أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي سلمان البيضاني - العدالة الاجتماعية














المزيد.....

العدالة الاجتماعية


علي سلمان البيضاني

الحوار المتمدن-العدد: 2378 - 2008 / 8 / 19 - 04:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اذا ألقينا نظرة متفحصة على مختلف الانظمة التي مرت بالمجتمعات الانسانية عبر التاريخ وقبلت في ازمة على انها انظمة محققة للعدالة على نحو ما ، وتاملنا اطراد تباين مضمون هذه الانظمة محققة للعدالة على نحو ما ، وتاملنا اطراد تباين مضمون هذة الانظمة مع بقاء التمسك بانها تهدف الى تحقيق عدالة ما ، امكننا ان ندرك مدى ثبات فكرة العدالة من حيث الشكل والتصاقها الشديد على هذا الاعتبار بالصالح العام ، ذلك ان تنوع فكرة العدالة من حيث المضمون لا يؤثر على ثباتها من حيث الشكل والعدالة فكرة لا تنطوي على مجرد عنصري عدم ايقاع الضرر بالغير واعطاء كل ماله ، وانما تنطوي ايضاً على عنصر اعمق من ذلك التوازن المستهدف تحقيقه بين المصالح المتعارضة بغيه كفالة النظام اللازم لسكينة المجتمع الانساني وتقدمه . فالعدالة اذن (عنصر حركي ) اذ انها تستتبع السعي الدائب ننحو معرفة ما يستحقه كل و كيف يعطي له . ولا يجدر ان تدرس العدالة الا من خلال الصاللح العام الذي هي عنصر من عناصره الاصولية واذا التزم ذلك في تصور العدالة فانها تبدو في الواقع على حقيقتها كمصلحة انسانية عليا ذات صلة وطيدة بالاخلاق اذ لايمكن ان يكون المرء خيراً او شريفاً مالم يكن عادلا .. فالعدالة انما تطلق على عدد معين من المطالب الاخلاقية التي ينظر اليها جماعياً على انها اعلى مقاماً في مراتب المصلحة الاجتماعية . وقد كان للمفكر (جون ستيوارت ) فضل كبير في تخليص مدلول العدالة من كثير من الافكار الخاطئة التي شابتها ، وابرار مدلولاتها كمصلحه اجتماعية فقد لاحظ انه كلما اختلفت الاراء حول ما هية المنفعة الاجتماعية اختلفت ايضاً الحلول المتقبلة على انها حلول اجتماعية عادلة . فقد ذهب البعض مثلا الى انه ليس من العدل ان توزع خيرات المجتمع على اساس اخر سوى المساواة الحسابية التامة بينما يذهب اخرون الى انه من العدل ان يتم التوزيع على الافراد بحسب حاجاتهم . كما يذهب اخرون الى ان العدالة تقتضي ان يتم التوزيع على اساس مقدار العمل او اهميته بالنسبة الى المجتمع وهكذا تختلف العدالة باختلاف النظرة الى ما هية المصلحة الاجتماعية . وعندما كانت القوانين ينظر اليها على انها منزلة من الخالق كان الارتباط بالغ الوثوق بين فكرتي العدالة والقانون بحيث كان النظام عبارة عن مجرد الاخلال باحكام القانون ، على انه عندما اعتبرت القوانين فيما بعد من صنع البشر اصبح من الممكن بان البشر نظراً الى قصورهم ، كما يصنعون قوانين من توضع ويضعون ايضاً قوانين من غير الواجب ان توضع . وقد يقال ان الفرد عندما يثور من التصرفات لا ينصرف اهتمامه الى الصالح الاجتماعي بل الى صالحه هو فحسب . ولكن الواقع ان الفرد الذي يضع نصب عينيه الاجابة على السؤال التالي : هل التصرف المتخذ عادل ام غير عادل ؟ لا يرى التصرف غير عادل الا متى كان التصرف مخلا بقواعد السلوك التي يعتبر كل فرد عاقل ان اتباعها متفق مع الصالح المجموع فالاحساس بالعدالة انما هو الرغبة الغريزية لدى المرء في رد الايذاء او دفع الضرر عنه او عن اولئك الذين تربطهم به مشاركة وجدانية اتسعت حتى شملت ابناء الجنس الانساني بفضل مكنة التعاطف والمشاركة الوجدانية وبفضل الفهم الانساني المستنير للصالح الذاتي . ومن ثم انطوت فكرة العدالة على ثلاثة امور :
الامرالاول : قاعدة سلوك يفترض فيها انها مشتركة لدى المجتمع الذي سنت له ومقصود بها صالحه .
الامرالثاني : شعور يعتبر ضمان القاعدة . وهذا الشعور هو الرغبة في ان يحل الجزاء على من اخل بالقاعدة .
الامرالثالث : وجود شخص معين مس صالحه الذاتي بالاذى بسب الاخلال بالقاعدة . ومن ثم دخلت العدالة في نطاق واجبات الالتزام الناقص ،ونرى فيهما ان الظروف الخاصة التي يمارس فيها الالتزام متروكة لمحض اختبارنا كما في حالة الاحساس الذي يلتزم باداءه ولكن ليس قبل شخص معين . اما العدالة فلا تقتضي شيئاً من الصواب اتيانه او من الخطأ عدم اتيانه فحسب ، بل يكون لهذا الشيء شخص معين يمكن ان يطالب به .



#علي_سلمان_البيضاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسؤولية وصورها المختلفه
- الطب العدلي والجريمة الغامضة
- الدستور الاخلاقي للشباب
- حرية الصحافة في المجتمع الديمقراطي


المزيد.....




- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...
- غارات ميناء رأس عيسى.. ماذا قالت أمريكا وجماعة الحوثي؟
- موتورولا تعود لعالم الحواسب اللوحية بجهاز منافس
- أطعمة تعزز صحة الأسنان
- لماذا يجب أن تتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية مساء؟
- دراسة صادمة.. تغير المناخ قد يحرم الملايين من الدم المنقذ لل ...
- تطوير -راديو فضائي- للبحث عن أشكال خفيفة للمادة المظلمة
- الصين تجسّ نقطة ضعف الولايات المتحدة


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي سلمان البيضاني - العدالة الاجتماعية