|
كعب داير..!!
توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 10:29
المحور:
كتابات ساخرة
لمن يستغرب هذا العنوان ،ولا يعرف معناه.. أقول : انه تعريف لغوي كلبوشي لذلك السجين الذي يعاقب إجباريا ،وبغضب من الحكومة بالتجوال المستمر على السجون ،حتى تنتهي فترة عقوبته..!! أما التعريف الاصطلاحي السياسي والاجتماعي ،فهو ذلك الانتهازي الذي يتجول اختياريا ،وحسب اتجاه الريح ،وما تقتضيه بوصلة المصلحة الأنانية الصرفة بين كل الألوان والفصائل والأحزاب والفصول ،كما النحلة النشيطة في البستان..!! فمرة ..تراه يساريا متطرفا أكثر من الرفيق لينين، ومرة أخرى يفاجئك حين تراه على النقيض يمينيا متشددا أضعاف أضعاف الطالباني الظواهري و مرة ثالثة تراه مشايعا ليسار الوسط أو.. وسط اليمين كالأخ المناضل ذائع الصيت .. بهتان عبد المليم !!
أعرف مسئولا زئبقيا غير وبدل مواقفه ولغته وبوصلته أربع مرات في عام واحد ،لكل فصل من فصول السنة لون واتجاه ولغة و "برستيج "معين ،ولازال يمارس هوايته في إبهار الناس من حوله ،بحيث أني وغيري نحتاج دوما عند مخاطبته ،إلى اصطحاب قاموس ألفاظ يتناسبوأحدث صيحات الموضة السياسة ،و معرفة مسبقة ومحدثة لنشرة أخبار الطقس المزاجي لديه ،فربما نلبس له "تي شيرت" صيفي ،ونفاجأ بأنه بارد جدا ،وممطر مطر استوائيا عاصفا فترتبك علاقاتنا الضرورية التي لابد منها ،ويعتريها الزكام ، وربما نعد لاستقباله ذات مساء معطفا صوفيا ثقيلا ليصدمنا بموجة يسارية خماسينية حارة..فتتأزم أحوالنا معه ،ويخنقها القرف..!!
هذا "الحربائي" ،وأمثاله ،لا نعدم وجودهم في مجتمعنا الفلسطيني ،وباتوا يشكلون وبشكل غير معلن رسميا ،حزبا جديدا قديما تعارفنا عليه تحت يافطة المنافقين الجدد على غرار المحافظين الجدد في أمريكا ،ورغم أنهم مكشوفون دائما حتى لأصغر طفل في أصغر حارة..!! ، إلا أنهم وهذه نقطة ضعفهم ، لا يعترفون بذلك ،ويحاولون باستمرار الاقتداء بالنعامة،و استغلال السذاجة ،وطيبة القلب المتبقية عند الكثير من أبناء شعبنا ،بابتذال الشعارات النظيفة مرة ،وبالتلميع الفاقع المفبرك مرة أخرى وينسون أو يتناسون أن الحذاء مهما اكتسب لمعانا وبريقا من الورنيش الجيد يبقى حذاء..!! لعلهم يستتفهون قوة الذاكرة الشعبية التي تحفظ في أرشيفها غير القابل كما ملفات الكمبيوتر للقص واللصق والإزالة ،ولا توجد لديها سلة محذوفات..!! وإنما هي أذكى -رغم صمتها- من أن تستغبى من دعي للتقوى أو محترف للأونطة..!!
أحد هؤلاء طلع علينا قبل أيام بفيلم من تأليفه وبطولته وإخراجه.. ،ويحكي كعجوز ماتت أجياله عن وطنياته وتضحياته ،فما كان من جمهور المشاهدين إلا أن حيوه على طريقتهم العفوية بالبصاق والتأفف ،كما لو انه فسيخ عيد تالف..!! ،وكان بودهم أن يحيوه بحرارة البيض الفاسد و البندورة المفغصة ،ولكن قاتل الله الغلاء..!! والعزاء الذي يكفينا ويكفيهم ،أنهم ذكروه بسوابقه التي لا تنسى ،ولاتغتفر..!!
ذاكرة الوعي هذه..هي الأمل الوحيد في ألا يضحك علينا في المستقبل متسلق حاقد ،أو جاهل بائد ،كما ضحك علينا أشباههم ،وآباؤهم ذات أيام في مهرجانات ومؤتمرات وانتخابات..!! أصبحت من نكت الماضي الذي جر علينا مصائب الحاضر ،وليس من المعقول إن يستمر مسلسل استهبالنا من أولئك السحرة الذين يلعبون بالبيضة والحجر ،لأننا بحكم تجاربنا القاسية والعميقة والمتكررة من المفترض أن نكون قد تجاوزنا بكثير سن المراهقة السياسية وعنتريات "باب الحارة"التي يخدعها بسهولة التطبيل والتزمير ،وهتاف الباطل بكل ما هو طاهر ونبيل..!! وهانحن نعيش في تجربة حية تعتبر درسا وافيا للأصم والأبكم و الأعمى ، فما بالك بالأسوياء..!! أيها الناس.. ليس كل من ألقى خطبة وطنية عصماء ، ولوح بقبضته أمام الميكرفون يليق بقيادتكم وليس كل من أطال لحيته، وفضفض عباءته ،و تشغنف في حديثه المتلفز،هو أهل لثقتكم..!! تبصروا المنبت ،وثبات السيرة ،والمنطق البسيط..قبل أن تضعوا نادمين آمالكم في أيد ملوثة بمعاناتكم..!!
أيها الناس.. انظروا حولكم .. في أي زقاق سياسي كان أو اجتماعي ،تجدون أحفاد الحرباء وتلاميذها..،فاحذروهم كي لا تدفعوا من حياتكم ودمائكم ومستقبل أبنائكم ثمنا جديدا باهظا لتجربة مؤلمة أخرى..!! ،واعلموا أن أبشع الأمراض وأعصاها على العلاج هو عمى الألوان..!! لان المصاب به لا يحس ،ولا يعترف..!! وفي الختام.. أسأل الله لي ولكم سداد الرأي وفيض العافية .
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عار...خمس نجوم..!!
-
بين ناكر ونكير..!!
-
آخر قباحة..!!
-
أنت الان ..نحن..!!
-
هس ولا نفس..!!
-
مانخوليا..!!
-
ناصر..ثورة..56..!!
-
حزب الله..، وحزب الليل..!!
-
صواريخ واللا بيزنس..!!
-
في حضرة التاريخ..!!
-
سنة أولى ..موت..!!
-
كل امتحان ونحن بخير..!!
-
ممنوع الرفص..!!
-
نكبة..أم نكبات..!!
-
سامحنا.. أيها الصديق..!!
-
سامحنا ..أيها الصديق..!!
-
كبسولة آاااااا..تحميلة لأ..!!
-
حدث هذا الصباح..!!
-
بيان هام..!!
-
من سلمان الى بنت سلطان..!!
المزيد.....
-
أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21
...
-
السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني
...
-
مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع
...
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|