاركة الفاعلة للمرأة الاماراتية في تحمل المسؤولية الوطنية وبناء نهضة الوطن».
ومن جانبه قال الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة وحاكم دبي رئيس الوزراء والذي يعتبر الدينمو والمحرك الرئيسي في بناء وتحضر وتطور وتقدم دولة الامارات قال للصحافة الاسبوع الماضي " ان تعيين هاتين السفيرتين ما هو الا البداية وسوف يتم دعم المراة بتعيينات اخرى في الفترة المقبلة".
واكد دعمه وتشجيعه لهذه الخطوة واعتبرها «تجسيدا لرؤية القيادة المتمثلة بوجوب الاعتراف بالنصف الآخر من مجتمعنا كشريك كامل للرجل».
وتعطي هذه القرارات بتعيين النساء في السلك الدبلوماسي والقضائي في دولة الامارات مؤشرات تؤكد على ان كل الجهود التي يبذلها دعاة الظلام والتخلف واصحاب عقيدة ان المراة خلقت فقط لارضاء نزوات الرجل، وانها مجرد مصنع لتفريخ ذريته، سوف تبوء بالفشل والهزيمة.
وتؤكد ان المراة ليست قاصرا ولا ضلعا اعوجا وانما انسانا كاملا عاقلا لها نفس الحقوق وعليها كافة الواجبات الملقاة على عاتق الرجل. وانها لا تقل عن المراة الامريكية او السويدية او الاسبانية، او الالمانية.
وعندما تصل هذه المفاهيم الى دول الخليج العربية وهي دول تعتبر حديثة التكوين بالمقارنة مع العديد من الدول العربية الاخرى، وكانت لفترة قصيرة تسود فيها قيم البداوة التي تحط من قيمة المراة، فان ذلك يؤكد ان الارتقاء والتطور الاقتصادي والسياسي والعمراني والعملي والثقافي يؤدي تلقائيا الى ازاحة المفاهيم القديمة جانبا وتحرير المراة من القيود الاجتماعية والغاء النظرة المنحطة التي سلطت عليها لمئات السنين.
وان دعاة التزمت الديني والهرطقة والتدليس لا يمكنهم ايقاف مسيرة التاريخ ومسيرة التحضر والتقدم مهما اوتوا من قوة ومهما استعانوا بكتبة السيرة والاحاديث والاساطير الت يما انزل الله بها من سلطان.
ففي الكويت وهي احدى دول الخليج الرائدة في منح المراة الكويتية حقوقها السياسية والنقابية والاجتماعية هناك سيدتان تحتلان مناصب وزارية على مدارة السنوات القليلة الماضية، وقد خاضت المراة هناك معارك انتخابية على مدار دورتان انتخابيتان، وتتبوأ الكثير من سيدات مواقع رفيعة المستوى في الميادين الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية والاعلامية.
وقد تمكنت المراة الكويتية من تحقيق كل هذه النجاحات بالرغم من وجود قوي لجماعة الاخوان المسلمين وجماعة السلف التي اوصلت عددا كبيرا من مرشحيها لمجلس الامة.
فهنيئا لنساء الامارات ولا عزاء لنساء السعودية اللواتي ما زلن يرزحن تحت نظم ما قبل العصور الوسطى وتحت عصي رجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، محرومة حتى من قيادة السيارة، وينظم حياتهن شيوخ الوهابية الذين يجيزوا الزواج بالرضيعة كما قال قبل ايام المأذون الشرعي لمدينة جدة احمد المعبي "اسوة برسول الله الذي عقد على عائشة ولم تبلغ السادسة ودخل بها في التاسعة"
وهو الشيخ ذاته الذي ما زال يعتبر المراة مجرد اناء للمتعة الجنسية فاجاز زواج "الوناسة" و "المسيار" "، و"زواج الإنجاب" و"المحارم" و"الفريند."
واخيرا حلل زواج "المصياف" واعتبره ضروريا لحصانة الرجل من المحرمات خلال سفره وتنقلاته خارج البلاد.
ولكن ومهما بدت عليها الصورة الدونية للمراة السعودية والتي تقول احصائيات رسمية صادرة عن وزارة العمل السعودية، أن 76% من العاطلات عن العمل، هنّ من خريجات الجامعات. بسبب التحجر والقيود واوامر النهي والمنع والتحريم، التي تحول دون حصول المراة السعودية على ابسط حقوقها كما تقرها المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان، فان التطور الطبيعي لمختلف مناحي الحياة ستكنس في طريقها حراس الكهوف وصناع القهر وسوف تتمكن المراة السعودية من اللحاق باخواتها بنات الكويت وبنات الامارات ، وسياتي اليوم الذي تشغل فيه منصب الوزيرة والسفيرة ورئيسة الجامعة والمديرة.
هذه هي سنة الحياة كما برهن عليها تاريخ المجتمعات الانسانية المعاصر، وقد تستطيع قوى الظلام ان تؤخر او تبطيء هذه السنة لكنها ابدا ابدا لن تلغيها.
هنيئا للدكتورة حصة وللشيخة نجلاء ، وكم اتمنى تقديم التهنئة لالاف النساء العربيات وهن يتقدمن الصفوف لاخذ مواقعهن في مقدمة ركب المكافحين والبنائين العظام صناع الحضارة والارتقاء في هذه الامة العظيمة.



#نجاح_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا وفاق فلسطيني دون الالتزام بالشرعية الدولية
- لبنان يبيع الهواء وسويسرا تبيع الدواء
- الاسلام السياسي ضد الدولة الوطنية ... اخوان مصر نموذجا.. (2)
- الاسلام السياسي ضد الدولة الوطنية (1)
- هل يحق للاحزاب الاسلامية المشاركة بالعملية الديمقراطية ؟؟
- نعم انا منحازة ضد اعداء الوحدة الوطنية
- لا تحملونا -جميلة- يا انصار حزب الله ...
- الخطر الاعظم يتربص بغزة
- ما هي اهداف حماس ولماذا تستهدف فتح وكيف؟؟
- حزب الله لم ينتصر في تموز
- شهداء البنزين في امريكا وشهداء الخبز في مصر
- رسالة الى السيد اوباما : لن نقبل باقل من دولة فلسطينية مستقل ...
- اقامة دولة فلسطينية احد شروط تحسين صورة امريكا في العالم
- الحواجز الامنية تحيل واشنطن الى -بغداد- او رام الله
- الشيخ حسن نصر الله يكذب


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نجاح بدران - هنيئا لنساء الامارات ولا عزاء للسعوديات